logo

logo

logo

logo

logo

أرواد في العصر الإسلامي

ارواد في عصر اسلامي

Arwâd in the Islamic Era - Ruwâd à l'Ere Islamique



أرواد في العصر الإسلامي

 

 القلعة المركزية

البرج الأيوبي

الحمام العثماني

 

عندما بدأت الفتوحات العربية الإسلامية في الشام والعراق ومصر، لم تشمل أرواد، بل بقيت قاعدة بحرية بيزنطية حتى قرر الخليفة معاوية بن أبي سفيان فتحها، وتم له ذلك في عام 54هـ/673م، بقيادة جُنادة بن أبي أمية. وبقيت جز اً من الدولة العربية حتى القرن الـثاني عشر الميلادي عندما احتلها الصليبيون وحولوها إلى قاعدة لفرسان الهيكل الذين شيدوا فيها قلعتين منيعتين، وأقاموا أسوارها ومنعوها، وأصبحت الجزيرة قاعدة بحرية لأساطيل الدول الإيطالية خلال هذه الحقبة. ومع صعود الزنكيين ثم الأيوبيين بدأت قلاع الصليبين في الشام تتساقط  قلعة إثر أخرى، لكن أرواد بقيت آخر معقل للصليبيين إلى أن سقطت سنة 702هـ/1302م، وكان فتحها على يد القائد المملوكي سيف الدين كهرداش الرزاق المنصوري الذي جا بأسطوله البحري المجهز من سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون فحررها بمساعدة جيش طرابلس، وهدم سورها وأسر 500 من الفرنجة، وحرر الأسرى المسلمين من المناطق المجاورة التي كان يغير عليها صاحب أرواد يعقوب الطرطوسي. ومنذ ذلك الوقت تناوب  المماليك على حكمها (926-974هـ/1520-1566م) فترة من الزمن، ثم أهملوها حتى وصول العثمانيين الذين حسنوا في قلعتها. وقد شيد فيها السلطان سليمان القانوني حصنين صغيرين، ونقل إليها السكان من قلعتي المرقب وصلاح الدين بعد أن خصص لهم رواتب وجعل مهمتهم مناوشة قراصنة البحر.

منظر جوي لجزيرة أرواد

وفي الحرب العالمية الأولى نزلت بأرواد البحرية الفرنسية وأخضعتها للحكم الفرنسي عام 1915م، أي قبل دخول جيش غورو سورية بسنوات عدة، بعدما حاصرتها البارجة الفرنسية جان دارك فنزح أهل أرواد عن جزيرتهم، وبقيت خالية من أهلها نحو سنة كاملة، ولم يعودوا إليها إلا بعد انتها الحرب العالمية الأولى. ومن الطريف أن الفرنسيين عندما احتلوا الجزيرة  سموها دولة أرواد، وأصدروا طابعاً باسم الجمهورية الأروادية، وأصبحت تمهر فيها المعاملات بخاتم حكومة أرواد، قبل أن يتم ضمها إلى سورية بعد معاهدة سايكس- بيكو، وقد جعلت فرنسا قلعتها معتقلاً للأحرار والرجالات الوطنيين إبان فترة الاحتلال الفرنسي الذي انتهى عام 1946م.

أهم المباني الإسلامية فيها:

 -1 القلعة المركزية :

يرجع تاريخ بنائها إلى القرن 8هـ/14م، ويعتقد أنها أقيمت فوق حصن مراقبة أقدم منها. وهي مسجلة أثرياً بالقرار الوزاري رقم 8/آ تاريخ 14/1/1958م).

تقع القلعة وسطَ جزيرة أرواد وفي أعلى مكان منها، والقلعة بنا مستطيل الشكل تقريباً، ويبلغ طولها 110م وعرضها  58م وأعلى ارتفاع فيها 17م، ويراوح ارتفاع مداميكها بين 20-40سم، وهي مشيدة بحجارة رملية مستخرجة من مقالع من الجزيرة وبعضها يعود إلى أبنية أثرية أخرى تعود إلى فترة أقدم، وهذه الحجارة استعملت في جميع المواقع الموجودة في الجزيرة، وتتميز بسرعة التفتت لاحتوائها على مسامات قليلة المقاومة، وقد استخدم  خليط من الكلس ومطحون الفخار والرماد كملاط بين المداميك.

