راس ابن هاني (موقع-)
راس ابن هاني (موقع)
Ras ibn Hani - Ras al-Ain
¢ رأس ابن هاني
جمال تموم
يقع رأس ابن هاني Ras Ibn Hani على بعد ١٠ كم إلى الشمال الغربي من مركز مدينة اللاذقية، عرف قديماً باسم رأس الفنار، وهو أكثر رؤوس الساحل السوري بروزاً، وهو على شكل شبه جزيرة ممتدة من الشرق إلى الغرب بطول يقرب من٢٥٠٠م، وعرض وسطي نحو ٥٠٠ م، ويعتقد أن الموقع هو مدينة آفوقي الكنعانية المذكورة مراراً في النصوص الأوغاريتية (سلالة أوغاريت وآفو)، أو أن يكون اسمها أوغاريت البحر(أوغاريت يم)، أو أن اسمها بيروت (الآبار في الكنعانية) حيث ذكرت في أسطورة كيرت[ر]، أو أفو، أي الأنف. تم الاهتمام بالموقع في أثناء الحفر لإشادة فندق سياحي عليه، الأمر الذي استدعى نقل مكان الفندق إلى الشاطئ الرملي الجنوبي، والبدء بأعمال التنقيب.
![]() |
وقد أشار رينيه دوسو R.Dussaud إلى أن في رأس ابن هاني بقايا مسرح ومعبد ومدافن كانت ظاهرة في مطلع القرن العشرين ، ويذكر وجود آبار قديمة، وأسوار وحجارة منحوتة ضخمة كان الأهالي ينقلونها على الجمال لبناء بيوتهم في اللاذقية والقرى المجاورة.
أجرت بعثة أثرية مشتركة سورية – فرنسية أعمال تنقيب في الموقع بدءاً من سنة ١٩٧٥م بإدارة عدنان البني وجاك لاغارس J.Lagarce، وتركزت الأعمال في القسم الأوسط من رأس ابن هاني(القطاع د والقطاع هـ)، وهما يضمان تلاً أثرياً ترتفع ذروته ٩م عن سطح البحر، ويضم أربع طبقات أثرية يعود أقدمها إلى العصر البرونزي المتأخر، وأحدثها إلى العصر الروماني البيزنطي.
اكتشفت مدينة أوغاريتية جديدة بتخطيط عمراني منظم وفسيح، طولها قرابة ألف متر، وعرضها نحو خمسمئة متر، وكانت قائمة على مستوى ٦أمتار من سطح البحر الحالي، وقد قام بهذا المشروع أحد ملوك أوغاريت في أواخر القرن الرابع عشر ق.م على الأرجح، واكتُشف من هذه المدينة قصران؛ جنوبي وشمالي وبينهما حي سكني.
- أما القصر الجنوبي فتبلغ مساحته نحو ٥٠٠٠م٢ (٨٥×٥٥م)، وجهت زواياه إلى الجهات الأربع، وقد بُني على طريقة السطوح المتدرجة، وهو مدعم من جانبه الشرقي بسور دفاعي مائل، يماثل سور أوغاريت، وآثار فعل المياه واضحة على الزاوية الجنوبية وعلى الجدار الجنوبي الشرقي، وسماكة جدران القصر بين ١٢٠و١٥٠سم، وهي مبنية بمداميك من الحجر الرملي، تتخللها مونة من الطين الغضاري الأحمر، كما سوي سطح المداميك أحياناً بطبقات رقيقة من الملاط الكلسي، وتدعم الجدران بجذوع من الخشب تمتد أفقياً أو تدخل كالأسافين من جهة لأخرى عبر الجدار.
