logo

logo

logo

logo

logo

اللاتينية (دول المشرق-)

لاتينيه (دول مشرق)

-- - Etats latins d'Orient

اللاتينية (دول المشرق ـ)

 

دول المشرق اللاتينية États Latins du Levant، تسمية تطلق على مجموعة من الدول المسيحية الإقطاعية التي أقامها الفرنجة إبان الغزوات والحروب الصليبية في المشرق العربي، مستغلين التمزق السياسي في بلاد الشام وضعف الخلافتين العباسية والفاطمية وعجزهما عن التصدي والدفاع عن ديار الإسلام.

أسس رؤساء الحملة الصليبية الأولى وقادتها ثلاث إمارات في الرها وأنطاكية وطرابلس ومملكة في بيت المقدس.

كانت تلك الإمارات قانونياً مستقلة الواحدة عن الأخرى، فقد أُسست بمبادرات شخصية ونتيجة طموحات قواد الحملة الصليبية وصراعاتها، وبما أنها قامت منعزلة في وسط إسلامي معادٍ لها؛ فقد كانت تعتمد أساساً على الدعم والمساندة العسكرية والديموغرافية من الغرب الأوربي المرهونة بمزاج القادة الأوربيين وسياساتهم وطموحاتهم وهذا ما دفع تلك الإمارات إلى التكتل والانضواء تحت لواء مملكة بيت المقدس أعظم هذه الدول وأجلها شأناً ومقدرة والقائدة لتحالفاتها وسياساتها.

 

ـ إمارة الرّها

(1098ـ 1144م)

وهي أولى هذه الإمارات وأقصرها عمراً وتعرف في المصادر الغربية باسـم كونتيّة إديسا Comté d’Édesse (الاسم القديم لأورفه حالياً) نشأت بعد احتلال المدينة في آذار/مارس عام 1098 على يد الكونت بودوان الأول Baudouin I (أو بلدوين وفي المصادر العربية بغدوين) أمير مقاطعة اللورين الفرنسية، وشملت المناطق السهلية في كيليكيا وامتدت غرباً حتى الفرات. تناوب على حكمها عدد من الأمراء ـ تولى اثنان منهم عرش بيت المقدس ـ وهم: بودوان الأول (1098ـ1100)، بودوان الثاني (1100ـ 1118)، جوسلين الأول (1119 - 1131) Jocelin I وجوسلين الثاني (1131ـ 1150). وقد عاشت نحو نصف قرن قبل أن تسقط على يد الأمير عماد الدين زنكي في 539هـ/23/11/1144م، ولكن جوسلين الثاني استغل وفاة عماد الديـن 541هـ/أيلول/سبتمبر 1146م فاستعادهـا بعض الوقت حتى حررهـا نور الديـن زنكي بصورة نهائيـة في 541هـ/3 تشرين ثاني/نوفمبر 1146م.

كان سقوط الرها نقطة تحول في تاريخ الحروب الصليبية، وبداية توازن القوى بين الطرفين، وأثار الدعوة لحملة صليبية جديدة.

ـ إمارة أنطاكية

(1098ـ 1268م)

أُسست إمارة أنطاكية Principauté d’Antioche في أعقاب احتلال المدينة بعد حصار طويل ومقاومة عنيفة دامت سبعة أشهر، وقد احتلها الصليبيون بالخديعة فنهبوهـا وارتكبوا فيها المجـازر بقيادة الأميـر النورماني الإيطالـي بوهمند الأول Bohémond I، وكانت ثاني الدول الصليبية اللاتينية من حيث الأهمية بعد مملكة بيت المقدس. ومن أنطاكية بسط الصليبيون سلطانهم في المنطقة بارتكابهم كثيراً من المجازر الدموية، ومن أشهرها مذبحة معرة النعمان. وعندما هزم بوهمند هزيمة نكراء في حران ووقع في الأسر في صيف عام 1100 تولى ابن أخيه تنكريد Tancrède الإمارة 1100ـ1112 واستولى على ميناء اللاذقية من البيزنطيين عام 1102، وبعد سلسلة من المعارك مع أمراء حلب مد سلطانه شرقاً عبر نهر العاصي، ولكن الجيش النورمندي أبيد في معركـة رهيبة عرفت باسـم «ساحـة الـدم» عام 1119، التي هزم فيها أمير أنطاكيـة روجر دو سالرن (1112 - 1119) Roger de Salerne ودفع حياته ثمناً لأطماعه.

