logo

logo

logo

logo

logo

أبو الثواب (موقع-)

ابو ثواب (موقع)

Abû 'lThawwâb (Site-) - Abou 'lThawwâb (Site-)



أبو الثواب (موقع -)

 آثار العصر الحجري الحديث الفخاري

آثار العصر البرونزي المبكر

 

يقع موقع جبل"أبو الثواب" Abu Thawwab على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي صويلح وجرش في الأردن؛ والذي كان يقسمه - قبل تجريفه عام 1989م - إلى قسمين: شرقي وغربي، ويبعد نحو 2كم إلى الشرق والجنوب الشرقي لقرية الرمان المطلة على نهر الزرقا . وإضافة إلى وادي الرمان؛ هناك في منطقة الموقع مجموعة من عيون المياه، والينابيع الدائمة، مثل: عين رأس الما ، وعين الصفصافة. كما يطل على ضفتي وادي الرمان مجموعة من الملاجئ والكهوف الصخرية، والتي ربما استخدمها سكان الموقع إمّا للسكنى وإما للتخزين.

اكتشف الموقع مصادفة في عام 1980م، وذلك عندما توقف سائحان في المنطقة، ولاحظا وجود كسر فخارية تنتشر فوق السطح، تم تأريخها للعصرين الحجري الحديث الفخاري (نحو 5500 - 4500 ق.م)، والعصر البرونزي المبكر الأول Early Bronze Age I (نحو 3500 - 3100 ق.م). وعندما أعلن توسيع الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي عمّان وإربد؛ بدأت جامعة اليرموك في عام 1984م بإجرا أول موسم للحفريات فيه، واستؤنفت على فترات متقطعة خلال أعوام 1985م و1989م، و1990م. كما تم في موسم عام 1985م إجرا مسوحات أثرية في المناطق القريبة من الموقع بهدف التعرف إلى الصلات التي كانت قائمة بينهما، وما إذا كان موقع جبل "أبو الثواب" مركزياً أو هامشياً.

تم تقسيم الموقع قبل البد بأعمال التنقيب إلى أربع مناطق، هي: A وB وC وD؛ وقسمت كل منطقة إلى مربعات، أبعاد الواحد منها 5×5م، وترك بين المربع والآخر ممر (Baulk) عرضه 1م.

استطاع المنقبون التعرف إلى مرحلتين سكنيتين رئيسيتين؛ الأقدم وتؤرخ للعصر الحجري الحديث الفخاري Pottery Neolithic (نحو 5500 - 4500 ق.م)، والثانية للعصر البرونزي المبكر الأول (نحو 3500 - 3100 ق.م)؛ مما يدل على وجود فجوة سكنية خلال العصر الحجري النحاسي Chalcolithic (نحو 4500- 3500ق.م). وربما كان السبب في هذا ناجماَ عن تغير مناخي، أو كارثة طبيعية، حيث تشكلت الطبقات الفاصلة بين المرحلتين من طبقة حصوية بلغ ارتفاعها في بعض الأماكن نحو 60سم، وتخلو من أي إشارات للاستقرار في الموقع. ومن الجدير بالذكر أنه قد تم الحصول على تاريخ كربون إشعاعي من طبقات العصر الحجري الحديث، وكان على النحو الآتي  : (TU 47 = 7480   90 B.C.).

وبنا على دراسة التكوين الجيولوجي للموقع يمكن الاستنتاج أن تكوين أرض الموقع (الجيومورفولوجي) هي على النحو الآتي:

الطبقة السفلى وتتكون من ترسبات حصوية ناجمة عن وجود تجمع، أو مجرى مائي، يعلوه طبقة من التراب الأحمر terra rossa  تأسست فوقها قرية العصر الحجري الحديث الفخاري. ويظهر أن هذه الفترة انتهت نتيجة تحول مناخي، ربما حدث فيه طوفان حيث علت طبقات العصر الحجري الحديث الفخاري طبقة حصوية تخللها بقايا من هذه الفترة، مثل الكِسَر الفخارية، والعظام الحيوانية. وبعد فترة انقطاع عاد الناس للسكنى في الموقع خلال المرحلة الأولى من العصر البرونزي المبكر، وتأسست فيه قرية معاصرة لمجموعة من القرى في حوض نهر الزرقا ، مثل جبل المطوق.

