logo

logo

logo

logo

logo

القلويات

قلويات

Alkalis - Alcalis

القلويات

 

القلويات alkalies أو alkalis مواد معروفة منذ القدم، وقد اُشتق اسمها من كلمة «القلي» al-quili وهو رماد نبات بري غني بكربونات الصوديوم وكربونات البوتاسيوم. وعُرف اسم محلول هذا الرماد لدى المصريين واليونان باسم النطرون. واللافت أن هذه المواد غير العضوية استحصلت من أصل نباتي وليس من فلزات. وتتميز القلويات بخواص مشتركة فيما بينها حيث ملمس محاليلها صابوني، وهي تغيِّر لون بعض المشعرات مثل عباد الشمس الذي يتحول لونه إلى الأزرق. وهي ذات طعم مر مثل الصابون، كما يطلق اسم قلوي على كل مادة ذات صفات أساسية [ر. الأسس].

تشمل الفصيلة الأولى (الفصيلة IA) في الجدول الدوري عناصر الهدروجين والليثيوم والصوديوم والبوتاسيوم والروبيديوم والسيزيوم والفرنسيوم. الهدروجين[ر] في أعلى الفصيلة وهو لا معدن، أما باقي العناصر فيطلق عليها اسم المعادن القلوية alkali metals. والهدروجين لا يشبه باقي عناصر الفصيلة إلا ببنيته الإلكترونية 1s1، ولكن خواصه الكيماوية لا تشبه تلك المتعلقة بالمعادن القلوية.

المعادن القلوية هي اللثيوم Li والصوديوم Na والبوتاسيوم K والربيديوم Rb والسيزيوم Cs والفرنسيوم Fr، وتحوي ذراتها في طبقتها الإلكترونية الخارجية إلكتروناً واحداً s في حين تكون الطبقة التالية مماثلة للطبقة الإلكترونية الخارجية للغاز الخامل الذي يسبق المعدن في الترتيب الدوري. لذا تتصف هذه المعادن جميعها بتكافؤ وحيد قيمته (+1). وهي تفقد بسهولة إلكترونها الخارجي لبعده عن النواة، كما أنها لاتميل إلى الاتحاد بإلكترونات إضافية، مما يجعلها معادن نموذجية تتميز بخواص معدنية نموذجية. تزداد هذه الخواص شدة بدءاً من الليثيوم حتى الفرنسيوم، أي بازدياد نصف القطر الذري.

والبنى الإلكترونية لهذه العناصر:

          x37Rb: (Kr)5s1                   3li: (He)2s1         

x55Cs: (Xe)6s1               11Na: (Ne )3s

x87Fr: (Rn)7s1                 19K: (Ar )4s

اُكتشفت المعادن القلوية في وقت متأخر نسبياً، ويعود الفضل إلى الكيميائي الألماني روبرت بُنْزن.Bunsen وأ.ماتّسين A.Matthiessen في فصل معدن الليثيوم بكميات تكفي لدراسة خواصه وذلك في عام 1855.

أما الصوديوم والبوتاسيوم فقد فصلهما الكيميائي الإنكليزي همفري ديفي H.Davy وذلك عام 1807، وقد اكتشف بُنزِن السيزيوم عام 1860 والروبيديوم عام 1861 وذلك بدراسة طيفيهما. أما الفرنسيوم Fr فقد تأخر اكتشافه لأنه عنصر مشع وأطول النظائر عمراً هو x222Fr له عمر نصف قدره 21دقيقة. وقد اكتشفته عام 1839 الفرنسية مرغريت بيري M.Perey بمعهد كوري في باريز. والجدير بالذكر أنها لم تصطنعه في المختبر مثل باقي العناصر المشعة، بل درسته في فلز طبيعي للأكتينيوم، علماً أن الأكتينيوم نادر جداً، ولهذا يفضل اصطناعه حينما تُراد دراسة خواصه أو خواص العناصر الناتجة من تفككه شعاعياً. وقد وجدت بيري أن حقن الفئران بالفرنسيوم أدى إلى إصابة أعضائها الإفراغية excretory، الكلية والكبد والغدد اللعابية، بالسرطان وقد وجد أن النشاط الإشعاعي للفرنسيوم في الأجزاء المصابة أشد منه في النسيج العضلي السليم.

