logo

logo

logo

logo

logo

نقل الدم ومشتقاته ومضاعفات نقل الدم

نقل دم ومشتقاته ومضاعفات نقل دم

blood and blood products transfusion and its complications - transfusion sanguine et ses produits et les complications de la transfusion sanguine



نقل الدم ومشتقاته ومضاعفات نقل الدم

 

نزار مصاصاتي

مكونات الدم ومشتقاته:

استطبابات نقل الدم:

تقنية نقل الدم:

الزمر الدموية الرئيسية:

مضاعفات نقل الدم:

 

 

يتكون الدم من خلايا (كريات حمر وكريات بيض وصفيحات دموية) وبلازما. وبفضل تقدم وسائل فصل مكونات الدم ومشتقاته وطرقه أصبح نقل الدم الكامل - الذي عرف في بدء استخدام نقل الدم - قليل الاستعمال، وأصبحت مكونات الدم ومشتقاته بدائل أكثر استعمالاً وأكثر فائدة في كثير من الحالات.

مكونات الدم ومشتقاته:

تفصل مكونات الدم في أوعية من اللدائن (بلاستيكية) خاصة ثنائية أو ثلاثية بشروط تضمن سلامة الدم من أي تلوث جرثومي. وبفضل هذه التقنية يمكن فصل:

* ركازة الكريات الحمر culot globulaire.

* ركازة الصفيحات concentré plaquettaire.

* ركازة العامل المضاد للناعور A.

1- الدم الكامل:

يقطف الدم الكامل على محلول مضاد للتخثر، ويستخدم لهذه الغاية محضر ACD في أغلب الأحيان، وهو يتألف من حمض الليمون وليمونات الصوديوم وسكر "دكستروز"، ويجب أن يكون الحد الأدنى لخضاب الدم 12.5غ. يستخدم الدم الطازج في الساعات الأولى من قطفه لتحضير بعض المشتقات قصيرة متوسط العمر (الصفيحات الدموية - عامل مضاد الناعور A).

يحفظ الدم بدرجة حرارة +4ْم مدة 21 يوماً. وهو يحتفظ بـ 70% من الكريات الحمر في هذه الفترة.

2- العناصر الدموية:

أ- ركازة الكريات الحمر: يقطف الدم في أكياس من اللدائن خاصة ثنائية أو ثلاثية، وتفصل البلازما عن الكريات الحمر. ويجب أن تحوي ركازة الكريات الحمر 30غ من خضاب الدم في كل 100مل من الركازة. وتعلق الكريات الحمر في البلازما أو في محلول عادي التوتر.

(1)- يجب أن تحوي ركازة الكريات الحمر في البلازما 8 ملايين كرية حمراء في كل مم3. كما يجب ألا يزيد حجم البلازما المتبقي مع محلول مضاد التخثر عن 100-150مل. تستخدم ركازة الكريات الحمر في علاج فاقات الدم على نحو خاص.

(2)- ركازة الكريات الحمر المغسولة: تفصل البلازما بالتثفيل، وتغسل الكريات الحمر 3 مرات في محلول ملحي، ثم تعلق في محلول عادي التوتر. يجب أن يستخدم هذا المعلق مباشرة بعد تحضيره. ويستطب خصوصاً في فقر الدم الانحلالي بأضداد ذاتية.

(3)- دم منزوع الكريات البيض والصفيحات الدموية: تنزع هذه العناصر من الدم بالتثفيل وباستعمال مصافٍ خاصة، ويستخدم لملافاة الارتكاسات التالية لوجود الكريات البيض والصفيحات الدموية التي تتظاهر بالعرواءات والحمى. ويجب أن يحوي المحضر أقل من 1000 كرية بيضاء وأقل من 50.000 صفيحة دموية في المم3.

ب- ركازة الصفيحات الدموية: يُحصل على ركازة الصفيحات الدموية بتثفيل الدم تثفيلاً سريعاً بعد قطفه مباشرة. ويجب أن تحوي هذه الركازة 1.000.000 صفيحة دموية في كل مم3، وهي تستخدم في علاج النزوف الحادة التالية لنقص صفيحات الدم.

