logo

logo

logo

logo

logo

القدسي (ناظم-)

قدسي (ناظم)

Al-Qudsi (Nazem-) - Al-Qudsi (Nazem-)

القدسي (ناظم ـ)

(1905ـ 1998م)

 

ناظم القدسي واحد من السياسيين الذين عرفتهم الحياة السياسية السورية في الفترة من 1936حتى 1963، ولد في مدينة حلب، ونشأ فيها. ودرس الحقوق في كلٍّ من جامعة دمشق، والجامعة الأمريكية في بيروت، ثم في جامعة جينيف. عاد القدسي إلى سورية في الثلاثينيات، وانخرط فترة قصيرة في صفوف الكتلة الوطنية وعملها ضد الاحتلال الفرنسي؛ ليصبح نائباً في البرلمان عام 1936.

وفي آذار 1945 سمي القدسي أول سفيرٍ لسورية لدى الولايات المتحدة الأمريكية كما انضم إلى الوفد السوري في المؤتمر التأسيسي للأمم المتحدة في أيار (مايو) 1945. وفي العام 1947 أوجد ـ بالتعاون مع رشدي الكيخيا- حزب الشعب في حلب الذي تكون أساساً؛ ليكون حزباً معارضاً لنظام الرئيس شكري القوتلي. وقد تأسس الحزب من أعيان حلب الذين طالبوا بالوحدة مع العراق، والحفاظ على نظامٍ ديمقراطي؛ داعياً إلى علاقاتٍ أقوى مع الغرب.

أصبح القدسي نائباً في الأعوام 1947ـ 1954 و1962. وعلى الرغم من معارضته الشديدة للرئيس القوتلي؛ فقد رفض التعاون مع حسني الزعيم الذي قام بانقلابٍ على الرئيس شكري القوتلي عام 1949، وأسس دكتاتوريةً عسكريةً في سورية؛ بل ساند الانقلاب الذي أطاح بالزعيم في 14 آب (أغسطس) 1949، وكان عضواً في التجمع الدستوري الذي قام بكتابة دستورٍ جديدٍ لسورية. وسمي القدسي وزيراً للخارجية في أول وزارةٍ لعهد الرئيس هاشم الأتاسي بعد انقلاب حسني الزعيم.

دخل القدسي في محادثاتٍٍ مع الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق بهدف تأسيس وحدةٍ فدراليةٍ بين العراق وسورية، تحافظ على حكومتين في البلدين؛ ولكنها تدعو إلى التنسيق العسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي بين البلدين. ثم توجه إلى مؤتمرٍ للجامعة العربية في القاهرة في الأول من كانون الثاني (يناير) عام 1951 بمقترحاتٍ مماثلة لجميع الدول العربية.

تسلم ناظم القدسي رئاسة الوزارة مدة قصيرة في كانون الأول (ديسمبر) عام 1949، ثم عاد إلى المنصب نفسه في 4 حزيران 1950، واستمرت هذه الوزارة عشرة شهورٍ دون أن تتمكن من دفع قضية الوحدة، واستقال في 27 آذار 1951، وعمل ضد النظام العسكري الذي أسسه العقيد أديب الشيشكلي بين العامين 1951 ـ1954، وانتخب نائباً في أول مجلسٍ نيابيٍّ بعد سقوط الشيشكلي. وانتخب رئيساً للمجلس النيابي في 14 تشرين الأول (أكتوبر) 1954.

استقال القدسي من منصبه في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 1957، ليحل أكرم الحوراني ـ أحد زعما حزب البعث العربي الاشتراكي ـ محله. وقد كان القدسي معارضاً للوحدة السورية ـ المصرية في العام 1958، ومؤيداً قوياً للانقلاب الذي أطاح بها في أيلول (سبتمبر) 1961. ورشح نفسه لمنصب الرئاسة، وفاز؛ ليصبح أول رئيسٍ للجمهورية بعد الوحدة في 12 كانون الأول (ديسمبر) 1961. وقدعمل القدسي؛ ليستعيد علاقات سورية الودية مع الأنظمة المعادية لعبد الناصر في كلٍّ من الأردن والسعودية ولبنان، ولمد الجسور مع كلٍّ من الولايات المتحدة وبريطانيا. كما بدأ القدسي برنامجاً كبيراً للإصلاح الاقتصادي؛ ملغياً قرارات تأميم المصانع التي أصدرها عبد الناصر في تموز العام 1961. وقد اصطدم مع كبار الضباط في الجيش بسبب تدخلهم في شؤون السياسة، مما أدى إلى ثورة هؤلا الضباط ضده في 28 آذار (مارس) 1962 وقيامهم باعتقاله. على أن ثورةً مضادةً قامت في 2 نيسان (إبريل) من العام نفسه، وأمرت جميع القوات المسلحة بدعم الرئيس القدسي. استجاب الجيش لهذا الأمر، وتم إطلاق سراح القدسي، كما تمت استعادة البرلمان المنحل. وفي الثامن من آذار (مارس) 1963، أطاحت ثورة حزب البعث بحكم الرئيس القدسي، فانسحب من العمل السياسي، وتُوفِّي في الأردن.

سامي مبيض

 مراجع للاستزادة:

 

ـ خالد العظم، مذكرات خالد العظم (الدار المتحدة للنشر، بيروت 1972).

ـ عبد الغني العطري، أعلام ومبدعون (دار البشائر، دمشق 1999)

- SAMI MOUBAYED, Damascus Between Democracy and Dictatorship, (University Press of Amercica-Maryland, USA 2000).

Syria (London: Tauris Academic Studies 1995).

- PATRICK SEALE, The Struggle for Syria, (London : I.B. Tauris 1986).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 259
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 605
الكل : 31835389
اليوم : 34932

اتفاق هلسنكي

اتفاق هلسنكي   اتفاق هلسنكي L'accord de Helsinki وثيقة صدرت عن مؤتمر هلسنكي المنعقد في عام 1975 نظمت أسساً جديدة للأمن والتعاون بين الدول الأوربية. منذ منتصف الخمسينات تقريباً بدأت تظهر فكرة عقد مؤتمر عام للأمن والتعاون في القارة الأوربية من أجل إيجاد حلول للمشكلات القائمة بين الشرق والغرب، وتطويق الأزمات، وترسيخ الأمن والاستقرار، وتغيير نوع العلاقات الدولية القائمة. وقد اشتركت مجموعة من العوامل المختلفة داخل القارة الأوربية وخارجها في تطوير هذه الفكرة ونقلها من الإطار النظري إلى الواقع العملي، كاتساع العلاقات السياسية الاقتصادية بين دول الكتلة الشرقية (سابقاً) ودول الكتلة الغربية، والتوصل إلى حلول لبعض القضايا المهمة في القارة الأوربية. وتحقيق توازن في الأسلحة الاستراتيجية يضمن عدم قدرة أي طرف على تحقيق انتصار في أية حرب مقبلة، والخسائر الكبيرة التي ستحدثها هذه الأسلحة، وبروز فكرة إمكان التعايش السلمي[ر] بين الأنظمة السياسية الاجتماعية الاقتصادية المختلفة، ودور الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز[ر] في العمل على ترسيخ مظاهر الأمن والاستقرار في العالم، وتعاظم دور الرأي العام العالمي المناهض للحروب.
المزيد »