logo

logo

logo

logo

logo

أوفيد

اوفيد

Ovid - Ovide

أوفيد (34 ق.م ـ 18م)   بوبليوس أوفيديوس ناسو Publius Ovidius Naso كاتب وشاعر لاتيني مرموق اشتهر باسم أوفيد Ovid، وهو أحد الشعراء الأوغسطيين (الذين عاصروا أوغسطس قيصر رومة بين عامي 27ق.م و 14م) البارزين الذين تميزوا بأصالة ملحوظة جعلت منهم أعلاماً للعصر الذهبي في الأدب اللاتيني[ر]. ولد أوفيد في مدينة «سولمونة» التي تقع على بعد تسعين كيلومتراً إلى الشرق من رومة، وتوفي منفياً في «توميس» على البحر الأسود (كونستانزة برومانية اليوم). انحدر أوفيد من أسرة شريفة عريقة أراد له أبوه أن يشغل إحدى الوظائف السياسية أو الإدارية في الدولة فانتقل به مع أخيه إلى رومة، حيث صار الابن يختلف إلى أحسن المدارس ويتلقى العلم على أيدي مشاهير الأساتذة، ولكن ذلك لم يصرفه عن الشعر حبِّه الأول الذي وهب نفسه له مخيباً آمال أبيه فيما أراده له. وساعدته أحواله على ذلك، فقد أتاح له ميراث أبيه أن يتحرر من ثقل الوظائف الإدارية، ويقصر جهوده على الأدب، ويترك مجموعة من الأعمال الشعرية الأصيلة التي تناقلتها العصور بلغات كثيرة تُرجمت إليها على مدى قرون من الاهتمام المتصل بها، على اختلاف الأسباب والدواعي. وفي السنة الثامنة للميلاد نفى الامبراطور أوغسطس أوفيد إلى مدينة توميس على البحر الأسود لسبب يتصل بكتابه «فن الهوى» Ars Amatoria، أو لسبب آخر ألمح إليه أوفيد نفسه في كتاباته. وأرسل الشاعر القصائد متتالية من منفاه، يلتمس العفو والغفران، ولكن من دون طائل، فقضى نحبه هناك ولم يحقق حلمه في العودة إلى مدينته الأثيرة رومة. ترك أوفيد عدداً لابأس به من الآثار المهمة من بينها: «الغزليات» Amores وهي مجموعة من قصائد الحب، أسبغ فيها على إشاراته إلى الأساطير اليونانية حيويةً وشباباً ونضارة فياضة. و«البطلات» Heroides وهو أثر يشتمل على عدد من الرسائل المكتوبة على لسان نساء شاعت مآسي غرامياتهن في عالم الأساطير، والحكايات الشعبية. و«فن الهوى» ذو التأثير الواسع والمستمر في مختلف العصور والتقاليد الشعرية الأوربية، وهو يضم ثلاثة فصول يقدم أوفيد في الأول منها توجيهاته للرجل في البحث الذكي الدؤوب عن المرأة اللائقة وفي طرق استمالتها، ويدرب في الثاني منها العاشق على الاحتفاظ بمن يعشق أسيرة لهواه، ويخصص الثالث منها لنصح المرأة حتى تبقى باستمرار جذابة تهفو إليها النفوس والقلوب. و«سلوان الحب» Remedia Amoris الذي يمثل الوجه الآخر لدعوته السابقة، كأنه تهدئة فيما يبدو لمن ثاروا على كتابه السابق وعدّوه دعوة إلى الفجور والانحلال. وفيه يدعو الناس إلى الانصراف عن الهوى والغرام للأعمال الدنيوية المفيدة كالفلاحة والصيد وغيرهما. و«تقويم الأعياد» Fasti وهو قصيدة تعليمية طويلة، مقسمة إلى اثني عشر فصلاً بعدد شهور السنة، تحدث فيها عن الأعياد والمهرجانات والشعائر الدينية والمناسبات التاريخية، ولم يبق منها غير ستة أجزاء. و«ميديا» Media وهي المأساة الوحيدة المشهورة التي كتبها أوفيد وقد ضاعت. و«كتاب التحوّلات» Metamorphoseon  libri أو «مسخ الكائنات» وهو أثر أحرقه أوفيد في لحظة فراقه لرومة، ولكنه كان قد ترك نسخاً منه لدى أصدقائه الذين حفظوه ليكون مَعْلَماً بارزاً في مسيرة الأدب العالمي. ويتألف من خمسة عشر فصلاً يتناول فيها الشاعر تغيّر صور الكائنات الحية وأشكالها وتحوّلها من شكل إلى آخر، ومن طبيعة إلى أخرى، معتمداً في ذلك على مؤلفات شعراء اليونان الأقدمين، باعثاً فيها من روحه الشاعرية، ومعيداً روايتها في رشاقة ويسر، مابوأها مكانتها الرفيعة. و«كتاب الأحزان» Tristium libri وهو مجموعة رسائل مثقلة بأسى الوحدة وشقاء الغربة، كتبها في منفاه، موزعة في خمسة أقسام خصص الثاني منها للامبراطور أوغسطس يستعطفه ويدفع عن نفسه تهمة الفسق والفجور التي لحقته بسبب كتابه «فن الهوى»، و«رسائل من البحر الأسود» Epistulae