logo

logo

logo

logo

logo

مكماهون (ادم باتريس موريس كونت-)

مكماهون (ادم باتريس موريس كونت)

Mac-Mahon (Edme Patrice Maurice-) - Mac-Mahon (Edme Patrice Maurice-)

مكماهون (إدم باتريس

(1808 ـ 1893م)

 

إدم باتريس موريس، كونت مكماهون  Edme Patrice Maurice, Comte de Mac-Mahon مارشال فرنسا. ولد في سولي Sully مقاطعة «سون واللوار» Saône-et-Loire لأسرة من أصل إيرلندي، كانت مخلصة للملك جيمس الثاني James II (من أسرة ستيورات) الذي خُلع عن العرش البريطاني في عام 1688، وهاجرت إلى فرنسا إثر معركة نهر بوين Boyen عام 1690. وكان كثير من أجداد مكماهون عسكريين في الجيوش الملكية. وقد عمل مكماهون الأب على تنشئة ابنه على حب الدين والوطن والوفاء لآل بوربون.

عُيّن آدم مكماهون في الجزائر بعد تخرجه في المدرسة العسكرية، وشارك في حملة الجزائر عام1830، وخَبِر قتال الكمائن ambuscades ما يزيد على عشرين عاماً، وبرَّز في هذا النشاط، إلا أن أهليته لقيادة التشكيلات الكبرى لم ترقَ إلى المستوى اللازم، وفي عام 1848 رُقِّي إلى رتبة عميد général de brigade.

ومع أن مكماهون كان مفكراً استراتيجياً متواضعاً، إلا أنه أظهر في الميدان شجاعة فائقة ودُرْبة جيدة في خوض القتال. وشارك في حرب القرم حيث اشتهر في معارك سيباستبول Sébastopol، وكان استيلاؤه على حصن مالاكوف Malakoff في 8 أيلول/سبتمبر 1855 سبباً في ترقيته إلى  رتبة لواء général de division. وما إن عاد إلى أوربا حتى لمع اسمه ثانية بالانتصارات التي حققها عام 1859 في معركتي ماغنتا Magenta وسولفرينو Solférino في منطقة لومبارديا ـ إيطاليا؛ حيث خاض القتال على ضفاف بحيرة غارد Garde، وكانت غزارة النيران التي أطلقها مكماهون على الجيش النمساوي عاملاً أساسياً في نجاح المعركة الهجومية. وعاد من إيطاليا مكلّلاً بالغار والمجد يحمل لقب: مارشال فرنسا، دوق ماغنتا duc de Magenta، بعد أن دخل ميلانو Milan دخول الأبطال إلى جانب الامبراطور نابليون الثالث (حزيران/يونيو 1859).

أصبح مكماهون الحاكم الثاني للجزائر في الفترة من 1864 إلى 1870. واستفاد من زيارة الامبراطور نابليون الثالث له عام 1865، ليثنيه عن مشروعه الذي يرمي إلى إعطاء الجزائر الاستقلال الذاتي في المستقبل، خشية ردة الفعل من جانب المستوطنين الفرنسيين. وسعى إلى تشجيع التوغل الفرنسي في الجزائر في إطار احترام مصالح المستوطنين، إلى جانب مساندة الملكيات الصغيرة وتسجيلها عقارياً، وثابر على تطوير البنى التحتية من موانئ وطرقات وسكك حديدية وغير ذلك، وكان يرى في انصهار المجتمعين الفرنسي والعربي صفة من صفات القيادة الحكيمة. كما عمل على مواجهة المصائب التي ألمَّت بالجزائر. بعد تفشي الأوبئة والمجاعة في الفترة 1867 ـ 1868، وحرص على إغاثة الأهالي.

