logo

logo

logo

logo

logo

ليوبولد الثالث

ليوبولد ثالث

Leopold III - Léopold III

ليوبولد الثالث

(1901ـ 1983)

 

ليوبولد الثالث Leopold III ملك بلجيكا (1934-1951) وهو ابن الملك ألبرت الأول Albert I. ولد  في بروكسل، درس  في إحدى مدارس إتون Eton بإنكلترا. وقام بعدة رحلات إلى أمريكا وإفريقيا وآسيا قبل توليه السلطة. تزوج سنة 1926 من الأميرة السويدية أستردAstrid  ذات الشعبية الكبيرة، وأنجب منها ثلاثة أطفال: جوزفين شارلوت Joséphine Charlotte وبودوين Baudouin (الذي سيكون وريثاً لعرش والده)، وألبرت Albert. اعتلى ليوبولد الثالث عرش بلجيكا بعد وفاة والده، وفي سنة 1935 فَقَدَ زوجته بحادث سيارة، فكانت خسارة كبيرة له.

على صعيد السياسة الخارجية، كان همّ ليوبولد الثالث الأساسي حياد بلده. وأعلن سنة 1936 أن بلجيكا ستبقى على الحياد في أي نزاع مسلح، وأكدّ ذلك في تشرين الأول/أكتوبر في العام نفسه، عندما عارض إيصال خط ماجينو Maginot حتى دنكرك Dunkerque. وألغى التحالف العسكري مع فرنسا بعد أن استعادت ألمانيا بلاد الراين. وأُعلنت الأحكام العرفية في  تشرين الأول/أكتوبر 1936 من أجل وقف نشاط الفاشيين، واعتقال زعيمهم ليون دغريل Léon Degrelle الذي كان قد فاز بالانتخابات البرلمانية. وفي تشرين الأول/أكتوبر سنة 1937 بعثت الحكومة الألمانية رسالة إلى بروكسل تعد بلجيكا بعدم الاعتداء عليها، واحترام سيادتها، طالما بقيت حيادية. واستقال فان زيلاند Van Zeeland الذي كان قد شكل حكومة وطنية سنة 1935. وفي أيار/مايو سنة 1938 جاءت وزارة جديدة برئاسة الاشتراكي المعتدل بول سباك Paul Spaak أعقبها أزمة وزارية فترة طويلة، بسبب الإخفاق في الحصول على أغلبية برلمانية. وحل الملك البرلمان، ودعا إلى انتخابات جديدة أسفرت عن انخفاض نسبة تمثيل الفاشيين. وتشكلت  وزارة كاثوليكية في عام 1939. وفي آب/أغسطس دعا الملك إلى إقرار السلام من أجل بلجيكا وهولندا والدول الاسكندينافية، ومع ذلك أعلنت بلجيكا التعبئة العامة في أيار/مايو سنة 1940، وقامت الجيوش الألمانية بغزو بلجيكا. وتسلم الملك مهمة العمليات العسكرية بصفته القائد الأعلى للجيش، لكنه وقف عاجزاً أمام تفوق القوة العسكرية  الألمانية، وأخفق في صد هذا الغزو، فأمر قواته بوقف القتال في 28 أيار/مايو، ووقع وثيقة الاستسلام بلا قيد ولا شرط، ومن دون إشعار الحلفاء بذلك وعلى الرغم من معارضة رئيس الحكومة ومعظم الوزراء الذين انتقلوا إلى لندن، وطلبوا منه عبثاً الالتحاق بهم. وفي تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1940 اجتمع مع هتلر بهدف تحرير المساجين، فأعلن الزعماء البلجيكيون على الأراضي الفرنسية خلعه. أبقى الألمان الملك أسيراً في بلجيكا، وسمحوا له بالإقامة الجبرية بقصره في ليكين Laeken وفي هذه الفترة تزوج ليوبولد الثالث للمرة الثانية سنة 1941 امرأة من العامة اسمها ماري ليليان بايلس Marie Liliane Baels، وطرح هذا الزواج مسائل دستورية وقانونية عديدة. وفي حزيران/يونيو سنة 1944 قام الألمان بنقل الملك وعائلته إلى ألمانيا.

