logo

logo

logo

logo

logo

النخرة العظمية والتهاب العظم والغضروف

نخره عظميه والتهاب عظم وغضروف

osteonecrosis and osteochondritis - ostéonécrose et ostéochondrite



النخرة العظمية والتهاب العظم والغضروف

زين الحسن

osteonecrosis and related disorders النخرة العظمية والاضطرابات المرافقة

الاضطرابات الجهازية المرافقة للنخرة العظمية

osteochondrosisالداء العظمي الغضروفي   

 

 

أولاً- النخرة العظمية والاضطرابات المرافقة  osteonecrosis and related disorders:

عرفت النخرة العظمية الإقفارية فترة طويلة على أنها مضاعفة لكسر رأس الفخذ، والتفسير الشائع هو انقطاع التروية الدموية عن رأس الفخذ. ولكن النخرة العظمية القِطَعية  segmental تظهر على نحو مميز في عدد من الاضطرابات غير الرضية: كخمج المفصل، وداء برتس perthes-Calve، ومرضcaisson  (داء الغواصين)، وداء غوشر Gaucher، والذئبة الحمامية الجهازية، واستعمال جرعات عالية من الستيروئيدات القشرية والكحولية.

الأسباب الأساسية المترافقة والنخرة العظمية اللا رضية

1- الأخماج:

- ذات العظم والنقي.

- التهاب المفصل القيحي.

2- أمراض الهيموغلوبولين: فقر الدم المنجلي.

3- أدواء الخزن: داء غوشر.

4- داء الغواصين: النخرة العظمية باختلال الضغط.

5- اضطرابات التخثر:

- نقص الصفيحات العائلي.

- نقص انحلال الفيبرين.

- نقص ليبوبروتين الدم.

- فرفرية نقص الصفيحات.

6- أسباب أخرى:

- داء برتسCalve Berthes .

- استعمال الستيروئيدات القشرية.

- الكحولية.

- الذئبة الحمامية الجهازية.

- الحمل.

- الصدمة التأقية.

- التأين الشعاعي.

الوصف: الوصف: D:\المجلد 15\صور\صور\619\1.jpg

النخرة اللاوعائية - الإمراضية.

الآلية الإمراضية:

أكثر المناطق تعرضاً للنخرة الإقفارية هي رأس الفخذ واللقم الفخذية ورأس العضد والقعب. وتتوضع هذه المناطق تحت المفصلية في جزء العظم الأبعد عن الشجرة الوعائية، فإذا قطعت التروية الدموية الأساسية لا يمكن لهذا الجزء من العظم أن يبقى حياً.

عامل آخر يجب أن يؤخذ في الحسبان هو أن ضغط أشباه الجيوب الوعائية التي تغذي نقي العظم يؤدي - بسبب ازدياد حجم النقي الناجم عن النزف أو توذم النقي - إلى انخفاض الدوران الشعري وحدوث نقص التروية.

-1 النخرة العظمية الرضية: يكون لتشريح الأوعية في النخرة العظمية أهمية خاصة. تتمزق الأوعية الشبكية المغذية لرأس الفخذ بسهولة في كسور الورك أو خلوعه مما يؤدي إلى حدوث النخر. وتتضاعف كسور عنق الفخذ المتبدلة بالنخرة العظمية بنسبة 20%. أما الكسور غير المتبدلة أو الأذيات البسيطة فقد ترافقها نخرة تحت غضروفية، وقد تعزى إلى

  خثار في الشعيرات داخل العظم، أو انسداد أشباه الجيوب نتيجة توذم نقي العظم.

الوصف: الوصف: D:\المجلد 15\صور\صور\619\2.jpg

عظم طبيعي، نخرة عظمية.

