logo

logo

logo

logo

logo

المراعي

مراعي

Pastures - Pâtures

المراعي

 

تصنيفها

تشمل المراعي pastures الطبيعية والصنعية.

- المراعي الطبيعية: هي الأراضي الشاسعة التابعة لأملاك الدولة عامة التي ينبت فيها الكلأ تلقائياً من دون جهد بشري، وتكون غير صالحة للزراعة الاقتصادية والمستدامة لقلة الأمطار أو مياه الري فيها مثل مراعي البوادي والصحارى، أو لوعورة الأرض مثل المراعي الجبلية، أو لارتفاع مستوى مياه الأرض فيها، مثل المراعي الغدقة والمستنقعات، أو لملوحة تربها، مثل مراعي السبخات أو لأسباب اقتصادية أخرى. وقد رتبت الأعراف والتقاليد حقوق رعي عليها للمجتمعات الرعوية.

- المراعي الصنعية: هي الأراضي المروية أو البعلية التي تُزرع على غرار المحاصيل الزراعية مثل الفصة والبرسيم والبيقية، وتكون في الوطن العربي محدودة الانتشار، إذ تنافسها اليوم الزراعة المروية للأشجار المثمرة ومحاصيل الخضار والأقطان وتنتشر حول المدن لأغراض إنتاج حليب الأبقار ومشتقاته، والزراعة البعلية لمحاصيل القمح والعدس، إضافة إلى تفضيل المزارعين الحصول على بذور هذه المراعي لاستعمالها أعلافاً مركزةً في عمليات تسمين المواشي، ويظل التوسع في المراعي البعلية محدوداً بسبب تدني الجدوى الاقتصادية للأغنام المحلية.

وبما أن معظم المراعي الطبيعية في الوطن العربي تشمل الصحارى والبوادي فلابد من التمييز بينهما، إذ تتميز ترب الصحاري ببنيتها المتفككة بسبب زيادة نسبة الرمل فيها على نسب الطين والطمي ونقص المواد العضوية فيها، كما تكون نباتاتها المعمرة ذات مسافات بينية متباعدة وجذور غير متلاصقة، ومن الصعب أن تجتاحها النيران. أما بنية ترب البوادي فتكون متماسكة، ونباتاتها المعمرة متقاربة ومتلاصقة الجذور ويمكن للنيران أن تجتاحها بسهولة.

طبيعة الغطاء النباتي في المراعي الطبيعية

الشكل (1-أ) مرعى طبيعي للأغنام في البادية

الشكل (1-ب) مرعى طبيعي في البادية للغزلان والمها

يتألف الغطاء النباتي الطبيعي في مراعي المناطق الجافة من نباتات معمرة، وأخرى حولية أو ثنائية الحول. وتتميز النباتات المعمرة مثل أنجم الروثة والشيح والقيصوم والنيتون وغيرها بجذورها العميقة التي تصل في فصل الصيف إلى سوية الرطوبة على عمق نحو متر واحد مما يساعد على استمرار نموها لتكون جاهزة للرعي في طور الإثمار في أوائل فصل الخريف. وتؤدي هذه النباتات المعمرة التي تمكث قي الأرض نحو عشرين عاماً دوراً فعالاً في الحفاظ على الترب بجذورها الدائمة من التعرية والانجراف. وتجدر الإشارة إلى أن ازدهار الأنجم الرعوية وغيرها يعود إلى رحيل المواشي عنها في فصل الصيف لقلة مياه شرب الأغنام فيها. أما النباتات الحولية فتكون غالباً قصيرة العمر وتظهر بعد هطول الأمطار مباشرة، فمنها ما ينبت بعد أمطار الشتاء، وأنواع أخرى بعد أمطار الربيع، جذورها قصيرة يستفيد معظمها من الرطوبة السطحية للترب، فتنتهي حياتها وتنثر بذورها بعد نفاذ الرطوبة. وثمة فئة ثالثة من النباتات المعمرة المحدودة العدد تنتهي حياتها مع الحوليات، وأهمها نجيليات القبا الذي يعطي اللون الأخضر لمراعي البادية بعد الأمطار الأولى لكثرة انتشاره.

