logo

logo

logo

logo

logo

التعليم الأساسي والإلزامي

تعليم اساسي والزامي

Basic and obligatory education - Education obligatoire et de base

التعليم الأساسي و الإلزامي   كان التعليم الأساسي والإلزامي basic and obligatory education  في بداياته حلاً لمشكلات اقتصادية واجتماعية تعاني منها الدول النامية، ولكنه كأي مفهوم جديد خضع لمناقشات بين مؤيدين ومعارضين. فالمؤيدون يرونه صيغة لتعميم التعليم ووصوله إلى الجماهير وتجاوز سلبيات التعليم الابتدائي التقليدي المنفصل عن حاجات المجتمع وحياة الأفراد. وتكتسب صيغة التعليم الأساسي قيمتها من كونها تنظر إلى الفرد واحتياجاته الأساسية في إطار مجتمعه بما يربط بين التعليم والتنمية والعمل المنتج، فهو ليس مجرد إعداد لمرحلة تعليمية لاحقة، أو لإعداد حرفي لمرحلة منتهية، بل هو استراتيجية متكاملة لتعليم يحقق التكامل لشخصية الفرد والنماء للمجتمع. وقد أصبح من الثابت أن الهدف الذي تصبو إليه السلطات المسؤولة هو أن تجعل المدرسة الابتدائية وسيلة لتحقيق التكافؤ في الفرص في التعليم، جعله أكثر ديمقراطية لتلبية الاحتياجات الاقتصادية أو الأهداف العقائدية أو الكفاح من أجل التحرير الوطني ويتم ذلك في المدارس الابتدائية. القاعدة الأساسية في جميع أنظمة التعليم أن تتاح الفرص لكل طفل ليتعلم بالتوقيت الكامل في المدرسة. ولكن الإمكانات المادية والظروف الاجتماعية والاقتصادية لا تتيح لجميع الأطفال في سن المدرسة الالتحاق بها، أو يتسرب بعضهم منها قبل إنهاء المرحلة الابتدائية، مما يجعلهم في عداد الأميين، وهنا يأتي دور التعليم الأساسي في معالجة هذه المشكلة، من خلال تعليم هؤلاء المتسربين في مدارس خاصة بهم. أما المعارضون للتعليم الأساسي فيرونه صيغة أعدت للدول النامية للحد من تطلعاتها في تعليم أبنائها، واقتصار ذلك التعليم على إعداد عمالة رخيصة، فهي ستار دخاني لإعاقة الجهود الموجهة إلى ضرورة إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد، يهدف عدم إبقاء الدول النامية في موقعها الحالي من مستوى التنمية. فهو يدور حول مهارات العمالة ولا يمنح الاعتبارات الثقافية والاجتماعية قدرها الذي تستحقه. إلا أن الدراسات التربوية التي تتبناها المنظمات الدولية والإقليمية في مجال التعليم الأساسي والإلزامي للصغار والكبار، تشير إلى خلاف ذلك، بل تبدي تفاؤلاً واعداً بأنه يحقق محو الأمية[ر] الهجائية والوظيفية. وفي هذا المجال يمكن أن يكون التعريف بالتعليم الأساسي والإطلاع على واقع تطبيقه وتطوره وتوجهاته المستقبلية خير وسيلة للتحقق من أهميته والتعرف عليه. مفهوم التعليم الأساسي والإلزامي جاءت تعريفات التعليم الأساسي متباينة أحياناً بين منظمة وأخرى: فالمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو UNESCO) ترى أن التعليم الأساسي «صيغة تعليمية تهدف إلى تزويد كل طفل ـ مهما تفاوتت ظروفه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ـ بالحد الأدنى الضروري من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي تمكنه من تلبية حاجاته وتحقيق ذاته وتهيئته للإسهام في تنمية مجتمعه»، وتربط بين