-2 النخرة العظمية اللا رضية: الآلية هنا أكثر تعقيداً، وهنالك تداخل لعدة سُبل تسبب ركودةً أو خثاراً داخل الأوعية، إضافة إلى التورم خارج الأوعية وانضغاط الشعيرات الدموية. وقد عزي الخثار داخل الأوعية في حالات كثيرة إلى جرعات دوائية عالية من الستيروئيدات القشرية أو فرط استعمال الكحول، فضلاً عما تسببه هذه الحالات من وذمة الخلايا الشحمية في نقي العظم.                                                                   

التشريح المرضي والتاريخ الطبيعي:

تموت الخلايا العظمية بعد 12-48 ساعة من عوز الأكسجين، والمظهر الإجمالي للقطعة المصابة يبقى أياماً أو ربما أسابيع من دون تغيير. المظهر المميز للتنخر القطعي الإقفاري هو الميل إلى إصلاح العظم، وقد تُرى في فترة عدة أسابيع أوعية دموية جديدة، وتنمي الخلايا البانية للعظم على سطح التماس بين العظم الحي والعظم المصاب بالإقفار. وحينما تتحدد حواف العظم المصاب يتقدم النسيج الوعائي الحبيبي من الترابيق السليمة ويتشكل عظم جديد بدل العظم المصاب.

يتشكل العظم الجديد ببطء ولا يتقدم أكثر من 8-10 مم ضمن القطعة المتنخرة. ومع الوقت يبدأ حدوث فشل في البنيان الهيكلي في أكثر المناطق تعرضاً لقوى الحمل في القطعة المصابة. ويحافظ الغضروف المفصلي على سماكته وحيويته حتى مراحل متأخرة. وفي المراحل النهائية يقود تشظي العظم المتنخر إلى تشوه مترقٍ وتخرب السطح المفصلي.

اعتقد سابقاً - حين كان تشخيص النخرة العظمية معتمداً كلياً على الصورة الشعاعية البسيطة - أنها غالباً ما تقود إلى انهيار العظم. أما الأن بعد أن أصبح من الممكن كشف العلامات الباكرة بالـرنين المغنطيسي MRI  فقد أصبح من الواضح أن الانهيار العظمي لا يحدث في كل الحالات.

المظاهر السريرية:

المراحل الباكرة لتموت العظم لا عرضية. ومع مرور الوقت يراجع المريض وقد تقدمت الآفة على نحو كبير. يصبح الألم عرضاً شائعاً يُشعر به في المفصل أو بجواره، وغالباً بحركات محددة فقط. ويشكو بعض المرضى من فرقعة في المفصل تعزى غالباً إلى وجود أجسام حرة غضروفية. وفي المراحل المتقدمة يصبح المفصل أكثر يبوسة وتشوهاً. وقد يوجد مضض موضع، وإذا كان العظم المصاب سطحياً فقد يظهر بعض التورم. وغالباً ما تتحدد حركة واحدة محددة فحسب، وقد يحدث تشوه ثابت في الحالات المتقدمة.

التصوير الشعاعي:

-1 الصورة الشعاعية البسيطة: العلامات الباكرة للإقفار محدودة في نقي العظم، ولا يمكن كشفها بالصورة الشعاعية البسيطة. وتعزى التبدلات على الصورة الشعاعية حين حدوثها (نادراً قبل 3 أشهر من بدء حدوث الإقفار) إلى:

أ- تشكل عظم جديد ارتكاسي على حدود المنطقة المقفرة.

ب- فشل الترابيق في القطعة المتنخرة.

تظهر منطقة من ازدياد الكثافة الشعاعية في العظم تحت الغضروف، وفيما بعد قد يظهر خط كسر مماس تحت السطح المفصلي تماماً »علامة الهلال«.

في الحالات المتقدمة يرى تشوه في السطح المفصلي وتصلب أكثر كثافة قد يعود جزئياً إلى انضغاط عظمي في القطعة المنهدمة. وينفصل الجزء المتنخر عن العظم الأم أحياناً.

ومع كل هذه التغيرات الموصوفة تحافظ المسافة المفصلية على ارتفاعها الطبيعي لأن الغضروف المفصلي لا يتخرب إلا في المراحل المتقدمة جداً.

ج- في المراحل المتقدمة هنالك انهدام واضح وتشوه في السطح المفصلي.