استساغة المواشي لنباتات المراعي الطبيعية والنباتات السامة والضارة

يمكن تصنيف هذه النباتات في ثلاث فئات حسب إقبال الحيوان عليها وتقييم حالة المرعى وهي:

- فئة النباتات المستساغة: وهي التي تفضلها المواشي على غيرها وتتناقص مع زيادة شدة الرعي، ومن أهمها النجيليات والبقوليات وأنجم الروثة والرغل.

- فئة النباتات المقبولة أو المتزايدة الانتشار: وهي أقل استساغة من السابقة مثل أنجم الشيح والقيصوم.

الشكل (2) مرعى طبيعي للأبقار

الشكل (3) مرعى طبيعي لنباتات معمرة يسهل اجتياحها بالنيران

- فئة النباتات غير المستساغة، وهي التي تغزو المراعي لعدم إقبال المواشي عليها، كما أنها تتزايد بتدهور المراعي، ومنها أنجم الصر والشنان والحرمل والقتاد. وتضم مجموعة قليلة من النباتات السامة أو الضارة التي قلما تقبل المواشي عليها، وهي خضراء، لرائحتها المنفِّرة وطعمها المقزِّز إلا حين القحط والجوع الشديد ومنها: الشنان الذي يحوي أشباه القلويات (كالصابونين)، ونبات الحرمل الذي يحوي مواد سامة أهمها الحرملين الذي يؤدي إلى شلل المواشي، ونبات البنج الذي يسبب دوخة للمواشي ووقوعها حينما ترعاه بكثرة إذ يحوي مادة هايوسيامين، والغريرة وتحوي مادة الأمودين الضارة، والشوكران وهو أيضاً سام للمواشي.

وتجدر الإشارة إلى أن ضرر هذه النباتات يكون محدوداً جداً بعد جفافها، كما يمكن أن  يؤدي القبا إلى موت الأغنام عند رعيه كثيراً في مرحلة النمو المبكر وذلك حين ظهور الأوراق الأولى وارتفاع نسبة البروتين فيها.

القيمة الغذائية لنباتات المراعي

تختلف القيمة الغذائية لنباتات المراعي بحسب النباتات المتوافرة فيها وأجزائها وأطوار نموها، فنبات الشيح على سبيل المثال تبلغ نسبة البروتين الخام المئوية في أجزائه الخضراء الغضة نحو 17.4% ونسبة الألياف 26.6% في حين تبلغ في سوقها الخضراء الصغيرة نحو 4.7 و43.8 على التوالي. وبما أن في معظم الدراسات العربية قدّر البروتين الخام في الأجزاء الغضة في حين ترعى المواشي في البلاد العربية الأخضر واليابس، لذا فإن القيمة الغذائية للمراعي الجافة تقدر بنحو 50% من قيمة الشعير (الذي يقدر بروتينه الخام بنحو 12.9% وأليافه بنحو 7.1%) وذلك بسبب تناقص البقوليات والنجيليات وغيرها من النباتات المستساغة في المراعي.

توزيع المراعي في الوطن العربي والعالم وأهميتها الاقتصادية

الدولة

المساحة الكلية

(ألف هكتار)

الأراضي المزورعة والقابلة للزراعة

(ألف هكتار)

الجزائر

238174

6792

مصر

100145

2852

ليبيا

175924

2521

موريتانيا

103070

263

المغرب

44655

7437

الصومال

63766

927

السودان

250580

7134

تونس

16361

4510

البحرين

62

16

العراق

43492

4999

الأردن

9774

1700

الكويت

1782

1

لبنان

1040

345

عمان

21246

26

قطر

2,201

2

السعودية

214969

878

سورية

18541

5874

الأمارات العربية

8541

20

اليمن الشمالي

19500

1200

اليمن الجنوبي

28768

252

مجموع الدول العربية

1.424.529

47.749

العالم

13.399.313

1.472.929

الدول العربية %

10.6  %

3.2 %

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المساحة الكلية والأراضي المزروعة والقابلة للزراعة. (المساحات ×1000 هكتار) (منظمة الأغذية والزراعة 1974).