التعليم والعمل والعلم والحياة من جهة وبين الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية من جهة أخرى في إطار التنمية الشاملة للمجتمع. وتذكر المنظمة العالمية لرعاية الطفولة والأمومة (اليونيسيف UNICEF) أن التعليم الأساسي هو التعليم المطلوب للمشاركة في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأن يشمله محو الأمية الوظيفية التي تجمع مهارات القراءة والكتابة والحساب مع المعارف والمهارات اللازمة للنشاط الإنتاجي وتخطيط الأسرة وتنظيمها والعناية بالصحة والنظافة الشخصية ورعاية الأطفال والتغذية والخبرات اللازمة للإسهام في أمور المجتمع، ولذلك يسميه بعضهم بمحو الأمية الحضارية. ويركز البنك الدولي على التعليم الأساسي الذي يلبي الحاجات التعليمية الأساسية للمجموعات الكبرى من السكان الذين لم تتح لهم فرص الحصول على الحد الأدنى من التعليم، فهو مكمل للتعليم النظامي وموازٍ له. وهو يهدف إلى توفير تعليم وظيفي مرن قليل الكلفة للذين لا يستوعبهم التعليم النظامي أو فاتتهم فرصته. ومع أن التعليم الابتدائي هو بداية التعليم الأساسي، إلا أن التعليم الأساسي يوازيه ويكمله. وقد دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تقريرها المسمى استراتيجية تطوير التربية العربية عام 1979 إلى الأخذ بالتعليم الأساسي لأهميته في تحقيق الفرص التعليمية وديمقراطية التعليم، ولدوره في التنمية الشاملة لأفراد المجتمع. وتميز الاستراتيجية مفهومين للتعليم الأساسي، الأول: له صفة اجتماعية، وهو يعني الحد الأدنى من التعليم الذي ينبغي توفيره للصغار والكبار الذين لم يحظوا بحقهم في التعليم أو تسربوا منه بحكم القهر الاجتماعي وضعف المستوى الاقتصادي، وهذا الحد يقتصر على الجزء الأول من المرحلة الابتدائية بحيث لايقل عن السنوات الأربع الأولى منها، وبحيث يوفر تربية وظيفية مرنة. وقد يكون هذا التعليم المحدود الصيغة مناسباً من الناحية الاقتصادية لبعض الأقطار العربية النامية، وذلك بسبب ضخامة مشكلة الأمية لدى الكبار، وعجز هذه الأقطار عن استيعاب جميع الناشئين في مؤسسات التعليم النظامي. أما المفهوم الثاني للتعليم الأساسي في استراتيجية تطوير التربية العربية فله صفة تربوية، ويقصد به توفير تعليم مناسب لجميع المواطنين، ويؤلف المستوى الأدنى من نظام التربية المدرسية ويقتصر على التعليم الابتدائي أو يمتد إلى نهاية التعليم الإعدادي وحتى الصف العاشر في بعض الأحيان، ويقوم بإعداد الناشئة للقيام بأدوارهم الأسرية والاجتماعية والوطنية. وترى الاستراتيجية أن توفير هذا النوع من التعليم الأساسي رهن بوفرة الإمكانات المالية وبتطوير قاعدة التعليم بصورة يتمكن بها من استيعاب جميع الناشئين الذين هم في سن التعليم، وفاعلية التربية غير النظامية للكبار والمساندة للتربية النظامية والموازية لها. إذ يعبر مفهوم التربية الأساسية عن تعليم قد يصل بالدارس إلى  مستوى يوازي تعليم الصف الرابع الابتدائي لمحو أميته الهجائية بإتقان القراءة والكتابة ومعرفة قواعد الحساب، وذلك إضافة إلى إعطاء الدارس أسس بعض المعارف والخبرات الأولية عن بعض النواحي الثقافية والمهنية التي تمكنه عند