![]() |
القصر الجنوبي |
وفي داخل القصر باحة (١٧×١١م)، تتوسطها بركة ماء، والساحة محاطة بحجرات وممرات وبعض المداخل العريضة التي تتوسطها قواعد مستديرة من الحجر الكلسي كانت مخصصة لحمل أعمدة الخشب، وتجهيزات المياه المتشابهة مع أوغاريت. وقد عُثر في هذا القصر على بعض الجرار الأوغاريتية ذات الرقاب القصيرة والقعر المحدب، والطاسات القبرصية (طاسات الحليب)، وبعض الأواني المسينية وأباريق الزيت المدببة والفخار ذي القعر الحلقي. ويبدو أن القصر هُجر أو أفرغ من محتوياته إما بسبب أعمال إصلاحية كبرى، وإما بسبب هجوم شعوب البحر التي غزت القسم الشرقي من البحر المتوسط في بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد، مما دعا ملك قبرص إلى تحذير ملك أوغاريت منها.
- وأما القصر الشمالي فيقع في الجهة الشمالية من الموقع، وقد خصص للملكة «أخت ملكي»، أم الملك أميشتمرو الثاني (١٢٦٠-١٢٣٠ق.م )، مساحته أصغر من القصر الجنوبي، لكنه مماثل له من حيث توجيه زواياه ومخططه، ومن حيث عمارة جدرانه وتفاصيلها. لكن بخلاف القصر الجنوبي كان مسكوناً عندما هوجم من قبل شعوب البحر ونهب ثم أحرق، وبعد ذلك حفرت أرضيات غرفه بحثاً عن الطمائر، وتظهر آثار الحريق واضحة في كسوة الجدران والأرضيات، وفي الخشب المتفحم والرصاص الذائب. كما اكتشف فيه أيضاً ساحة مبلطة أو باحة مركزية غير مسقوفة، محاطة بحجرات وممرات يبلغ عددها أكثر من أربعين، وفي الجهة الشرقية ممر يؤدي إلى مدفن القصر، وفي الشمال درجان مقترنان يصلان إلى أحد الأسطحة أو إلى طابق متجه نحو البحر، وفي الجنوب حجرة الانتظار، وهي مزودة بمقاعد ملتصقة بالجدار. وفي الجهة الشمالية القاعة التي يستقبل فيها صاحب القصر زواره ، وفي الجهة الغربية من القصر القسم الصناعي الذي اكتشفت فيه آثار منشآت صناعية لصب سبائك البرونز والنحاس المعدّة لأغراض التجارة والتصدير، إذ عثر على قاعدة حجر كبير نحت في وسطها قالب لصب السبائك، له شكل جلد ثور، وقد حفظت نسخة منه في متحف اللاذقية، وبعد تصنيع هذه السبائك من النحاس والبرونز كانت تصدر إلى أجزاء العالم القديم، لتكون معياراً للتبادل التجاري، أو لنقل المعدن المُعد للصناعة. وقد وجدت مثل هذه السبائك في كريت وصقلية وقبرص واليونان وأوغاريت ومصر. وأهم مجموعة منها وجدت في المركب الغارق في رأس جليدونيا على الشواطئ التركية، وهي تُظهر كيف حمل السوريون الهدايا المقدمة لملوك مصر وأمرائها.
وجدت في هذا القصر بقايا من أواني الألباستر وغيرها، وهي من اللقى التي نجت من النهب في أثناء هجوم شعوب البحر، ولكن الأهمية الحقيقية تكمن في اكتشاف المئات من الرُقم المسمارية -خاصة في حجرات الجهة الشمالية الشرقية- حررت بالأبجدية الأوغاريتية واللغة الأكادية – البابلية، وقد تعرض بعضها للحريق وللسقوط من طابق أعلى، وتأتي أهمية هذه المجموعة من الرُقم لأنها الوحيدة التي وجدت خارج العاصمة أوغاريت، وقد قسمت إلى عدة فئات:
- مراسلات داخلية بين سكان القصر والسلالة الحاكمة في العاصمة أوغاريت (مراسلة بين أخت ملكي، أم الملك المقيمة على الأرجح في المدينة الجديدة في رأس ابن هاني، المشرفة على النشاط الاقتصادي في المدينة، وابنها الملك أميشتمرو الثاني في أوغاريت).
- مراسلات مع مصر وجزيرة كريت وألاشيا.
- رُقم اقتصادية وإدارية، تختص بالعلاقات الاقتصادية والتعامل التجاري، وفيها أسماء أعلام ومدن وقرى.
