logo

logo

logo

logo

logo

التهاب الملحقات والداء الحوضي الالتهابي

التهاب ملحقات وداء حوضي التهابي

adnexitis and pelvic inflammatory disease - annexite et la maladie inflammatoire pelvienne



التهاب الملحقات والداء الحوضي الالتهابي

 

الدكتور صادق فرعون


العدوى بالمتدثّرة الحَثَرية
داء السيلان
الداء الالتهابي الحوضي
سلّ الجهاز التناسلي
 

يندرج التهاب الملحقات salpingitis والداء الحوضي الالتهابي pelvic inflammatory disease تحت عنوان أخماج السبيل التناسلي العلوي  upper genital tract infections وتشمل التهابَ بطانة الرحم والتهاب محيط الرحم والتهاب البوقين والتهاب المبيضين. تبدأ معظم هذه الأخماج في الفرج والمهبل وعنق الرحم والرحم، وقد تنتقل صعوداً إلى البوقين (التهاب الملحقات) وإلى الصفاق الحوضي عبر جوف الرحم أو عن طريق الانتشار اللمفي. قد يكون تشخيص هذه الحالات بالتحديد أمراً صعباً لذا تشخّص بصفة عامة كداء حوضي التهابي . وبما أن هناك اتصالاً ما بين الأعضاء التناسلية الظاهرة وجوف الصفاق العام فقد كان من المحتمل أن تكون هذه الأخماج الصفاقية أكثر وخامة وأكثر تكرراً لولا أن شق الفرج مغلق في الحالة الطبيعية، وأن جُدُر المهبل منطبقة بعضها على بعض، وأن حموضة المهبل تشكل عائقاً لنمو الجراثيم، وأن بطانة الرحم تتوسف وتنطرح كل شهر في أثناء الطمث. وبما أن معظم هذه الأخماج تحدث بعد الجماع أو بعد الاجهاضات المحرضة المخالفة للقانون (الجنائية) أو بعد الولادة لذا تندر مشاهدة هذه الأخماج عند العذارى. يُسهِّل فهم أخماج  الجهاز التناسلي العلوية ذكر أن قرابة 80% من هذه الحالات حدثت بسبب عدوى منقولة جنسياً، إما بالمتدثّرة Chlamydia وإما بالمكورات البنية (السيلان)، وربما بالمفطورة الجنسية Mycoplasma genitalium ويصعب كشف هذه الأخيرة إذ تتطلّب وسطاً زرعياً خاصاً أو إجراء تفاعل البوليمراز التسلسلي (PCR)، كما تأتي بعدها اللاهوائيات الداخلية endogenous anaerobes مثل أنواع العصوانية Bacteroides أو المتفطرة البشرية Mycoplasma hominis عوامل غازية ثانوية وهي مسؤولة عن تشكل الخراج الحوضي اللاحق. أما التهاب السبيل التناسلي الدرني tuberculous فيتلو الإصابة الدرنية الأولية في الرئتين والتي قد تنتقل إلى الحوض في 5 إلى 10 بالمئة من المريضات. لذا تكثر مشاهدة حالات السل  الحوضي في المجتمعات التي ينتشر فيها التدرن الرئوي البدئي في حين يندر حين تتحسّن الظروف الاجتماعية وتتم مكافحة الإصابات السليّة في بدايتها وكذلك الوقاية منها. من الضروري الاهتمام بالداء الحوضي الالتهابي لأنه يؤدي إلى ضررٍ بوقيٍ يقود إلى حملٍ مُنتبَذ ectopic وكذلك إلى عقم بعاملٍٍ بوقي يؤثر في الإخصاب في المستقبل. وتنتشر الأخماج المنتقلة بالجنس في ديار الغرب وتتزايد بسبب ما يدعونه الحرية الجنسية. ويبدو أن هذه الأمراض ليست بالنادرة في بلاد الشرق بل إنها في تزايد بسبب انتشار هذه المفاهيم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة. لذا فإن من واجب السلطات الصحية والمؤسسات الاجتماعية بكل أشكالها أن تتصدى لهذه المعضلة الوافدة قبلما تستفحل وتعمّ هذه المجتمعات.

1 ـ العدوى بالمتدثّرة الحَثَرية Chlamydia trachomatis 

هي من أكثر ما هو شائع من عوامل العدوى الجرثومية المنقولة جنسياً في بلدان العالم المُتطوّر، وتنتشر ما بين النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 25 عاماً، وأغلب حالاتها لا تترافق بأي أعراض في 50% من الرجال و80% من النساء وهو ما يزيد من خطرها، وهي أهم سبب لالتهاب الإحليل غير البني في الرجال والتهاب العنق cervicitis والداء الالتهابي الحوضي في النساء، ولها عدة متغيراتٍ مصلية serovars، وتُكشَف باختبار الإليزا ELISA (المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المُرتبِط enzyme ـlinked immunosorbent assay) أو بتفاعل البوليمراز التسلسلي (PCR)  وتفاعل الليغاز التسلسلي (LCR) والأخيران أكثر حساسية. تفيد المعالجة بالصادات في مكافحة هذه الأخماج قبل استتباب أضرارها .