استخدامها من النهوض بمستوى حياته العلمية والاجتماعية والاقتصادية لمحو أميته الوظيفية. وهذا يتم التربية الأساسية للكبار في مدة سنة ونصف، أما إذا ارتفعت إلى ثلاث سنوات أو أربع فإنها توازي التعليم الأساسي للصغار لمدة تراوح بين أربع سنوات وست سنوات. ويمكن تنظيم مفاهيم التعليم الأساسي في تعريف شامل، بأن التعليم الأساسي والإلزامي هو، الحد الأدنى من التعليم الذي يزود الصغار والكبار بالمعارف والمهارات والاتجاهات في المجالات الأساسية  للتواصل والثقافة والحضارة والتقانة والبيئة والصحة والمهنة وتنمية الشخصية وتكيفها، وبحيث يجعلهم قادرين على تحصيل حاجاتهم الحياتية الأساسية، في هذه المجالات وعلى تنمية مجتمعهم وتطويره، وقد يتم في التعليم النظامي وغير النظامي الذي يعد للمجتمع المواطنين المؤهلين للعمل الاجتماعي السليم، ويساعد على استمرار المجتمع وتنميته وتطويره. ومن هذا التعريف يمكن استخلاص ميزات التعليم الأساسي: ـ تعليم للجميع، يساوي بين طبقات المجتمع وفئاته، ويشمل الصغار والكبار. ـ تعليم إلزامي ومجاني. ـ تعليم يعنى بالإنتاج والبيئة ويربط بين العلم والعمل في الحياة. ـ تعليم يضمن عدم الارتداد إلى الأمية. ـ تعليم يساعد على الاستمرار في التعليم ومتابعته إلى المراحل الأعلى. ـ تعليم يُعنى بالتعلم الذاتي ويعود الدارس التفكير السليم. ويعود التطور في مفهوم التعليم الأساسي إلى عوامل عديدة منها: ـ تزويد الدارس بالمعلومات الأساسية التي تمكنه من مواجهة التطورات العلمية والتكنولوجية وفهمها في أبسط صورة ممكنة. ـ تطلع الفرد إلى التزود بالمعارف والخبرات اللازمة لاندماجه في مجتمعه وفهم خصائصه واستخدامات آلاته ومعداته الحديثة نتيجة التطور الاجتماعي المصاحب للتطور العلمي والتقاني. ـ التطور الاقتصادي الذي كان حصيلة للتطور العلمي والتقاني والاجتماعي. وقد تتشابك العوامل السابقة بحيث يصعب الفصل بينها لأنها تشكل منظومة واحدة متكاملة في: ـ ظهور فكرة ديمقراطية التعليم وحق الإنسان فيه صغيراً وكبيراً لتنمية قدراته واستعداداته، بغض النظر طبقته الاجتماعية أو حالته الاقتصادية أو غير ذلك مما استلزم ظهور فكرة التعليم المستمر[ر] تحقيقاً لمبدأ ديمقراطية التعليم وتعزيزاً له. ـ ظهور فكرة التعلم الذاتي، لانفجار المعارف وكثرتها وسرعة تطورها، مما أعجز التعليم التقليدي عن تزويد المدارس بكل ما يلزم من معارف. ـ ظهور فكرة التعاون والمشاركة في التعليم مما أدى إلى خلق مفهوم المجتمع المتعلم المعلم. تطبيق التعليم الأساسي والإلزامي يختلف واقع تطبيقات التعليم الأساسي والإلزامي من دولة إلى أخرى، وذلك حسب الظروف والإمكانات المتاحة. أما من ناحية المضامين فقد حرصت على التوازن بين المواد النظرية والمواد التطبيقية وتأجيل التفريعات المدرسية إلى أبعد مدة ممكنة، على أن كل تفرقة بين الدارسين مضرة بالمجموعات المحرومة. ويسعى المنهاج الدراسي إلى المحافظة على مستوى راقٍ من التعليم في كامل البلاد، فيشتمل على مجموعة من المواد العلمية والاجتماعية واللغوية والفنية واليدوية. وتستمر الدول العربية في تطبيق استراتيجية تطوير التربية العربية في مجال التعليم الأساسي