 ويمكن القول: إن السكان الأوائل (من فترة العصر الحجري الحديث الفخاري) بنوا مساكنهم إمّا فوق الصخر الطبيعي، وإما فوق طبقة التراب الأحمر المعروفة باسم terra rossa  التي تعلوه. كذلك عثر على عدد من الحفر المحفورة في هذه التربة البكر، وعلى مخلفات هذه الفترة في جميع مناطق الموقع، عدا المنطقة B، والواقعة في الجز الجنوبي الشرقي للموقع.

موقع جبل "أبو الثواب" قبل التجريف

غطت بقايا العصر البرونزي المبكر الأول جميع مساحة الموقع، وعثر على بقايا بيوت سكنية في المناطق A وB وD، علماً أن كثيراً من هذه المباني وجدت مدمرة أو ناقصة في كثير من أجزائها، وذلك نتيجة لقربها من السطح وحراثة الأرض من قبل المزارعين في الوقت الحاضر.

كذلك عثر في المنطقة  B على مخلفات أثرية تعود إلى العصر البرونزي المتوسط الثالث (نحو 1650- 1550 ق.م)، لكن الوقت لم يُتَح للتنقيب على نحو أوسع في المنطقة قبل تجريفها لتوسعة الشارع للبحث عن بقايا معمارية فيها.

وفي الختام، يمكن القول: إن موقع جبل "أبو الثواب" قد سُكِن لأول مرّة خلال النصف الثاني من الألف السادس، واستمر حتى منتصف الألف الخامس قبل الميلاد (نحو 5500 - 4500 ق.م)، تبعه فترة هجران للموقع خلال المدة بين نحو 4500- 3500 ق.م، وأعيدت سكناه في منتصف الألف الرابع، واستمرت حتى القرون الأولى من الألف الثالث ق.م (نحو 3500- 2800/2700 ق.م)، ثم انقطعت السكنى فيه حتى عاد الناس إليه في نحو 1650ق.م. لكنه لم يكن مستقراً كبيراً في هذه الفترة التي استمرت حتى نحو 1550 ق.م، وهجر الموقع بعدها كلياً. كما يجب الانتباه إلى أنه قد جمع من على سطح الموقع عدد قليل من الكسر الفخارية المؤرخة للفترتين الرومانية، والبيزنطية.

أهم الآثار المكتشفة في الموقع:

كما ذكر سابقاً فقد سُكن الموقع في مرحلتين رئيسيتين، هما: العصر الحجري الحديث الفخاري، والعصر البرونزي المبكر. لذا سيتم دراسة للمخلفات الأثرية من كل واحدة من هاتين المرحلتين على حدة.

-1 آثار العصر الحجري الحديث الفخاري:

أ - العمارة:

لم تخرج المباني المكتشفة في موقع "أبو الثواب" عن كونها منازل سكنية، وجا ت في معظمها مستديرة الشكل، وتشير بعض أجزا الجدران الباقية من هذه الفترة إلى وجود مبانٍ بزوايا قائمة (أي مستطيلة أو مربعة الشكل)؛ لكنها اندثرت. وبنيت جميع مباني العصر الحجري الحديث الفخاري في الموقع من الحجارة الغفل، ومن دون أساسات، أي مباشرة فوق التربة البكر. وللأسف فإن معظم الأبنية - إن لم يكن جميع هذه المباني - جا ت فاقدة لكثير من أجزائها، ولم يُعثر على بيت كامل. لكن يمكن القول: إن الوحدة المنزلية تكونت من غرفة واحدة. ومن الأمثلة على البيوت المستديرة الشكل؛ بيت عثر عليه في الجز الشرقي من الموقع، حيث كشف النقاب فقط عن جزئه الشمالي Area A, Square 7، وأرضيته من الطين المرصوص (المدكوك) عثر فوقها على فخار نيوليتي مكسّر، وأدوات صوانية، وقطع أثرية صلصالية شكلها قمعي. كما وجد في الجهة الغربية من الموقع Area C, Square III جداران مستديران الشكل وقريبان من بعضهما، لكنهما بنيا من صف واحد من الحجارة، على خلاف الذي وجد في الجهة الشرقية والمبني من صفين، وعثر في وسط أرضية أحدهما على حفرة صغيرة، وظيفتها تثبيت العمود الخشبي الذي يرفع السقف.