وجودها في الطبيعة واستحصالها

الفرنسيوم معدن مشع لا يوجد في الطبيعة إلا في مركبات المعادن المشعة الطبيعية، أما باقي المعادن القلوية فلا تصادف حرة في الطبيعة لفرط نشاطها الكيمياوي، وإنما توجد بشكل مركباتها الهالوجينية خاصة.

الصوديوم والبوتاسيوم أكثرها انتشاراً في القشرة الأرضية، إذ تبلغ نسبتهما الوزنية المئوية فيها 2.6 للصوديوم و2.4 للبوتاسيوم، فالصوديوم يأتي بالمرتبة السابعة بسعة انتشاره والبوتاسيوم يأتي في الدرجة الثامنة. وأهم مركبات الصوديوم في الطبيعة كلوريد الصوديوم NaCl في مياه البحار وفي الآبار المالحة، كما توجد المعادن القلوية في الألومينوسيليكات التي تحوي الشوارد القلوية متحدة مع Si وO وAl على شكل مركبات غير ذوابة معقدة التركيب. وتوجد في الطبيعة طبقات باطنية وسطحية كبيرة من الأملاح التي توضَّعت في أثناء جفاف البحار القديمة. وتستخدم على نطاق واسع مصدراً للمعادن القلوية وأملاحها. تصادف هذه الطبقات في سورية في المناطق الشمالية الشرقية على أعماق تراوح بين 100و600م وتصادف أحياناً بشكل بحيرات ملحية (البوارة والجبّول وتدمر وجيرود).

الصوديوم والبوتاسيوم من العناصر الأساسية اللازمة للأنسجة النباتية والحيوانية، وشاردة الصوديوم +Na هي الشاردة الرئيسة في السوائل الموجودة خارج الخلايا، وشاردة البوتاسيوم +K هي الشاردة الرئيسة داخل الخلايا. تقوم هاتان الشاردتان بأدوار فيزيولوجية مهمة كالمساعدة على حفظ الماء، كما أن لكل منهما دوراً خاصاً به، فشاردة الصوديوم، على سبيل المثال، تخفف من نشاط أنزيمات العضلات وهي ضرورية أيضاً لتقلصها. أما شاردة البوتاسيوم +K فتؤدي دورها الأهم في النبات، ولهذا فإن 90% من قلوية رماد النباتات تعود إلى البوتاسيوم. وللنبات المقدرة على امتصاص شوارد البوتاسيوم من الأرض انتقائياً على الرغم من وجود شوارد الصوديوم أحياناً بنسبة تبلغ أضعاف نسبة البوتاسيوم؛ ولذلك تعد أملاح البوتاسيوم أحد الأسمدة الرئيسية للنبات. ومن فلزات الصوديوم المهمة النترات (نترات شيلي) والكبريتات.

ويوجد البوتاسيوم بشكل كلوريد البوتاسيوم متبلوراً مع كلوريد الصوديوم. أما الليثيوم والروبيديوم والسيزيوم فهي ضعيفة الانتشار، وتبلغ النسبة المئوية الوزنية في القشرة الأرضية لليثيوم 4×10-5 وللروبيديوم 10-6 وللسيزيوم 10-7. فالروبيديوم والسيزيوم يوجدان بشكل شوائب فقط في فلزات المعادن القلوية الأخرى، في حين يكون لليثيوم بعض الفلزات الطبيعية.

تستحصل المعادن القلوية بالحالة الحرة بتحليل كلوريداتها وهدروكسيداتها (ماءاتها) المصهورة تحليلاً كهربائياً. وبين المعادن القلوية جميعها يصادف الصوديوم والسيزيوم فقط في الطبيعة بشكل «عنصر نقي» أي لا يتشكل كل منهما سوى من نظير واحد (x23Na في حالة الصوديوم وx133Cs في حالة السيزيوم). فالليثيوم الطبيعي مزيج من النظيرين المستقرين x6Li وx7Li. والبوتاسيوم مزيج من ثلاثة نظائر x39K وx40K وx41K أحدها مشع هو x40K الذي يعطي نتيجة تفككه الإشعاعي الأرغون 40. ويستفاد من هذه الخاصة لتعيين عمر الفلزات بالطريقة البوتاسية الأرغونية المطبقة في علم الجيولوجيا. كما يكون الروبيديوم مزيجاً من النظيرين x85Rb  وx87Rb. وهذا الأخير مشع ينتج من تفككه الإشعاعي السترونسيوم 87. ويستفاد أيضاً من ذلك لتعيين العمر الجيولوجي لبعض الفلزات.

