logo

logo

logo

logo

logo

أرواد في العصور الكلاسيكية

ارواد في عصور كلاسيكيه

Arwâd in Classical Antiquity - Ruwâd dans l'Antiquité Classique



أرواد في العصور الكلاسيكية

 

المرحلة الأولى

المرحلة الثانية

المرحلة الثالثة

أرواد في العصر الهلنستي والروماني

المعالم الأثرية من العصور الكلاسيكية

 

في عام 539 ق.م أصبحت أرواد تحت السيطرة الفارسية وفي هذه الفترة ازدهرت وازداد نفوذها وضُربت نقود فضية باسمها. زارها هيرودوت [ر] في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي عام 333 ق.م خضعت صلحاً للإسكندر المقدوني، وفي عام 301 ق.م تبعت للدولة السلوقية ثم للبطالمة في مصر.

في عام 64 ق.م أصبحت أرواد تحت الحكم الروماني، ويُعَرِّفها استرابون [ر] بقوله إنها صخرة تحيط بها الأمواج.

كانت أرواد منذ القرن التاسع عشر محط أنظار الباحثين والمهتمين بالبحث عن الآثار الفينيقية والكلاسيكية، وقد مرت الدراسات الأثرية والكشوفات والتحريات الميدانية في أرواد ومنطقتها بثلاث مراحل أساسية:

المرحلة الأولى: بدأت منذ منتصف القرن التاسع عشر واستمرت حتى منتصف القرن العشرين، تميزت هذه المرحلة بأعمال المسح الأثري والرفع الهندسي والوصف المعماري للأطلال المعمارية؛ التي تمت من قبل بعض الباحثين والمستكشفين ومن أهم هذه الأعمال:

 > أعمال المسح الأثري ودراسة المعالم الأثرية الظاهرة التي تمت من قبل الباحث الفرنسي إرنست رنان [ر] Ernest Renan، ضمن عمله في المسح الأثري العام للمواقع الفينيقية على طول الساحل السوري- اللبناني.

 > أعمال المسوحات الأثرية التي تمت من قبل رينيه دوسو [ر] René Dussaud في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، من خلال دراسته الطبوغرافية التاريخية لسورية في العصور القديمة والوسطى.

 > أعمال الوصف الأثري التي تمت من قبل ساڤينياك R. Savignac من خلال زيارته للمنطقة ووصفه لأرواد ومنطقتها.

 > أعمال الكولونيل الفرنسي بول جاكو Paul Jacquot من خلال كتابة دليل لمنطقة الساحل السوري ووصفه لمشاهداته الأثرية مع سرد لتاريخ المواقع والمدن.

المرحلة الثانية: بدأت منذ منتصف القرن العشرين حتى نهايته، وقد اهتمت على نحو خاص بالدراسة الجيولوجية وأعمال المسح الأثري تحت الما في محيط جزيرة أرواد ودراسة الموانئ والمرافئ والمراسي القديمة من أهمها:

 > أعمال الباحثة الفرنسية آنور فروست Honor Frost بتحرياتها الأثرية والجيولوجية على سطح الجزيرة وتحت الما ودراستها لأساليب الملاحة البحرية.

 > أعمال الباحث السوري العميد البحري حسين حجازي عن دراسة الموانئ والمرافئ والمراسي القديمة على طول الساحل السوري.

 > أعمال البعثة الأثرية السورية - اليابانية المشتركة في دراسة حطام سفينة غارقة بجوار الجزيرة.

 > ومن الأعمال المهمة التي تمت خلال هذه الفترة أعمال الباحث الفرنسي جان- بول ري كوكه Jean-Paul Rey-Coquais من خلال دراسته لأرواد والمنطقة المحيطة بها في الفترات اليونانية والرومانية والبيزنطية، وأعمال هنري سيريغ Henri Seyrig عن تاريخ أرواد من خلال المسكوكات والكتابات اليونانية واللاتينية.

المرحلة الثالثة: بدأت منذ بداية القرن الواحد والعشرين ومازالت مستمرة حتى الآن، وقد تميزت هذه المرحلة بدراسة تاريخ أرواد في العصور الكلاسيكية من خلال المسكوكات التي سكّت في أرواد، خاصة دراسة الباحثة الفرنسية فريديريك دويرا Frédérique Duyrat وأعمال الباحث الفرنسي جوليان أليكو Julien Aliquot من خلال المسح الأثري عن الكتابات اليونانية واللاتينية على طول الساحل السوري.

أجزا من السور القديم لجزيرة أرواد

أرواد في العصر الهلنستي والروماني:

بعد انتصار الإسكندر الكبير على الفرس بقيادة الملك دارا [ر] في معركة إيسوس [ر] Issus عام 333 ق.م، اتجه نحو فينيقيا لتحطيم الأسطول الفارسي المسيطر على بحر إيجه، عند وصوله نحو ماراثوس  Marathos (عمريت [ر]) استقبله استراتون  Straton نائب ملك أرواد والساحل المقابل متنازلاً له عن أرواد ومملكته. وفي ماراثوس كلف الإسكندر أحد قادته بارمينون الاستيلا َ على دمشق، فاستولى عليها من دون قتال.