ب - الحفر :Pits

تم التعرف في معظم مناطق الموقع إلى حفر اختلفت في وظائفها، وسعتها، وعمقها الذي تراوح بين 50سم - 1.50م، وقطرها، وشكلها. وجا ت الحفر المؤرخة للعصر الحجري الحديث الفخاري محفورة في الأرض الحمرا البكر. واستطاع المنقبون تمييز ثلاثة استخدامات للحفر، هي: التخزين، والأنقاض، والحريق. ويعتقد أن واحدة منها استخدمت لحرق الأواني الفخارية.

ج- الفخار:

جرة وكأس مزخرفان بحزوز

عثر المنقبون على كسر فخارية تنسب إلى العصر الحجري الحديث الفخاري داخل المساكن وفي الحفر المذكورة سابقاً. وتشير الدلائل الأثرية من الموقع إلى أن سكان الموقع هم الذين صنعوا أوانيهم بوساطة الأيدي حيث إن الدولاب لم يكن معروفاً، لكنها جا ت مشابهة لتلك المعاصرة من مواقع أخرى في بلاد الشام، مثل أريحا، والمنحطة، والقحوانة «شعار - هجولان» في فلسطين؛ وعين غزال، ووادي شعيب في الأردن؛ وجبيل في لبنان؛ وصبي أبيض في سوريا. وكانت العجينة الصلصالية التي صنّعت منها الأواني خشنة ورديئة في معظم الحالات؛ وفي الكبيرة الحجم خاصة، أما الأواني الصغيرة، مثل الكؤوس فكانت العجينة متوسطة ، أو جيدة.

زخرفت الأواني الفخارية بزخارف متنوعة. إذ أضاف الصانع إلى سطوح الأواني زخارف مدهونة بألوان حمرا ، أو بنية اللون على هيئة خطوط، كانت تغطي إما السطح كاملاً؛ وإما أجزا منه. وتتميز الزخرفة الشائعة والمميزة لهذا النوع من الفخار (والذي يطلق عليه اسم يرموكي، نسبة إلى نهر اليرموك) بالتحزيز incising الغائر على سطح الإنا الخارجي على شكل عظام ظهر السمكة herring-bone incisions. كما لوحظ أن بعض الأواني زخرفت بالرسم والتحزيز في الوقت نفسه.

استطاع الدارسون تمييز عدد من أشكال الآنية التي استخدمها سكان الموقع في هذه الفترة، وهي: الكؤوس، والصحون، والزبادي، وجرار تخزين kraters، وأواني الطبخ، والجرار.

د- الأدوات الصوانية :Flint Tools

بعد إنها تحليل الأدوات الصوانية ودراستها تم تحديد أشكال الأدوات الصوانية على النحو الآتي: مثاقب، وشفرات مناجل، وسكاكين، ومكاشط (مقاحف)، وفؤوس، ورؤوس سهام، وحراب، وأدوات أخرى ذوات استخدامات متعددة. وعثر على أدوات صوانية مشابهة لها في عدد من مواقع العصر الحجري الحديث الفخاري في بلاد الشام، مثل: عين غزال، ووادي شعيب (الأردن)، وفي جبيل (لبنان)، والمنحطة والقحوانة (فلسطين).

هـ- الفنون:

عثر في موقع جبل "أبو الثواب" على عدد قليل جداً من الدمى الإنسانية والحيوانية غير الكاملة، والمصنوعة من الصلصال. وجا ت بعض الدمى الإنسانية على هيئة رأس إنسان، له عينان على شكل حبة القهوة coffee- bean eyes figurines، كما يظهر أن قناعاً كان يغطي الرأس بما في ذلك الوجه. وعثر على عدد من مثل هذه الدمى في مواقع أخرى في المنطقة، مثل: عين غزال في الأردن، والقحوانة، والمنحطة في فلسطين، وجبيل في لبنان. أما الدمى الحيوانية، فلم يعثر إلاّ على دمية تمثل حيواناً بقرياً، وأخرى لرأس طير.