 

Li

Na

K

Rb

Cs

العدد الذري

3

11

19

37

55

الكتلة الحجمية, غ/سم3

0.534

0.966

0.86

1.52

1.87

القساوة (الماس=10)

0.6

0.4

0.5

0.3

0.2

الناقلية الكهربائية (الزئبق=1)

11

21

14

8

5

درجة حرارة الانصهار, س ْ

180.5

97.8

63.7

38.98

28.59

درجة حرارة الغليان, س ْ

1326

883

756

688

690

نصف القطر الذري, أنغستروم

1.56

1.86

2.27

2.48

2.65

نصف قطر الشاردة, أنغستروم

0.60

0.98

1.33

1.49

1.65

طاقة التشرد الأول (كيلو جول/مول)

520.1

495.7

418.7

402.9

375.6

الكمون النظامي (فولط)

-3.02

-2.71

-2.92

-2.99

-3.02

الجدول (1) بعض الخواص الفيزيائية للمعادن القلوية

تتصف المعادن القلوية في حالتها الحرة بمعزل عن الهواء ببريق أبيض فضي باستثناء السيزيوم الذي يتميز بلون أصفر ذهبي. ولوجود إلكترون تكافؤ وحيد في ذرة المعدن القلوي تكون طاقات الارتباط بين الذرات في الشبكة المعدنية ضعيفة نسبياً؛ وبالتالي فإن هذه المعادن لينة جداً تقطع بالسكين (للسيزيوم ليونة الشمع)، وهي تمتاز بجودة ناقليتها للكهرباء. ويبيّن الجدول (1) بعض الثوابت الفيزيائية المهمة لهذه المعادن.

يلاحظ في هذا الجدول الفرق الكبير بين قيمتي نصف القطر الذري والشاردي للعنصر الواحد. ويعلل ذلك بأن البنية الإلكترونية لذرة معدن قلوي تتشكل من البنية الإلكترونية لذرة غاز خامل (يسبق المعدن القلوي مباشرة في الجدول الدوري) بإضافة إلكترون يشغل الوضع S في طبقة رئيسية جديدة تالية يزداد بها نصف قطر الذرة فجائياً، مما يفسر كبر نصف قطر ذرة المعدن القلوي من جهة، وسهولة تخلي هذه الذرة عن إلكترونها الخارجي من جهة أخرى.

ونتيجة انفصال هذا الإلكترون ينقص نصف القطر فجائياً لزوال طبقة إلكترونية رئيسية خارجية بكاملها.

وهكذا فإن تناقص طاقة التشرّد الأول (فقدان إلكترون واحد) من الليثيوم حتى السيزيوم يعلل بازدياد نصف القطر الذري مما يؤدي إلى تناقص الطاقة اللازمة لإبعاد الإلكترون الخارجي. وللسبب نفسه تتناقص في الاتجاه المذكور درجتا حرارة الانصهار والغليان إذ ينشأ من ازدياد نصف القطر الذري تناقص قوة ترابط ذرات المعدن بعضها مع بعض وبالتالي تزداد سهولة انصهاره وتصعده بصورة عامة. غير أنه يجب أن يلاحظ أن قوة الترابط بين الذرات لاتتعلق بنصف القطر الذري فحسب بل ببنية المادة كنوع الشبكة البلورية مثلاً.

ويلاحظ في الجدول كذلك انخفاض الكتلة الحجمية للمعادن القلوية. ويعزى ذلك إلى كبر أنصاف أقطار ذراتها أيضاً. وتزداد الكتلة الحجمية بازدياد العدد الذري، غير أن الكتلة الحجمية للبوتاسيوم أصغر منها للصوديوم. ويعلَّل هذا الشذوذ الظاهري بعدم انتظام تغير قيم أنصاف الأقطار الذرية بدلالة تغير الأعداد الذرية.