يبين الجدول (1) استخدامات الأراضي في البلاد العربية، ويتضح منه أن المراعي تمثل الغالبية العظمى من أراضيها، ويمثل الفرق بين المساحات الكلية والمساحات المزروعة؛ مساحة أراضي المراعي (بما فيها الصحاري) علماً أن بعضها قد لا يُرعى إطلاقاً، أو يرعى على فترات متباعدة لشدة الجفاف أو لأسباب أخرى.

ويتضح من الجدول أنه بينما تغطي البلاد العربية نحو 10% من مساحة اليابسة في العالم، فإن الأراضي التي تزرع والقابلة للزراعة لا تغطي سوى نحو 3% فقط من مجموع هذا النوع من الأراضي.

وتجدر الإشارة هنا إلى خطأ شائع في البيانات الخاصة بمساحات المراعي في الوطن العربي، إذ يستبعد منها في كثير من الأحوال جميع المساحات التي تستغل بصورة ما في أي نوع  من أنواع الاستغلال الزراعي، أو الأراضي الحراجية التي تجردت من أشجارها، وهو ما يستدعي النظر بحذر إلى بعض البيانات الإحصائية. وهناك مجال للإفادة مستقبلاً من الوسائل العلمية المستخدمة في الحصول على بيانات أدق عن استعمالات المراعي ومساحاتها.

تكمن الأهمية الاقتصادية للمراعي الطبيعية في أن الثروة الحيوانية تعتمد قبل أي عامل آخر على توافر الأغذية سواء كان ذلك من موارد الرعي أم من الأعلاف. وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة إلى أن نحو 60% من إجمالي الاحتياجات الغذائية للثروة الحيوانية تنتجها المراعي الطبيعية، وتعتمد الإبل اعتماداً كاملاً تقريباً على المراعي الطبيعية في حين أنها توفر للأغنام نحو 70% وللماعز نحو 82% من احتياجاتها الغذائية.

تنمية المراعي في الوطن العربي

1- حالة مراعي الجزيرة العربية في الجاهلية: لم يكن الرعي في حياة الانسان العربي منذ القديم مهنة وحسب، بل كان طابع الحياة فيها على مدى عصور عديدة، كما كان أحد المصادر الرئيسية للرزق. وقد أدركت المجتمعات الرعوية بالرغم من أمّيتها أن الرعي ليس عملية رعي العشب من قبل المواشي فحسب بل فيه نوع من التعايش وتبادل المنفعة بين الإنسان والحيوان والنبات والأرض، وأن خير دليل على حرص المجتمعات الرعوية على توفير الكلأ للحيوانات هو نجاحها في إنتاج سلالات من الثروة الحيوانية ذات مواصفات جيدة لايمكن تكوينها إلا في ظروف توافر الكلأ؛ ولاتزال هذه السلالات تشكل تحدياً حتى هذا اليوم، ولابد أن عرب الجاهلية استنتجوا بالفطرة أن توافر المراعي يؤدي إلى ازدهار أنعامهم التي فيها معاشهم وأمجادهم، فجعلوا من المجتمع أمة ومن أرض المرعى وطناً ومنازلاً أو دياراً ومن العصبية وطنية. وهذه الفطرة قادت هذه المجتمعات إلى وضع نظام الحمى الذي كان أول مبدأ من مبادئ إدارة المراعي والأساس السليم لتحسين موارد الكلأ وتطويرها وصيانة التربة والمياه في العالم.

