logo

logo

logo

logo

logo

البغدادلي

بغدادلي

-

البغدادلي 

استخدامات البغدادي في البناء

استخدامات البغدادي في الإكساء

استخدام البغدادي في أعمال التزيين

المهن

 

 

هو أسلوب لبناء السطوح والعناصر الخفيفة لتأمين تدرج وزن البناء على نحو متناقص عند الانتقال من الأسفل إلى الأعلى، بما يخدم تماسكاً أفضل للبناء ومرونة وقدرة أعلى على مقاومة الاهتزازات، وكذلك التخفيف من العناصر الإنشائية الحاملة ذات الأبعاد والمقاطع الكبيرة بما يقلص الوزن الذاتي للبناء. كما يفيد استخدامه في الحصول على مرونة في تشكيل السطوح والعناصر.

وقد ارتبط ظهور هذه التقنية باستخدام الخشب في البناء، ويعدّ ظهورها تطوراً لأسلوب البناء بالهيكل المكتف (الذي يدعى بالأسلوب الرومي، أو الروملي، لكون مادة البناء الأساسية فيه هي جذوع الحور الرومي)، ويستخدم أسلوب البناء البغدادلي في الطوابق العليا، أي الطابق الأول، وكذلك الطيارة التي تعلوه إن وجدت، ويستخدم في الجدران والأسقف الفنية، وتتنوع استخداماته بين البناء والإكساء، وكذلك أعمال التزيين الداخلية والخارجية. والعناصر المبنية بأسلوب البغدادي ليست حاملة؛ لذا تكون سماكاتها قليلة ولا يتم إسناد عناصر أو أجزاء مبنية عليها، إلا إذا كانت أخف وأصغر حجماً منها، ولقلة سماكتها وخفتها تكون في الطوابق العلوية لتخفيف الحمولات المنقولة إلى جدران الطوابق السفلية، وقد تحورت تسميتها لتصبح التسمية المتداولة هي البغدادي.

منظور يوضح البنية الإنشائية الأساسية للبناء التقليدي

 

ـ استخدامات البغدادي في البناء:

1ـ إنشاء العناصر والسطوح ذات المساحة الكبيرة نسبياً: والتي تكون محمولة على عنصر بارز، وخاصة الجدران الخارجية في الطابق الأول، المطلة على الفسحة السماوية، أو على الشارع، وخاصة عندما تكون تلك الجدران بارزة عن مستوى واجهة الطابق الأرضي.

استخدام البغدادي في بناء جدران الطابق الأول

2ـ بناء الجدران القاطعة (غير الحاملة) الداخلية: وخاصة عندما لا تسمح طبيعة إنشاء الطابق الأرضي بوجود عناصر إنشائية حاملة قادرة على حمل أوزان جدران ثقيلة فوقها في الطابق الأول، وغالباً ما تستخدم تلك القواطع استخداماً مؤقتاً وغير ثابت، لتقسيم فراغ كبير إلى عدة فراغات صغيرة بما يخدم الاستخدام الوظيفي للفراغ.

استخدام البغدادي في بناء القواطع الداخلية في الطابق الأول

3ـ بناء الغرفة الطيارة: حيث تتضمن بعض البيوت غرفة مفردة تقع على السطح الأخير، وتحتوي أغلب جدرانها على نوافذ (وقد سميت بالطيارة لارتفاعها عن كل مستويات البيت، ولحرية حركة الرياح داخلها بسبب كثرة الشبابيك فيها)، ومن البديهي أن تلك الشروط تتطلب استخدام أسلوب كالبغدادلي يحقق خفة الوزن، (بما ينسجم مع تدرج أوزان مواد بناء البيت انخفاضاً كلما حدث ارتفاع في مستويات البيت)، وكذلك يتيح إمكان فتح الشبابيك والنوافذ بسهولة في كل جدران الغرفة الطيارة، حيث يستخدم الأسلوب المذكور في بناء كل جدران الطيارة وسقفها الفني.

استخدام البغدادي في بناء الغرفة الطيارة

 

ـ استخدامات البغدادي في الإكساء:

1ـ تغليف الجدران ذات الهيكل المكتف: وذلك لتحقيق أكبر قدر ممكن من استواء السطح بما يحقق جودة التنفيذ في طبقات الإكساء.