في ماراثوس تسلم الإسكندر رسالة من دارا يعرض فيها عليه التحالف والصداقة ولكنه رفض هذا العرض، وأذاع إعلاناً سياسياً أورد فيه أسبابه لغزو الامبراطورية الفارسية.

وغادر الإسكندر ماراثوس باتجاه الجنوب حيث بلغه نبأ استسلام جبيل وترحيب سكان صيدا به، ثم تابع زحفه جنوباً، وفي الطريق استقبله وفد من سكان صور عرضوا عليه استسلام مدينتهم في غياب ملكهم المرافق للأسطول الفارسي، وعندما طلب الإسكندر السماح له بدخول المدينة ليقدم القرابين للإله ملقارت [ر] (إله فينيقي يعادل هرقل في الديانة الإغريقية) رفض الصوريون طلبه، ورداً على ذلك حاصر مدينتهم سبعة أشهر إلى أن استطاع في شهر تموز عام 332 ق.م الاستيلا عليها وجعلها مركزاً لحامية مقدونيا، وأبقى الإسكندر الملكية في صيدا وبذلك آلت إليها زعامة الساحل السوري، وبعد ذلك أصدر أوامره بتثبيت معظم ملوك الساحل السوري على عروشهم.

وفي هذه الفترة أدت أرواد - أرادوس دوراً مهماً في الامبراطورية المقدونية بعد أن أصبحت تسك نقوداً باسم الإسكندر تحمل صورة رأسه، إضافة إلى ماراثوس وبالانيا وسيمِيرا وغابالا، وظلت مشاغل أرواد حتى وفاة الإسكندر أحد المراكز الرئيسية لإنتاج التترادراخما باسمه ووفق أنماطه التي استخدمت لدفع أجور المحاربين في جيوشه وجيوش خلفائه بعد ازدياد إنتاجها بعد عام 324-323 ق.م.

يبقى تاريخ أرواد في النصف الأول من القرن الثالث ق.م غامضاً من خلال المصادر الأثرية والتاريخية ولكنها تعود إلى الظهور في وضع قوي نحو عام 250 ق.م.

عرفت أرواد كيف تحافظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية في فترة المنازعات والخلافات بين السلوقيين أنفسهم، ويبدو أنها ظلت وفية لأنطيوخوس [ر] الثاني، علماً أنها بقيت ضمن الإطار السلوقي بعد الحرب السورية الثانية 260-253 ق.م. فقد أدت دور الدولة الحاجزة مع الاحتلالات اللجيدية التي لحقت بأراضيها في الجنوب، وخلال حرب الأخوين 241-239؟ ق.م؛  إذ حصلت من سلوقس [ر] الثاني على مكانة وميزة تقديم اللجو لأعدا الملك، وبذلك تعهد الملك بعدم مضايقتهم ما داموا على أراضي هذه المدينة.

وفي عام 220 ق.م ارتبطت أرادوس باتفاقية نقدية مع مشاغل المناطق التابعة لها، فقد كانت سيميرا في شمالي فينيقيا الوحيدة التي تسك تترادراخما ملكية باسم سلوقس الثالث. ويبدو أن أرادوس وجاراتها من مدن الساحل المقابل لها كانت قد ساهمت في تحضيرات الحرب المخفقة ضد بطلميوس الثالث.

وفي عام 218 ق.م مر أنطيوخوس الثالث Antiochos III عبر ماراثوس في حملته لغزو اللجيديين في منطقة سورية المجوفة وفينيقيا وقد أفقدت هذه الحملة المنتصرة أرادوس والمناطق التابعة لها كجبهة ولكنها ظلت حليفاً عسكرياً هاماً لملوك سورية.

إن إنتاج أرواد من التترادراخما المقلدة للتترادراخما أفسس، يشير إلى مشاركتهما في المجهود الحربي الذي قام به أنطيوخوس الرابعAntiochos IV  من أجل غزو مصر في سنة 170-168 ق.م. كما أن وفا أرواد للسلوقيين خلال هذه الفترة قد أكسبها قوة واستقلالاً مبكراً، وذلك في النصف الثاني من القرن الثاني ق.م إذ سيطرت على المناطق التابعة لها وخاصة على ماراثوس.

ويبدو أن فينيقيا الشمالية لم تتأثر بالصراعات بين السلوقيين، فخلال الحرب بين أنطيوخوس الثامن غريبوس Antiochos VIII Grypos وأنطيوخوس التاسع السيزيسيني Antiochos IX Cyzicène  ت (114 - 100 ق.م) كانت المشاغل النقدية في أنطاكيا [ر] وطرسوس وطرابلس وصيدا وعسقلان ودمشق تسك النقود بحسب الملك المسيطر عليها. في حين بقيت أرادوس بعيدة عن هذا الوضع، واستمرت في إصداراتها النقدية ذات الأنماط الشخصية، ولم تصدر نقوداً ملكية، وساهمت بإنشا قاعدة نقدية خفيفة تحد من إمكانية الانتشار الدولي لنقودها الفضية.

