logo

logo

logo

logo

logo

أخضورة الكثبان

اخضوره كثبان

Dune Vegetation - Végétation des dunes



أخضورة الكثبان

 

 التنوع في نبت الرمال والكثبان الرملية

 خصائص النباتات أليفة الرمال  Psammophilous

أهمية النباتات ودورها في تثبيت الكثبان الرملية

أهم نباتات الرمال والكثبان الرملية

 

 

 

التنوع في نبت الرمال والكثبان الرملية:

يبدي نبت الرمال والكثبان الرملية dune vegetation تنوعاً شديداً، وتختلف أنواعه ومجتمعاته تبعاً للعوامل المناخية والحيوية التي تسيطر على مواقع انتشاره من جهة أولى، وتبعاً للخصائص الفيزيائية والكيميائية والمائية للرمال وموقعها بالنسبة إلى البحر ودرجة ثباتها من جهة أخرى. ولذا يمكن تصنيف نباتات الكثبان الرملية تبعاً لخصائص البيئات التي تعيش فيها وفق أكثر من معيار، فتبعاً لطبيعة المناخ يمكن أن يُميَّز بين:

 1- نبت الرمال في ظروف المناخ المتوسطي (الذي يتميز بأمطار تهطل في الشتاء البارد، ويكون الصيف جافاً)، وذلك في الطوابق الرطبة وشبه الرطبة وشبه الجافة والجافة والشديدة الجفاف، وفي بيئات متنوعة من حيث برودة الشتاء.

 2 - نبت الرمال في ظروف المناخ المداري (الذي يتميز بأمطار صيفية)، وذلك في الطوابق شبه الجافة والجافة والشديدة الجفاف.

 3 - نبت الرمال في ظروف المناخ الصحراوي.

وتبعاً لموقع أخضورة الكثبان من البحر أو المحيط يمكن تصنيفها إلى:

أ- نبت قريب من البحر أو المحيط، حيث تقع تحت تأثير رياحه ورذاذه والرطوبة الجوية العالية للمناطق الشاطئية.

ب - نبت الكثبان القارِّية، وهي بعيدة عن البحر أو المحيط وعن تأثيراته.

كما يلاحظ تنوع شديد في طبيعة النبت تبعاً للخصائص الفيزيائية والكيميائية والمائية للرمال وللكثبان الرملية (هل الرمال سيليسية، كلسية…إلخ، هل توجد أو لا توجد طبقة مائية أرضية، ومدى قربها من سطح الأرض إن وجدت، وطبيعة هذا الماء الأرضي مالح أو غير مالح، راكد أو متحرك) كما تؤثر درجة ثبات الكثبان الرملية (متحركة أو ثابتة ..)

 خصائص النباتات أليفة الرمال  Psammophilous

تتميز الرمال بمسامية عالية وانخفاض محتواها من المواد العضوية، وبفقد سريع لبخار الماء عند ارتفاع درجة الحرارة للطبقات السطحية نهاراً، وتكثفه ليلاً في الفراغات عند انخفاض درجة حرارة الهواء المتبادل إلى ما دون نقطة الندى، وهو أحد أهم مصادر الرطوبة الدائمة التي لا يمكن تجاهلها في بيئة الكثبان الرملية عامة. أي إن تربة الكثبان الرملية ملائمة لسرعة التنفس ولنمو جذور نباتات هذه البيئة في حال توفر الرطوبة.

يتسرب الماء في التربة الرملية بسرعة إلى الأعماق دون انجراف أو سيلان، ولذا تحتفظ بالرطوبة في الأعماق، وتمنع تبخرها. تكون الرطوبة قليلة جداً وشبه معدومة حتى عمق 50 سم، وتصل إلى حد الرطوبة الهيغروسكوبية حتى عمق 70 أو 80 سم، وذلك تبعاً لدرجة خشونة الرمال، وبعدها ترتفع الرطوبة مع العمق حتى تصل إلى السعة العظمى للاحتفاظ بالماء التي تتفاوت بين 4 و10 % بحسب نوع الرمال ونسبة الطين.