استخدام البغدادي في تغليف عناصر الأسطح والأسقف التي تبرز عن الواجهات

2ـ تغليف البنية الإنشائية للبروزات: (الجفت المؤطر لحدود السطح).

3ـ تنفيذ الهيكل المحدد والمؤطر للفتحات ضمن الجدران المبنية بالطين: كالخزائن الجدارية (اليوك)، والكتبيات، والنوافذ، حيث من الصعب الحصول على الشكل المنتظم والدقة في تنفيذ إطارات الفتحات من دون استخدام البغدادي، وخاصة عندما تتضمن تلك العناصر خطوطاً منحنية أو متعرجة إضافة إلى الخطوط المستقيمة.

استخدام البغدادي في تأطير الفتحات ضمن الجدران وتشكيلها

ـ استخدام البغدادي في أعمال التزيين:

1ـ الأسقف المستعارة التزيينية: التي تستخدم لإخفاء الأعمدة الخشبية الحاملة لطبقات السقف، ويتم إكساء الخشب البغدادي الذي يثبت على أعمدة السقف بالكلسة العربية البيضاء، التي قد يرسم عليها رسومات تزيينية (فريسك) أو تترك بيضاء، كما قد تغطى أخشاب البغدادي بالطوان الذي قد يكون من الجلد الذي يرسم عليه، أو من القماش الذي يعالج بالكلسة ليكتسب تماسكاً وقواماً صلباً، وقد تتم زخرفته والرسم عليه بعد تثبيته في مكانه.

نموذج -1 لجدران البغدادي المستخدمة في القواطع الخفيفة والتزيين
النموذج-2

2ـ الأسقف المستعارة الوظيفية: التي تركب تحت الأسقف السنامية (الجملونية)، وذلك مراعاةً للناحية الوظيفية والبيئية، لجعل ارتفاع الفراغ متناسباً مع المقياس الإنساني، والتمكن من التحكم بتبريده صيفاً وتدفئته شتاءً، حيث من المعروف أن الأسقف السنامية تكون في الطوابق العليا معرّضة مباشرة للعوامل الجوية، وبالتالي من الضروري تنفيذ الحلول التي تحقق إيجاد فراغ عازل بين السقف وبين فراغ الغرفة، ويمكن أيضاً تنفيذ الرسومات التزيينية على السطح النهائي الظاهر.

استخدام البغدادي في الأسقف المستعارة

طريقة التنفيذ:

عند البدء بالتنفيذ يتم وضع جائز أفقي من خشب الحور على امتداد الجدار الحامل في الطابق الأرضي بحيث يعمل مخدة (مسنداً) للجوائز أو الأعمدة الخشبية الشاقولية (التي تكون بأقطار تراوح بين 12 و15سم) والتي تستند إليه وترتبط ببعضها من خلاله وبما يحافظ على أفقية الجدار. ويتم تثبيت الأعمدة على المخدة بوساطة مسامير طويلة تصل إلى 12سم، وتتوزع تلك العناصر الشاقولية بمسافات منتظمة، بما يضمن المتانة والتماسك مع مراعاة تصميم السطح وما يحويه من أبواب ونوافذ، وبعد ذلك تتم تهيئة مواقع الفتحات، ويتم ربط العناصر الشاقولية من الجهة العلوية بجائز أفقي علوي في النهاية العلوية للجدار الذي تستند إليه جوائز السقف، ولمنع الهبوط وعدم إمكان تحمل الجدران للقوى الأفقية يتم وضع جوائز رابطة بين كل جائزين شاقوليين، وتتوضع جوائز الربط هذه على زوايا مائلة بشكل حرف (×) لتساعد على تحمل القوى الأفقية التي يمكن أن يتعرض لها البناء، و تشكل العناصر الشاقولية والأفقية والمائلة ما يشبه الهيكل العظمي للجدار، وبدلاً من ملء الفراغات بينها بقطع اللبن كما هي الحال في البناء بالهيكل المكتف، يتم تغليفها، حيث تثبت عليها شرائح من الخشب بأبعاد من 2 إلى 4سم بسماكة حتى 1سم بطول حتى 80 سم بوساطة المسامير أو البراغي، وبحيث تشكل سطحاً مستوياً مستمراً يغطي الهيكل الأساسي، ويترك بين كل شريحة خشبية ومجاورتها فراغ بعرض نحو 0.5سم (بما يحقق متانة وتداخلاً للسطح المكون من الشرائح مع اللياسة (الطينة) أو الكلسة التي ستنفذ فوقه)، ثم تغطى باللياسة الحمراء والكلسة العربية، أو بالكلسة العربية مباشرة.