للمعادن القلوية ومركباتها أهمية عملية كبيرة، خاصة الصوديوم والبوتاسيوم ومركباتهما التي تستعمل بصورة واسعة في جميع ميادين الصناعات الكيمياوية (الأسمدة، الصابون، الزجاج، التحضيرات الكيمياوية...إلخ)، ويستعمل الصوديوم السائل للنقل الحراري في محطات الطاقة النووية، ويستعمل مرجعاً لاستحصال بعض العناصر، التيتانيوم مثلاً وفي صنع السبائك وفي البطاريات. ويستعمل البوتاسيوم في اصطناع أكسيد البوتاسيوم KO2 من أجل الحصول على الأكسجين. وتستعمل مركبات الليثيوم في صناعة الزجاج وفي البطاريات الصغيرة طويلة العمر التي تستعمل في الساعات الرقمية والآلات الحاسبة والحواسب وبعض شحوم الآلات، وتستخدم كربونات الليثيوم في الطب، كما يشكل الليثيوم مع بعض المعادن الأخرى خلائط تمتاز بخواص ميكانيكية جيدة خاصة مع الرصاص والألمنيوم. أما الروبيديوم والسيزيوم فيستعملان خاصة في صناعة الخلايا الضوئية لسهولة تخلي ذراتهما عن إلكتروناتها الخارجية تحت تأثير إشعاع ضوئي.

الصفات الكيمياوية العامة

تتصف المعادن القلوية بنشاط كيمياوي كبير. فهي أشد المعادن كهرجابية، وتزداد هذه الكهرجابية من الليثيوم حتى السيزيوم فالفرنسيوم غالباً. ويعلل ذلك، بازدياد نصف القطر الذري وبالتالي بازدياد سهولة تخلي ذرة المعدن القلوي عن إلكترونها الخارجي. فهي تحلل الماء متفاعلة حسب المعادلة:

حيث M معدن قلوي، ولا يشتعل الهدروجين المنطلق تلقائياً في حالة الليثيوم، في حين يحدث التفاعل بانفجار في حالة الروبيديوم والسيزيوم. فالمعادن القلوية من أقوى المعادن المرجعة.

وبصورة مماثلة لتفاعلها مع الماء، ولكن بدرجة أضعف، يجري التفاعل مع الكحولات بانطلاق الهدروجين وتشكل كحولات المعدن القلوي وفق المعادلة:

ويكتسي الصوديوم والبوتاسيوم بالتماس مع الهواء بطبقة رخوة من نواتج الأكسدة. لذا يحفظ هذان المعدنان بغمرهما في الكيروسين (زيت الكاز). ويتفاعل الليثيوم بدرجة أقل. أما الروبيديوم والسيزيوم، فيشتعلان تلقائياً في الهواء في الدرجة العادية من الحرارة.

وتحترق المعادن القلوية في جو من الكلور الرطب. كما أن السيزيوم والروبيديوم والبوتاسيوم تتفاعل مع البروم السائل مع حدوث انفجار، في حين يكون هذا التفاعل سطحياً في حالة الصوديوم والليثيوم في الدرجة العادية من الحرارة ولاينشط إلا بالتسخين. وينتج من التفاعل الهاليدات MX.

تتفاعل المعادن القلوية مع مسحوق الكبريت بانفجار مكونة الكباريت M2S، كما تتفاعل مع الهدروجين مكونة الهدريدات MH التي تتصف بصفات الأملاح النموذجية، حيث يكون الهدروجين بشكل شاردة سالبة -H.

أما مع الآزوت والكربون فلايتفاعل في الشروط العادية مباشرة إلا الليثيوم إذ يكون النتريد Li3N في الدرجة العادية من الحرارة والكربيد Li2C2 بالتسخين. غير أن الآزوت المهيج بطريقة الانفراغ الكهربائي الهادئ يتحد مع المعادن القلوية الأخرى. وتتفكك الهدرات والكربيدات والنتريدات هذه بالماء والحموض الممدة فتتشكل هدروكسيدات أو ملح المعدن وينطلق هدروجين أو فحم هدروجيني أو نشادر وفق المعادلات:

وتتصف مركبات المعادن القلوية ببنية شاردية يكون فيها المعدن القلوي شاردةً موجبة ذات تكافؤ وحيد هو +1. غير أن المعادن القلوية يجب أن تشكل أيضاً ـ حسب نظرية هيتلر Heitler ولندن ـ مركبات تكون فيها الرابطة مشتركة بتكافؤ يساوي +1 أيضاً وإن كانت أقل ثباتاً. وقد أثبتت التجربة في الواقع أن أبخرة المعادن القلوية في درجة أعلى بقليل من درجة الغليان تحوي إلى جانب الذرات الوحيدة ذرات ثنائية أو جزيئات ثنائية الذرة. وتعد الرابطة في المركبات الالكيلية للمعادن القلوية كالمركب NaCH3 رابطة مشتركة.