  في أيلول/سبتمبر سنة 1944 حرّر الجيش البريطاني الثاني بلجيكا من الاحتلال الألماني، وتولت السلطةَ حكومةٌ ائتلافية من الأحزاب السياسية الرئيسية تحت إشراف الأمير شارل Charles، الذي كان وصياً على العرش (وهو أخ للملك ليوبولد). وكانت المشكلة الداخلية الكبرى التي تواجه البلد هي عودة الملك (التي كان الكاثوليك يحبذونها، والاشتراكيون يعارضونها). لكن اتهامه بالخيانة بسبب استسلامه السريع سنة1940، وتعاونه مع الألمان أثار حقداً مريراً في نفوس الشعب والساسة في بلجيكا، وحال دون عودته فور انتهاء الحرب. وعندما أعلن الملك عن نيته في العودة استقال رئيس الوزارة الاشتراكي أشيل فان اكر؛ مما أفرح  الوزراء الكاثوليك، لكنهم استقالوا بعد عودته إلى الحكومة. ولفضِّ الخلاف أقر البرلمان قانوناً في تموز/يوليو سنة 1945 يجعل عودة الملك رهناً بموافقة البرلمان. لكن انتخابات  شباط/فبراير سنة 1946التي أسفرت عن فوز الاشتراكيين أخَّرت الاستفتاء على عودة الملك إلى آذار/مارس سنة 1950، والتي حصل فيها على 58%.

قوبلت عودة الملك في تموز/يوليو سنة 1950 (بعد غياب استمر ست سنوات في ألمانيا) بالاضطرابات والاحتجاجات العنيفة من جانب اليسار ولاسيما الاشتراكيين. وإزاء خطر نشوب حرب أهلية قرر ليوبولد التخلي عن صلاحياته الملكية لمصلحة ابنه الأمير بودوين، وفي تموز/يوليو سنة 1951 نزل ليوبولد الثالث رسمياً عن العرش، وفي اليوم التالي أصبح بودوين ملكاً. ومع ذلك بقي الوالد في القصر الملكي حتى عام 1959 لكن من دون أن يكون له أي علاقة بالسلطة أو السياسة. ومات ليوبولد الثالث في 25 أيلول/سبتمبر ببروكسل.

غطاس نعمة

الموضوعات ذات الصلة:

بلجيكا ـ الحرب العالمية الثانية.

مراجع للاستزادة:

ـ عبد الوهاب الكيالي، موسوعة السياسة (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1990).

ـ وليام لانجر، موسوعة تاريخ العالم، أشرف على الترجمة محمد مصطفى زيادة (مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ومؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، نيويورك 1966).

- HENRY SMITH WILLIAMS, The Historians, History of the World, (India 1987).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 364
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1093
الكل : 40575977
اليوم : 105792

الحيل الشرعية

الحيل الشرعية   الحيلة قد تكون مصدراً بمعنى الاحتيال، وقد تكون اسماً لما به الاحتيال، وتطلق الحيلة وهي الفعلة من الحول على ما يأتي: 1- على الحذق وجودة النظر، والقدرة على التصرف، فكل من حاول الوصول إلى أمر أو الخلاص منه فما يحاول حيلة يتوصل بها إليه. وبهذا المعنى لا تشعر بمدح ولا ذم، ولا تتقيد بخفاء ولا ظهور، وهذا الإطلاق أساس لمن قال: إن الحيل يعتريها الأحكام الخمسة (الوجوب، والندب، والحرمة، والكراهة، والإباحة). 2- ثم غلب في العرف اللغوي إطلاقها على معنى أخص من الأول. وهو ما يكون من الطرق الخفية التي يتوصل بها إلى حصول الغرض بنوع من الفطنة، فهو أخص من الأول لأنه قصرها على التوصل إلى المطلوب بوسائل روعي فيها الخفاء.
المزيد »