والإلزامي منذ عام 1979. وهناك دول عربية تبنت التعليم الأساسي بصيغة جديدة ومتكاملة لمجابهة قضايا التعليم الابتدائي والإعدادي معاً، مثل الأردن والجزائر والكويت ومصر واليمن وسورية. وقد ركزت الدول التي تبنت الصيغة الجديدة لمفهوم التعليم الأساسي على: ـ ضمان الإلزامية وتوحيد التعليم الذي يقدم إلى مختلف الأطفال. ـ مفهوم الإعداد للحياة وحب العلم والعمل. ـ  مفهوم الانفتاح على البيئة ووضع أساس الوعي بالتربية البيئية والسكانية والصحية.   ويُشار هنا إلى أن التجارب العربية تؤكد في تصوراتها للتعليم الأساسي والإلزامي جملة من الأهداف الفردية والمؤسسية والاجتماعية ما يجعله تعليماً شاملاً منتهياً، وفي الوقت نفسه، مرناً ومفتوح القنوات على المراحل التعليمية اللاحقة. وتسعى هذه الدول العربية إلى تعديل المناهج الدراسية وتهيئة الأطر التعليمية والمباني المدرسية، وتأكيد أهمية المدرسة الريفية ودورها الحضاري في الأرياف، بما يتناسب وتطبيق التعليم الأساسي والإلزامي وفقاً لظروف كل قطر عربي. وذلك لتأصيل الإنسان العربي في محيطه الجغرافي والاجتماعي والثقافي والحضاري من ناحية، وإعداده للتكيف مع متطلبات العصر والإسهام الفعال في التنمية الشاملة والاستفادة من العلوم والتكنولوجيا العصرية والمشاركة في بناء الحضارة الإنسانية من ناحية ثانية. مستقبل التعليم الأساسي والإلزامي بما أن التعليم الأساسي نظام فرعي من النظام التعليمي الشامل لمختلف مراحل التعليم وأشكاله وأنواعه، فالتعليم الأساسي يؤلف المرحلة الأولى من مراحل التعليم للصغار والكبار. ويبين الشكل 1 وضع التعليم الأساسي، من حيث هو نظام له مُدخلاته وعملياته ومخرجاته وأطره. وتبقى هناك مشكلات تحتاج إلى حل منها: ـ إيجاد المعادلة التربوية، مع إيلاء مردود المناهج التعليمية والعوامل المحيطة التي تؤثر في الأداء التربوي، اهتماماً كبيراً. ـ ربط نظام التعليم الأساسي مع أنظمة نظيرة وأكبر في التخطيط الاجتماعي والاقتصادي والتنموي، وإقامة الروابط العملية مع التخطيط للتطوير العام الشامل أو ما يسمى بالتخطيط للتنمية الشاملة. ـ منح مسؤوليات وصلاحيات أكبر للسلطات المحلية، ووضع خطط محلية ضمن الخريطة التربوية المدرسية. ـ جعل المعلوماتية أدق وأيسر من أجل تخطيط أفضل، لتحسين الكفاية الداخلية والخارجية نظام التعليم الأساسي، وهذا يتطلب جعل نظام المعلومات إلكترونياً وشاملاً ومفيداً في التنمية. ـ تبني نظرة شاملة نظمية في التخطيط والإدارة والمراقبة والتنفيذ والتقويم بوصفها عملية مستمرة ومتكاملة.   خالد الأحمد   الموضوعات ذات الصلة:   التعليم ـ التعليم المستمر وتعليم الكبار ـ محو الأمية ـ نظم التربية.   مراجع للاستزادة:   ـ إدغار فور وآخرون، تعلم لتكون، اليونسكو، ترجمة حنفي بن عيسى (الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر 1979م). ـ محمد أحمد الشريف، استراتيجية تطوير التربية العربية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم).  ـ اليونسكو: المؤتمر الرابع لوزراء التربية والوزراء المسؤولين عن التخطيط الاقتصادي والاجتماعي في الدول العربية، التقرير الختامي (أبو ظبي 1986م).