تنحل المعادن القلوية في النشادر السائل مكونة محاليل غروية زرقاء. ولم تعزل من هذه المحاليل مركبات ذات تركيب معين. وتكون محاليل المعادن قلوية في النشادر السائل مرجعة قوية وتستعمل لإجراء بعض التفاعلات في الكيمياء العضوية.

ولاتشكل المعادن القلوية عند احتراقها في الأكسجين الأكاسيد البسيطة، وإنما فوق الأكاسيد الموافقة، ما عدا الليثيوم، وفيما يأتي صيغ نواتج الأكسدة وألوانها:

Li2O (أبيض)

Na2O2 (أبيض)

KO2 (أصفر)

RbO2 (أصفر)

CsO2 (أصفر)

أهم فوق الأكاسيد من الوجهة العملية فوق أوكسيد الصوديوم Na2O2 وهو يستعمل في التحليل الكيمياوي بمزجه مع كربونات الصوديوم لأكسدة الكباريت، وفي المختبر لتحضير الأكسجين (يعرف لذلك بالحجر الأكسجيني)، وفي صناعة المواد المنظفة؛ كما يستعمل كذلك في تخليص الهواء المحصور من غاز الكربون وتوليد الأكسجين وفقاً للتفاعل:

ولايحصل على الأكاسيد البسيطة إلا بصورة غير مباشرة، وذلك بتفاعل فوق الأكسيد مع المعادن. وهي جميعها مواد صلبة في الدرجة العادية من الحرارة، يتغير لونها من الأبيض فالأصفر فالبرتقالي كما يأتي:

Li2O (أبيض)

Na2O (أبيض)

K2O (إبيض)

Rb2O (أصفر)

Cs2O (برتقالي)

أما هدروكسيدات المعادن القلوية فهي بلورات عديمة اللون جاذبة للماء، سهلة الانصهار والتبخر من دون تفكك، ماعدا هدروكسيد الليثيوم الذي يتحول بالتسخين إلى الأكسيد Li2O. وهي تتفاعل في الحالة المصهورة مع الزجاج والخزف والبلاتين؛ لذا تصهر في الأوعية المصنوعة من الفضة أو النيكل أو الحديد.

يحصل على الهدروكسيدات في الصناعة إما بالتحليل الكهربائي لمحلول ملح المعدن القلوي الموافق، وإما بتفاعل محلول كربونات المعدن القلوي مع الكلس المطفأ (ماءات الكلسيوم)، وإما بتفاعل المعدن مع الماء مباشرة. وأكثر هذه الماءات استعمالاً في الصناعة الصود الكاوي NaOH والبوتاس الكاوي KOH.

شوارد المعادن القلوية لا لون لها، كما أن جميع أملاحها تقريباً سهلة الانحلال في الماء. وتتبلور أملاح البوتاسيوم والروبيديوم والسيزيوم من دون ماء تبلور عادة بخلاف أملاح الليثيوم، في حين تشغل أملاح الصوديوم وضعاً وسطياً. وتكون محاليل الأملاح الموافقة للحموض الضعيفة ذات تفاعل قلوي بسبب الحلمهة (التحلل بالماء).

أملاح المعادن القلوية المهمة

أهم هذه الأملاح الهاليدات وصيغتها العامة MX. وهي بلورات لا لون لها جيدة الانحلال في الماء باستثناءLiF وNaF جزئياً. أهمها من الوجهة العملية كلوريد الصوديوم الذي يستعمل في الصناعة إضافة إلى كونه ملحاً للطعام، ومصادره مناجم الملح الصخري والبحار والبحيرات المالحة. ويكون غالباً مشوباً بأملاح الكلسيوم والمغنزيوم التي تجذب الرطوبة، أما كلوريد الصوديوم النقي فيبقى جافاً في الهواء. ويتميز كلوريد البوتاسيوم بأهمية خاصة في صناعة الأسمدة البوتاسية. وهو يوجد في الطبيعة مشكلاً مع كلوريد المغنزيوم الفلز المعروف بالكارناليت MgCl2.KCl.

نترات المعادن القلوية بلورات سهلة الانصهار نسبياً وتنحل جيداً في الماء أهمها NaNO3 وKNO3. ويستخدم هذان الملحان بصورة رئيسية في صناعة الأسمدة. كما تستعمل نترات البوتاسيوم أيضاً في صناعة البارود (لاتستعمل نترات الصوديوم لكونها جاذبة للرطوبة).