ويعدّ هذا الفرق بين المكتف والبغدادي تطوراً سمح للبناء بتخفيف وزن البناء، وضمان الحصول على سطوح أكثر دقة في التنفيذ، والسرعة في إنجاز البناء.

وكما ذكر يمكن استخدام البغدادي في الجدران والأسقف الفنية، إلا أن الفرق بين أسقف البغدادي وجدرانه، هو عدم الحاجة إلى تنفيذ بنية حاملة في الأسقف، فجوائز السقف نفسها هي البنية الحاملة للخشب البغدادي، إضافة إلى أن الجدران تتطلب تنفيذ سطحين من الشرائح الخشبية، في حين أن السقف لا يتطلب سوى سطح واحد.

 

الأدوات:

يستخدم في بناء هذا النوع من الجدران والأسقف الأدوات التقليدية للبناء، (كالبلبل والزيبق وخيطان تحديد الخطوط المستقيمة) والأدوات التقليدية للنجار، وكذلك الأدوات التقليدية للمُلَيّس. إن الأدوات المستخدمة في البناء في سورية تندرج ضمن ثلاث مجموعات:

الأولى:  الأدوات التي تتعلق بالهيكل الخشبي حيث تستخدم المسامير والوصلات المعنية المعدة للربط والمنشار والمطرقة وغيرها.

الثانية: الأدوات اللازمة لتنفيذ الزريقة الطينية أو الكلسية للإكساء، مثل المالج لمد اللياسة، والرفش للخلط، والمسطرين للدق.

الثالثة: الأدوات اللازمة لتنفيذ الطبقة النهائية، وهي الكلسة العربية، مثل المسطرين لمدّ الكلسة، والإسفنجة لصقلها، والفرشاة للطلاء الكلسي.

ـ المهن: 

إن هذه الحرفة تحتاج إلى معلم أساسي يقوم بتوزيع الجوائز الرئيسية ويثبتها على الجدار الحامل، كما يقوم بتوزيع الجوائز الثانوية وذلك بمسافات تتناسب مع تصميم الغرف وفتحاتها، ويساعده مجموعة من الحرفيين والصناع، ولابد أن يكون خبيراً كي يتم التنفيذ على نحو جيد يضمن ديمومة كافية، فإنها تدوم فترة أطول في حال القيام بصيانة دورية وتجديد طبقات الإكساء.

ولا تحقق الجدران المبنية بالبغدادي عازلية صوت جيدة، وكذلك لا تعدّ عازليتها الحرارية عالية، وإنما ضمن الحدود المقبولة، لكن تعطي هذه التقنية مرونة ممتازة ومقاومة جيدة جداً ضد صدمات الزلازل والهزات الأرضية الناجمة عنها. وفي المناطق المعرضة لهذا النوع من الأخطار تعدّ مقاومة هذه الصدمات ذات أهمية أكبر من أهمية الخواص الحرارية والصوتية.

ويستخدم اليوم تعبير البغدادي أيضاً لكل أنواع التزيين البسيطة وسهلة التنفيذ من شرائح الخشب التي تنفذ بهدف التزيين، أو لغاية وظيفية كحجب الرؤية من الخارج للداخل، كما هي الحال في المشربيات، أو القواطع التي تنفذ على المشارق، خاصة التي يمكن أن يطل عليها شباك للجوار، وأيضاً القواطع التي تنفذ على السطح النهائي للبيوت للفصل بين ملكيات الجيران، وفي بعض البلدان ارتبط اسم البغدادي بالبيوت الخشبية المخصصة لتربية الحمام على السطح.

أحمد الدالي

 

مراجع للاستزادة:

- غزوان ياغي ، البيت المملوكي (منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق 2013م).

- العمارة التقليدية المتوسطية، دليل إعادة التأهيل (منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع الاتحاد الأوربي 2008م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1091
الكل : 40576299
اليوم : 106114