ج- كريات حمر معروفة النمط الظاهري phénotype: كريات حمر معروفة الزمرة ABO وRh مع خمسة أنماط ظاهرية لأكثر الزمر أهمية من الناحية المناعية والمسؤولة عن تكوين أضداد ذات قدرة عالية على حل الكريات الحمر، أهمها (anti Kill - anti c - anti e - anti E).

3- البلازما:

تفصل البلازما عن الدم الكامل، وتنقل بأكياس خاصة من اللدائن مع الحفاظ على كل شروط النظافة في أثناء قطف الدم وفصل البلازما عن الكريات الحمر.

وتُحضر من البلازما عدة مشتقات سواء بطريقة الترسيب بالكحول (طريقة كون Kohn) أم بطريقة فصادة البلازما plasmaphérèse.

تحفظ البلازما بطرائق مختلفة:

أ- البلازما السائلة: يسهل فصل البلازما السائلة وحفظها؛ إذ لا يحتاج تحضيرها إلى أي تقنية خاصة أو معقدة. ولكن مواصفات بعض المكونات تتغير بسرعة في البلازما السائلة، ولهذا يجب أن تستخدم خلال شهر من تحضيرها وفصلها عن الدم.

ب- البلازما المجمدة: تحفظ البلازما المجمدة في درجة حرارة -25ْم، وهي تحافظ على مواصفاتها على نحو جيد مدة طويلة، ولكن الصعوبة تكمن في إزالة التجمد décongélation، لذلك يستخدم تجميد البلازما مرحلة أولى للحصول على البلازما المجففة.

ج- البلازما المجففة:  تحافظ البلازما المجففة على معظم مكونات البلازما على نحو جيد ولاسيما على الجزء البروتيني ولمدة طويلة، وتقدم في أوعية خاصة قياسها 350 مل و150مل.

ويحضر من البلازما الكاملة:

(1)- مصل الألبومين: باستخدام طريقة كون Kohn بالترسيب بالكحول، ويحفظ بدرجة حرارة  +4ْم مدة ثلاث سنوات. لمصل الألبومين شأن مهم في الحفاظ على الضغط الحلولي كما أنه ينقل الأمراض الخمجية التي تنقلها البلازما.

(2)- الغلوبولينات المناعية: تحضر بطريقة كون Kohn بالترسيب الكحولي، وتستخدم في علاج الأمراض الخمجية كالسعال الديكي والتهاب الغدة النكفية والحصبة…إلخ.

(3)- مولد الفيبرين "فبرينوجين": يُحصل على مولد الفيبرين بالترسيب بالكحول بطريقة كون Kohn، ويحفظ بالتجفيف.

(4)- العامل المضاد للناعور :A يحضر من البلازما مباشرة بعد فصلها عن الدم في الساعات الثلاث الأولى. يفضل الحصول على العامل المضاد للناعور A عن طريق الترسيب بالبرودة .cryoprécipitation 

(5)- المكون PPSB: الذي يحوي عوامل التخثر التالية:

 بروترومبين VII، بروكونفرتين (proconvertine)VII، عامل Stewart ستيوارت X، العامل المضاد للناعور IX B.

يحضر بإجراء امتصاص البلازما على فوسفات ثلاثية الكالسيوم.

استطبابات نقل الدم:

يفرض تعدد مكونات الدم ومشتقاته معرفة دقيقة بالفيزيولوجيا المرضية؛ لكي يتم اختيار المكون الضروري والمناسب.

هناك أربعة استطبابات رئيسية لنقل الدم أو أحد مكوناته:

1- إعادة تكوين حجم الكتلة الدموية إثر التعرض لنزف حاد بإجراء نقل دم كامل.

2- معاوضة النقص الحاد في حجم البلازما بسبب التعرض لصدمة غير نازفة: حروق واسعة أو كسور متعددة أو هرس عضلي.

3- إعادة القدرة للدم على توفير أكسجة نسج البدن: فاقات الدم المزمنة.