ex Ponto التي وجهها إلى مجموعة من أصحابه يشكو فيها غربته وعذاب روحه في المنفى. و«إبيس» Ibis أو طائر أبي منجل المائي، الذي يصب فيه أوفيد جام غضبه على إنسان مجهول لمحاولة الاعتداء على زوجه وأمواله في أثناء غيابه. كفلت هذه الآثار الأدبية المرموقة لأوفيد أن يظل شاعراً مقروءاً يأخذ بمجامع القلوب في عصره وفيما تلاه من عصور، خلا بضعة قرون تلت تحول القسطنطينية إلى المسيحية كان يُقرأ فيها سراً فيما يرجحه الكثيرون من دارسيه. ومع حلول القرن الحادي عشر للميلاد تجدّد الاهتمام بشعره على نحو واسع، وعاد أنموذجاً يقتدى به حتى في الكنائس والكاتدرائيات. وبلغ الأمر ببعض آثاره أن دُجِّنت وحوّرت لمصلحة المسيحية كما في كتاب Ovide Moralise «أوفيد معالجاً معالجة أخلاقية» الذي أدخل خمسة عشر فصلاً من «كتاب التحوّلات» في كنف المؤسسة الأدبية التي تباركها الكنيسة، وكان له تأثير واسع في الأدب الأوربي اللاحق. وتعالت سمعة أوفيد في عصر النهضة[ر] لدى الكتاب والفنانين التشكيليين على حد سواء، وسَمّى بعضهم القرنين الثاني عشر والثالث عشر بالعصر الأوفيدي. فعلى سبيل المثال كان أوفيد مصدر إلهام لكل من تشوسر[ر] Chaucer وغوير [ر] Gower، ودان له في القرنين السادس عشر والسابع عشر كل من لودج[ر] Lodge، ومارلو[ر] Marlowe، وسبنسر[ر] Spenser، وشكسبير[ر]، وغيرهم بالكثير مما استمدوه من ترجمة غولدنغ Golding لكتاب «التحولات». ومع انحسار شعبيته فيما بعد فإن أصداء آثاره تتخلل كتابات ميلتون[ر] Milton وسويفت[ر] Swift، وشيلي[ر] Shelley، وموريس[ر] Morris، وسوينبرن[ر] Swinburne، وشو[ر] Shaw وغيرهم. ويكاد الشأن نفسه ينسحب على معظم الآداب الأوربية التي تعكس في صور مختلفة أصداء متباينة لأعمال أوفيد بدءاً من عصر النهضة حتى العصر الراهن، مثلما ينسحب على الفنون التشكيلية الأوربية، التي وجدت في كتاباته ولاسيما «كتاب التحولات» مصدر إلهام غني لايضارع (بيكاسو أحدث مستلهميه). وقد انتظر القارئ العربي طويلاً حتى أتيح له أن يطّلع على أوفيد أو بعض آثاره في ترجمة متقنة. وكان ممن أشار إليه حديثاً وحفز الاهتمام العربي به أحمد أمين وزكي نجيب محمود في مؤلفهما «قصة الأدب في العالم» (1945)، ومحمد غنيمي هلال في مؤلفه «الأدب المقارن» الذي أعيد طبعه أكثر من مرة، وحسام الخطيب في كتابه «الأدب الأوربي: نشأته وتطور مذاهبه» (1972). ولكن تبقى ترجمة ثروت عكاشة لكتابي «فن الهوى» (1973) و«التحولات» (1971) ومقدمتاه الضافيتان لهما أفضل ماتيسر للقارئ العربي من الفرص لتذوق أدب أوفيد الرفيع الذي كان بحق فناً أصيلاً ملك قلوب الناس في كل البقاع وفي كل اللغات».   عبد النبي اصطيف   مراجع للاستزادة:   ـ أحمد عتمان، «الأدب اللاتيني ودوره الحضاري حتى نهاية العصر الذهبي»، سلسلة عالم المعرفة رقم 141 (الكويت 1989). - LEONHARD SCHMITZ, A History of Latin Literature (William Collins, Sons and Company, London and Glasgow 1877). - J.W.MACKAIL, Latin Literature (John Murray, London 1919).

اقرأ المزيد »




التصنيف :
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد : المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 284

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1095
الكل : 40576234
اليوم : 106049

التيار الكهربائي (تقويم-)

التيار الكهربائي (تقويم ـ)   المقومات converters تكون القوى المحركة الكهربائية المولَّدة في ملفات الآلات الكهربائية الدوارة، أو المحولات، ذات طبيعة متناوبة، لها قيمة متوسطة معدومة. وللحصول على توتر مقوم، أو مستمر بدءاً من هذه التوترات المتناوبة، يجب استخدام نظام  تبديل أو تقويم و ذلك لتحقيق تعديل في التوصيل، وبشكل دوري، بين أطراف منبع التوتر المتناوب والجهة التي سيطبق عليها التوتر المقوم الوحيد الاتجاه المرغوب الحصول عليه.
المزيد »