ترتبط رطوبة الرمال بالتركيب الميكانيكي للرمال وبكمية الأمطار وتوزيعها وبثبات حركة الكثبان، كما أن تكثف بخار الماء الجوي عند انخفاض درجة الحرارة ليلاً له أهمية كبيرة في التغذية المائية للنباتات الرملية على الكثبان الشاطئية، نظراً لارتفاع الرطوبة الجوية في النهار إلى درجة الإشباع (الظروف البيئية للكثبان الرملية الشاطئية أفضل منها في الرملية بسبب توفر الرطوبة باستمرار).

تتصف النباتات أليفة الرمال بصفات خاصة بها تجعلها متكيفة مع البيئة الرملية. ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:

1 - لها نظام جذري متطور، فإما أن يكون لها جذور سطحية كثيفة تمتد أفقياً لمسافات طويلة، فتمتص أكبر كمية من المياه، وتساعد على ربط حبيبات الرمال فتثبتها، كما هو حال نباتات الرتم  Retama raetam والحنظل Citrullus colocynthis  الشكل 1)، وإما أن يكون لها جذور عميقة وكثيفة قد تمتد عند بعض الأنواع لعشرات الأمتار، مما يسمح لها بالبحث عن الرطوبة في الطبقات السفلى من التربة، حيث تتجمع مياه الأمطار الراشحة بعيداً عن التبخر من سطح التربة، كما هو حال نباتات السمر Acacia tortilis وفراش العرائس  Ammothamnus gibbosus.

شكل النبات في الرمال  الثمرة                     
الشكل (1) : نبات الحنظل

2 - تتكيف النباتات أليفة الرمال مع الجفاف بأساليب مظهرية وتشريحية وفيزيولوجية خاصة بكل نوع. من أهم هذه التكيفات:

أ- اختزال سطح النبات المعرض للتبخر، مثل صغر حجم الأوراق أو تَبدّلها إلى أشواك، أو اختزالها إلى غمد فقط أو أن تصبح حرشفية غشائية.

ب - اختزال كمية الماء المفقودة بوساطة النتح، ويحدث ذلك بآليات عدة، منها:

 (1)- ثخانة القشيرة التي تشكل فوق البشرة طبقة شمعية تغطيها.

 (2)- توضع البشرة في طبقتين.

 (3)-  اختزال نسبة النتح من المسام، وذلك بوساطة عدة طرائق مثل: تغطية المسام بعدد كبير من الأوبار البشرية المنشأ، وتوضُّع المسام ضمن غرف أو أعراف، والتفاف الأوراق حول سطحها البطني بفضل وجود خلايا بصلية الشكل تتوضع عميقاً في الأخاديد. وهكذا فإن واحداً فقط من وجهي الورقة يكون على اتصال مع الوسط الخارجي، وغالباً ما يكون هذا السطح قليل المسام. ويشيع الأسلوب الأخير لدى النجيليات، حيث يتجلى ذلك بخفض محتوى الأوراق من الماء إلى مستوى أدنى من عتبة محددة تختلف قيمتها من نوع لآخر.

ج- خاصية تخزين المياه في خلايا النباتات أليفة الرمال مع الجفاف.

1 - يرتفع مجموعها الخضري بالمعدّل ذاته الذي تتراكم به الرمال؛ لكي تبقى بارزة فوق  سطحها كما هو حال القطف الملحي Atriplex halimus.

2 - لأفرعها الخضرية القدرة على تكوين الجذور عند طمرها بوساطة السفي الرملي حتى تمسك الرمل، فتتضاءل هجرته.

3 - لقواعد السوق القدرة على مقاومة درجات الحرارة العالية والاختلافات الحرارية القارية التي تشتهر بها رمال الصحارى.