4- تعويض نقص أحد عوامل التخثر أو الصفيحات الدموية.

1- نقل الدم الكامل: يستخدم نقل الدم الكامل لتعويض النقص الحاد في حجم الكتلة الدموية إثر التعرض لنزف دموي حاد، ويجب - مع نقل الدم ومحاولة تعويض حجم الكتلة الدموية - العمل على إيقاف النزف باللجوء إلى أسلوب جراحي مناسب.

إن رد الفعل الأول للبدن على النزف الحاد هو التقلص الوعائي في أماكن عديدة وواسعة من الجسم لمحاولة تعويض نقص حجم الكتلة الدموية وتوفير حسن تروية الأنسجة الأساسية.

وحين استمرار النزف يفقد البدن قدرته على المعاوضة ثم على تحمل استمرار النزف. وتعكس العلامات السريرية (النبض والضغط الشرياني) الحالة الفعلية للمريض أكثر مما تفعله الفحوص الحيوية أو المخبرية (تعداد الكريات الحمر وخضاب الدم والهيماتوكريت).

يدل هبوط الضغط الشرياني إلى 10سم أو 8 سم على فقد 30% من حجم الكتلة الدموية؛ أي ما يعادل 1500مل من الدم. واستمرار هبوط الضغط الدموي حتى 5 سم يعكس فقد 2-2.5 لتر من الدم.

2- نقل مشتقات الدم في الصدمات غير النازفة: يحدث في هذه الحالة نقص حاد في حجم الكتلة الدموية على حساب البلازما؛ ويبقى عدد الكريات الحمر طبيعياً، وتحافظ على قدرتها على نقل الأكسجين. كما يحدث في الحروق الواسعة، ويؤدي فقد البلازما إلى تركّز الدم hémoconcentration.

تعالج الصدمة بنقل البلازما أو مصل الألبومين، مع محاليل عادية التوتر على نحو مناسب.

3- نقل الدم في فاقات الدم المزمنة: يعالج النقص الشديد في تعداد الكريات الحمر مع نقص أكسجة نسج البدن بنقل ركازة الكريات الحمر مع محاولة علاج سبب فقر الدم (عوز الحديد أو حمض الفوليك أو الفيتامين B12 أو البيريدوكسين أو المركّبات الستيروئيدية).

وتستخدم ركازة الكريات الحمر في علاج:

أ- نقص تنسج النقي.

ب- نقص تنسج السلسلة الحمراء.

ج- الآفات الدموية الوراثية.

د- فاقات الدم السمية أو الالتهابية.

هـ- فقر الدم التالي لإصابة ورمية خبيثة (لمفومات، ابيضاضات الدم الحادة والمزمنة، ورم نقوي متعدد). ولاسيما لدى المرضى الذين يخضعون لعلاج كيميائي مثبط لتصنيع عناصر الدم في نقي العظم.

4- نقل الدم ومشتقاته في حالات عوز أحد عوامل التخثر أو الصفيحات الدموية:

أ- نقص أحد عوامل التخثر:

يجب أن يهدف العلاج إلى توفير المقدار الضروري من العامل المسؤول عن حدوث النزف وتعويض حجم الكتلة الدموية.

(1)- عوز العامل المضاد للناعور A:

* يبلغ عوز العامل 5% من المقدار الطبيعي، متوسط عمر العامل 8-10 ساعات.

* يجب رفع نسبة العامل المضاد للناعور A إلى 30%؛ مما يتطلب نقل 1000مل من البلازما مرتين في اليوم. غير أن تحضير العامل المضاد للناعور A بطريقة الترسيب بالبرودة  أصبح البديل الأكثر استخداماً لمعالجة المرضى المصابين بالناعور

(2)- عوز العامل المضاد للناعور B: متوسط عمر العامل IX 24 ساعة، لا يتخرب في أثناء حفظ الدم. يعالج العوز باستخدام المركّب PPSB الذي يحوي العوامل التالية (بروترومبين وبروكونفرتين وعامل ستيوارت وعامل مضاد الناعور B).

