logo

logo

logo

logo

logo

القهبليات

قهبليات

Psocoptera - Psocoptères

القهبليات

 

القهبليات Psocoptera، ويطلق عليها أيضاً اسم قمل الكتب book-liceأو قمل القلف wood-lice، رتبة من صف الحشرات Insecta، كانت تعرف باسم الحشرات صانعات الأخاديد Corrodentia. ولصغر حجوم أجسامها، وعاداتها الغامضة، ولضآلة أضرارها فإنها لم تلق الاهتمام الكافي. تضم الرتبة ما يزيد على 1800نوع منتشرة في جميع أنحاء العالم، موزعة على 13ـ25فصيلة. وهي حشرات خارجية الأجنحة Exopterygota، صغيرة الحجم 1.5ـ5ملم، أجسامها ناعمة لينة تأخذ ألواناً مختلفة تحاكي بيئتها. الرأس كبير حر الحركة، الدزر الجبهي (بشكل Y) واضح، العيون المركبة كبيرة محدبة بارزة، صغيرة في الأفراد غير المجنحة. العيون البسيطة ocelli ثلاث في الحشرات المجنحة وغائبة في الأفراد غير المجنحة. قرون الاستشعار خيطية طويلة متعددة العقل 13ـ50. الصدر الأمامي صغير يشبه الطوق، أما المتوسط والخلفي فمنفصلان وغير متساويين، قد يلتحمان عند بعض الأنواع. الأجنحة غشائية شفافة مختزلة التعريق، موجودة عند الغالبية، وقد تختزل آخذة شكل الحراشف أو تختفي عند بعضها، والشفع الأمامي منها أكبر من الخلفي. الأرجل متماثلة أسطوانية، مهيأة للجري. وللحشرة القدرة على التحرك في الاتجاهات كافة بحرية ملحوظة وبسرعة. البطن عادة قصير يتألف من 9 حلقات واضحة، القرون الشرجية anal cerci معدومة. التطور تدريجي، إذ إن حورياتها تشبه الحشرات الكاملة، فيما عدا عدم اكتمال نمو الأجنحة والعدد الأقل من عقل قرون الاستشعار وغياب العيون البسيطة. جميع أفراد الرتبة أرضية المعيشة terrestrial.

تتكاثر هذه الحشرات جنسياً، ولو أن باستطاعة بعض أنواعها التوالد بصورة بكرية لندرة الذكور. يوضع البيض مفرداً أو في مجموعات صغيرة لا تتجاوز الـ 10بيوض في التشققات أو على السطوح الخشنة أو تحت أوراق الأشجار الجافة أو على قلف الأشجار أو بين طيات الكتب وغيرها من المواضع.

تلجأ إناث غالبية الأنواع إلى تثبيت بيوضها بخيوط حريرية، قد تصل من الكثافة إلى تشكيل شباك حريرية تغطي فروعاً أو أغصاناً بكاملها تعيش أفراد المستعمرة تحتها. تفقس البيوض عن حوريات تمر بستة أطوار قبل بلوغها الطور الكامل في3ـ4أسابيع. ولا يتجاوز مدة الجيل الواحد 30ـ60يوماً. وللأنواع التي تعيش في المنازل أو داخل الإنشاءات التي يبنيها الإنسان القدرة على التكاثر بصورة مستمرة وعلى مدار العام لتوافر الظروف المناسبة. أما الأنواع الأخرى البرية فغالباً لها جيل واحد في السنة، وقد تصل إلى ثلاثة عند بعض الأنواع. غذاؤها الأساسي الأعفان وهيفات الفطور والطحالب والمواد النشوية الجافة والحشرات المحنطة وعينات النباتات الجافة.

تتوافر بعض الأنواع في المنشآت، كالمكتبات ومستودعات الحبوب والمتاحف والمنازل في شقوق الرفوف والجدران وخلف الإطارات واللوحات الجدارية أو تحت أوراق الجدران. كما تعيش في بيئات لا يمكن حصرها خارج المنشآت، حيث تتوافر الأوراق المتساقطة وفي ثنايا قلف الأشجار الظليلة وقرب أسوار الحدائق حيث تتجمع النباتات الجافة، كما توجد في جحور وأوكار القوارض وأعشاش الطيور ومستعمرات النمل وأعشاش الزنابير. يفضل بعض الأنواع المعيشة في الأماكن الرطبة غير المبللة في الكهوف وتجاويف جذوع الأشجار وبين نموات الطحالب وهيفات الفطور النامية على الصخور المظللة وغيرها من الأماكن.

ويفضل عدد من الأنواع البقاء في تجمعات صغيرة أو كبيرة تضم أطوارها كافة، حيث تتوافر الرطوبة المناسبة والغذاء. ويعيش بعض أنواعها تحت شباك حريرية من صنعها تبلغ من السعة بحيث تغطي الشبكة الواحدة شجرة بأكملها أو فروعاً منها.