الوصف: الوصف: D:\المجلد 15\صور\صور\619\3.jpg

النخرة العظمية الصورة الشعاعية: أ- الصور الشعاعية الباكرة تبدي هلالاً ظليلاً رقيقاً تحت السطح المفصلي في المنطقة التي يكون فيها تحميل الوزن أعظمياً. ويمثل هذا كسراً غير متبدل تحت السطح المفصلي في القطعة المصابة بالتنخر في المراحل الباكرة. ب- في المراحل اللاحقة تحدد القطعة المتنخرة بحزمة مزدادة الكثافة من العظم حديث التشكل. ج- انهدام وتشوه في  السطح المفصلي

 

-2 التصوير بالنظائر المشعة: المسح الومضاني بالتكنيسيوم 99 الكبريتي الغرواني 99mTc-sulphur colloid   الذي يلتقطه النسيج النقوي قد يظهر القطعة غير الموعاة حينما تكون هناك قطعة كبيرة مصابة من العظم.

وقد يبدي المسح الومضاني بـ99mTc-HDP  (في المرحلة العظمية) منطقة باردة ولا سيما إذا كانت القطعة غير الموعاة كبيرة (بعد كسر عنق الفخذ).

الوصف: الوصف: D:\المجلد 15\صور\صور\619\4.jpg

النخرة العظمية -MRI

-3 التصوير بالرنين المغنطيسي  MRI: وهو أكثر طريقة موثوقة لتشخيص تغيرات النقي وإقفار العظم في مراحل باكرة نسبياً. العلامة الأولى هي شريط منخفض الإشارة في الزمن  T1.

-4 التصوير المقطعي المحوسب  CT: لا يفيد كثيراً في تشخيص النخرة العظمية، ولكنه قد يظهر منطقة من التخرب العظمي على نحو واضح، وقد يساعد في التخطيط للجراحة.

مراحل الآفة:

من الضروري تحديد مرحلة النخرة العظمية شعاعياً في الورك للتفريق بين التبدلات الباكرة جداً (اللا عرضية) وبين الشذوذات المتأخرة التي يرافقها انهيار مترقٍ وتخرب مفصل الورك.

وفيما يلي النظام المعتمد على نحو واسع لتنميط مراحل الآفة الذي يسمح بالمقارنة بين المراكز العالمية، وهو معتمد لدى الجمعية العالمية للدوران الدموي العظمي والنخرة العظمية (جمعية أبحاث الدوران الدموي العظمي Association Research Circulation Osseous-ARCO).

نظام ARCO لتحديد مرحلة النخرة العظمية

- المرحلة 0: المريض لا عرضي وكل الاستقصاءات السريرية طبيعية

             تظهر الخزعة نخرة عظمية

- المرحلة 1: الصورة الشعاعية طبيعية. يظهر MRI والمسح بالنظائر المشعة نخرة عظمية.

- المرحلة 2: الصورة الشعاعية وMRI تظهر علامات باكرة للنخرة العظمية.

- المرحلة 3: تظهر الصورة الشعاعية "علامة الهلال" ولكن رأس الفخذ ما يزال دائرياً.

- المرحلة 4: علامات تسطح أو انهدام في رأس الفخذ.

- المرحلة 5: انخفاض في المسافة المفصلية (التهاب مفصل تنكسي ثانوي Osteoarthritis OA ثانوي).

- المرحلة 6: تخرب واضح في الغضروف المفصلي.

تشخيص الاضطراب الأساسي المستبطن:

يكون الاضطراب الأساسي واضحاً من القصة المرضية في أغلب حالات النخرة العظمية: رض، مهنة مثل الغطس في أعماق البحر أو العمل تحت هواء مضغوط، قصة عائلية لداء غوشر أو فقر الدم المنجلي. قد يكون هناك سجل لإعطاء جرعات عالية من الستيروئيدات القشرية (بعد زرع الكلية مثلاً)، وكذلك الجرعات الصغيرة من الستيروئيدات ووصفات الستيروئيد الموضعي قد تكون خطرة في مريض لديه عوامل خطورة أخرى. والمشاركة الدوائية (مثال: الستيروئيد القشري والأزاتيوبيرين، أو الستيروئيد القشري بعد فترة من فرط استعمال الكحول) قد تكون سبباً كامناً وراء النخرة العظمية. وحين الشك بوجود الذئبة الحمامية الجهازية SLE  يجب معايرة أضداد الفوسفولبيد.