صار وضع أنطاكية مثل الرها محفوفاً بالمخاطر عندما تولى أمير الموصل عماد الدين زنكي زمام الأمور في حلب عام 522هـ/1128م، ثم في إمارتي حماة وحمص، كما دخل أمراؤها في صراع طويل مع البيزنطيين الذين كانوا يدعون السيادة على أنطاكية، وفي وقت لاحق مع مملكة أرمينيا الصغرى الواقعة في شمالها. كان نظام الحكم في إمارة أنطاكية وراثياً على خلاف مملكة بيت المقدس، وكان التأثير البيزنطي واضحاً فيها.

ـ إمارة طرابلس

(1109ـ 1289م)

كانت إمارة طرابلس Comté de Tripoli آخر الإمارات الصليبية التي قامت في بلاد الشام، وكلف إحداثها الكونت ريموند Raymond صاحب طولوز (الفرنسية)، الذي عرف عند العرب باسم صنجيل (نسبة إلى حصن مقابل المدينة)، ولكن طرابلس لم تسقط في أيدي الصيلبيين إلا بعد حصار دام ثماني سنوات، توفي ريموند في أثنائها وخلفه برتراند Bertrand ابن كونت سردينيا بعد أن تلقى الدعم والمساعدة من جميع الأمراء الصليبيين الآخرين، وقد نكلوا بأهلها وأحرقوا مكتبتها العامرة.

حكمها عدد كبير من الأمراء الذين كانوا يدورون في فلك مملكة بيت المقدس، التي تشابك تاريخهم معها.

ـ مملكة بيت المقدس

(1099ـ1187/1291م)

نشأت هذه المملكة Le Royaume de Jérusalem بعد احتلال المدينة المقدسة في 15 تموز/يوليو 1099 من قبل الصليبيين الذين دخلوها في بحر من الدماء، بعد حصار دام أربعين يوماً، وارتكبوا مجزرة رهيبة قلَّ نظيرها بقيادة الكونت غودفروا دي بويون Godeferoy de Bouillon (كندفري في المصادر العربية)، الذي تولى حكمها مكتفياً بلقب «حامي الضريح المقدس». وبعد وفاته خلفه أخوه بودوان الأول أمير الرها الذي نصب ملكاً على أورشليم في كانون الأول/ديسمبر 1100م في كنيسة المهد في بيت لحم، وإليه يعود الفضل في بناء المملكة وترسيخ زعامتها على الإمارت الصليبية في الشرق، كما قام بتنظيمها جاعلاً منها ملكية إقطاعية، لاثيوقراطية تهيمن عليها البابوية. ويتضح من قوانين المملكة (المسماة تنظيمات أورشليم Assises de Jérusalem) ـ وهي من أكمل القوانين الإقطاعية المعروفة ـ أن حكومتها كانت إقطاعية حقاً؛ إذ صار ملكها السيد الإقطاعي الأكبر الذي ينضوي تحت لوائه كبار الإقطاعيين الذين سيطروا على المملكة سيطرة تامة.

كان النظام السياسي في كل هذه الدول الصليبية عبارة عن تسلسل مراتبي إقطاعي من السادة من مختلف المراتب والمراكز. ومع أن مملكة بيت المقدس كانت الأولى بين تلك الدول، فإن ملوكها لم يكونوا يملكون من حيث الجوهر أي مزايا وأفضليات قانونية على الأمراء الآخرين الثلاثة الحاكمين في طرابلس وأنطاكية والرها، الذين كانوا عملياً مستقلين عن الملك مع أنهم كانوا ظاهراً يرتبطون به بروابط الخضوع والطاعة، وكانوا يملكون في إماراتهم السلطة ذاتها التي يملكها سيدهم في القدس.

كانت الإقطاعات الرئيسة تنقسم إلى وحدات أصغر من الحيازة الإقطاعية، وهذه بدورها تنقسم إلى وحدات أصغر هي «فيودات» الفرسان fief. كان واجب الأتباع الرئيسي تأدية الخدمة العسكرية لمصلحة سيدهم الذي كان من حقه أن يطالب بأدائها في أي وقت؛ لأن دول الصليبيين كانت في حالة حرب شبه دائمة مع أصحاب الأرض الأصليين، وفضلاً عن هذا التنظيم الإقطاعي كان يوجد تنظيمات مدنية وكنسية رهبانية مختلفة ولكلٍّ حاكمه وقوانينه الخاصة.