2 ـ داء السيلان:

ينجم عن الإصابة بالنيسرية البنية Neisseria gonorrhoeae وهي مُكوّرة مزدوجة diplococcus سلبية الغرام، تستعمر الظِهارةَ العمودية والمكعّبة. وقد تدنّى وقوع هذا الداء في العقدين الأخيرين بعد انتشار الصادّات. غالباً ما لا يترافق الخمج المزمن بأعراض ولاسيما بين  النساء. وقد ظهرت ذراري مقاوِمة وخاصة عندما لا يُراقب استعمال الصادات بما فيه الكفاية. ويجب تحرّي القُرَناء الجنسيين على نحو كامل للتفتيش عن الأخماج المنقولة جنسياً ومعالجتهم. ما يقرب من 50% من النساء المصابات بداء السيلان لديهن عدوى مُصاحبة بالمتدثّرة الحَثَرية؛ لذا يجب منوالياً وصف معالجة للمتدثّرة لكل النساء المصابات بداء السيلان ولقرنائهن الجنسيين أيضاً، ويجب إجراء الزروع المتكررة للتأكد من الشفاء.

3 ـ الداء الالتهابي الحوضي:

ما إن تستعمر الجراثيم المُمرِضة باطنَ عنق الرحم حتى تصعد إلى بطانة الرحم ومنه إلى بوقي فالوب. غالباً ما يشخص هذا الداء متى شكت المريضة من ألم حوضي وعسرة جماعٍ وإيلام لدى تحريك عنق الرحم وحين الضغط على الملحقات مع ظهور حمّى. لكن هناك تبايناً كبيراً في الأعراض والعلامات مما يجعل تشخيص هذا الداء أمراً صعباً. فقد تكون الأعراض والشكايات بسيطة جداً عند بعضهن مما يؤدي إلى التأخّر في تشخيص المرض أو إلى إغفاله وبالتالي إهمال المعالجة أو التأخر في البدء بها، وقد تصاب بعض المريضات بهذا الداء من دون أي أعراض تُذكر. إذا امتدّ الالتهاب إلى باطن البوقين مع التأخر في المعالجة أدى ذلك إلى تورم مخاطيتهما وزوال الأهداب ثم إلى امتلاء لمعة البوق بنتحةٍ التهابية أو بقيحٍ مع حدوث التصاقات، وقد ينضح القيح من الخملتين لينتشر في الصفاق الحوضي وغالباً ما يُحدد الثرب omentum الالتهابَ  في الحوض. أما في الحالات المهملة أو المعالجة معالجة ناقصة فيحدث انسداد في نهايات البوقين الصيوانية وتقيح أو مَوَهٌ في البوق hydrosalpinx مع التصاقات متعددة في الحوض وتشكل كتلة التهابية. يفيد تنظير البطن في وضع التشخيص الأكيد في  الحالات المبهمة.

4 ـ سلّ الجهاز التناسلي:

تستطيع المتفطّرة السليّة Mycobacterium tuberculosis أن تنتشر في كل الجهاز التناسلي عن طريق الدم أو اللمف.  يُكشَف غالباً وجود تدرن في أمكنة أخرى مثل الرئة أو العقد اللمفية العنقية أو البطن. غالباً ما تتظاهر الإصابة بانقطاع الحيض وبعقم مع ألم مزمن حوضي، ويمكن تأكيد التشخيص بأخذ خزعة من بطانة الرحم قرب نهاية الدورة الطمثية والتي غالباً ما تكشِف وجودَ التهاب باطن الرحم السلّي المرافق لإصابة الملحقات فيما يقرب من 80% من الحالات وذلك بالفحص النسيجي بعد تلوين المحضرات بتلوين تسيل  ـ نيلسن أو بالزرع أو بحقن البطانة في القُبيعات (الخنازير الغينية). وقد قلّت مشاهدة الإصابات الدرنية الحوضية بعد انتشار اللقاح المضادّ وتحسّن مستوى العناية الصحية بالأطفال والشباب. غالباً ما تؤدي الإصابة السليّة إلى حمل منتبذ أو إلى عقم بوقي المنشأ؛ لأن معظم الحالات تبقى تحت سريرية فيجب التفكير في السل الحوضي عند من تشكو من ألم حوضي منخفض الشدة أو من عقم أو مما يشبه الداء الحوضي الالتهابي. يكون اختبار مانتو Mantoux تفاعلياً (إيجابياً)، كما يجب إجراء صورة شعاعية للصدر قد تبين وجود آفة درنية رئوية سابقة. معالجة السل الحوضي دوائية، ولا يُلجأ إلى المعالجة الجراحية إلا في الحالات التي تتشكل فيها كتل حوضية مزمنة وبعد تمام فترة المعالجة الدوائية التي تستمر عادة مدة ثلاثة أشهر. ولا تختلف معالجة السل التناسلي عن معالجة سلّ أي أحشاء أخرى.

 

 

علينا أن نتذكر

أن الداء الحوضي الالتهابي أو أخماج الجهاز التناسلي عند المرأة  يعدّ خطراً على خصوبتها في المستقبل، فضلاً عن أخطاره الآنية، لذا من الضروري الإسراع في التشخيص والمعالجة معالجة فعالة وكذلك التفتيش عن مصدر العدوى (الزوج أو القرين/القرناء الجنسيين بحسب التسمية الحديثة للشريك أو الشركاء) ومعالجته أو معالجتهم قبل السماح بعودة الحياة الجنسية وتوضيح اختطارات العدوى وعقابيلها. ولا توجد إحصائيات قومية تشمل المجتمع كله في البلاد الشرقية توضح مدى انتشار هذه الحالات.

 

 


التصنيف : نسائية
النوع : نسائية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 102
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40582602
اليوم : 112417