الوقاية:

حين تكشف عوامل خطورة النخرة العظمية تتخذ خطوات وقاية خاصة فيما يتعلق باستعمال الستيروئيدات القشرية وسوء استعمال الكحول. والستيروئيدات القشرية يجب أن تستعمل فقط حين الضرورة وفي أقل جرعات فعالة ممكنة، كما يجب منع حدوث نقص الأكسجة في المرضى المصابين بفقر الدم المنجلي.

المعالجة:

حين التخطيط للمعالجة يجب أن تؤخذ في الحسبان جميع العوامل التي تؤثر في تقدم الحالة الطبيعي:

التاريخ المرضي الكامل، نمط النخرة الإقفارية، موضع القطعة المتنخرة وامتدادها، مرحلة الإصابة، عمر المريض والقدرة على الترميم العظمي، استمرارية الآلية الإمراضية وتأثيرها في دورة تشكيل العظم.

-1 النخرة العظمية الباكرة: حين تبقى حواف العظم سليمة يبقى هناك دائماً أمل بالحفاظ على الشكل البنيوي من الانهيار. تشفى بعض الآفات تلقائياً مع تشوه بسيط، ويشاهد هذا على نحو خاص في المناطق التي لا تخضع لقوى حمل وزن عالية: المفاصل غير الحاملة للوزن، الجزء العلوي الإنسي لرأس الفخذ، الجزء غير الحامل للوزن في اللقم الفخذية والقعب. وهنا يكتفى بالمراقبة والانتظار.

وظهرت في الآونة الأخيرة تقارير واعدة عن نتائج المعالجة بالبيسفوسفونات bisphosphonates لتخفيض نسبة انهدام رأس الفخذ في النخرة العظمية الباكرة.

الإنذار سيئ في آفات المفاصل الحاملة للوزن على نحو كبير، وغالباً ما تنتهي بانهيار هيكلي إن لم تعالج. قد تساعد إجراءات بسيطة لتخفيض قوى الحمل في المفاصل الحاملة للوزن، مع أن قيمتها لم تثبت بعد. وإذا بقيت حواف العظم سليمة فإن خزع العظم »المزيل للحمل« يساعد على الإبقاء على التشريح ريثما تَتُم إعادة القولبة. ويطبق هذا الإجراء خاصة في الورك والركبة.

تستطب إزالة الضغط النقوي والتطعيم العظمي في المرحلتين 1و2 من النخرة العظمية في رأس الفخذ بحسب تصنيف  ARCO.

-2 النخرة العظمية المتوسطة: تصبح المعالجات المحافظة غير مجدية حين يحدث خلل بنيوي وتشوه في الغضروف المفصلي. ومع ذلك قد يبقى المفصل قابلاً للإنقاذ، وفي هذه الحالة يفيد الخزع العظمي لإعادة القولبة  إما وحده وإما مع تجريف وطعم عظمي للقطعة المتنخرة

الحالات التي يمكن فيها التضحية بالحركية من دون نقص شديد بالفعاليات (كما في الركبة أو في المعصم) يريح الإيثاق المفصلي من الألم ويعيد الثباتية.

-3 النخرة العظمية المتأخرة: قد يسبب تخرب السطح المفصلي ظهور الألم ونقصاً شديداً في الفعالية. وهناك ثلاثة خيارات للمعالجة:

أ- المعالجة غير الجراحية التي تركز على السيطرة على الألم وتعديل الفعاليات اليومية، وجبائر للمفصل.

ب- إيثاق المفصل، مثل: الكاحل أو المعصم.

ج- تبديل مفصلي جزئي أو كامل، وهو الخيار المفضل في الكتف والورك والركبة.

ثانياً- الاضطرابات الجهازية المرافقة للنخرة العظمية:

-1 النخرة المحدثة بالأدوية:

المواد والأدوية أكثر شيوعاً لإحداث النخرة العظمية اللارضية هي الكحول والستيروئيدات القشرية، والأدوية المثبطة للمناعة، والأدوية السامة للخلايا إما مفردة وإما مشتركة. لم تحدد »الجرعة الخطرة« لهذه الأدوية، والعتبة لا تعتمد فقط على إجمالي الجرعة المأخوذة، ولكن على المدة الزمنية التي تم فيها تناول الدواء، وعلى اضطرابات مرافقة قد تؤهب هي ذاتها لنخرة عظمية.