الشكل (4) مرعى طبيعي سنوي في البادية للأغنام

الشكل (5) مراعي طبيعية في البادية للجمال

2- وضع المراعي والأحياء البرية بعد ظهور الإسلام: استمرت المراعي والأحياء البرية بتوازنها الطبيعي، واعترف الإسلام بنظام الأحمية واحترام حقوق الرعي للمجتمعات الرعوية فوق أراضيهم، وأدخل عليه بعض الإصلاحات، منها إيقاف ممارسة التسلط والإقطاع إذ «كان الشريف من العرب في الجاهلية إذا نزل مربعاً في عشيرته، استعوى كلباً فحمى لخاصته مدى عواء الكلب لا يشاركه فيه غيره فلم يرعه معه أحد، وكان شريك القوم في سائر المرابع حوله»، وقد سُئل عليه الصلاة والسلام عن هذه الممارسة فنهى عما كانوا في الجاهلية يفعلون.

وهذا ينطبق عليه ما جاء بالحديث الشريف «ثلاث لا يُمنعن: الماء والكلأ والنار» رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة.

وقد سيئ دراية هذا الحديث الشريف وفُسر بأنه عليه الصلاة والسلام شرع للمجتمعات الرعوية بأن تأخذ حريتها في الرعي في أي موقع أو حمى في حين أن المقصود شراكة المجتمع في موارده، وتوثيقاً لهذا فإنه عليه الصلاة والسلام أول من حمى وادي النقيع قرب المدينة المنورة ليكون مرعى لخيول وإبل الجهاد والزكاة.

وتوثيقاً لهذا يمكن القول: إن سعد بن أبي وقاص وجد غلاماً يقطع الحمى، فضربه وسلبه فأسه، فدخلت مولاته أو امرأة من أهله على عمرt فشكت إليه سعداً، فقال عمر: «رد الفأس أبا اسحاق رحمك الله»، فأبى وقال: «لا أعطي غنيمة غنَّمنيها رسول الله فإني سمعته يقول: «من وجدتموه يقطع الحمى فاضربوه واسلبوه» فاتخذ من الفأس مسحاة فلم يزل يعمل بها في أرضه حتى تُوفي (من فتوح البلدان).

أما الممارسة الأخرى التي أوقفها الإسلام فهي الحروب أو المغازي بين القبائل طلباً لاحتلال مرعى أو مصدر ماء أو غيره، كالنهب؛ حين طلب أحد شيوخ القبائل من رعيته قائلاً: «غداً سوف نعترف بولائنا للدين الجديد فأجابه أحدهم: بل الغد موعد الغزو» فقال: إذن نعترف بالولاء ثم نغزو» فأجابه أحدهم: إن في الدين الجديد قصاص أي العين بالعين» فقال الشيخ: إذن نغزوا ثم نعترف». فغزوا ثم أعلنوا ولاءهم للإسلام واعترف لهم الرسولr بما كسبوه من الغزو لكونه جاهلياً.

وهكذا توقفت المغازي بسرعة دخول القبائل في الإسلام، ولكن يعلِّل بعض المستشرقين متبعاً أهواءه أن الرسولr بعبقريته أوقف المغازي وذلك عن طريق توجيه القبائل إلى غزو الروم وفارس.

وعندما بدأ العرب يكتبون، وثقَّ لنا الجغرافي الاصطخري المعروف بالكرخي في كتابه «المسالك والممالك في القرن الرابع الهجري» ما يأتي: «ولا أعلم فيما بين العراق واليمن والشام مكاناً إلا وهو في ديار طائفة من العرب ينتجعونه في مراعيهم ومياههم إلا أن يكون بين اليمامة والبحرين وبين عمان من وراء عبد قيس برية خالية من الآبار والسكان والمراعي، قفر لا تُسلك ولا تُسكن» وقد سُميَّت هذه البرية الخالية حديثاً باسم الربع الخالي. وفي هذا الكتاب يذكر المؤلف أسماء المجتمعات الرعوية وحدود ديارها.

والخلاصة أن المراعي الطبيعية بقيت مصانة حتى بعد الحرب العالمية الثانية بفضل اهتمام كل من المجتمعات الرعوية بمراعيها التي هي مصدر أرزاقها.

