logo

logo

logo

logo

logo

لاسكو (كهف-)

لاسكو (كهف)

Lascaux cave - Grotte de Lascaux

لاسكو (كهف ـ)

 

يقع كهف لاسكو Lascaux في فرنسا قرب دوردون Dordogne في مونتينياك Montignac على ضفة نهر فيزير Vézère اليسرى. وهو من أشهر كهوف عصور ما قبل التاريخ في بيريغور Périg. يتميز بكثرة رسومه الجدارية وجمال نقوشه الفنية ولاسيما الرسوم التي تغطي جوانب هذا الكهف المهم. إن المدخل الحالي لهذا الكهف مدخل أرضي بسبب انهيار السقف الحجري الجيري. ويتضمن القسم العلوي من هذا الكهف الصور الجدارية الجانبية الجميلة والثمينة.

اكتشف كهف لاسكو عام 1940 مصادفة، وتعرفه الأب هنري بروي Henri Breuil وسجل رسمياً في سجل المباني التاريخية. وفي عام 1948 اتخذت التدابير الضرورية لاستقبال الجمهور وتلبية متطلباته المختلفة. وبدأ الاهتمام بدراسة رسوم هذا الكهف، وشروط المحافظة الطبيعية على صوره الجدارية المهمة. وبدأ الاهتمام بتفسير هذه الرسوم الجدارية وذلك بحسب مكانها في الكهف فوق طُنُف كورنيش cornice طبيعي على امتداد الصالات والممرات المختلفة على مسافة نحو مئة متر. فهناك صور جدارية توجد فقط في طارمة rotonde (بناء مستدير مقبب) تعرف باسم (قاعة الثيران الكبيرة)، وهناك صور جدارية في صالة تعرف باسم (صالة الصور)، وثمة نقوش ممسوحة.

 

رسومات لحيوانات مختلفة على جدران كهف لاسكو

بلغ عدد زائري كهف لاسكو نحو مئة وعشرين ألف زائر سنوياً مما يدل على أهمية هذا الاكتشاف ومدى إسهامه في تنشيط السياحة. فقد أثار اكتشاف كهف لاسكو ورسومه الجدارية ونقوشه المختلفة سرور واهتمام الأوساط العلمية المختلفة وعشاق السياحة والسفر. كما أثار مشكلة المحافظة عليه وعلى صوره الجدارية ونقوشه المختلفة؛ فجَعلت له أبواباً برونزية.

تعود صور كهف لاسكو ورسومه ونقوشه إلى العصر الحجري القديم الأعلى (المجدلاني القديم) مما يدل على أهميته زمنياً وفنياً وجمالياً، وقد حدد الكربون 14 carbone 14 (عنصر يستخدم لتحديد عمر الحفريات) تاريـخ هذه الصور بين 15000-13500ق.م.

داخل كهف لاسكو

أوضحت دراسة هذه الصور والرسوم والنقوش عدم التجانس فيما بينها، وعدم وجود ترابط تقاني وطرازي وأسلوبي. وأظهرت الدراسات والبحوث العلمية أن هذه الروائع الفنية القديمة المختلفة قد تمت من قبل ما يمكن أن يسمى مدارس فنية قديمة مختلفة. وقد ميز بروي اثنتين وعشرين مرحلة متتالية في صالة الثيران الكبيرة. واستطاع غلوري A.Glory أن يتعرف ست طبقات جدارية رئيسة متتالية وفق الآتي:

- التخطيطات البدائية (من العصر الأول).

- رسوم الخيول بلون أسود واحد (من العصر الثاني).

- رسوم الخيول المتعددة الألوان، الحيوان الخرافي ليكورن وحيد القرن (من العصر الثالث).

- رسوم الثيران الكبيرة التخطيطية بلون أسود (من العصر الرابع).

- رسوم الغزلان وحيدة اللون الأحمر، والمتعددة الألوان ذات القوائم القاسية والقرون المتناظرة (من العصر الخامس).

- رسوم الأبقار الحمراء بقرون متناظرة (من العصر السادس).

وأوضحت البحوث والدراسات المختلفة تنوع التقانات الفنية في إبداع هذه الصور والرسوم الجدارية المختلفة:

- الطريقة الكلاسية: تخطيط الخطوط، لون من أصباغ، نموذج مجسم.نفذت بالريشة وغيرها.

- طريقة رش الألوان بالفم وغيره…

- طريقة استخدام الأنبوب المفرغ مثل عظم طائر، غصن قصب…

ومن مشاهد هذه الصور والرسوم الجدارية صورة ثور جريح يسحق رجلاً، وحصان جريح أصابته سهام بجراح، وثور ضخم، وخيول تعدو، وبيزون bisons (بقر وحشي).

ويُقدَّر عدد نقوش الكهف بأكثر من ثلاثمئة نقش على الجوانب. وكان تخطيط الموضوع بالمنقاش يسبق وضع اللون الذي يعلوه، وقد عثر في الكهف مصادفة على أدوات أثرية وذلك في أثناء تنقيبات بروي وبلان Blanc وأخيراً غلوري (1952- 1966) مثل: المنقاش والمكشط والنصلة والسراج والصفائح الحجرية الجيرية.