الجرعة الحدية من الكحول مبهمة. واعتماداً على الجرعة المعروفة التي تسبب تشحماً كبدياً يمكن أن تقدر بنحو 150 ملغ من الإيتانول يومياً (للرجال) - أي ما يعادل 1.2 لتر من النبيذ أو 3 لترات من البيرة - مستمرة مدة سنتين.

-2 داء الخلايا المنجلية  sickle-cell disease:

هو اضطراب وراثي، تحتوي فيه الخلايا الحمر على خضاب شاذ (Hb-s). وفي الدم منزوع الأكسجين يتشوه شكل الكرية الحمراء وتأخذ شكلاً منجلياً.

النخرة العظمية في رأس الفخذ شائعة في كل من الأطفال والبالغين الشباب، يحدث في الأطفال عرج مؤلم وتحدد الحركات.

المضاعفات الخطرة ولاسيما في الأطفال هي ذات العظم والنقي والتهاب المفاصل الخمجي، وقد تكون متعددة البؤر. والسالمونيلا في 50% من الحالات هي العامل الممرض.

المعالجة: يظهر في 80% من الأطفال المصابين بنخرة في رأس الفخذ بسبب فقر الدم المنجلي وغير المعالجين تأذٍ دائم في الورك ونقص وظيفي شديد. وهو قد يعزى إلى الاحتشاءات المتكررة والتبدلات الالتهابية في المفصل.

يجب تجنب مسببات نقص الأكسجة. وفي أثناء نوب الألم العظمى يجب أن يعطى المريض كمية كافية من المسكنات، ويجب أن يؤكسج على نحو وافر، كما يجب الوقاية من الأخماج  أو علاجها على الفور بصادات مناسبة.

تعالج نخرة رأس الفخذ في الأطفال بطريقة علاج داء برتس ذاتها. يجب التشديد في كل الحالات على العلاج المحافظ. وللتخدير مخاطر شديدة، قد يؤهب الفشل في المحافظة على أكسجة كافية لانسداد وعائي في الجملة العصبية المركزية، والرئتين أو الكلى. وينصح بالصادات الوقائية لأن نسبة الخمج بعد الجراحة عالية.

-3 داء الغواصين وتنخر العظم بتفاوت الضغط  caisson disease and dysbaric osteonecrosis:

مرض زوال الضغط (داء الغواصين) وتنخر العظم هما سببان مهمان لحدوث العجز في غواصي الأعماق، والعمال تحت الهواء المضغوط في بناء الأنفاق والأبنية تحت الماء. فبسبب ازدياد ضغط الهواء في هؤلاء يصبح الدم والأنسجة الباقية (ولاسيما الشحمية) مفرطة الإشباع بالآزوت، وحين يزول الضغط بسرعة عالية حين صعودهم من الأعماق يتحرر الغاز بشكل فقاعات، تسبب أذية نسيجية موضعية وصمات معممة وخثاراً داخل الأوعية.

تتطور أعراض مرض زوال الضغط خلال دقائق، وقد تنتهي بالسبات والموت.

التظاهرات السريرية والشعاعية: قد يسبب التنخر ألماً وتحدداً في حركات المفصل, ولكن العديد من الآفات تبقى صامتة وتكشف حين إجراء صورة شعاعية منوالية.

المعالجة: الهدف هو الوقاية، وتتعلق نسبة حدوث النخرة العظمية بالضغط ضمن العمل، وفترة التعرض، ونسبة إزالة الضغط، وعدد مرات التعرض. وقد خفض الالتزام الصارم ببرنامج عمل مناسب أخطار هذه الحالات على نحو لافت. ومعالجة الآفات المشخصة تتبع المبادئ المذكورة سابقاً.