إضافة إلى الدمى الإنسانية والحيوانية؛ وجد المنقبون بعض الدمى التي تمثل العضو الذكري، مصنوعة من الصلصال.

-2 آثار العصر البرونزي المبكر:

أ- العمارة:

    كشف النقاب في موقع جبل "أبو الثواب" عن عدد من مباني العصر البرونزي المبكر في المنطقتين المحاذيتين للطريق العام الواصل بين عمّان وإربد (المنطقة A وD.)  واستطاع المنقبون التعرف إلى طرازين من الأبنية في هذا الموقع: المستديرة الشكل، والقائمة الزوايا. ويمكن تصنيفها في طرازين كما يلي:

-1 المباني القائمة الزوايا (المستطيلة أو المربعة):

عثر على عدد من الغرف المستطيلة الشكل في القطاعين A وD، حيث أظهرت الحفريات في المنطقة الشرقية للقطاع  A جداراً يمتد لمسافة 15م باتجاه شمال - جنوب يرتبط به  من ناحية الشرق عدد من الجدران الأخرى مكونةً غرفاً لكنها - وللأسف - جا ت فاقدة لأجزا كثيرة منها نتيجة لحراثة الأرض في الوقت الحالي. وجا ت هذه البيوت مبنية من الحجارة الغفل المتوسطة الحجم. أرضياتها مصنوعة إمّا من الطين المرصوص وإما من القصارة الخشنة، وعثر فوق بعضها على جرار متوسطة الحجم، وأدوات صوانية، وأدوات طحن وجرش.

كذلك كشف النقاب في المنطقة الواقعة غربي الشارع الرئيسي القطاع D   عن مجمعين بنائيين من العصر البرونزي المبكر الأول؛ أحدهما يتكون من غرفتين وساحة، وبلغت أبعاد الغرفة الشرقية 2.10م شمال - جنوب و4م شرق - غرب، أرضيتها مقصورة، وبها حفرتان. وبني مدخل الغرفة في الجدار الجنوبي الطويل، وللباب درجات تقود إلى داخل الغرفة. أما الساحة فتبلغ أبعادها 4×4م، ومحاطة بجدار حجري موازٍ لجدرانها من الداخل يشكل مرتفعاً على شكل مصطبة، ربما استخدمت للجلوس فوقها. وهذا الطراز عرف في مواقع أخرى في فلسطين، مثل عراد، ويؤرخ للمرحلة الثانية من العصر البرونزي المبكر.

- 2المباني المستديرة الشكل:

مباني مستديرة الشكل

وجد المنقبون في المنطقة الواقعة للغرب من الشارع الرئيسي Area D غرفتين مستديرتي الشكل. ويظهر أن سكان العصر البرونزي المبكر الأول في الموقع قاموا قبل المباشرة ببنا هذه الأبنية بتنظيف المنطقة التي أقيم فوقها البنا من مخلفات فترة العصر الحجري الحديث الفخاري. لكن لا يمكن الجزم فيما إذا كانت هاتان الغرفتان متعاصرتين، علماً أن الفخار الذي وجد فيهما كان يعود إلى العصر البرونزي المبكر الأول. وتكونت الغرفة الشرقية من بنا مستدير الشكل، يبلغ قطره 2.8م، ويرتبط به جداران باتجاه شرق - غرب، ويحصران بينهما ساحة أمامية. أما الغرفة الغربية؛ فهي أصغر مساحة من سابقتها. وللغرفة بابان، الأول في الجهة الجنوبية -الشرقية يفتح على الساحة، والثاني في الجهة الجنوبية، وله درجة حجرية. وبنيت مصطبة هذه الغرفة من الحوّار المدكوك، كما هو حال الغرفة الثانية. ولا يزال الغرض من بنا مثل هذا الطراز من الأبنية غير معروف، وإن كانت مشابهة لما يعرف باسم «الثولوس» Tholos والذي عرف خلال مرحلة العصر الحجري النحاسي في شمال شرقي سورية.