ليس لغالبية أنواعها أهمية اقتصادية تذكر لصعوبة ملاحظتها، لكن لبعض أنواعها أهمية خاصة، يُذكر منها قمل الكتب وقمل الحبوب المسمى Liposcelis divinatorius.

وهي حشرات غير مجنحة، مسطحة الجسم، تتسم بأفخاذها العريضة. تتكاثر بصورة مستمرة، وتألف المكاتب والمنازل والمتاحف ومعامل الأغذية، مما قد يسبب أضراراً ملحوظة في المخطوطات والكتب القديمة التي سبق واستخدم في جمعها وصقل أوراقها المواد النشوية، مما يستدعي إعادة جمعها وتجليدها. تُكافَح هذه الحشرات إذا استفحل ضررها، بالتعقيم الفراغي، و تكفي عادة إجراءات التنظيف بالمكانس الكهربائية القضاء عليها.

أحمد زياد الأحمدي

مراجع للاستزادة:

 

- C.T.A. Brues, A.L. MELANDER and F.M. CARPENTER, Classification of In­sects (Cambridge, Mass, U.S.A 1945).

- F.A.URQUBART, Introducing the In­sect (Henry Holt and Company, New York 1949).

- H.H. Ross, A Text Book of Entomology ( John Wiley Sons , Inc, New York 1956).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 636
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 40551746
اليوم : 81561

إيليس (غيولا-)