أما الكربونات فمنها الحمضية ومنها المعتدلة. وتتشكل الكربونات الحمضية لجميع المعادن القلوية باستثناء الليثيوم، وهي بشكل مسحوق لايحوي ماء تبلور، وتتفكك بالتسخين متحولة إلى كربونات معتدلة مطلقة CO2. وتنحل الكربونات الحمضية جيداً في الماء ماعدا NaHCO3، وتلقى هذه الكربونات الأخيرة استخداماً عملياً في صناعة الأغذية والمعجنات وفي الطب.

وتكون الكربونات المعتدلة جيدة الانحلال في الماء أيضاً باستثناء Li2CO3.

لكربونات الصوديوم أهمية صناعية كبيرة. وتصادف في التجارة بشكل ملح مميه Na2CO3.10H2O وهي صودا الغسيل أو غير مميه (الصودا المكلسة).

وللمعادن القلوية كبريتات حمضية وكبريتات معتدلة. وهي جميعها تنحل جيداً في الماء. أهمها في الصناعة Na2SO4 وK2SO4. وتلقى كبريتات الصوديوم استعمالاً في الطب أيضاً.

موفق شخاشيرو

الموضوعات ذات الصلة:

 

التحليل الكهربائي ـ السبيكة ـ القلويات الترابية.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ هيام بيرقدار، الكيمياء اللاعضوية، الجزء الثاني لطلاب شهادة الكيمياء اللاعضوية (مطبعة محمد هاشم الكتبي، 1971).

- H.V.BORGSTEDT and C.K.Matthews, Applied Chemistry of Alkali Metals (Ple­num, NewYork 1987).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 554
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 39685977
اليوم : 43809

أونغاريتي (جوسيبي-)