شارك مكماهون في الحرب الفرنسية البروسية قائداً للفيلق الأول. وأُجبر فيلقه على الانسحاب من شمالي الألزاس Alsace في 6 آب/أغسطس 1870. ولدى تلقيه أمراً من القيادة العامة بالعودة إلى مسرح القتال لنجدة مارشال فرنسا بازين Bazaine الذي حُوصر مع قواته في ميتز Metz (اللورين) Lorraine، حاول عبور نهر الموز Meuse في القطاع المتاح، لكن خوفه من الوقوع في التطويق، إضافة إلى عدم توافر المعلومات عن الموقف دفعه إلى تبديل وجهته نحو سيدان Sedan (الآردن Ardennes) على الحدود البلجيكية في محاولة للإحاطة investissement بالقوات البروسية، غير أنه أخفق ووقعت قواته وقوات أخرى في التطويق. وسيق نابليون الثالث وكبار الأسرى من القادة وفيهم مكماهون إلى ألمانيا، ثم أُطلق سراحهم. عاد مكماهون إلى فرنسا ليقضي على كومونة باريس Commune de Paris عام 1871 بوصفه قائداً لجيش فرساي Versailles بتكليف من تيير Thiers الذي أصبح رئيس السلطة التنفيذية.

يعد مكماهون يمينياً من أنصار عودة الملكية الدستورية المتمثلة بآل بوربون. وفاز في مطلع عام 1871 بمقعد في الجمعية الوطنية، كما خلف تيير الجمهوري النزعة في 24 أيار/مايو 1873 في رئاسة الدولة. وترافق ذلك مع ازدياد نشاط دوق بروغلي duc de Broglie عميد «اليمين» في الجمعية الوطنية، الذي سعي بالتعاون مع جماعة رجال الدين المناصرين لعودة الملكية إلى المناداة بالكونت شامبور Comte de Chambord حفيد شارل العاشر آل بوربون ملكاً على فرنسا. لكن مكماهون الذي كان يحبذ عودة الملكية رفض مقابلة المطالب بالعرش احتراماً لمقام الرئاسة وحيادها. وساعد على إصدار قوانين دستورية في عام 1875 لترسيخ النظام الجمهوري.

كانت أصول مكماهون الأرستقراطية عوناً على ترسيخ العلاقات مع ملوك أوربا، كما أن طوافه في أرجاء فرنسا متحدثاً إلى الفلاحين وإلى الجنود أضفى عليه الطابع الشعبي. وبعد انتخابات الجمعية الوطنية لعام 1876 المؤيدة للجمهوريين قام رجال الدين المناصرون لسلطة البابا الزمنية بحملة شعواء ضد جول سيمون Jules Simon رئيس الوزراء اليساري، الذي رد عليهم بحملة مضادة، غير أن مكماهون أرغم رئيس الوزراء على الاستقالة في 16 أيار/مايو 1877واستبدل به بروغلي.

قاد الجمهوريون حملة شعواء على مكماهون لحمله على الخضوع لهم أو الاستقالة. فاعتزل العمل السياسي في 30 كانون الثاني/يناير 1879 ليقضي بقية عمره متنقلاً بين فندقه في باريس، وأملاكه في لواريه Loiret ودُفن في قصر الأنفاليد Invalides في باريس.

 

 

هاني صوفي

الموضوعات ذات الصلة:

بوربون (أسرة ـ).

مراجع للاستزادة:

- F. PISANI - FERRY, Le coup d Etat Manqué du 16 Mai 1877 (Laffont) (Paris 1965).

- GABRIEL DE BROGLIE, Mac Mahon (Perrin Paris 2000).


التصنيف : الصناعة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 358
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 40540352
اليوم : 70167

أبرهة الأشرم

أبرهة الأشرم (... - نحو 571م) قائد من الحبش، جاء إلى اليمن في الحملة التي أرسلها ملك الحبشة النجاشي أصحمة، بقيادة أرياط، لغزو اليمن والانتقام لمقتل النصارى في حادثة الأخدود على يد الملك ذي نواس، فصارت اليمن تابعة للحبشة، وتولى أرياط الحكم فيها في ظل ملكها الحميري السميفع. تختلف الروايات في حقيقة العلاقة بين أرياط وأبرهة، فتجعل بعضها أرياط رئيساً على أبرهة وأخرى تجعله نداً له في قيادة جيش الحبشة. ثم نازع أبرهة أرياط في أمر الحبشة باليمن، وجرت بينهما مبارزة شرم فيها أرياط عين أبرهة وأنفه، فلقب لذلك بالأشرم، أما أرياط فقتله غلام لأبرهة.
المزيد »