-4 داء غوشر  Gaucher&http://arab-ency.com.sy/medical/details/619/15#39;s disease:

هو مرض عائلي ينجم عن عوز إنزيم نوعي يؤدي إلى تراكم السيريبروزيدات السكرية في بلاعم الجملة الشبكية البطانية. ومن الشائع حدوث المضاعفات العظمية في هذا المرض وأسوأها النخرة العظمية. أكثر ما يصاب الورك، ولكن الآفات تظهر في الجزء القاصي للفخذ، والقعب ورأس العضد. ويعزى إقفار العظم إلى ازدياد حجم الخلايا النقوية وانضغاط أشباه الجيوب العظمية، ولكن من المحتمل أن يكون لعوامل أخرى (صمات خلايا شاذة وزيادة لزوجة الدم) تأثير مماثل.

المظاهر السريرية: قد يحدث تنخر العظم في أي عمر، ويسبب ألماً حول أحد المفاصل الكبيرة (الورك عادة)، وتتحدد الحركة في الحالات المزمنة. تظهر تحاليل الدم فقر دم، ونقص الكريات البيض والصفيحات الدموية. والأمر المشخص- مع أنه غير ثابت - هو حدوث ارتفاع الفوسفاتاز الحامضة في المصل.

التصوير الشعاعي: تشبه المظاهر الشعاعية المظاهر الموجودة في الأنماط الأخرى لنخرة العظم, وقد تحدث الآفات الصامتة في عدة عظام.

والمظهر المميز والخاص (الناجم عن استبدال خلايا غوشر بالنسيج النقوي) هو اتساع (تمدد) العظام الأنبوبية ولاسيما القسم القاصي من الفخذ؛ مما ينجم عنه مظهر القارورة. قد يؤدي الترقق القشري والتخلخل العظمي إلى كسر مرضي.

المعالجة: تعالج هذه الحالة حالياً بإعاضة الإنزيم المفقود مما يخفف من حدوث المضاعفات العظمية.

 ومعالجة النخرة العظمية الحادثة تتبع المبادئ المذكورة سابقاً، ويفضل في البالغين إجراء تبديل المفصل التام.

-5 النخرة الشعاعية:

الوصف: الوصف: D:\المجلد 15\صور\صور\619\5.jpg

النخرة االشعاعية

أ - كسر جوف حقي بعد سنة من العلاج الشعاعي , التشخيص نخرة شعاعية. ب- فشل الكسر في الاندمال وانهيار المفصل

قد يسبب الإشعاع المؤين - إذا كانت كثافته عالية، أو جرى التعرض له فترة طويلة - تموت العظم. وقد قل حدوث هذه النخرة بعد تحسن تقنيات الأجهزة الشعاعية. والمرضى المصابون بنخرة عظمية شعاعية هم غالباً من الذين عولجوا منذ سنوات طويلة مضت. والمناطق التي تصاب بالدرجة الأولى هي الكتف والأضلاع (بعد تشعيع سرطان الثدي الخارجي)، والعجز والحوض والورك (بعد تشعيع الآفات الحوضية)، والفكان (بعد معالجة الأورام حول الرأس والعنق).

المرضيات (الباثولوجيا): النخرة الإشعاعية أكثر انتشاراً، والإصابات أكثر تنوعاً مما في الأشكال الشائعة للنخرة الإقفارية التي تصيبب دائماً العظم تحت الغضروف، تتموت خلايا العظم والنقي، ولكن ربما لا تحدث تغيرات بنيوية في العظم حتى عدة أشهر أو عدة سنوات. وتظهر الكسور الجهدية على نحو متدرج، وقد تؤدي إلى تخرب عظمي منتشر وواسع. والظاهرة اللافتة للنظر هي غياب الترميم وإعادة القولبة العظمية. والعظم المحيط مصاب غالباً بترقق عظمي.

التظاهرات السريرية: تبدو بألم حول الكتف أو الورك أو العجز أو ارتفاق العانة. وهناك دائماً قصة علاج بالإشعاع المؤين، المنطقة ممضة، الحركات متحددة في المفصل القريب. قد يظهر الفحص العام ندبات أو دلائل أخرى لآفة موضعة.