ب- الحفر:

عثر المنقبون على عدد قليل من الحفر العائدة للعصر البرونزي المبكر الأول، مقارنة مع ما وجد في طبقات العصر الحجري الحديث. وتم التعرف إلى حفر استخدمت للتخزين، وأخرى هي حفر قليلة الغور مقصورة، ربما استخدمت لحفظ المياه وتجميعها، إذ لم يتعدَّ قطر الواحدة منها 30 - 40 سم، وعمقها 20سم. وعثر في المنطقة الغربية من القطاع  D على حفرة قطرها 1.20م ، وجد بداخلها مخلفات مكونة من التراب، والحجارة الصغيرة والمتوسطة الحجم، والرماد، وكسر فخارية وأدوات صوانية. كما عثر على حفرة أخرى في القطاع نفسه أسطوانية الشكل أيضاً، لكن وجهها الداخلي وقعرها مغطيان ببلاطات حجرية.

ج- الفخار:

تم اكتشاف فخار العصر البرونزي المبكر الأول في طبقات، وداخل منشآت معمارية سكنية بنيت فوق طبقة حصوية فصلت بينها، وفي مباني العصر الحجري الحديث الفخاري، وتحت الطبقات العليا للموقع؛ مما عرضها للتدمير والتكسير نتيجة للأعمال الزراعية في الوقت الحاضر. صنّعت الأواني الفخارية بوساطة اليد، وكانت العجينة خشنة أو متوسطة الخشونة. وزخرفت الأواني بزخارف رسمت على شكل خطوط متقاطعة، مشكلة شكل الشبكة في معظم الأحيان، وأخرى هي خطوط عمودية تصل بين الفوهة والقاعدة. كما واستخدمت زخرفة التحزيز في أحيان نادرة.

وبعد دراسة الكسر الفخارية البرونزية تم التعرف إلى خمسة أشكال، هي: الصحون والزبادي الصغيرة، والزبادي العميقة، والزبادي/الجرار بصنبور، والجرار من دون رقبة، والجرار برقبة.

د- الأدوات الصوانية:

تكونت الأدوات الصوانية من: المثاقب، وشفرات المناجل، والسكاكين، والمكاشط (المقاحف)، والشظايا المشذبة، وأدوات أخرى ذوات استخدامات متعددة.

وتجدر الإشارة إلى أنه عثر في موقع جبل "أبو الثواب" على مجموعة كبيرة من أدوات الطحن والهرس والجرش، تعود بتاريخها إلى المرحلتين المذكورتين سابقاً، وكذلك الأدوات العظمية.

إذاً، شهد موقع جبل "أبو الثواب" مرحلتين استيطانيتين رئيسيتين، الأولى والأقدم في العصر الحجري الحديث الفخاري، حيث لم يخرج الموقع عن كونه قرية صغيرة، عاصرت غيرها في بلاد الشام، وأن سكانها كانوا فلاحين استخدموا الزراعة وتربية الحيوانات إضافة إلى الصيد في توفير لقمة عيشهم. لكن هذه القرية هجرت خلال النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد نتيجة لظروف مناخية. وحيث إن المنطقة التي أسست عليها هذه القرية خصبة التربة، وغنية بمصادرها المائية الدائمة؛ عاد الناس، واستقروا فيها مع منتصف الألف الرابع قبل الميلاد، لكنها لم تتطور أو تصل إلى مرحلة المدينة خلال النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد، وربما هجرها ساكنوها إلى مناطق أخرى قريبة في حوض نهر الزرقا .

 

زيدان كفافي

 

 

مراجع للاستزادة:

- Z. KAFAFI, Jebel Abu Thawwab (Er-Rumman), Central Jordan. The Late Neolithic and Early Bronze Age Occupations, (Berlin: ex oriente, 2001).

- D. OBEIDAT, Die neolithische Keramik aus Abu Thawwab, Jordanien Studies in Early Near Eastern Production, Subsistence, and Environment 2. (Berlin: ex oriente, 1995).

- H. WADA, The Chipped Stone Tools 2001; in Z. Kafafi, Jebel Abu Thawwab (Er-Rumman), Central Jordan. The Late Neolithic and Early Bronze Age Occupations (Berlin: ex oriente, 2001) pp. 117- 154.

 


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
النوع : مواقع وأحياء
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 76
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1095
الكل : 40580279
اليوم : 110094