(3)- عوز الفيبرينوجين: يبلغ مقدار الفيبرينوجين الطبيعي 2-4غ في اللتر. يحدث العوز في إصابات الكبد المتقدمة وفي انحلال الفيبرين الحاد أو تحت الحاد. ويعالج بنقل الفيبرينوجين ومعاوضة حجم الكتلة الدموية وإنزيمات نوعية تشل انحلال الفيبرين الحاد أو تحت الحاد inhibiteur de Kuntz وحمض الأمينوكابروئيك.

ب- قلة الصفيحات الدموية:

تحدث أحياناً نزوف حادة تالية لنقص تعداد الصفيحات الدموية نقصاً شديداً يصل إلى حدود 10.000 صفيحة دموية في كل مم3، ويعجز نقل الدم الكامل الطازج عن تصحيح النقص في الصفيحات الدموية وتوفير الارقاء المناسب.

ويعدّ استخدام ركازة الصفيحات الدموية التي تحوي 1.000.000 صفيحة دموية في المم3 الحل الأفضل؛ إذ يؤدي إلى رفع تعداد الصفيحات الدموية إلى 50.000 صفيحة في كل مم3. وتستخدم ركازة الصفيحات الدموية على نحو خاص في علاج قلة الصفيحات الدموية الأساسي المناعي وابيضاضات الدم وقلة الصفيحات الدموية التالية لعلاج الأورام بالأدوية الكيميائية.

تقنية نقل الدم:

1- قطف الدم:

يجب التقيد عند قطف الدم بالتعليمات التالية:

* عمر المريض.

* عدد مرات التبرع 3 - 4 مرات في العام الواحد.

* حجم الدم المقطوف 250 - 400 مل.

يجب تجنب قطف الدم من الأشخاص المصابين بأحد الأمراض التالية: ارتفاع الضغط الشرياني والتهابات الكبد الڤيروسية والإفرنجي والملاريا ونقص المناعة المكتسب وأخماج جرثومية مختلفة وآفات تحسسية خاصة (رئوية، جلدية) والحمل.

2- مضادات التخثر:

أ- محضر ACD الذي يتألف من ليمونات الصوديوم وسكر (دكستروز).

يؤثر المحضر ACD في شوارد الكلسيوم لمنع تخثر الدم، ويوفر السكر حسن استقلاب الكريات الحمر في أثناء حفظ الدم. يحفظ الدم بهذه الشروط 21 يوماً بدرجة حرارة +4ْم، وسمحت إضافة مادة الأدنين بنسبة 0.275غ إلى كل وحدة بحفظ الدم حتى 35 يوماً.

يحافظ الدم في مدة حفظه على 70% من مجموع الكريات الحمر. ولكنه يفقد الكريات البيض وصفيحات الدم وغالبية عوامل التخثر.

ب- الهيبارين: يؤثر الهيبارين في مستويات مختلفة بصفة مضاد تخثر. لا يتجاوز متوسط عمر الهيبارين 48 ساعة؛ ولهذا السبب يفضل استخدامه في العمليات الجراحية ولاسيما القلبية التي تحتاج إلى دوران خارج البدن. للهيبارين مضاد ترياق هو سلفات البروتامين.

3- سلامة الدم من التلوث الجرثومي:

يجب الالتزام بكل وسائل التعقيم لمنع أي تلوث جرثومي في الدم سواء في أثناء قطف الدم أم حين نقله أو حفظه، ويفضل أخذ عينات عشوائية في أثناء حفظ الدم لمراقبة سلامته من أي تلوث جرثومي طوال فترة حفظه.

الزمر الدموية الرئيسية:

1- نظام ABO:

يحدد وجود المستضد A وB أربعة أنماط وراثية في الزمرة ABO، هي (O-AB-B-A). لا يحوي المصل الأضداد المقابلة للمستضد الموجود على الكريات الحمر للشخص نفسه؛ ولكنه يحوي دائماً الضد المقابل للمستضد الغائب عن الكريات الحمر.