3- وضع المراعي بعد الحرب العالمية الثانية أو بعد الاستقلال: تقدم ساسة البلاد (ولو عن حسن نية) بخطط عاطفية غير مستندة إلى التشاور، وأهمها التخلص من المجتمعات الرعوية التي برأيهم مجتمعات دونية، وذلك عن طريق توطينها وصهرها في المجتمعات المدنية، فنزعوا من هذه المجتمعات حق الارتفاق بالرعي الذي فيه صيانة موارد الكلأ مصدر معاشهم،  واستبدلوا به في بعض البلدان بيعهم أراضي من مراعي البوادي الخصبة لأغراض الزراعة ظناً منهم أن المجتمعات الرعوية لم تمارس الفلاحة والزراعة بسبب التنقل والجهل، فسرعان ما تحولت هذه المراعي بعد مدة وجيزة إلى أراضٍ لا ذات زرع ولا ذات ضرع تهدد المعمورة بعواصفها الغبارية.

وهكذا تحولت المجتمعات الرعوية المنتجة إلى عبء على التنمية، باقتران نزع حقوق الرعي مع دخول الآلة التي سهلت حفر الآبار العميقة ونقل المياه؛ مما عطل الدورة الرعوية بين مراعي البادية والأراضي الزراعية في المعمورة وساد الرعي المباح من دون قيد للزمان والمكان، ونتج لدى المجتمعات الرعوية رد فعل انتقامي حينما جُرّدوا من حقوق الرعي، فقاموا بحراثة مناطق من أراضي مراعي البادية بغية وضع اليد عليها قبل غيرهم، وبدأت الأنجم الرعوية المستساغة بالتناقص والاختفاء نتيجة للرعي الجائر واجتثاثها بالجرارات وفؤوس الحطابين، مما أدى إلى تغير جذري في المناخ المحلي حيث تدنت كفاءة الاستفادة من مياه الأمطار التي تحولت إلى سيول أدت إلى تشكل الأخاديد وانجراف التربة الطينية وتوضعها فوق الترب المجاورة؛ حيث تتصلد بحرارة الشمس فتعوق  نفاذية الأمطار وتؤدي إلى تبخرها، كما أن تناقص الشجيرات الرعوية تبعه نقص في الظل والملجأ، وأصبحت البوادر النباتية الجديدة تعاني نوبات الحرّ والقرّ التي تؤدي غالباً إلى موتها، فتقل فرص تجديد النبات، كما تأثر الغطاء النباتي الرعوي بعامل اجتماعي وهو ارتفاع عدد سكان الوطن العربي بنسبة 3%، في حين قُدّرت الزيادة السنوية في إنتاج الثروة الحيوانية بنسبة 2.6% مقترناً بارتفاع في الدخل القومي؛ مما زاد الطلب على المنتجات الحيوانية، وصارت البلاد العربية باستثناء السودان والصومال مستوردة للمنتجات الحيوانية؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعارها، ونتجت زيادة في تعداد القطعان التي أحدثت ضغطاً على المراعي الطبيعية، وكل ذلك أدى إلى تدهور الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية، فاهتمت السلطات المختصة في عدد من البلدان العربية بإيجاد الحلول لمشكلات تدهور المراعي، كان منها زيادة موارد شرب الأغنام ومنح البدو قروضاً لشراء الأعلاف.

عبد الله المصري

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

تربية الحيوان ـ تغذية الحيوان ـ العلف.

 

 مراجع للاسـتزادة:

 

ـ عمر دراز, عبد الله مصري، صيانة المراعي ودورها في إيقاف التصحر في ضوء البرنامج السوري كنموذج للتطبيق في الجزيرة العربية (وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، دمشق 1977).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 313
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 552
الكل : 29577581
اليوم : 32497

إيليس (غيولا-)