عمل الملك بودوان على توسيع المملكة باحتلال السامرة والجليل وميناء حيفا، وتمكن من صد أول هجمة مصرية مضادة أمام الرملة في أيلول/سبتمبر 1101، وأخرى مخفقة في أيار/مايو 1102 واحتل على أثرها، وبمساعدة أساطيل البندقية وجنوة وبيزا بعض المدن الساحلية مثل أرسوف وقيسارية وعكا وبيروت وصيدا، ولم يبق من مدن الساحل في أيدي القوات المصرية سوى صور التي احتلت في تموز/يوليو 1124 وعسقلان التي احتلت في آب/أغسطس 1153.

وهكذا بسط الصليبيون سيطرتهم على الساحل السوري وموانئه الكبيرة التي مكنتهم من الحفاظ على اتصالات بحرية منتظمة مع الغرب الأوربي لتوفير الإمدادات بالرجال والسلاح والمعدات، كما أحرز بودوان انتصارات عدة على الأمراء الحاكمين في شرقي الأردن وأقام حصن الشوبك واندفع نحو البحر الأحمر، حيث قام بتحصين مرفأ العقبة، وبذلك استطاعت مملكة بيت المقدس السيطرة على طرق الاتصالات البرية بين مصر وبلاد الشام وغدت قوة أساسية في المنطقة.

ومع تجدد المعارك مع أمراء بلاد الشام قُتل أمير أنطاكية عام 1119، كما أُسر أمير الرها جوسلين الأول وملك القدس بودوان الثاني (1118ـ1131) ومع هذا فقد تمكن أمراء الفرنجة من احتلال مدينة صور (1124) بمساعدة أسطول البندقية بعد حصار دام سنوات عدة.

وتمكن بودوان الثاني من إقامة تحالف بين أمراء الفرنجة وحاول عبثاً احتلال حلب عام 1124، ثم حاول احتلال دمشق في عامي 1126ـ 1129 ولكنه عاد خائباً خاسراً.

استغل ملك القدس الجديد فولك (1131 - 1143) Fulk ـ المعروف بكونت أنجو Comte d’Anjou ـ الانقسامات في الصف العربي واحتل قلعة بانياس في الجولان وبدأ بناء قلعة الكرك الحصينة في شرقي الأردن، ولكنه وقع أسيراً في يد عماد الدين زنكي عام 1137 ثم سرّحه.

وقد برز عامل جديد في هذا الصراع بتدخل الامبراطور البيزنطي يوحنا الثاني كومنينوس Johanna II Komninos الذي حاصر أنطاكية عام 532هـ/1137م، وأرغم أميرها ريموند الأول على تقديم فروض الطاعة له بموافقة الملك فولك، ولكن التحالف الفرنجي ـ البيزنطي لم يدم طويلاً بسبب موت فولك المفاجئ. وتولت أرملته مليسندة Mélisende الوصاية على ابنهما القاصر بودوان الثالث (1143ـ1163). وبدأت المنازعات الداخلية للاستيلاء على العرش تمزق مملكة أورشليم، في الوقت الذي كانت تزداد قوة المسلمين وتوحدهم بزعامة عماد الدين زنكي وابنه نور الدين الذي تكلل بتحرير الرها، وهاجم نور الدين إمارة أنطاكية وألحق هزائم كبيرة بالفرنجة، ومع نهاية عام 1149 كان الصليبيون قد فقدوا جميع ممتلكاتهم شرقي العاصي، ولم ينقذ إمارة أنطاكية سوى تدخل ملك القدس بودوان الثالث بكل قواته والذي أحرز انتصاراً كبيراً باستيلائه على عسقلان عام 1153 بعد حصار طويل. وبدا وجود الدول اللاتينية في الشرق مهدداً فسارع الغرب إلى إرسال حملة صليبية جديدة بقيادة لويس السابع ملك فرنسا وكونراد الثالث ملك ألمانيا اللذين حاولا الاستيلاء على دمشق عام 549هـ/1148م، ولكنها قاومت وصمدت، ثم تسلم نور الدين زمام أمورها عام 1154 لتقود بعد ذلك الجهاد ضد الصليبيين. وحاول بودوان الثالث إحياء التحالف مع بيزنطة بزواجه من تيودورا Theodora حفيدة الامبراطور عمانوئيل الأول كومينوس عام 1158، وبتخليه عن أمير أنطاكية الذي صار تابعاً للامبراطور البيزنطي الذي دخل أنطاكية منتصراً في ذلك العام.