وتبدأ الأضداد بالتكون في البدن بدءاً من الشهر الخامس بعد الولادة.

أ- الزمر الثانوية في النظام ABO: بيّن "فون دنغرن" أن للمستضد A شكلين (نموذجين مختلفين A1 وA2). وبيّن أيضاً أن 20% من الأشخاص من الزمرة A هم في الواقع من النموذج A2 وأن 25% من الأشخاص AB هم من النموذج A2B.

ويحوي الضد A المشترك مزيجاً من نوعين من الأضداد:

* الضد A الذي يرص كل الكريات الحمر من الزمرة A أو AB.

* الضد A1 الذي يرص كل الكريات الحمر من الزمرة A1 أو A1B.

* يُحصل على الضد A1 عن طريق إجراء امتصاص الضد المشترك A على كريات حمر من الزمرة A2. إن للتمييز بين ما تحت الزمرتين A1 وA2 أهمية بالغة في نقل الدم بسبب الحوادث المناعية التي تؤدي إليها.

ب- المستضد :H يوجد المستضد H على الكريات الحمر من الزمرة O، ولا يوجد إلا بكمية قليلة جداً في الكريات الحمر من الزمرة A أوB.

ج- مستضدات النظام :ABH توجد المستضدات في البدن بشكلين مختلفين:

الأول قابل للانحلال في الماء، ويوجد لذلك في عدة مفرزات في البدن.

والثاني قابل للانحلال في الكحول، ويوجد في خلايا الدم المختلفة (كريات حمر وكريات بيض وصفيحات دموية) وفي خلايا عديدة من خلايا البدن؛ ولاسيما خلايا الجهاز الشبكي البطاني والعديد من الخلايا الظهارية.

د- الجهاز المفرز :ABH توجد المستضدات ABH في الكريات الدموية وفي بعض مفرزات البدن؛ ولاسيما اللعاب بسبب وجود جين خاص يطلق عليه اسم "جين مفرز".

وهكذا تم تعرف جهاز مناعي مستقل يطلق عليه الجهاز المفرز لمستضدات النظام ABH. والشخص المفرز من الزمرة A لديه في لعابه مستضد الزمرة A وكذلك الأمر بالنسبة إلى الزمرة B لديه في لعابه مستضد الزمرة B.

2- النظام Rh:

في العام 1940 حقن لاندشتاينر Landsteiner وفينر Weiner كريات حمراً من القرد Macacus إلى أرنب، وحصل من مصل الأرنب على أضداد ترص كريات القرد الحمر، وترص الكريات الحمر لدى 85% من الأشخاص. وهكذا تم تعرف زمرة دموية مشتركة بين القرد والإنسان.

وبعدها تم تعرف الأضداد نفسها لدى بعض الأفراد الذين تعرضوا لنقل دم أو بعد الحمل لدى النساء بسبب تنافر الدم بين الأم والجنين (أم Rh- جنين Rh+). ثم تم تعرف مستضدات جديدة بوساطة أضداد مناعية تتكون في البدن بعد نقل الدم منهاanti e -anti E -anti C .

مضاعفات نقل الدم:

يؤدي نقل الدم إلى نوعين من المضاعفات:

1- مضاعفات فورية: بسبب نقل دم مجرثم أو تنافر زمر دموية (مضاعفات مناعية).

2- مضاعفات متأخرة: أهمها آفات خمجية مختلفة مثل التهابات الكبد الڤيروسية، وعوز المناعة المكتسب.

1- تنافر الزمر الدموية:

يقع تنافر الزمر الدموية في أربع حالات:

أ- التنافر في النظام ABO: إن الأضداد الطبيعية الموجودة في مصل المستقبل مسؤولة عن انحلال الكريات الحمر الموجودة في الدم المعطى في النظام ABO، ومنه القاعدة الأساسية: يجب ألا يوجد في الكريات الحمر في دم المعطي مستضد مقابل للأضداد الموجودة في دم المستقبل.