خلال النصف الثاني من القرن الأول ق.م تميزت أرواد بغياب المنافسة في المناطق المجاورة لها، وتميزت في بداية سيطرة الامبراطورية الرومانية على سورية عام 64 ق.م بإصداراتها النقدية البرونزية، بعد ذلك أخذت  مكانة أرادوس وقوتها تضعف لتأخذ مكانها مدينة أنترادوس - Antarados (طرطوس) وتصبح محطة تجارية مهمة على الساحل الفينيقي الشمالي.

المعالم الأثرية من العصور الكلاسيكية:

مازالت أرواد تحتفظ ببعض العناصر المعمارية الأثرية التي تعود إلى فترات فينيقية أو كلاسيكية، على الرغم من توضع البيوت الحديثة على أغلب سطح الجزيرة ومن أهمها: المينا ان الشمالي والجنوبي ويقعان في الجهة الشمالية الشرقية من الجزيرة، ويأخذان شكل نصف دائرة تقريباً، وينفتحان مباشرة باتجاه البحر، ويفصلهما عن بعضهما لسين من الحجارة  الضخمة تتوضع بينها بعض الأعمدة الغرانيتية وبقايا أرصفة مبنية من الحجارة الضخمة المنحوتة خاصة ضمن المينا الشمالي. وتشير الدلائل الأثرية إلى أن المينا َين قد استخدما في العصر الفينيقي والعصر الكلاسيكي، ومن المعروف أن تجار أرواد وبَحَّارتِها جابوا رحاب حوض البحر المتوسط أيام الفينيقيين وفي العصر الهلنستي.

ومن المعالم الأثرية الباقية أجزا من السور القديم الذي بُنيَ لحماية الجزيرة من العواصف وأمواج البحر العاتية ولصد هجمات الأعدا ، ومازال جز منه محفوظاً جيداً ولاسيما في الجهة الشمالية الغربية من الجزيرة حيث بُنيَ  بحجارة رملية منحوتة كبيرة الحجم محفوظة على أربعة مداميك قائمة على أساس من الحجارة صغيرة الحجم، بارتفاع نحو 8م وبعرض 5-6م، أما في الجهة الشمالية والجنوبية فقد بُنيَ السور على طرف الما مباشرة بحجارة تراوح أبعادها بين 3-4م، وهي أكبر حجماً من حجارة السور في الجهة الشمالية الغربية وتختلف أيضاً في تقنية بنائها إذ تأخذ شكل حرف U وتقنية البنا هذه من مميزات العصر الهلنستي.

ومن الملاحظ أن السور قد بُنيَ خلال عدة فترات زمنية تبدأ من العصر الفينيقي، مع إضافات وتدعيم وترميم خلال العصر الهلينستي والروماني حتى العصور الوسطى، إضافة إلى وجود بعض الكتابات اليونانية واللاتينية المحفوظة في متحف أرواد (القلعة المركزية) التي درس بعضها هنري سيريغ ثم جوليان أليكو.

لم يتم الكشف في أرواد حتى اليوم عن مدافن تعود إلى العصر الفينيقي أو الكلاسيكي، ومن المعروف أن مدافن العصر الكلاسيكي كانت خارج أسوار المدينة، ولضيق مساحة الجزيرة كان من الصعب إقامة مدافن داخلها، ولهذا كان لابد من البحث عن مدافن الأرواديين خلال العصور الكلاسيكية خارج الجزيرة، إذ تشير أعمال التنقيب الأثري التي قام بها نسيب صليبي في النصف الثاني من القرن العشرين في مدافن عازار الواقعة جنوبي مدينة طرطوس على شاطئ البحر مباشرة مقابل الجزيرة؛ إلى أنها منطقة مدافن كبيرة تحوي مدافن جماعية وقبوراً فردية مبنية بالحجر الرملي مقطوعة جيداً أو منحوتة بالصخر تعود إلى العصر الفينيقي المتأخر، والعصر الهلنستي والروماني، وبعض الآثار تعود إلى العصر البيزنطي، وأن هذه المقبرة الضخمة تعود غالباً إلى سكان جزيرة أرواد في هذه العصور.

لقد كانت أرواد إحدى المدن الكلاسيكية المهمة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، وقد جعلها موقعها الجغرافي المهم مدينة استثنائية استفادت من المستوى النوعي لمرفئها خاصة منذ فترة الإسكندر الكبير الذي منحها إمكانية أن تصبح واحدة من أكبر المشاغل النقدية في المنطقة.

 

مسعود بدوي

 

 

التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : مواقع وأحياء
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 354
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 522
الكل : 31746248
اليوم : 21709