تولى ممكلة القدس بعد موت بودوان الثالث أخوه الملك أموري الأول Amaury I (أملريك Amalric I ا) 1163-1174 الذي استغل ضعف الفاطميين ومضى في تغذية بذور الشقاق بين الحكام المسلمين بعدها الضمانة الوحيدة طويلة الأمد لبقاء مملكة الفرنجة على قيد الحياة. وانتهت أولى الحملات الصليبية على مصر بالإخفاق، وعندما حاول أموري الزحف على القاهرة استنجدت بنور الدين الذي أرسل قائده شيركوه فأنقذها وتسلم زمام الأمور في مصر عام 565هـ/1169م وقد خلفه بعد وقت قصير ابن أخيه صلاح الدين، ومنذ ذلك الوقت تقرر مصير دول المشرق اللاتينية.

وعلى الرغم من نشاط بودوان الرابع 1174ـ 1185 السياسي والعسكري لم يتمكن الفرنجة من منع صلاح الدين من إحكام الطوق عليهم وذلك عندما تسلم أمور دمشق (570هـ/1174م) وحلب (579هـ/1183م)، وهما القاعدتان الكبيرتان في الشام اللتان شكلتا مع مصر القوة الضاربة التي مكنته من أن يطلق عام 1187 هجومه النهائي على مملكة القدس المتهاوية التي كان على عرشها صبي يدعى بودوان الخامس وكانت عملياً تحت إمرة أمه الملكة سيبيلي Sibylle وزوجها الثاني غي دي لوزينيان (1186 - 1192) Guy de Lusignan. وحشد الصليبيون جيشاً عظيماً للتصدي لصلاح الدين وجرت معركة حطين المظفرة في 4 تموز/يوليو 1187 التي تحطمت فيها قوى الفرنجة ووقع ملكهم وقادتهم في الأسر، ثم أعقبها تحرير الموانئ الساحلية الرئيسة وتساقطت الحصون الصليبية الواحد تلو الآخر، وتكلل النصر بدخول إمارة بيت المقدس وتحريرها من الاحتلال الصليبي في 583هـ/2تشرين أول/أكتوبر 1187. ولم يبق من الإمارات والمدن الخاضعة للصليبيين سوى صور وطرابلس وطرطوس وأنطاكية وقلعتي الحصن والمرقب.

لقد ظهرت في أثناء الاحتلال الصليبي لبلاد الشام منظمتان عسكريتان من الفرسان الرهبان عرفت الأولى باسم «الإسبتارية» أو فرسان القديس يوحنا في القدس Hospitaliers de Saint- Jean de Jérusalem التي قامت في الأصل لرعاية الحجاج الأوربيين والاهتمام بالجرحى والمرضى.

أما الثانية فعرفت باسم «الداوية» أو فرسان الهيكل Templiers التي أُسست عام 1120 من أجل إرشاد الحجاج المسيحيين وحمايتهم، ولكن سرعان ما تحولتا إلى منظمتين عسكريتين فائقتي التنظيم والفعالية، باتتا تشكلان القوة الأساسية ورأس الحربة للدفاع عن دول الفرنجة وتوطيد أوضاعها في الداخل والخارج، وقد أُوكل إليهما الإشراف على معظم التحصينات والدفاع عنها، ومن أشهرها قلعة الحصن التي تولاها فرسان الإسبتارية. وكان ثمة منظمة رهبانية ثالثة أقل شأناً، أسسها الألمان في أثناء الحملة الصليبية الثالثة، وحملت اسم الفرسان التوتون Chevaliers Teutoniques. وبعد تحرير القدس عام 1187 بقيت رهبانيتا الإسبتاريـة والداويـة القوة الوحيدة القادرة على القتال في دول الفرنجة وكان فرسانهـا أشد المدافعين عنهـا حتى سقوطهـا عام 691هـ/1291م، فانسحب الإسبتاريون إلى قبرص ورودس، في حين توجه فرسان الهيكل إلى الغرب.

بعد سقوط القدس هبت أوربا وجهزت كبرى الحملات الصليبية بقيادة امبراطور ألمانيا وملكي إنكلترا وفرنسا، وحاولت عبثاً استعادة بيت المقدس، وانتهت بالاستيلاء على عكا عام 1191 التي صارت العاصمة الفعلية لمملكة أورشليم، كما نجم عن الحملة احتلال جزيرة قبرص التي تحولت إلى مملكة لاتينية منذ عام 1192 بزعامة غي دي لوزينيان الذي تزوج من إيزابيلا دي أنجو ابنة الملك أموري الأول.