إن شخصاً من الزمرة O يستطيع التبرع بالدم لشخص من زمرة O، ويمكن أن يتبرع لشخص من الزمرة  Aأو الزمرة B وكذلك الزمرة AB.

وشخص من الزمرة A يستطيع التبرع بدمه لشخص من الزمرة A، ويمكن التبرع لشخص من الزمرة AB.

وشخص من الزمرة B يستطيع إعطاء دمه إلى شخص من الزمرة B، ويمكن أن يتبرع لشخص من الزمرة AB.

وشخص من الزمرة AB لا يستقبل الدم إلا من الزمرة AB.

إن الأضداد طبيعية في النظام ABO، وأي اختلاف أو تنافر في زمر هذا النظام يؤدي حتماً إلى مضاعفة خطرة. وليس للأضداد في دم المعطي أي محذور في جسم المستقبل؛ لأن هذه الأضداد تتمدد في البلازما، وتمتص على المستضدات الموجودة في مختلف خلايا أنسجة البدن.

ب- المعطي العام الخطر: تحدث مضاعفات انحلالية خطرة تالية لنقل دم من الزمرة O إلى شخص من الزمرة A وسبب المضاعفة يعود إلى وجود الضد anti A من طبيعة مناعية إضافة إلى الضد anti A الطبيعي الموجود في الزمرة O.

ويتكون الضد المناعي بسبب تأثير مواد خارجية عن البدن أو بسبب الحمل لدى أم من زمرة O وجنين من الزمرة A. تتكون الأضداد المناعية خلال 5-10 أيام بعد التحريض المناعي، وتبقى في البدن من عدة أسابيع حتى عدة سنوات، ويطلق على حامل الدم من الزمرة O الذي يحوي أضداد anti A مناعية اسم "معطٍ عام خطر".

ج- وجود أضداد مناعة ذاتية: يؤدي نقل مستضد مع الدم إلى شخص ليس لديه هذا المستضد إلى تكوين أضداد مقابلة.

والمستضد الأكثر شيوعاً هو المستضد D في الزمرة Rh، وهو ما يحدث بعد نقل دم Rh+ إلى شخص Rh- أو بسبب تنافر حامل Rh- وجنين Rh+.

ويعدّ نقل الدم والحمل الأسباب الرئيسية لتكون الأضداد المناعية الذاتية، وتزداد نسبة حدوثه وتركيز الأضداد في الدم مع تكرار نقل الدم وتكرار الحمول.

د- أضداد طبيعية نادرة Lea: لا تؤدي هذه الأضداد إلى مضاعفات مناعية خطرة، ولكنها تتظاهر بعرواءات وترفع حروري. ويكون نقل الدم غير مجدٍ بسبب قصر عمر الكريات الحمر بتأثير هذه الأضداد.

تشخيص الآفة الانحلالية: تحدث المضاعفة الانحلالية حين وجود مستضد مع ضد مقابل. وتحدد طبيعة المستضدات ونسبة تركيزها في الدم شدة الانحلال ومكانه داخل الأوعية أو داخل النسج.

العلامات السريرية: علامات البدء، هي: العرواء والترفع الحروري والآلام البطنية.

تكون الأضداد في الانحلال داخل الأوعية الدموية ذات قدرة حالة عالية وتركيز عالٍ في الدم، ويتظاهر الانحلال بـ:

* وهط دوراني آني وفوري، وهو ما يميزه من تجرثم الدم الذي يتأخر فيه الوهط الدوراني 3-4 ساعات.

* متلازمة نزفية بسبب انحلال الفيبرين.

* انقطاع البول.

أما في الانحلال داخل النسج فإن الخضاب يتحول بعد تخرب الكريات الحمر في خلايا الجهاز الشبكي البطاني إلى بيليروبين غير مباشر ما يؤدي إلى ظهور:

* يرقان مباشرة بعد نقل الدم.

* يرقان في اليوم التالي لنقل الدم.

* يرقان متأخر في اليوم الخامس أو السادس.

* شح البول.

العلامات المخبرية:

1- في الانحلال داخل الأوعية:

* ارتفاع خضاب البلازما hemoglobinemia.