وذهب بعضهم في تفسير هذه الصور والرسوم والنقوش اعتماداً على وظيفة الفن السحرية والاعتقاد بأن ذلك الفنان الساحر يجد في رسمه قوة سحرية من شأنها القبض على ذلك الحيوان وامتلاكه. وذهب باحثون آخرون مثل آندريه لوروا غورهان André Leroi-Gourhan إلى نفي نظرية صلة الفن بالسحر؛ لأن كثيراً من رسوم الحيوانات وصورها تخلو من النصال والسهام.

يعدّ كهف لاسكو من أهم الكهوف الأثرية الزاخرة بالصور والرسوم الجدارية والنقوش المختلفة الأكثر قدماً في العالم أجمع. وقد أسهم في إغناء تاريخ الفن وفي تأسيس علم آثار ما قبل التاريخ. وإن ألوان صوره وبقاءها محفوظة أدهش المختصين ودفعهم إلى اتخاذ كل ما هو ضروري للمحافظة عليها. وجذبت جمالية هذه الروائع الفنية أنظار الفنانين، وأسهمت في تطوير الفن الحديث وإثراء تجربة كثير من فنانيه.

بشير زهدي

 الموضوعات ذات الصلة:

التاميرا.

 مراجع للاستزادة:

- GERMAIN BAZIN, Histoire de l’art, de la préhistoire à nos jours (Gramond, Paris 1953).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 788
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40533277
اليوم : 63092

إيفالد (يوهانس-)

إيفالد (يوهانس ـ) (1743 ـ 1781)   يوهانس إيفالد Johannes Ewald شاعر وكاتب مسرحي دنماركي. ولد في كوبنهاغن وتوفي فيها. كان والده قسيساً. بدأ دراسة اللاهوت عام 1758، وقرأ في أثناء ذلك روايات فيلدنغ [ر] Fielding و ديفو[ر] Defoe فأثارت فيه روح المغامرة، وحاول تقليدهما حين كتب أول رواية دنماركية «غنفر الصغيرة» Little Gunver. ثم تطوع في صفوف المرتزقة وشارك في حرب السنوات السبع (1756- 1763) إلى جانب النمسة ضد بروسية طمعاً بالمجد والثروة، إلا أنه عاد منها عام 1760معتلاً خالي الوفاض ليجد خطيبته أريندسه Arendse التي خلدها في شعره قد تزوجت، فانغمس في حياة المجون بعض الوقت إلى أن أصيب بنوبة نقرس، فاعتزل الناس في الريف حتى عام 1771 حين عاد إلى كوبنهاغن وإلى المجون من جديد. كان للتناقض بين مُثل إيفالد الدينية وواقع حياته اليومية أكبر الأثر في نتاجه الشعري، إذ كتب قصائد تضج بغنائية بشرت آنذاك بظهور المدرسة الإبداعية (الرومانسية) في بلاده، وتعود القصيدة الدرامية «آدم وحواء» (1769) Adam and Eve إلى تلك المرحلة التي تعرّف في أثنائها  الشاعر والمسرحي الألماني فريدريش كلوبشتوك[ر] Friedrich  Klopstock الذي كان يعيش في كوبنهاغن منذ عام1751، ونتيجة احتكاكه به وتوجيهه له نحو التراث الاسكندنافي الغني كتب إيفالد المأساة التاريخية «رولف كراغه» (1771) Rolf Krage التي اقتبسها عن كتاب «أعمال الدنماركيين» للمؤرخ الدنماركي ساكسو Saxo (القرن13)، والمسرحية الشعرية «موت بالدر» (1773) The Death of Balder  المستقاة من الأساطير الاسكندنافية، وبالدر هو إله النور فيها. وكتب بعض المسرحيات الكوميدية مثل «العازبون» (1771) The Bachelors و«تصفيق حاد» (1771) Applause و«المهرج الوطني» (1772) The Patriotic Harlequin. غادر إيفالد  عام1773 كوبنهاغن إلى بلدة رُنْغستِد Rungsted حيث قضى عامين ليتعافى في دعة وهدوء، فانكب على الكتابة وأنجز ديوان «مسرات رنغستيد» The Joys of Rungsted،  وبدأ كذلك بتدوين مذكراته التي لم تنشر إلا بعد وفاته بمدة طويلة، عام 1804 وتحت عنوان «حياة وأفكار» Life and Opinions. ثم انتقل إلى بلدة هوملباك Humelback وعاد إلى الشراب. وخلال هذه السنوات سادت شعره نزعة دينية عميقة وجدت صداها في قصائد غنائية مثل التائب (1777) The Penitent و«أنشودة إلى الروح» (1777) Ode to the Soul . عاد إيفالد إلى كوبنهاغن عام 1777 حيث أمضى سنواته الأخيرة والمرض يقض مضجعه، إلا أنه كان ينعم ببعض الراحة والسعادة بفضل النجاح الذي حققته مؤلفاته الشعرية والمسرحية، ومنها المسرحية الغنائية «صيادو السمك» (1779) The Fishermen التي لا تزال تعرض حتى اليوم وكلمات النشيد الوطني الدنماركي وموسيقاه قد أخذت منها. يعد إيفالد المجدد والشاعر الغنائي الأول في الدنمارك. ويتسم شعره بميزات مرحلة ماقبل الإبداعية Preromanticism، ويتجلى فيه عمق الإحساس إضافة إلى تقيد الشاعر بالأنواع الشعرية الاتباعية (الكلاسيكية) مثل الأود[ر] Ode التي برع فيها، ويبدو تأثره فيها واضحاً بالأساطير الاسكندنافية.   نبيل اللو، طارق علوش    
المزيد »