أهمية النباتات ودورها في تثبيت الكثبان الرملية:

تغطي الرمال والكثبان الرملية المتحركة في الوطن العربي مساحات واسعة، وتعدّ من أهم المشاكل التي تواجهه في هذه الأيام، فقد تسببت في هجر عشرات القرى، وترك حقول كثيرة بسبب تغطية الرمال للكثير من مزروعاتها، إضافة إلى تغطية العديد من المطارات والسكك الحديدية وخطوط المواصلات السلكية ومشروعات الري والصرف…إلخ. ويعدّ التثبيت الحيوي للرمال والكثبان بوساطة النباتات القادرة على النمو في البيئات الرملية من أهم وسائل تثبيت الرمال وإيقاف زحف الكثبان. ويخضع اختيار الأنواع للظروف المناخية السائدة وطبيعة التربة.

أهم نباتات الرمال والكثبان الرملية:

الشكل (2): قصب الرمال - منظر عام للنبات

هناك الكثير من النباتات التي تنمو في البيئة الرملية، والتي لا يتسع المجال هنا لوصفها، وفيما يلي بعضها؛ وذلك وفقاً للشروط البيئية التي يمكن أن تنمو فيها:

1- في المناطق الشاطئية المتوسطية: قصب الرمال   Ammophila arenariaالشكل (2) والطرفاء  Tamarix gallica  والرتم  Retama monosperma والعوسج  Lycium intricatum والبطم العلكي Pistacia lentiscus.

2-  في المناطق القارية المتوسطية: العديد من أنواع الطلح والسلم  Acacia spp . والعديد من أنواع الطرفاء Tamarix spp. وفراش العرائس  Ammothamnus gibbosus والعازر Artemisia monosperma والأرطى  Calligonum comosum والرمث أو الغضى  Haloxylon salicornicum والرتم Retama raetam  والعرفج Rhanterium epapposum والزيتاء Scrophularia hypericifolia والعلندى (الإفدرا(  Ephedra alata والهشمة Helianthemum sessiliflorum والعنظوان  Seidlitzia rosmarinus؛ ومن النجيليات النصي الريشي  Aristida plumosa  والعذم اللحوي  Stipa barbata  والسبط  Aristida pungens.

3 -  في المناطق الجافة والشديدة الجفاف المدارية: العديد من أنواع الطلح والسلم  Acacia ehrenbergiana و Acacia raddiana، بلح الصحراء  Balanites aegyptiaca، الثمام  Panicum turgidum.

4 -  في المنطقة الصحراوية: يُصادف على الرمال السنط السنغالي  Acacia senegalensis، بلح الصحراء (هجليج).

5 -  في الترب الرملية الملحية: الغرقد  Nitraria retusa، القطف الملحي  Atriplex halimus، الطرفاء  Tamarix aphylla، العنظوان.

يمكن أن يُقدم نموذج للنباتات أليفة الرمال؛ وذلك بتقديم وصف مختصر لنبات الثمام من الناحية النباتية والتوزع الجغرافي والاحتياجات والخصائص البيئية والاستعمالات.

الثمام Panicum turgidum Forssk: نبات من الفصيلة النجيلية (أو الكلئية)  Poaceae، وهو عشب معمر ينمو على شكل أجمات كثيفة الأفرع، طوله 50-150 سم. كتلته الجذرية متينة والألياف الجذرية قوية ومتخشبة، تغطيها بكثافة أوبار جذرية تفرز مادة صمغية تسهم في تجميع حبيبات الرمال الدقيقة حولها، وتشكل معقداً خاصاً من التربة يتيح امتصاصاً أكبر للرطوبة المتوافرة في التربة. النورات عنقودية مركّبة، والسنيبلات مفردة، عديمة السفاة.

الثمام واسع الانتشار في الصحاري العربية، ينمو في الأراضي الرملية والسلتية الرملية، وينتشر في المنطقة التي تقع أمطارها بين (50 و300 مم)، وذلك من ارتفاع (-380 م) في منخفض البحر الميت إلى 3200م في جبال الصحارى الوسطى. يُشاهد في الكثبان الرملية  والأراضي الجيدة الصرف أو على سواحل البحر حيث يغطي سهولاً واسعة هناك (الشكل 3).