اقرأ المزيد »




التصنيف : تربية و علم نفس
المجلد : المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 650

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 799
الكل : 32899153
اليوم : 115581

تعرف الكلام

تعرّف الكلام   أثار موضوع الواجهات التخاطبية الكلامية بين الإنسان والآلة، منذ قرابة خمسة عقود، اهتمام المهندسين وعلماء الكلام معاً. ذلك لأن الكلام هو طريقة التواصل الأسهل والأكثر طبيعية بين البشر منذ عشرات القرون. وتسمح مثل هذه الواجهات للسواد من الناس، بالتواصل مع الشبكات الحاسوبية والحصول على المعلومات دون الحاجة إلى أن يكونوا معلوماتيين. وتتطلب هذه الواجهات تقنيات إنتاج الكلام من الحواسيب (تركيب الكلام)، وفهم الآلة الكلام أو تعرف الكلام speech recognition. ولتعرّف الكلام تطبيقات كثيرة مثل: إعطاء أوامر صوتية وتحكمية كطلب هتف رقم صوتياً، إدخال معطيات صوتية مثل رقم بطاقة الائتمان، إعداد وثائق بنيوية كالوثائق الطبية...وغيرها الكثير. يُعد تعرّف الكلام إجرائية تُحوِّل الإشارة الصوتية، الملتَقَطة من هاتف أو ميكرفون إلى مجموعة كلمات؛ قد تكون هذه الكلمات هي النتيجة المرجوة النهائية، كما في التطبيقات المذكورة سابقاً، وقد تخدم كدخل إلى نظم معالجة لغوية لاحقة للحصول على فهم الكلام لإعطاء تفسير لهذا الكلام والتصرف على أساسه. وقد صار لدينا خوارزميات ونظم تعرف كلام عالية الأداء. موسطات عملية تعرف الكلام ثمة كثير من الموسطات parameters التي تميز نظم التعرف المختلفة: 1ـ طريقة لفظ الكلام: نميز بين نظم تعرف الكلمات المعزولة (مجموعة مفردات) حيث يتوقف المتكلم عن الكلام برهة بين كلمة وأخرى، ونظم تعرف الكلمات المتصلة (مثل أرقام الهواتف) التي لا تتطلب مثل هذا التوقف، ونظم تعرف الكلام العفوي والارتجالي الذي يتضمن مفردات واسعة وانقطاعات في السلاسة، وهو أصعب من النظم السابقة. 2ـ حجم المفردات المختلفة التي يمكن أن يتعرفها النظام: صغير (حتى مئة مفردة)، متوسط (يصل إلى 1000 مفردة)، واسع (يزيد على 1000 مفردة). 3ـ علاقة النظام بالمتحدثين: يمكن أن نميز ثلاثة أنواع من نظم التعرف: نظم مرتبطة بالمتحدث، وهي تتطلب إدخال عينات من كلام كل مستخدم جديد، نظم مستقلة عن المتحدث speaker independent لا تتطلب العملية السابقة، ونظم متكيفة مع المتحدث قادرة على تحسين أدائها بالنسبة لكل متحدث على حدة في أثناء استخدامه للنظام، مع مرور الزمن. 4ـ مقدار المعرفة الصوتية والمعجمية في نظم التعرف: تراوح من نظم بسيطة لا تتضمن أي معلومات لغوية إلى نظم معقدة تكامل المعرفة الصوتية واللغوية النحوية والدلالية والسياقية. نحتاج لتعرف الكلام المستمر، إلى نماذج لغوية وقواعد صنعية لتقييد تراكب الكلمات. يمكن أن يكون النموذج اللغوي بسيطاً، مثل شبكة حالات منتهية، بحيث نصرح عن الكلمات التي يمكن أن تتلو كلمة معينة. أو أن يكون أكثر عمومية، بحيث نقترب من اللغة الطبيعية باستعمال قواعد حساسة للسياق. يمكن قياس صعوبة هذه المهمة بموسط يسمى الإرباك perplexity، ويعرف على أنه المتوسط الهندسي لعدد الكلمات التي يمكن أن تلي كلمة معينة، بعد تحديد النموذج اللغوي. صعوبات تعرّف الكلام وحلولها تكمن صعوبة مسألة تعرف الكلام في تنوع شكل الإشارة الكلامية الموافقة للكلمة نفسها، ويمكن تصنيف هذه التغيرات كما يأتي: 1ـ  تغيرات تتعلق بالمتحدث نفسه: إذ يمكن أن تنشأ تغيرات صوتية بحسب تغيرات الحالة الفيزيولوجية والنفسية للشخص (هل هو مريض أو صحيح، حزين أو فرح أو غاضب...)