* بيلة خضابية حين يتجاوز خضاب البلازما عتبة كلوية تبلغ 150ملغ في كل 100مل من البلازما.

2- الانحلال داخل النسج:

ارتفاع البيليروبين اللا مباشر. وتتناسب شدة اليرقان مع طبيعة الأضداد وتركيزها في الدم.

التشخيص: يعتمد تشخيص المضاعفات الناتجة على النقاط التالية:

1- فحص عينات دم المريض قبل نقل الدم وبعده.

2- معلومات عامة عن المريض وطبيعة المرض الذي تطلب نقل الدم.

3- الأعراض السريرية التي رافقت الحادث المناعي وحجم الدم المنقول والحوادث المناعية السابقة.

2- المضاعفات غير المناعية:

أ- نقل دم مجرثم: يؤدي إلى صدمة سمية تتظاهر بوهط وعائي دوراني قد يتأخر 3-4 ساعات بعد نقل الدم؛ دون وجود أعراض انحلالية. فحص الدم المباشر الجرثومي يؤكد التشخيص، ويمكن اللجوء بعدها إلى زرع الدم.

ب- زيادة العبء الدوراني: تحدث هذه المضاعفة لدى المسنين أو المصابين بارتفاع الضغط الشرياني، ويتظاهر العبء الدوراني الزائد بضيق نفس ونوب سعال وازرقاق وانتباج الأوردة الوداجية. يجب وقف نقل الدم حين حدوث هذه الأعراض وإجراء العلاج المناسب.

ج- الانسمام بالسيترات: تتراكم السيترات مع نقل الدم المتكرر الذي يمكن أن يؤدي إلى انسمام العضلة القلبية وترسب الكلسيوم. تعالج الحالة بإعطاء مركّبات الكلسيوم على نحو كافٍ ومناسب.

د- ارتفاع البوتاسيوم: يرتفع البوتاسيوم في الدم في أثناء حفظه، ويؤدي إلى مشكلة خاصة لدى المرضى الذين يعانون من إصابة قلبية أو كلوية.

هـ- الصمات: وهي صمات فييرينية يمكن الوقاية منها باستخدام مصافٍ مناسبة، أو صمات غازية في أثناء نقل الدم.

و- التهاب الوريد الخثري ولاسيما بعد نقل الدم المديد.

ز- متلازمة عرواء مع ترفع حروري: تالٍ لوجود الكريات البيض أو الصفيحات الدموية، ويمكن أن يرافقها آلام عضلية. تتراجع تلقائياً بعد عدة ساعات.

ح- نقص صفيحات الدم: يظهر نقص الصفيحات بعد 5-7 أيام من نقل الدم؛ ولاسيما لدى النساء بعد حمل متكرر، ويبدو أنه تالٍ لوجود أضداد مقابلة للصفيحات التي تتكون بسبب الحمل.

ط- الداء الهموسيديريني: hémosidérose  يترسب الحديد في خلايا الجهاز الشبكي البطاني في الطحال والكبد خاصة، ويؤدي استمرار ترسب الحديد إلى تليف خلايا عديدة في البدن؛ ولاسيما الخلايا الظهارية épithéliales، وتأذٍّ خلوي غير قابل للتراجع.

ي- أعراض تحسسية غير نوعية تأخذ شكل: حكة واندفاعات جلدية ووهط وعائي دوراني.

ك- الأمراض الخمجية ونقل الدم:

(1)- التهابات الكبد الڤيروسية: تنتقل هذه الأخماج عن طريق نقل الدم الكامل أو نقل البلازما أو ركازة الكريات الحمر أو ركازة الصفيحات الدموية أو الفيبرينوجين. ولكن مصل الألبومين والغلوبولينات المناعية لا تنقل هذه الأخماج.

> التهاب الكبد A: تمتد فترة الحضانة حتى شهر، ويعتمد التشخيص على الأعراض السريرية وكشف الأضداد من النمط IgM أو IgG، ويعدّ وجود الأضداد من النمط IgM دليل إصابة حديثة في حين أن وجود الأضداد IgG دليل على الإصابة القديمة.