إيلْيَس (غيولا ـ) (1902ـ1983)   غيولا إيلْيَس Gyula Illyes كاتب وشاعر هنغاري، ولد في راسِغرِسْبوشتا Racegrespuszta، وتمكن مع منشئه القروي ومايحيط به من أوضاع صعبة من تثقيف نفسه. وألجأه العمل السياسي الذي بلغ أوجه في بلاده عام 1919 إلى فرنسة حيث انصرف إلى الدراسة الجامعية في السوربون والنشاط النقابي حتى عام 1926 حين عاد إلى بلاده. وقد أثمرت تجربته هذه رواية «مهاجرو الهون في باريس» (1946) Les Huns à Paris؛ وهي سيرة ذاتية تنطوي على تحليل للوجه الاجتماعي للحياة في ظل النظام شبه الإقطاعي الذي كانت تعانيه طبقتا الفلاحين والعمّال الزراعيين، ولما عاد إلى بودابست شاعراً له شأنه، أسس عام 1941 مجلة «ماغيار غيسلاك»، وصار رئيس تحرير مجلة «نيوغات» Nyugat. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية انتخب نائباً عن حزب الفلاحين وصار رئيس تحرير مجلة «فالاز» Vàlasz التي أوقفت عام 1949 بسبب تعرضها لانتقادات الحزب الشيوعي. يعدّ إيلْيَس في أكبر الشعراء الهنغار في القرن العشرين، ومن دواوينه «الأرض الثقيلة» Terre lourde و«العودة» (1928) Le retour، و«تحت سماوات محلقة» (1935) Sous des cieux volants و«دلائل الشيخوخة» (1970) Les symptômes de vieillesse. ويمتاز إنتاجه بالوفرة والتنوع، فقد كان شاعراً، وكاتب قصص ومقالات ومسرحيات، يتناول بالتحليل النقدي القضايا الاجتماعية المعاصرة، ولاسيما مشكلات مجتمع الفلاحين في هنغارية. لذا يعد بحق شاعر الأمة، ذلك أن نتاجه الأدبي الذي التزم فيه التنديد بالبؤس الغالب في الريف قد اقترن مدة نصف قرن كامل بقضايا أمته المصيرية، وأدّى على أكمل وجه المهمة التي نُذِر لها؛ ألا وهي مهمة قيادة المجتمع نحو التحضّر. وتعدّ أعمال إيلْيَس مثالاً للأدب المرتبط بحركة التاريخ، وإبرازاً لإخلاص الكاتب لأصله القروي وللأمل في الارتقاء الاجتماعي والفكري إلى حياة جديرة بأن تُحيا في ظل النظام الاشتراكي. أعجب إيلْيَس بالثقافة الفرنسية إعجابه بالروح الشعبية في هنغارية، فجمع التأثير السريالي إلى الأعراف الهنغارية. وقد طبعت هذه الازدواجية مؤلفاته على مختلف أنواعها: فمنها الدواوين الشعرية وأولها «الأرض الثقيلة»، والروايات مثل «راديسيل» (1971) والمسرحيات مثل مسرحية «المفضَّل»  (1963) Favori، والتراجم كرائعته عن الشاعر الهنغاري الكبير بيتوفي[ر] (1936) Petofi. يتصف أسلوب إيلْيَس النثري بنقائه وشدة إثارته للمشاعر، وبالسهولة التي يضع فيها الصورة الواقعية في خدمة التعبير الفكري. وهو يمثّل بذلك الاندماج والتكامل بين الإبداع الريفي من جهة والفكر والأدب من جهة أخرى. ويعد ديوانه الأول «الأرض الثقيلة» إدراكاً ذاتياً ملتزماً الأرض الأم، وولادة فن هَمّه المحافظة على التوازن بين الذات والعالم. ويتجلى موقف إيلْيَس ناطقاً بلسان طبقة اجتماعية ثم مرشداً روحياً للأمة في تصوير مناظر طبيعية حميمة في خاصيتها، وفي السرد والتأملات الموقوفة على التضامن الإنساني، والتوزع الصاخب بين التعنيف والتهديد من جهة، والحلم والآمال المرجوة من جهة أخرى. ذلكم هو المسار الفكري والروحي الذي خطّه إيلْيَس لنفسه، ونذر له روحه في المجموعات التالية: «تحت سماوات محلّقة»، و«النظام