، وبحسب معدل كلامه (سريع أو بطيء)، وبحسب جودة صوته (يقصد الإفهام أو يتكلم على نحو عارض). 2ـ تغيرات بين المتحدثين: تتبع الخلفية الاجتماعية ـ اللغوية لهم مثل، اللهجة وأبعاد وشكل جهازهم الصوتي الفيزيولوجي vocal tract. 3ـ التحقيق الصوتي للصوتيمات phonemes: وهي أصغر الوحدات الصوتية التي يمكن أن تتركب منها الكلمات، ويعتمد هذا التحقيق اعتماداً كبيراً على السياق الذي تُلفَظ فيه. على سبيل المثال، يختلف لفظ الصوت /ب/ من الكلمة «باب» إلى الكلمة «سبت»، فهو في الأولى /b/ وفي الثانية /p/. 4ـ اختلاف محيط المتحدث: وهذا ناتج عن وجود إشارات صوتية غير مرغوب فيها (متحدثين آخرين، ضجيج، إغلاق باب...)، أو عن تنوع الميكرفونات المستخدمة ومكان توضعها. توجد عدة نماذج لنظم تعرف الكلام منها النموذج الأكثر استخداماً تجارياً وصناعياً؛ وذلك لأنه يصلح مهما تغيرت المفردات أو تبدل المتحدثون أو مجموعة موسطات التمثيل أو خوارزمية البحث، وكذلك لسهولة برمجته وأدائه الجيد. ويستخدم هذا النموذج للتعرف على الكلمات المعزولة والمتصلة. يبين الشكل الآتي المكونات النموذجية لمثل هذا النظام:     يُعمد في البدء إلى تحليل الإشارة الكلامية بهدف تحويلها إلى تمثيل مضغوط قادر على  تمييز الخصائص properties المتغيرة مع الزمن للكلام (موسطات ترددية أو معاملات ترميز التنبؤ الخطي أو غيرها، تحسب على نوافذ زمنية 10-30 ms بسبب الطبيعة المتغيرة للكلام)، أو إلى توصيف إحصائي لتسلسل الأصوات المختلفة ضمن الكلمات (نموذج ماركوف المخفي Hidden Markov Model (HMM). يتطلب هذا النموذج عملية تدريب تسبق عملية التعرف يجري  ضمنها استخلاص سمات مرجعية للمفرادت التي نرغب في تعرفها. من أجل التعرف على مفردة ما نعمد إلى موازنة سماتها مع السمات المرجعية لجميع المفردات المرجعية للبحث على المفردة الأقرب إليها. وللحصول على تعرف أمثل يمكن الإفادة من التقييدات الصوتية والمعجمية والنماذج اللغوية للغة المستعملة. من الجدير بالذكر أن هناك طرق أخرى للتعرف تعتمد على تحديد القطع الصوتية وتصنيفها ثم استعمالها للتعرف على الكلمات، وذلك بالاستفادة من تقانات الذكاء الصنعي التي تحاول تقليد عملية تعرّف الكلام عند البشر. كما يمكن استعمال تقانة الشبكات العصبونية في التعرف مع نموذج ماركوف المخفي المشار إليه سابقاً. تحاول نظم تعرف الكلام، نمذجة مصادر التغييرات المذكورة سابقاً، على عدة مستويات. فعلى مستوى تمثيل الإشارة، طور الباحثون طرق تمثيل تؤكد السمات الحسية الهامة للإشارة الكلامية، المستقلة عن المتحدث، وتخفف من أثر الصفات المعتمدة على المتحدث. وعلى المستوى الصوتي، جرت نمذجة تغييرات المتحدث باستعمال تقنيات إحصائية مطبَّقة على كم هائل من المعطيات. وكذلك، جرى تطوير خوارزميات مواءمة المتحدث، تناسب النماذج الصوتية المستقلة عن المتحدث لتوائم النماذج الصوتية للمتحدث الحالي أثناء استعماله للنظام. كما جرى تدريب النظم على نماذج مختلفة لمقاطع الأصوات في سياقات مختلفة لأخذ تغيّراتها بالحسبان. أما على مستوى الكلمات، فيجري تدريب النظم على مختلف ألفاظ الكلمات وحسب لهجات متعددة، وجرى استعمال نماذج لغوية إحصائية تعتمد على تقدير تردد ورود سلاسل الكلمات لقيادة البحث عن الكلمات الأكثر احتمالاً. الحالة الراهنة يمكن قياس أداء نظم التعرف بمعدل الخطأ الذي يُعرَّف بالعلاقة: E=(S+I+D)*100/N حيث N هو العدد الكلي لمفردات التعرف، S عدد الاستبدالات (تعرف كلمة مكان أخرى)، I عدد الإدراجات (تعرف كلمات غير ملفوظة أصلاً)، D عدد المحذوفات (عدم تعرف كلمة ملفوظة). وقد تطورت تقانات تعرف الكلام كثيراً في الفترة الأخيرة، وأدى هذا إلى خفض معدل الخطأ السابق بنسبة 50٪ (إلى النصف) كل عامين تقريباً. ويعود هذا التطور إلى عدة عوامل منها: 1ـ تطور تقنيات نموذج ماركوف المخفي HMM التي تساعد على الحصول على أداء أفضل بعد معالجة معطيات التدريب آلياً. 