> التهاب الكبد B: تمتد فترة الحضانة من 4-50 أسبوعاً، والإصابات فرادية، وليست بشكل جائحة، وتختلف الأعراض بين إصابة تحت سريرية حتى الإصابات الشديدة.

ولكشف الحمةB   يجب:

* كشف المستضدات Hbs AG

 Hbe Ag         

* الكشف عن الأضداد  (HBs Ab (IgM - IgG

   HBc Ab                                                          

 Hbe Ab                                                        

* التهاب الكبد C: العامل المسبب هو الڤيروس C الذي يسبب التهابات كبد بعد نقل الدم أو بعد الحقن بأدوات ملوثة. يحمل 1-3% من المتبرعين بالدم الڤيروس C. وتتحول الإصابة في 50% من المصابين بالتهاب الكبد C التالي لنقل الدم إلى التهاب كبد مزمن، وتتحول الإصابة في 20% منهم إلى تشمع كبد.

الكشف المصلي:

لا تظهر الأضداد إلا بعد فترة 5-6 أشهر من التعرض للعدوى، وتكشف عن طريق إنزيمي ELISA أو بطريقة المناعة الشعاعية Rim.

1- الإفرنجي: قد ينتقل المرض في أثناء مرحلة تجرثم الدم قبل ظهور الأعراض السريرية أو المناعية.

ويتلف العامل الممرض بحفظ الدم بدرجة الحرارة +4ْم  لمدة ثلاثة أيام. يجري مسح استقصائي عن طريق إجراء اختبار VDRL والتأكد في حالة الإيجابية بإجراء المقايسة المناعية الإنزيمية enzyme immunoassay.

2- الملاريا: تنتقل عن طريق الكريات الحمر فقط، ويتلف العامل الممرض بعد حفظ الدم مدة خمسة أيام بدرجة حرارة +4ْم.

3- نقص المناعة المكتسب: العامل المسبب ڤيروس من مجموعة الڤيروسات القهقرية غير مقاوم للحرارة.

طرق العدوى: نقل الدم أو أحد مشتقاته، أو الانتقال من الأم إلى الجنين أو عن طريق العلاقات الجنسية ولا سيما الشاذة أو استعمال المحاقن والأدوات الملوثة.

فترة حضانة المرض طويلة تراوح بين عدة أشهر حتى عدة سنوات.

توصيات عامة:

أسهم نقل الدم في إنقاذ حياة عدد كبير من المرضى كما أسهم على نحو واضح في تطوير العمل الجراحي وتقدمه. ولكن نقل الدم يحمل أخطاراً عديدة، قد يكون بعضها ذا نتائج وخيمة. لذلك يجب:

1- عدم استخدام نقل الدم أو أحد مكوناته أو مشتقاته إلا في حالات الضرورة القصوى وباستطباب مؤكد.

2- تجنب استخدام نقل الدم حين وجود وسائل علاجية أخرى بديلة. والعمل على تحسين شروط الرعاية الصحية التي تقلل من استخدام نقل الدم مثل مراقبة الحمل وحسن تشخيص فاقات الدم ومعالجتها.

3- التوسع ما أمكن في استخدام بدائل من الدم أكثر أماناً، واستخدام الڤيتامينات والمقويات المناسبة ولاسيما لدى الحوامل والمرضى المعرضين لفاقات الدم.

4- استخدام المحاليل البلورية أو المركّبات الغروانية ما أمكن ذلك، وهي التي تسهم في المحافظة على حجم الكتلة الدموية.

5- توعية المواطنين للتبرع الذاتي ولاسيما في العمليات الجراحية الانتقائية.

إن هذه التوجيهات التي توصي بها منظمة الصحة العالمية تستوجب وجود جهاز وطني لاستعمال نقل الدم ومشتقاته وترشيده.

 

التصنيف : أمراض الدم
النوع : أمراض الدم
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 234
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 515
الكل : 31812381
اليوم : 11924