 والبنا الخارجي مع أبراجها الأربعة عمارة عربية تعود إلى  فترة الحروب الصليبية ، أما أقسامها الداخلية الموجودة حالياً فتعود إلى العهد العثماني.

ويتم الدخول إلى القلعة بوساطة درج يؤدي إلى الباب الرئيسي المرتفع لأسباب دفاعية، يوجد على مدخل القلعة نقش بارز على يمين البوابة الرئيسية ويسارها؛ يمثل الشعار اللوزنياني (شعار الملك الفرنسي الأصل غي دو لوزنيان  ملك القدس في أثنا موقعة حطين) وهو أسد (رمز الحملات الصليبية) واقف أمام نخلة (رمز الشرق) مما يشير إلى أن هذا الجز من البنا شيد في الفترة الصليبية. ويفضي الباب إلى بهو داخلي مسقوف يحوي بابين الأول جانبي يؤدي عبر درج ضيق إلى السطح مجهز بفتحات لرمي السهام، ويؤدي السلم إلى غرفة كبيرة فوق البوابة الرئيسية تتميز بإطلالتها على أقسام القلعة كافة، وعلى جانبيها غرفتان صغيرتان، وقد كانت الغرفة الكبيرة قاعة  للحاكم. أما الباب الآخر المقابل لباب المدخل الرئيسي فيؤدي إلى الفسحة الرئيسية المكشوفة للقلعة؛ وهي مستطيلة الشكل تقريباً حيث يبلغ طولها 32.20م وعرضها 16.80م، وتحيط بها من جوانبها الأربعة أرصفة عريضة، ويحيط بها ثماني عشرة قاعة ذات سقوف معقودة مبنية بالحجر الرملي وقائمة على السور الخارجي.

قلعة أرواد

وتتألف القلعة من ثلاثة أقسام رئيسية:

الأول: دفاعي، وهو ساحة تحتضن البرج الجنوبي الشرقي لتأخذ معه شكل حرف (u)، طولها 25م وعرضها 20م، ويحيط بها سور بارتفاع 8م مجهز بفتحات لرمي السهام، وسقاطات لرمي الزيت المغلي، وقد أقيم هذا القسم على كتلة صخرية تحوي في بعض أجزائها مستودعات للقلعة محفورة في الصخر .

 > الثاني: خدمي ويتصل بالقسم الأول بوساطة درج وبوابة صغيرة، وهو فسحة سماوية يبلغ طولها 45م وعرضها 25م؛ تتوزع حولها ثماني عشرة غرفة ذات عقود حجرية تحوي مواقد للتدفئة، وبعضها يحوي آباراً محفورة في الصخر؛ تستخدم لجمع المياه عن السطح بوساطة ميازيب فخارية تمتد ضمن الجدران.

 > الثالث: دفاعي ايضاً، ويتصل بالقسم الثاني بوساطة بوابة كبيرة تقود إلى ساحة مستطيلة الشكل طولها 21م وعرضها 8م، محاطة بسور بارتفاع 7م على جانبه ممشى بعرض 1م يصعد إليه بدرج جانبي تعلوه فتحات لرمي السهام ومسننات حجرية، ويتصل هذا القسم ببرج القلعة الشمالي الغربي بوساطة بوابة، كما يتصل بالبرج الشمالي الشرقي بدرج يؤدي إلى سطح البرج.

والقلعة محصنة بأربعة أبراج في زواياها الأربع؛ منها ثلاثة دائرية الشكل يصل ارتفاعها إلى 17م؛ أما الرابع فهو مستطيل الشكل، وتتوزع على جدرانها الشرفات الدفاعية ومرامي السهام والسقاطات، ويتميز البرج الجنوبي الغربي ببهو يؤدي إلى قاعة كبيرة دائرية الشكل ذات بنا قببي فريد على يسارها درج يصل إلى سطح البرج الذي تتوزع على جوانبه مرامي السهام.

