logo

logo

logo

logo

logo

ليسيتسكي (إليزر-)

ليسيتسكي (اليزر)

Lissitzky (Eliezer-) - Lissitzky (Eliezer-)

ليسيتسكي (إليزر ـ)

(1890 ـ 1941)

 

ولد المصور والطباع والمزخرف والمعمار والمعلم الروسي إليزر ليسيتسكي Eliezer Lissitzky في بلدة بوشينوك Pochinok بالقرب من مدينة سْمولِنْسك Smolensk، وتوفي في موسكو.

اتسم نشاط هذا الفنان المتمرس بطابع نظري دقيق ومحكم. وكان للتجديد الذي أحدثه في مجال الطباعة والإعلان وتصميم المعارض أهمية خاصة، وذلك بتمهيده الطريق للاستحوار axonométrie (طريقة تمثيل تُستخدم في الرسم الصناعي)، وتدشينه من ثم نهجاً جديداً في المنظور بتخليه عن روابط المنظور التقليدية الوطيدة مع «الإدراك الحسي» perception، (أي إن الخطوط المتوازية متوازية فعلاً في الواقع، وهذا يعني أن ليس هناك وجود فعلي لنقطة التلاشي)، والجديد أن ليسيتسكي حمل معه هذا المنظور وطبقه على التصوير، وصار مُشاهد العمل الفني حراً في طريقة رؤيته لهذا العمل؛ لغياب أي نقطة مركزية تحتجزه، وصار بالإمكان تمديد الخطوط في العمل الفني إلى ما لا نهاية، وقد تحقق ذلك في «الحركة الأوجية [ر] Suprématisme وفيها تراجعت ذروة الهرم المرئي إلى اللانهاية».

درس ليسيتسكي الهندسة المعمارية في دارمشتات Darmstadt في ألمانيا من عام 1909 إلى عام 1914، وتابعها في موسكو إبان الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1919 عيّنه مارك شاغال [ر] Chagall Marc مدرساً للعمارة والغرافيك (فنون الحفر والطباعة graphique) في المدرسة الثورية للفن التي يديرها في فيتيبسك Vitebsk، والتقى فيها كازيمير ماليفيتش [ر] Kasimir Malevitch الذي كان قد أطلق الأوجية قبل أربع سنوات، والأوجية اتجاه في التصوير يركز على الأشكال الهندسية التجريدية التي يسمونها «مشروعات لترسيخ الجديد»، وقد تأثر ليسيتسكي بهذا الاتجاه تأثراً بالغاً. وفي عام 1920 تقرب ليسيتسكي من ف. تاتلين [ر] V.Tatline، ومن البنائية [ر] Constructivisme وأسهم فيها إسهاماً مهماً.

من سلسلة الأشكال الهندسية التجريدية التي سماها ليسيتسكسي Proun ي (1919) 

وفي عام 1919 بدأ ليسيتسكي العمل على سلسلة من الأشكال الهندسية التجريدية compositions géométriques abstraites سمّاها proun، ثم ابتكر « قصة مربعين» histoire de deux carrés، وهي قصة رمزية بطلاها مربع أحمر ومربع أسود، والإطار أو المحيط دائرة حمراء تمثل الأرض، والعدو هو العماء chaos (ركام من الأشكال الهندسية). إن هذه الأشكال مجتمعة ما هي إلا إعلان سياسي مفاده: اقضوا على البيض بوساطة زاوية حمراء، وهذا يدل بطريقة لا لبس فيها على أنه من الممكن استخدام الفن وسيلة للاتصال.

في عام 1921 صار أستاذاً في مدرسة الفن الحكومية في موسكو، لكنه ما لبث أن غادر البلاد في نهاية العام عندما انقلبت الحكومة السوڤييتية على الفن الجديد، فذهب إلى ألمانيا حيث قابل المصمم والفنان موهولي ناغي [ر] Moholy-Nagy الذي نقل أفكار ليسيتسكي الفنية إلى أوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية من خلال تدريسه في الباوهاوس [ر]Bauhaus .

بين عامي 1925- 1928 عاش ليسيتسكي في هانوفر Hannover، حيث أسس عدداً من الدوريات لنشر أحدث الاتجاهات الفنية في العشرينات.

في شتاء 1928- 1929 عاد إلى موسكو حيث أبرز ثقلاً إبداعياً مؤثراً، كما أن تجاربه في التشكيل الفراغي أهلته لأن يؤسس تقانات جديدة في التصوير، والعرض والطباعة والمونتاج montage (اختيار وترتيب مشاهد مصورة ضوئياً لشريط سينمائي)، إضافة إلى العمارة التي كانت قد قطعت أشواطاً من التطور في أوربا الغربية.

إن معظم أعمال ليسيتسكي في المونتاج تُستخدم في أعمال الدعاية على أمل تحقيق أعلى فعالية للإعلان، لأن أقصى ما يمكن الحصول عليه من صور جميلة وخطوط، وجودة في الطباعة  يكمن في أعمال ليسيتسكي.

كما أن تصاميم ليسيتسكي المعمارية الجريئة التي كان يُعتقد وقتها أنها مكلفة جداً في التنفيذ صارت بعد ذلك تلاقي رواجاً شديداً.

نهيل نزال

الموضوعات ذات الصلة:

الأوجية (نزعة ـ) ـ تاتلين (فلاديمير ـ) ـ ماليفيتش (كازيمير سيرفونيوفيتشي ـ).

مراجع للاستزادة:

- PIERRE CABANNE, Dictionnaire international des arts (Bordas, Paris 1979).

- MICHEL LACLOTTE & JEAN-PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture (Librairie Larousse, Paris 1979).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 321
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1115
الكل : 40546850
اليوم : 76665

بيريث غالدوس (بنيتو)

بيريث غالدوس (بنيتو ـ) (1843 ـ1920)   بنيتو بيريث غالدوس Benito Perez Galdos، أحد أشهر الروائيين الإسبان في القرن التاسع عشر، ولد في مدينة لاس بالماس Las Palmas في جزر الكناري وتوفي في مدريد، وكان الابن الأصغر لأسرة ميسورة. تلقى تعليمه منذ طفولته في مدرسة إنكليزية في مسقط رأسه، وكان لدراسته تلك أثر استثنائي في تكوينه الأدبي الذي تظهر فيه بوضوح قراءاته للروائيين والمسرحيين الإنكليز. وفي عام 1862 انتقل إلى مدريد لدراسة الحقوق في جامعتها، ولكنه لم ينه دراسته الجامعية، لأن مجالس الأدب والمقاهي والكتابة للصحف وارتياد المجالس السياسية والتجول في الشوارع كانت تشد اهتمامه أكثر من قاعات المحاكم.
المزيد »