وفي عام 1197 تزوج أموري الثاني دي لوزينيان ملك قبرص من إيزابيلا الأولى ملكة أورشليم وتوحدت كونتية طرابلس مع إمارة أنطاكية بزعامة بوهمند Bohémond IV الرابع. وقد دعم دول الشرق اللاتينية آنذاك سيطرة الحملة الصليبية الرابعة على القسطنطينية وإعلانها مملكة لاتينية (1203ـ 1258).

وعلى أثر إخفاق الحملة الصليبية على مصر زوج ملك أورشليم يوحنا دي بريين (1210 - 1225) Jean de Brienne ابنته إيزابيلا إلى الامبراطور الألماني فريدريك الثاني على أمل أن يكسب سنداً قوياً للمملكة، وانطلق فريدريك الثاني في حملة صليبية جديدة عام 1228، وعقد صلحاً مع الكامل ملك مصر (627هـ/1229م)، حصل فيه على السيادة على القدس وبيت لحم والناصرة. ونصب الامبراطور نفسه ملكاً على القدس في كنيسة القيامة.

ولكن ما كاد يعود إلى بلاده حتى بدأ صراع على السلطة بين الأمراء اللاتين وتحولت مملكة أورشليم إلى شبه جمهورية إقطاعية، تسيطر عليها أسرة إيبلي Jbelin. وفي 642هـ/23 آب/أغسطس 1244 تم تحرير القدس وإلى الأبد من حكم الصليبيين وتلتها طبريا وعسقلان عام 645هـ/1247م.

وبعد إخفاق حملته على مصر (1250) تولى ملك فرنسا لويس التاسع Louis IX الوصاية على عرش المملكة، وقام بتجديد التحصينات الرئيسة للفرنجة في عكا وقيسارية ويافا وصيدا، وكانت تلك آخر نجدة تأتي من الغرب.

وأخيراً صارت مملكة أورشليم (بالاسم فقط) تحت نفوذ الجمهوريات الإيطالية، وخاصة جنوة والبندقية اللتين تنازعتا فيما بينهما حول اقتسام النفوذ، وامتد هذا النزاع إلى أمراء المدن الساحلية اللاتين مثلما امتدَّ أيضاً إلى رهبانيتي الفرسان الإسبتارية والداوية.

وعندما اجتاح الغزو المغولي الخلافة العباسية ووصل إلى الشام تحالف الأمراء الصليبيون مع هولاكو الذي هُزم في معركة عين جالوت (659هـ/أيلول/سبتمبر1260م)، وتمكن المماليك تحت قيادة السلطان بيبرس من توحيد مصر والشام ثانية مثلما فعل صلاح الدين من قبل وكان ذلك تمهيداً للقضاء على الإمارات الصليبية المتبقية، فسقطت أنطاكية في 667هـ/ أيار/مايو 1268م، وبعدها صافيتا وقلعة الحصن الجبارة عام 670هـ/1271م ثم تلتها قلعة المرقب 684هـ/1285م وبعدها طرابلس 688هـ/1289م وأخيراً سقطت العاصمة عكا (690هـ/أيار/مايو 1291م) ثم طرطوس (690هـ/آب/أغسطس1291م)، وكانت آخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام، وبذلك انتهى الوجود الصليبي الاستعماري في المشرق العربي، ومعه دول المشرق اللاتينية.

محمد الزين

الموضوعات ذات الصلة:

أنطاكية ـ إيزابيلا ـ البيزنطيون ـ الحروب الصليبيـة ـ الرهـا ـ الزنكيون ـ سوريـة ـ الأيوبي (صـلاح الديـن ـ) ـ فلسطين ـ القدس.

مراجع للاستزادة:

ـ ميخائل زابوروف، الصليبيون في الشرق، ترجمة إلياس شاهين (دار التقدم، موسكو 1986).

 - J.RICHARD ,Le Royaume latin de Jérusalem (P.U.F. 1953).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 766
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 567
الكل : 29586190
اليوم : 41106

أُنكي

أنكي (1148-1223 )   أُنكي Unkei  نحّات ياباني ولد في مدينة كيوتو Kyôto، كان والده كوكي Kôkei نحاتاً وكذلك ابنه تانكي Tankei، وكلهم ينتمي إلى مدرسة كي Kei للنحت. ينحدروالده من الجيل الخامس من سلالة جوتشو Jôchô النحات الشهير المتوفي سنة 1057 ومؤسس "مدرسة الطريق السابعة". وقد اعتمد أُنكي مادة الخشب في منحوتاته البوذية.
المزيد »