أونغاريتي (جوسيبي ـ) (1888ـ1970)   جوسيبي أونغاريتي Giuseppe Ungaretti شاعر إيطالي ينحدر من أسرة توسكانية مهاجرة، فقد ولد في الاسكندرية بمصر وتوفي في ميلانو بإيطالية. يُعدّ من كبار شعراء إيطالية في القرن العشرين. كان صحفياً وناثراً، كما كان رجل ثقافة وأدب وتأمل، إلى جانب كونه رجل مقاهٍ وحوارات وأسفار. وكان مواطناً عالمياً: فهو مصري المولد، فرنسي الثقافة والفكر، إيطالي الأصل، جذوره ضاربة في أرض أجداده ومرتبطة بعاداتها وتقاليدها ارتباطاً لاتُفصم عُراه. استقر في باريس منذ عام 1910، وتابع في الكولّيج دي فرانس College de France محاضرات الناقد الأدبي الفرنسي غوستاف لانصون Gustave Lanson، ومحاضرات جوزيف بدييه[ر] Joseph Bedier أستاذ أدب العصر الوسيط، كما واظب على حضور محاضرات الفيلسوف الفرنسي هنري برْغُسن[ر] Henri Bergson. وقد تردّد أونغاريتّي مدَّة إقامته في باريس على أكثر الأوساط الثقافية والفكرية والفنية الطليعية نشاطاً آنذاك. كما اطلع على أعمال ثُلَّةٍ من الشعراء الفرنسيين الذين أثّروا تأثيراً بالغاً في مسيرته الشعرية، أمثال شارل بودلير [ر] Charles Baudelaire، وستيفان مالاّرميه[ر] Stéphane Mallarmé، وأرتور رامبو[ر] Arthur Rimbaud، وجول لافورغ[ر] Jules Laforgue وكثير غيرهم كانوا مايزالون مجهولين في إيطالية. كما التقى أونغاريّتي في باريس شاعراً إيطالياً مولوداً في الاسكندرية وهو فيليبو تومّاسو مارينيتّي Filippo Tommaso Marinetti الذي برزت في شعره النزعة «المستقبلية» Futurisme ومؤداها: الثورة على الماضي بكل أساليبه الفنية، ومحاولة ابتكار موضوعات وأساليب فنية وأدبية تتمشى مع عصر الآلة. وبعد أن ترك أونغاريتّي باريس واستقر نهائياً في رومة، احتفظ بصداقة وثيقة العرى مع كل من الأديبيَن الفرنسيَين جان بولهان Jean Paulhan ، وبنيامين كريميو Benjamin Crémieux. تأثّر أونغاريتّي تحديداً بالشاعر الفرنسي مالاّرميه، فنظم شعراً على منواله فاشتهُر أمره، واندرج اسمه في الرباعي الإيطالي الكبير إلى جانب الشعراء أومبرتو سابا[ر] Umberto Saba ومونتالي وكوازيمودو. وقد بشّر هذا الرباعي، الذي ظهر في مرحلة مابين الحربين العالميتين، بنهضة شعرية في إيطالية. نفخ أونغاريتّي في بواكير إنتاجه روحاً جديدة في الشعر الإيطالي، وانطلق صوته غريباً عن قضايا الشعر الإيطالي السائد آنذاك، وتجاوز جميع محاولات ردود الفعل ضد المدرسة الدانّونزية المسيطرة التي أسسها وتزعمها الإيطالي غابرييله دانّونزيو[ر] Gabriele D'annunzio. كما خالف نهج الشاعر جوفانّي باسكولي[ر] Giovanni Pascoli، وبلور أسلوباً شعرياً جديداً في مبناه وفي معناه يمكن تلمس صداه فيما بعد عند الشاعر الفرنسي رنيه شار[ر] Rene Char. نظم أونغاريتّي ستة دوواين شعرية جمعها في خمسة مجلدات وهي على التوالي: 1ـ «غبطة الغرقى«L'Allegria dei naufragi  نظمه بين عامي 1914 و1916 ويحتوي بين دفتيه على ديوان صغير بعنوان «المرفأ الغائر» Il porto sepolto. وصف أونغاريتّي في ديوانه هذا أهوال الحرب ومآسيها، وعبّر فيه عن فرحة البقاء بعد انتهائها. ويُلمس في هذا الديوان شفافية التشاؤم البطولي الذي يطبع بطابعه مجموعة قصائد الديوان. 2ـ «الشعور بالزمن» Sentimento del tempo: نظم قصائده في الأعوام 1919-1937. عبّر فيه عن ضيقه بالعيش وتبرّمه به، واستحواذ فكرة الموت وهاجسه على نفسه، فبحث عن وطن حقيقي ضائع ومختبئ في ليل الزمان السحيق. كما بحث عن «البراءة الأولى». وتُظهر هذه الأحاسيس كلّها أن جرح النفي والاغتراب الذي كان يشعر به على الدوام لم يندمل بعد عنده. وقد زاد من حدة اغترابه عن وطنه آنذاك معارضته للفاشية وأفكارها، فشدّ الرحال من جديد وسافر إلى البرازيل ليدرّس فيها الأدب الإيطالي الحديث من عام 1937 حتى عام 1942. وقد بحث أونغاريتّي في ديوانه هذا عن أسلوب أكثر إتقاناً، وعن شكل شعري أكثر اتباعية. 