إيلْيَس (غيولا ـ) (1902ـ1983)   غيولا إيلْيَس Gyula Illyes كاتب وشاعر هنغاري، ولد في راسِغرِسْبوشتا Racegrespuszta، وتمكن مع منشئه القروي ومايحيط به من أوضاع صعبة من تثقيف نفسه. وألجأه العمل السياسي الذي بلغ أوجه في بلاده عام 1919 إلى فرنسة حيث انصرف إلى الدراسة الجامعية في السوربون والنشاط النقابي حتى عام 1926 حين عاد إلى بلاده. وقد أثمرت تجربته هذه رواية «مهاجرو الهون في باريس» (1946) Les Huns à Paris؛ وهي سيرة ذاتية تنطوي على تحليل للوجه الاجتماعي للحياة في ظل النظام شبه الإقطاعي الذي كانت تعانيه طبقتا الفلاحين والعمّال الزراعيين، ولما عاد إلى بودابست شاعراً له شأنه، أسس عام 1941 مجلة «ماغيار غيسلاك»، وصار رئيس تحرير مجلة «نيوغات» Nyugat. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية انتخب نائباً عن حزب الفلاحين وصار رئيس تحرير مجلة «فالاز» Vàlasz التي أوقفت عام 1949 بسبب تعرضها لانتقادات الحزب الشيوعي. يعدّ إيلْيَس في أكبر الشعراء الهنغار في القرن العشرين، ومن دواوينه «الأرض الثقيلة» Terre lourde و«العودة» (1928) Le retour، و«تحت سماوات محلقة» (1935) Sous des cieux volants و«دلائل الشيخوخة» (1970) Les symptômes de vieillesse. ويمتاز إنتاجه بالوفرة والتنوع، فقد كان شاعراً، وكاتب قصص ومقالات ومسرحيات، يتناول بالتحليل النقدي القضايا الاجتماعية المعاصرة، ولاسيما مشكلات مجتمع الفلاحين في هنغارية. لذا يعد بحق شاعر الأمة، ذلك أن نتاجه الأدبي الذي التزم فيه التنديد بالبؤس الغالب في الريف قد اقترن مدة نصف قرن كامل بقضايا أمته المصيرية، وأدّى على أكمل وجه المهمة التي نُذِر لها؛ ألا وهي مهمة قيادة المجتمع نحو التحضّر. وتعدّ أعمال إيلْيَس مثالاً للأدب المرتبط بحركة التاريخ، وإبرازاً لإخلاص الكاتب لأصله القروي وللأمل في الارتقاء الاجتماعي والفكري إلى حياة جديرة بأن تُحيا في ظل النظام الاشتراكي. أعجب إيلْيَس بالثقافة الفرنسية إعجابه بالروح الشعبية في هنغارية، فجمع التأثير السريالي إلى الأعراف الهنغارية. وقد طبعت هذه الازدواجية مؤلفاته على مختلف أنواعها: فمنها الدواوين الشعرية وأولها «الأرض الثقيلة»، والروايات مثل «راديسيل» (1971) والمسرحيات مثل مسرحية «المفضَّل»  (1963) Favori، والتراجم كرائعته عن الشاعر الهنغاري الكبير بيتوفي[ر] (1936) Petofi. يتصف أسلوب إيلْيَس النثري بنقائه وشدة إثارته للمشاعر، وبالسهولة التي يضع فيها الصورة الواقعية في خدمة التعبير الفكري. وهو يمثّل بذلك الاندماج والتكامل بين الإبداع الريفي من جهة والفكر والأدب من جهة أخرى. ويعد ديوانه الأول «الأرض الثقيلة» إدراكاً ذاتياً ملتزماً الأرض الأم، وولادة فن هَمّه المحافظة على التوازن بين الذات والعالم. ويتجلى موقف إيلْيَس ناطقاً بلسان طبقة اجتماعية ثم مرشداً روحياً للأمة في تصوير مناظر طبيعية حميمة في خاصيتها، وفي السرد والتأملات الموقوفة على التضامن الإنساني، والتوزع الصاخب بين التعنيف والتهديد من جهة، والحلم والآمال المرجوة من جهة أخرى. ذلكم هو المسار الفكري والروحي الذي خطّه إيلْيَس لنفسه، ونذر له روحه في المجموعات التالية: «تحت سماوات محلّقة»، و«النظام وسط الخراب» (1937) L'ordre dans les ruines، و«في عالم خاص» (1939) Dans un monde à part. وقد أبدى إيلْيَس اهتماماً وتعاطفاً مع التجربة السوفيتية، واتسم موقفه هذا بالشجاعة. ومنذ عام 1936 صار كل نتاج أدبي له موقفاً سياسياً في مضمونه الثوري وأهمية تأثيره. ففي «كنوز الشعر الفرنسي» Trésor de la poésie française الذي نشره عام 1942 متضامناً مع فرنسة المهزومة أمام الاجتياح الألماني، عبَّر إيلْيَس عن احتجاجه على إمبريالية النازيين الفكرية. ولم يعد يكتفي بموقف الأديب الملتزم فدخل بنفسه المعترك السياسي ليصير بعد التحرير نائباً عن حزب الفلاحين، ولكنه، بعد تخلّيه عن رئاسة تحرير مجلة «فالاز» اعتكف على ضفاف بحيرة البَلاتون. وتحول منزله مع الزمن إلى منتدى أدبي ريفي يستقطب الكثير من المفكرين، ومن بينهم عدد من الشعراء الفرنسيين أمثال بول إيلوار[ر] وأوجين جيلفيك وبيير إمانويل. ألّف إيلْيَس بين عامي 1952 و1963 مجموعة كبيرة من الروايات أهمها «مثال أوزورا» (1952) L'exemple d'Ozora، و«لهب المشعل» (1953) Flamme de Torche، وضع فيها الشخصيات الروائية في خضم الصراعات التاريخية الكبرى، وأكد من خلالها الحاجة الملحة إلى ربط قضية الثورة بالقضية الوطنية. ومنذ عام 1965 صار البطل عند إيلْيَس ضحية تتنازع مشاعره السياسة والأخلاق. وتتمثل صورة البطل هذه في شخصية ماكسيموم بيترونيوس في مسرحية «المفضَّل». تتلخص الأهداف الإنسانية التي أوقف عليها إيلْيَس مجمل دواوينه الشعرية في البقاء شاهداً على التاريخ، وفي التعبير الصادق عن هموم الأمة، كما في أزمات اليأس التي مرت بها، وفي التشبّث العنيد بالمقاومة، والرغبة المتجددة أبداً بقيام نظام متناسق الأجزاء. من دواوينه في هذه المرحلة «قبضات أيد» (1956) Poignées de mains، و«الشراع المائل» (1965) Voile Penchee، و«أسود وأبيض» (1968) Noir et blanc، وقد انتهج فيها الكاتب أسلوباً مميزاً يخفف فيه تواترُ الفصول وسكينة الطبيعة من حدّة الشكوك ومرارة القلق. ثم لايلبث الشعور بالمسؤولية أن يعاود تأججه في صدر الشاعر بفضل فكر متّقد تنتشله صور الواقع من أعماق الهاوية التي يقبع فيها. وصار إيلْيَس في السبعينات الممثل المثالي للتقاليد الشعبية التقدمية، وغدت سلطته المعنوية أشبه بالأسطورة، ولكن قلقاً جديداً انبعث من نتاجه الأدبي على مختلف أنواعه، كما في دواوينه «قصائد مهجورة» (1971) Poemés abandonnés، و«كل شيء ممكن» Tout est possible و«وصية غريبة»  (1977) Testament étrange، و«قضية عامة» (1981) Affaire publique. ومن دراساته ومقالاته الاجتماعية: «البوصلة في اليد» (1975) Boussole à la main ، و«عليك أن تعيش هنا» (1976) Tu dois vivre ici، ومن مسرحياته «لنتعافَ» (1977) Ressaisissons-nous. وتمثل روايته «صفحات بياتريس» (1979) Les pages de Béatrice التي تدور أحداثها حول ثورات 1918-1919 سيرته الذاتية. ويبقى إيلْيَس الموجه الأخلاقي الواقع فريسة لصراع داخلي شرس، في زمن عاق تأتي الكوارث فيه من العدم ويصعب إيجاد مسوّغ أخلاقي لها. توفي إيلْيَس في منزله الواقع على ضفاف نهر البالاتون.   لبانة مشوح   مراجع للاستزادة:   - L.GARA, Gyula Illyes, (Paris 1966).
المزيد »