logo

logo

logo

logo

logo

القرم (داود-)

قرم (داود)

Al-Qarm (Dawoud-) - Al-Qarm (Dawoud-)

القرم (داود ـ)

(1852 ـ 1930)

 

 

داود القرم؛ رسام ومصوّر لبناني من جيل الروّاد. ولد ببلدة غوسكا بمنطقة كسروان في لبنان.

داود القرم: «الشيخ عقل شديد عقل»

 

داود القرم: «السيد الزنانيري»

بدأت موهبته الفنيّة في الظهور وهو في السادسة عشرة من العمر، حيث بدأ الرسم على القماش في هذه الفترة، منفّذاً مجموعة من اللوحات التي لقيت نجاحاً كبيراً دفعه إلى السفر إلى روما عام 1870، والالتحاق بالأكاديميّة الملكية للفنون الجميلة فيها. ومن أجل تعميق ثقافته البصريّة وخبرته الفنيّة، كان دائم التردد على المتاحف والمعاهد الفنية في إيطاليا، وقد تأثر كثيراً بالفنان الإيطالي المعروف رافايلو Raffaello. ثم انتقل إلى بلجيكا حيث عُيّن رسام الأسرة المالكة في عهد الملك ليوبولد الثاني Leopold II.

عاد داود إلى بيروت في العام 1878 ليستقر فيها، متنقّلاً بين سورية وفلسطين ومصر والعراق وتركيا، ليرسم كبار الأعيان والحكام، ولينفّذ مجموعة من الأيقونات للكنائس والأديرة في هذه البلدان، بتقانات فنية مختلفة.

يعدّ داود القرم رائداً لفن الرسم والتصوير في لبنان، وقد كان هذا الفن من قبله، مجرد هواية، لكنه أصبح لديه حرفة وصنعة متقنة، إذ درسه أكاديمياً، وألمَّ بقواعده وأصوله ليصبح عنده علماً واتجاهاً وأسلوباً. تأثر بفنه نجله الثاني جورج القرم الذي تتلمذ على يديه، وبرع في مجال الرسم والتصوير، وحاز أوسمة عدة. كما تتلمذ على يده أيضاً، الأديب والشاعر والفنان اللبناني المعروف جبران خليل جبران، وكان في الخامسة عشرة من العمر، حيث تعلّم منه كيفيّة رسم هيئة الإنسان قبل أن يسافر إلى باريس وبوسطن، لمتابعة دراسة الفن فيهما. كما تتلمذ على يد داود القرم الفنانون اللبنانيون الرواد حبيب سرور ومصطفى فروخ وقيصر الجميل.

ينتمي أسلوب داود القرم إلى الكلاسية المحدثة neo classicism وقواعدها الجماليّة الممتدة في عمق حضارة حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد جمع فيه ببراعة، بين قوة الخط والرسم وسحر الألوان المشبعة بالضوء، كما تأثر كثيراً، بأسلوبيّة رواد عصر النهضة، وفي طليعتهم رافايلو. ويبدو هذا التأثر واضحاً وجلياً، في أعماله المخصصة للموضوعات الدينيّة المسيحية (الأيقونات)، ولاسيما موضوعات السيدة العذراء والسيد المسيح والقديسين؛ وقد نفذ العديد منها في حياته. كما تبدو الواقعيّة الأكاديمية واضحة وبارزة، في عمله الفني المهم والموجود في جناح الفن الحديث بمتحف دمشق الوطني تحت اسم «السيد الزنانيري»، الذي كان يشغل منصب شيخ التجار في دمشق، وهو من الميسورين والمثقفين في آنٍ واحد. واللوحة من الحجم الوسط، منفذة عام 1879 في بيروت. وقد اقتناها متحف دمشق الوطني من صاحبها إبراهيم عبد الله الزنانيري عام 1973.

تمثل لوحة «الزنانيري» رجلاً في الستينات من العمر، يرتدي الزي الشعبي الدمشقي، ويواجه المتلقي بوضعيّة جبهيِّة، وهي منفذة بكثير من الاتزان والدراسة الأكاديمية الواضحة التي تحيل إلى أسلوب فناني عصر النهضة الإيطالية والكلاسيين الكبار.

ومن أعماله المعروفة لوحة «القديسين سركيس وباخوس فوق صهوتي جواديهما»، و«الخديوي توفيق»، و«الأمير حسن باشا»، و«الأمير بشير الشهابي الكبير»، و«صلاح الدين الأيوبي الكبير»، و«المعلم بطرس البستاني»، و«حبيب نقاش»، و«الشيخ يوسف الأسير»، و«الشيخ عقل شديد عقل»، و«الحاج حسين بيهم»، و«جرجي زيدان» وغيرها.

شارك داود القرم بمعارض عدة منها معرض فرساي في فرنسا، ومعرض باريس الدولي حيث نال جائزة الشرف الممتازة، والوسام المجيدي العثماني من الدرجة الأولى، والوسام المصري، ووسام الاستحقاق اللبناني.

محمود شاهين

مراجع للاستزادة:

 

ـ نادين ح. محاسب، داود القرم (دار المؤلف للطباعة والنشر والتوزيع، 2001).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 339
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 40490431
اليوم : 20246

الندرة الاقتصادية

الندرة الاقتصادية   تتمثل المشكلة الاقتصادية في الندرة النسبية للموارد الاقتصادية إزاء تعدد احتياجات الإنسان وتطورها ولهذه المشكلة ركنان أساسيان هما: الندرة من جهة، والاختيار، وهو الطريق الذي يحدده علم الاقتصاد بهدف حلها من جهة أخرى.
المزيد »