3ـ «الألم» Il Dolore: نظم قصائده في الأعوام 1937-1946. في المدة التي درّس فيها أونغاريتّي في سان باولو وقعت أحداث جسام تركت بصماتها المأساوية على قصائد هذا الديوان. فقد توفي ولده في عام 1937 وكان له من العمر تسع سنوات، وأدمى قلبه احتلال النازيين رومة فصبّ أحزانه في قصائد فيها نُواحٌ يمزق القلوب.  4ـ «الأرض الموعودة» Terra Promessa:نظم  قصائده في الأعوام 1947-1950. شعر أونغاريتّي طوال حياته بأنه منفي؛ منفيٌّ في الأرض، هائم على وجهه، دائم التنقل والترحال، يحث السير أبداً نحو آفاقٍ جديدة. فقد وُلد في مصر التي تعجّ بشتى الأساطير، وبالسحر الذي يفتن الغرب. وقد بقي طوال حياته داعياً لهذه الازدواجية التي تجري في عروقه بين أصله الإيطالي ومولده المصري، ممزقاً بينهما؛ فبين بَهْرِه وهَلَعِه من الصحراء وتعلُّقه بسحر السراب وبحثه الدائم عن الواحات وترصده إياها، يتنازعه حنينه الذي ورَّثته إياه أمّه إلى أرض توسكانة Toscana. وقد اندمج هذان العالمان المتناقضان في ذهنه وروحه، فأبدع من وحيه ديوانه «الأرض الموعودة». وقد عبّر عن نفيه واغترابه في قصيدته القصيرة التي أهداها إلى صديقه العربي محمد شهاب، قرينه في الاغتراب وتوأم روحه. بحث أونغاريتّي بدأب وإصرار عن تلك الأرض السراب التي كلّما ظن أنه وجدها تلاشت من تحت قدميه واختفت. وقد عبّر عن ذروة اغترابه في قصيدته «الأنهار» التي يتحدث فيها عن نهر سيركيو Serchio الإيطالي، والنيل المصري، والسين Seine الفرنسي. ثلاثة أنهار تحمل في جريانها ثلاثة منابع ثقافية، كان قلب أونغاريتّي يخفق بها ويرتوي منها. لقد وصل أونغاريتّي في ديوانَيه «الألم» و«الأرض الموعودة» إلى حدّ الإبهام والغموض وإلى مرحلة «الشعر الصرف».  5 ـ «صراخٌ ومناظر» وهو آخر دواوينه، نظم أشعاره في الأعوام 1950- 1954. تضم هذه الدواوين الخمسة قصائد عروضها أحد عشر مقطعاً. ولأونغاريتّي كتابات نثرية. فقد كتب مجلدات كثيرة عن ذكرياته، وكتب مقالات ودراسات شرح فيها تجربته في الهرب من «قلق العصر» عن طريق الصفاء التقني في النظم الشعري، واللوذ بالأحلام، والتلاشي في الأحاسيس. وهذه كلّها منابع للخلاص الإنساني يمكن أن يبلغ الشعر فيها شأواً بعيداً لايخلو من غموض وانسجام. كما كتب أونغاريتّي دراسات في التصوير والمصورين ولاسيما كتاباته عن المصور والرسام والنحات الفرنسي جان فوترييه[ر] Jean Fautrier. وله كتابان: «الفقير في المدينة» Il povero nella città نشره في عام 1949، و«مفكرة شيخ» Il Taccuino del Vecchio وقد نشره في عام 1960. كما نشر كتاباً في عام 1961 عن ذكرياته بعنوان «انطلاقاً من الصحراء» Il Deserto e dopo. وله ترجمات مهمة. فقد ترجم سونيتات Sonnets شكسبير[ر]، وقصائد للشاعر الإسباني غونغورا[ر] Gongora، كما ترجم للشاعر الفرنسي راسين[ر] Racine، وللشاعر والمصور الإنكليزي بليك[ر] Blake، وبعضاً من قصائد مالاّرميه، وقصائد للشاعر الروسي يِسّينين[ر]. شعر أونغاريتّي بأكمله وبعمقه مرآة لسيرته الذاتية والمناسبات التي عاشها. فهو لم يترك مناسبة أو تجربة إلاّ ونظم فيها شعراً. ويُعدّ هذا الشعر اعترافات متلاحقة، لكنه تمالك فيها نفسه وكبح جماحها من شطط الحقيقة وخفاياها اللاذعة أحياناً. وقد أغرب أونغاريتّي في نظم قصائده وعزف فيها عن كل ماهو ثانوي واحتفظ بالجوهري، فأسقط من شعره كل ماهو تزييني وسهل. يُعدّ أونغاريتّي  رائداً من رواد المدرسة الهرمسية أو الإبهامية Hermétisme التي اختارت الإبهام والغموض منهجاً لها. وشعره رصينٌ دقيق المعنى والفِكرة، ليس فيه تكلّف، وليس فيه حشو ولا إسفاف، وهو يعيد القارئ في شعره إلى ماضٍ بعيد، ماضي ماقبل الولادة، ماضي الإنسان البدائي، فيصل بذلك في شعره إلى مرحلة الأسطورة. لقد انزوى أونغاريتّي في أشعاره في «عزلة ساطعة» يهيمن عليها إحساس حاد بالصمت. وكان يغوص في الأزمنة السحيقة، وفي السكون المطلق، وفي الفراغ الذي ملأ كل شيء ولاشيء يملؤه.   نبيل اللو   مراجع للاستزادة:   - G.OSSOLA,Giuseppe Ungaretti, Mursia, (Milano 1975). - P. BIGONGIARI, la congiuntura Ungaretti-Breton-Reverdy,in LApprodo letterario, nº17, (1972). - Y. CAROUTCH,.Ungaretti (Paris 1980).
المزيد »