2ـ الجهود المبذولة عالمياً لبناء مدونات قياسية ضخمة، لتطبيقات الكلام، ولعدد من اللغات العالمية. 3ـ تقييس تقويم أداء مختلف نظم التعرف، وهذا ما زاد في وثوقية مراقبة تطور هذه النظم. 4ـ أثر التطور الحاصل في مجال التقانات الحاسوبية تأثيراً غير مباشر في تطور هذا العلم. فحواسيب اليوم أسرع من سابقاتها، وأرخص ثمناً وأكثر  سعة. يزداد الاهتمام، اليوم، بنظم التعرف عبر الشبكات الهاتفية والخلوية، حيث يزيد معدل تعرف الكلمات عبر المحادثات الهاتفية على 50٪. فيما يأتي بعض أسماء نظم تعرف الكلام: ـ تحت نظام ماكنتوش:  Dragon Dictation Products ـ تحت نظام وندوز (ومنها وندوز 95 وNT و3.1(:  AT&T Watson Speech Recognition   Cambridge Voice for Windows  * DragonDictate for Windows ـ تحت نظام دوس  DATAVOX - French  Dragon Developer Tools  ـ تحت النظام Unix  AbbotDemo * BBN Hark Telephony Recognizer * EARS: Single Word Recognition Package*Hidden Markov Model Toolkit (HTK) from Entropic  يختلف أداء نظم التعرف بحسب التطبيق والتقانات المستعملة، وفيما يأتي مثالان عن أداء هذه النظم: ـ نظام تعرف الأرقام باللغة الإنكليزية، مستقل عن المتحدث، الأرقام ملفوظة على نحو مستمر وبعرض حزمة هاتفية، معامل الإرباك 11. معدل الخطأ 0.3٪ حين يكون عدد الأرقام في السلسلة معروفاً. - نظام تعرف لأغراض الإملاء، حجم المفردات يتجاوز 20000، معامل الإرباك نحو 200، لكلام مستمر، مستقل عن المتحدث، كان معدل الخطأ في عام 1994 نحو 7.2٪. التوجهات المستقبلية ومجالات البحث إن محاور البحث الآتية يمكن أن تزيد من أداء نظم تعرف الكلام:  1ـ المتانة والمناعة: عدم تأثر أداء النظام كثيراً حين تتغير حالات استثماره عن حالات تدريبه.  2ـ الحَمُولة: عدم الحاجة إلى إعادة تدريب النظم مع اختلاف التطبيقات، لأن الأمر مكلف مادياً وزمانياً.  3ـ نمذجة اللغة: وضع قيود على النماذج اللغوية، مثل القيود النحوية syntactic والدلالية semantic التي لا يمكن نمذجتها بنماذج إحصائية بحتة.  4ـ كلمات من خارج المفردات: تمكين النظام من اكتشاف الكلمات الجديدة من خارج المفردات، بحيث لا تسبب الكلمة الجديدة الخطأ.  5ـ الكلام العفوي: القدرة على التعامل مع مختلف ظواهر الكلام العفوي مثل، إضافة توقفات، أخطاء، بنى غير قواعدية، تردد وإحجام.  6ـ نمذجة الحركة الديناميكية للعضلات الكلامية: كيف ننمذجها ونكاملها ضمن نظام التعرف.    أميمة الدكاك   الموضوعات ذات الصلة:   تحليل الكلام وتركيبه ـ الترميز ـ تعديل الإشارة.   مراجع للاستزادة:   - S.FURUI, Speaker Independent Isolated Word Recognition Using Dynamic Features of Speec Spectrum (IEEE Trans. Acoustics, Speech, and Signal Processing 1986). - RENE BOITE & MURAT KUNT, Traitement de la parole (Presses Polytechniques Romandes, France 1987). - L.R.RABINER & B.H.JUANG, Fundamental of Speech Recognition (Prentice-Hall, Englewood Cliffs, NJ, 1993). - M.RAHIM, ET AL, Robust Utterance Verification for Connected Digit Recognition (Proc. ICASSP-95, WA02.02 May, 1995).
المزيد »