التصوير الشعاعي: يبدي مناطق تخرب عظمي وتصلباً مرقشاً، قد تبدو في الورك كسور غير متوقعة في الجوف الحقي أو في عنق الفخذ، أو انهدام في رأس الفخذ.

المعالجة: تعتمد المعالجة على موضع النخرة العظمية، ونوعية العظم المحيط وعمر المريض. يُجرى تصنيع المفصل في إصابة مفصل كبير كالورك، إن نوعية العظم غالباً فقيرة، وهناك خطورة عالية لتخلخل الغُرس الباكر، على أي حال إن لم يسيطر على الألم على نحو كافٍ، وكان مأمول الحياة في المريض معقولاً يسوغ عندئذٍ إجراء تبديل المفصل.

ثالثاً- الداء العظمي الغضروفي  osteochondrosis (التهاب العظم والغضروف  osteochondritis):

يطلق مصطلح التهاب العظم والغضروف على مجموعة من الحالات فيها تخطط - وأحياناً تجزؤ وتنخر- قطعة صغيرة من الغضروف المفصلي والعظم. يبدي القسم المصاب من العظم عدداً من تظاهرات النخرة الإقفارية تشمل موت الخلايا العظمية في القطعة العظمية الغضروفية، وتوعية ارتكاسية، وتشكلاً عظمياً في العظم المحيط. ويحدث هذا الاضطراب على نحو أساسي في المراهقين والبالغين الشباب في فترة زيادة النشاط الجسدي غالباً, وقد يتحرض في البداية بالرض أو الشّدة المتكررة.

الوصف: الوصف: D:\المجلد 15\صور\صور\619\6.jpg

التهاب العظم والغضروف المسلخ تبقى القطع العظمية الغضروفية عادة في مكانها على السطح المفصلي. الأماكن الأكثر شيوعاً هي: أ- اللقمة الفخذية الإنسية. ب - القعب. جـ - الرؤيس.

التظاهرات السريرية: المثال النموذجي لهذا الاضطراب هو ما يدعى التهاب العظم والغضروف المسلخ  osteochondritis dissecans. وهو يحدث على نحو نموذجي في البالغين الشباب الذكور غالباً، وأماكن الإصابة: السطح الداخلي (الإنسي) من اللقمة الفخذية الإنسية في الركبة، الزاوية الأمامية الإنسية من القعب في الكاحل، الجزء العلوي الإنسي من رأس الفخذ، رؤيس العضد ورأس المشط الثاني. غالباً ما يشكو المريض ألماً متقطعاً، وهناك أحياناً تورم وانصباب بسيط في المفصل. وإذا انفصلت القطعة المتنخرة انفصالاً تاماً فقد تسبب انعقال المفصل أو حوادث غير متوقعة من عدم الثباتية في الركبة أو الكاحل.

التصوير الشعاعي: يجب أخذ الصورة الشعاعية والمفصل بالوضعية المناسبة لإظهار الجزء المصاب من السطح المفصلي بوضعية مماسة للأشعة. وتحدد القطعة المنسلخة بخط ظليل على الأشعة، وحين تنفصل قد تكون الحفرة الناجمة واضحة.

تظهر التبدلات الباكرة على الرنين المغنطيسي. ويظهر المسح بالنظائر المشعة بوساطة 99mTc-HDP  زيادة الفعالية في المنطقة المصابة.

المعالجة: يكون العلاج في المراحل الباكرة بتخفيف الحمل وتحديد الفعاليات. وقد يكون الترميم تاماً في الشباب ولكنه قد يتطلب حتى السنتين. وينصح في المفصل الكبير كالركبة بتثبيت القطعة المنفصلة  انفصالاً جزئياً. أما القطعة المنفصلة انفصالاً كاملاً فيجب أن تثبت في مكانها إذا كانت كبيرة وما زالت محتفظة بقوامها. وقد تجرى هذه الإجراءات بوساطة التنظير المفصلي، وإذا انفصلت القطعة، وسببت أعراضاً مزعجة يجب أن تثبت في موقعها أو تستأصل استئصالاً كاملاً.

 

 


التصنيف : أمراض الجهاز الحركي
النوع : أمراض الجهاز الحركي
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 76
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 551
الكل : 31759131
اليوم : 34592