الأجمات المنتشرة في الرمال  النورة العنقودية المركبة                      
الشكل (3) : نبات الثمام

للثمام قدرة على تحمل الجفاف والملوحة، وما يزيد من قيمته من حيث تحمله للملوحة انتماؤه إلى مجموعة النباتات التي تستبعد «تطرح» الأملاح من نسجها، وليس إلى مجموعة النباتات التي تكدس الأملاح فيها.

يمتلك النبات القدرة على التكاثر الإعاشي، وذلك وفق أكثر من أسلوب؛ إذ يمكن أن تنحني سوقه حتى تلامس عقدُ الساق سطحَ التربة، ويتولد منها جذور لا تلبث أن تكوّن نباتاً جديداً. كما يتكاثر إعاشياً بتقسيم الأرومة.

تتكاثر النباتات التي وطدت نفسها في الموقع بذرياً، غير أن إنتاش البذور لا يحدث إلا بعد هطل ما لا يقل عن 30 مم (أو ما يعادلها من ماء الري)، إضافة إلى أن نسبة إنتاش البذور تَتَباين بحسب الصنف والبيئة، وهذه النسبة قليلة بوجه عام، والبادرات الناتجة من البذور أقل تحملاً للجفاف من الأفراد البالغة، ولذلك من النادر مشاهدتها في الطبيعة.

إن ما يميز الثمام من بين النباتات الرملية هو إمكان توطنه في الترب الرملية الخالية من النباتات، حيث يُكَوِّنُ أكمات رملية حول جسمه المغطى من الأسفل بقواعد الأوراق العائدة  للسنة السابقة؛ مما يوفِّر جواً مساعداً على توطن أنواع أخرى، غير أن الرعي الجائر يجعله غير قادر على تكوين هذه الأكمات.

كما يعدّ الثمام من مصادر العلف المهمة؛ إذ ترعاه عندما يكون فتياً جميعُ الحيوانات (الأليفة والبرية)، وأفضل مرحلة لذلك بعد الإزهار، ويزيد في أهميته الرعوية كون موسم نموه في الصيف؛ إذ تقل الموارد الرعوية عادة، ويُرعى عند جفافه من قبل الإبل والحمير، كما يلجأ بعض البدو إلى جز الأفرع وتخزينها علفاً إلى وقت الحاجة. ويمكن استهلاكه من قبل البشر، فالبدو يأكلون النموات الفتية الخضراء للنبات، ويجمع آخرون الثمار؛ لتطحن ويصنع منها عصيدة. فالثمام مصدر للحبوب، وهناك أصناف تعطي إنتاجاً وافراً نسبياً من الثمار «الحب». كما تستعمل الأفرع الجافة وقوداً وفي صناعة الأسقف والأسيجة والحصر وبعض القطع اليدوية الأخرى.

 

عماد القاضي

 

 

مراجع للاستزادة:

-  إبراهيم نحال، التنوع الحيوي النباتي للبيئات الرملية في الوطن العربي وأهميته في مكافحة التصحر، منشورات المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، دمشق 2006.

 -  محمد نذير سنكري، بيئات ونباتات ومراعي المناطق الجافة والشديدة الجفاف السورية «حمايتها وتطويرها»، منشورات جامعة حلب، 1987 .

 - M. Ajmal Khan et al., Panicum turgidum, a potentially sustainable cattle feed alternative to maize for saline areas 2009.

- Z.H. Selim, W. Marwa, Rehabilitation of degraded coastal Medi­terra­nean rangelands using Panicum turgidum Forsskm, Acta Bot. Croat. 66 (2), 161-176, 2007.

 


التصنيف : البيئة
النوع : البيئة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 418
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 490
الكل : 31732217
اليوم : 7678