قلعة أرواد من الداخل

وسور القلعة مزود بثلاثة أبراج دائرية، كما يحوي الجز الأعلى من السور شرافات من الحجر في وسطها مرامي سهام، كما تضم في جزئها الشمالي الشرقي جامعاً يعود إلى العصر العثماني. وقد استخدمت القلعة المركزية حينذاك ثكنة للجنود الأتراك، وفي العهد الفرنسي جعلت سجناً للمناضلين ضد الاستعمار، كما استعمل الجز الشمالي منها سجناً للمناضلين في زمن الانتداب الفرنسي أطلق عليه (سجن الشعب)، ثم جعلتها المديرية العامة للآثار والمتاحف متحفاً خاصاً بالجزيرة.

 -2 البرج الأيوبي:

بناه العرب في القرن 8هـ/14م (سجل أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1959م).

ويقع البرج الأيوبي في الجهة الشرقية لجزيرة أرواد، وهو يشرف مباشرة على مرفأ أرواد وهو يعدّ نقطة دفاع متقدمة عن الجزيرة.

ويتم الدخول إليه من الباب الرئيسي الواقع في الواجهة الغربية، وعلى جانبي المدخل نحت نافر relief على الحجر يمثل أسداً واقفاً ربط عنقه بحبل ثبت إلى جذع نخلة أمامه. ويتكون البرج من طابقين، حيث يفضي المدخل إلى بهو مسقوف بشكل عقدي يحوي بابين؛ أحدهما جانبي يؤدي إلى غرفة جانبية، والآخر مواجه مباشرة للباب الرئيسي المؤدي إلى الفسحة المكشوفة التي يحيط بها أربع عشرة قاعة؛ خصص بعضها للسكن، وبعضها الآخر مستودعات، إضافة إلى قاعة المدخل في الطابق الأرضي المسقوفة بشكل أقبية أو عقود متقاطعة، ومبنية بالحجر الرملي، إلا أنَّ إحدى القاعات لا يمكن الدخول إليها لأنها ألحقت بالجامع المجاور للبرج. والطابق الثاني مربع الشكل مزود في زاويته الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية ببرجين دائريين، يتم الوصول إليه بدرج حجري ضيق من بهو الدخول، وهو مؤلف من خمس قاعات، وقد ألحق بهذا الطابق جز آخر هو محارس للمراقبة محمولة على تيجان بديعة، وتم تزويد سطح البرج بمتراس دفاعي مزود بمرامي سهام وفتحات مراقبة وسقاطات دفاعية ، أما المسافات المفتوحة بين الشرافات فهي لتمكين المدافعين عن البرج من قذف الحجارة والنفط.

وقد رمم البرج وأصبح مقراً للجرار الكثيرة التي تم اكتشافها غارقة مع مراكبها قرب شواطئ طرطوس، وتعود هذه الجرار التي  انتشلتها بعثة يابانية إلى العصور الرومانية أو قبلها وكانت مخصصة لحفظ الزيوت والخمور، ويطلق على هذا البرج أحياناً اسم القلعة الساحلية.

 -3   الحمام العثماني:

ويقع على الطرف الغربي من الجزيرة، ويعود بناؤه إلى العصر العثماني حيث استخدم لحاكم الجزيرة التركي خاصة. وهدمت بعض أجزائه بسبب عاصفة بحرية كانت قد هبت على أرواد عام 1918م.

وقد تبقى منه جز   تعلوه قبة ذات رقبة ونوافذ، ووزعت فيها القمريات لتأمين الإنارة إلى داخل الحمام، ويبدو أن جدرانه الداخلية كانت مزينة وملونة يغلب عليها اللون الأحمر.

الحمام العثماني في جزيرة أرواد 

ومن الآثار الباقية في الجزيرة الكهوف الصخرية العائدة إلى عصور ما قبل التاريخ في الجهتين الجنوبية والغربية من الجزيرة، وبقايا معبد في الطرف الشرقي منها، والمسبح الملكي ومسبح الأعيان في الزاوية الجنوبية الغربية، وغيرها من الأبنية المتفرقة فوق الجزيرة التي تعد من أهم جزر الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط.

 

عماد موسى

 

 

التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مواقع وأحياء
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 357
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1112
الكل : 40599912
اليوم : 129727