وسط الخراب» (1937) L'ordre dans les ruines، و«في عالم خاص» (1939) Dans un monde à part. وقد أبدى إيلْيَس اهتماماً وتعاطفاً مع التجربة السوفيتية، واتسم موقفه هذا بالشجاعة. ومنذ عام 1936 صار كل نتاج أدبي له موقفاً سياسياً في مضمونه الثوري وأهمية تأثيره. ففي «كنوز الشعر الفرنسي» Trésor de la poésie française الذي نشره عام 1942 متضامناً مع فرنسة المهزومة أمام الاجتياح الألماني، عبَّر إيلْيَس عن احتجاجه على إمبريالية النازيين الفكرية. ولم يعد يكتفي بموقف الأديب الملتزم فدخل بنفسه المعترك السياسي ليصير بعد التحرير نائباً عن حزب الفلاحين، ولكنه، بعد تخلّيه عن رئاسة تحرير مجلة «فالاز» اعتكف على ضفاف بحيرة البَلاتون. وتحول منزله مع الزمن إلى منتدى أدبي ريفي يستقطب الكثير من المفكرين، ومن بينهم عدد من الشعراء الفرنسيين أمثال بول إيلوار[ر] وأوجين جيلفيك وبيير إمانويل. ألّف إيلْيَس بين عامي 1952 و1963 مجموعة كبيرة من الروايات أهمها «مثال أوزورا» (1952) L'exemple d'Ozora، و«لهب المشعل» (1953) Flamme de Torche، وضع فيها الشخصيات الروائية في خضم الصراعات التاريخية الكبرى، وأكد من خلالها الحاجة الملحة إلى ربط قضية الثورة بالقضية الوطنية. ومنذ عام 1965 صار البطل عند إيلْيَس ضحية تتنازع مشاعره السياسة والأخلاق. وتتمثل صورة البطل هذه في شخصية ماكسيموم بيترونيوس في مسرحية «المفضَّل». تتلخص الأهداف الإنسانية التي أوقف عليها إيلْيَس مجمل دواوينه الشعرية في البقاء شاهداً على التاريخ، وفي التعبير الصادق عن هموم الأمة، كما في أزمات اليأس التي مرت بها، وفي التشبّث العنيد بالمقاومة، والرغبة المتجددة أبداً بقيام نظام متناسق الأجزاء. من دواوينه في هذه المرحلة «قبضات أيد» (1956) Poignées de mains، و«الشراع المائل» (1965) Voile Penchee، و«أسود وأبيض» (1968) Noir et blanc، وقد انتهج فيها الكاتب أسلوباً مميزاً يخفف فيه تواترُ الفصول وسكينة الطبيعة من حدّة الشكوك ومرارة القلق. ثم لايلبث الشعور بالمسؤولية أن يعاود تأججه في صدر الشاعر بفضل فكر متّقد تنتشله صور الواقع من أعماق الهاوية التي يقبع فيها. وصار إيلْيَس في السبعينات الممثل المثالي للتقاليد الشعبية التقدمية، وغدت سلطته المعنوية أشبه بالأسطورة، ولكن قلقاً جديداً انبعث من نتاجه الأدبي على مختلف أنواعه، كما في دواوينه «قصائد مهجورة» (1971) Poemés abandonnés، و«كل شيء ممكن» Tout est possible و«وصية غريبة»  (1977) Testament étrange، و«قضية عامة» (1981) Affaire publique. ومن دراساته ومقالاته الاجتماعية: «البوصلة في اليد» (1975) Boussole à la main ، و«عليك أن تعيش هنا» (1976) Tu dois vivre ici، ومن مسرحياته «لنتعافَ» (1977) Ressaisissons-nous. وتمثل روايته «صفحات بياتريس» (1979) Les pages de Béatrice التي تدور أحداثها حول ثورات 1918-1919 سيرته الذاتية. ويبقى إيلْيَس الموجه الأخلاقي الواقع فريسة لصراع داخلي شرس، في زمن عاق تأتي الكوارث فيه من العدم ويصعب إيجاد مسوّغ أخلاقي لها. توفي إيلْيَس في منزله الواقع على ضفاف نهر البالاتون.   لبانة مشوح   مراجع للاستزادة:   - L.GARA, Gyula Illyes, (Paris 1966).
المزيد »