logo

logo

logo

logo

logo

الإثنانية اللونية

اثنانيه لونيه

Dichroism - Dichroïsme

الاثنانية اللونية

 فادي قمر

 

الاثنانية اللونية    dichroism  ظاهرة ناتجة من اختلاف معاملات الامتصاص الضوئي في بلورة تبعاً لجهة الانتشار، تتعلق بتواتر (بتردد) الحقل الكهربائي للضوء المنتشر وباستقطابه، وقد تزداد بشدة عند تواترات (ترددات) محددة.

تصنف البلورات من الناحية الضوئية (الشافة أو الشفافة) ضمن ثلاث مجموعات:

1-  بلورات متجانسة لاتتغير فيها الخواص الفيزيائية المدروسة باختلاف مكان النقطة المدروسة.       

2-  بلورات متماثلة المناحي لاتتغير فيها الخواص المدروسة باختلاف اتجاه انتشار الحقل الكهربائي للضوء

3- بلورات لامتماثلة المناحي تتغير فيها الخواص الفيزيائية المدروسة تبعاً لجهة انتشار الحقل الكهربائي

(من الموجة الكهرطيسية)؛ إذ سيواجه الضوء عند انتشاره في بلورة لامتماثلة المناحي وفق محور معين

) وليكن المحورX) , قرينة انكسار مختلفة عن قرينة الانكسار التي سيواجهها فيما إذا انتشر وفق المحور Y أو وفق المحور Z.

إذا تساوت قرينتا الانكسار وفق المحورين X وY، وكان انتشار الضوء وفق المحور Z فلن يعاني الضوء أي تغير فيزيائي في خواصه، ويسمى حينها المحور Z المحور الضوئي للبلورة. ويطلق على البلورة اللامتماثلة المناحي عندها اسم «بلورة أحادية المحور الضوئي». وتكون «البلورةُ ثنائيةَ المحور الضوئي» في حال عدم تساوي قرائن الانكسار على المحاور الثلاثة.

 إذا ورد ضوء غير مستقطب على بلورة أحادية المحور الضوئي وفق المحورء ( Yأو ) فإنه يواجه قرينتي انكسار مختلفتين على المحورين Y (أو X) و Z ويصبح للحقل الكهربائي للضوء مركبتان: إحداهما تنتشر في المستوي  XOY  وتسمى بالمركبة العادية  ordinary   وتخضع لقوانين الضوء الهندسي المعروفة من انكسار وانعكاس وغيره، أما المركبة الأخرى فتنتشر في مستو عمودي على المستوي السابق ولا تكون خاضعة لقوانين الضوء الهندسي، وتسمى المركبة الاستثنائية أو الشاذة  extraordinary . تمتص بعض البلورات اللامتماثلة المناحي إحدى المركبتين السابقتين (العادية أو الاستثنائية) تبعاً لبنيتها البلورية (الشكل 1) امتصاصاً متبايناً بسبب اختلاف استقطابية كل منهما، ويكون مُعامِلا امتصاصهما     وقد يصبح هذا الامتصاص كاملاً في حال سُمْك معين، وتعطى الاثنانية أحياناً بالعلاقة .    تسمى هذه البلورات «بلورات الاثنانية اللونية « dichroic crystals؛ إذ يكون الضوء النافذ إمامستقطباً استقطاباً خطياً  في مستوي المحور الضوئي ( المركبة الاسثنائية) وإما مستقطباً عمودياً على ذلك المستوي (المركبة الطبيعية) (الشكل 1)

الشكل (1) استقطاب الضوء العادي (يسار الشكل ) بمقطب ذي خاصية الاثنائية اللونية

إن أكثر البلورات التي تتصف بخاصية الاثنانية اللونية استعمالاً ضمن المجال المرئي للضوء هما بلورتان:

1) بلورة التورمالين (بورسيليكات الألمنيوم ) التي تمتص كامل المركبة العادية (الشكل 2)

الشكل (2) الاثنائية اللونية في بلورات التورمالين

2) بلورة الهرباثيت (كبريتات كوينين اليود ( C20H24N2O2H2SO4HI3) ، وهي بلورة هشة لا يمكن تصنيعها بسهولة للقياسات المطلوبة، لذلك ابتكر المصنِّعون ما يسمى بالبولارويد   polaroid، وهو  بلورات إبرية صغيرة متوازية فيما بينها، من المادة المذكورة موضوعة ضمن صفيحتين من الزجاج أو السيلولويد الشفاف (الشكل3 )

الشكل (3) البلورات الإبرية للبولارويد
( لايمر الضوء من بولاريدين متعامدين )

صُنعت أيضاً مواد اثنانية لونية من جزيئات طويلة متوازية كمادة بولي فينيل الكحول التي تختلف فيها الخواص الفيزيائية تبعاً للانتشار (انتشار طولي أو انتشار عرضي). وأخيراً تعد المقطبات والمحللات الاستقطابية المعتمدة على ظاهرة الاثنانية اللونية من أبسط أنواع المقطبات وأرخصها.

مراجع للاستزادة:

 -  فادي قمر، الضوء الفيزيائي ، جامعة دمشق، 2011.

 - F. P. Jenkins & H. E. White, Fundamentals of Optics, Mcgraw-Hill Book, 1981.

- E. Hecht, A. Zajac, Optics, Adelphi University, Addison-Wesley, 1974.

 - M. Alonso  & E. J. Finn, Fundamentals of University Physics: Field And Waves, Addison - Wesley, 1971.


التصنيف : الضوء والأطياف
النوع : الضوء والأطياف
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 258
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58334753
اليوم : 46349

أثر زيمان

إِبيروس   مقاطعة في شمال غربي اليونان تجاور كلاً من تسالية ومقدونية وتراقية وتفصلها عن تسالية سلسلة جبال البندوس الكلسية التي تمتد من الشمال الغربي إِلى الجنوب الشرقي, وتدعى في اليونانية إِبيروس Epiros ومنها اسمها بالإِنكليزية Epirus وبالفرنسية Epire ويذكر هوميروس أن اسمها يعني «الأرض الصلبة» وهي تتصل بجنوبي ألبانية. وتغطي سلاسل الجبال الكلسية الضخمة التي قد ترتفع إِلى 2600م جزءاً كبيراً من سطحها, وتخترقها الوديان الضيقة العميقة الجميلة. بينما تمتد السهول الفسيحة والمروج في المنطقة الشمالية.
المزيد »