- نصوص دينية تفيد في معرفة عوالم الأرباب الكنعانية القديمة، والطقوس والأساطير السائدة، وبعض النصوص السحرية.
- نصوص معجمية سومرية – بابلية، ومنها قوائم جغرافية وكواكب.
أظهرت التنقيبات الأثرية أن الموقع سكن من جديد خلال عصر الحديد ، وقد عثر في الطبقة الأثرية التي تعود إلى هذا العصر على عمارة سكنية وجدت فوق أطلال القصر الشمالي، من بينها بيت كبير نسبياً مر بمرحلتين في عصر الحديد الأول، وعُدّل في مطلع الحديد الثاني. والبيت مؤلف من مدخل وباحة وغرف مبلطة، عثر في أرضية إحداها على مجموعة من الجرار والأواني الفخارية المحطمة، يحمل بعضها رسوماً ملونة. وفوق أطلال القصر أيضاً عُثر على مسكن آخر من عصر الحديد الأول، ومر أيضاً بمرحلتين رئيستين على الأقل، والفخار المكتشف يدل على أنه قريب في أسلوبه من الفخار القبرصي الملون، ويشبه الفخار الفلسطيني في الفترة نفسها. وعثر على فخار محلي وفخار تقليد للنماذج القبرصية، وفخار مستورد من بلاد اليونان الشرقية وقبرص، وهذا يدل على النشاط التجاري من القرن الثامن إلى مطلع القرن السادس قبل الميلاد. ويلاحظ غياب الفخار اليوناني بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد ، وذلك بسبب هجر الموقع.
إن اكتشافات عصر الحديد مهمة؛ لأنها تظهر تعاقب الاستيطان من دون انقطاع من مطلع عصر الحديد الأول حتى عصر الحديد الثاني، وهذا شيء نادر في مواقع الساحل السوري، ولأول مرة تقريباً تظهر معالم أثرية في مثل هذا الترتيب وذلك الوضوح، أي خلال الفترة المسماة بالفترة الغامضة الممتدة من نهاية عصر البرونز المتأخر حتى نهاية الألف الأول ق.م.
تأسست مدينة هلنستية قرابة منتصف القرن الثالث ق.م. على كامل الرأس البحري، أحيطت بتحصينات ضخمة، امتدت من حدود القطاع (د) حتى القسم الشرقي من الرأس بطول ٩٠٠م، ولهذه التحصينات علاقة بالنزاع بين السلوقيين والبطالمة للسيطرة على منطقة شرق البحر المتوسط حيث تبدل وضع هذه الأسوار والتحصينات وفق تناوب السيطرة بين السلوقيين والبطالمة على هذه المنطقة. وكان لهذه المدينة منشآت مرفأية ضخمة في الشمال والجنوب، داخل الأسوار وخارجها، وانتظمت المدينة وفق نظام متعامد من دون التقيد باتجاه الأسوار. وتشكلت التحصينات من السورين الشرقي والغربي المتباعدين عن بعضهما مسافة ١كم، وجاورت الأسوار الشمالية والجنوبية خط الشاطئ، وعرض جدرانها نحو٣م، وقد احتوت على أبراج بنيت في الزوايا أو في نقاط استراتيجية، والبرجان الواقعان ضمن السور الشرقي (في وسطه وفي زاويته الجنوبية) لهما شكل مربع، ويبلغ طول ضلعه ٢١م، وعرض الجدران ٢م، وبين هذين البرجين برج على شكل حرف U، عرضه ١٧م، ويبرز نحو ١٣م، وعرض جدرانه ٢.٥م.
كما بُنيت قلعة في الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة داخل السور الشرقي، لها شكل شبه منحرف، ومساحتها ٦٠٠٠م٢، يحيط بها من الشمال والغرب سور ضخم يبلغ عرضه ٣م، شيدت زواياه الشمالية الغربية والجنوبية الغربية مع أبراج مربعة ، فيما بني في السور الشمالي برج على شكل حرف U، وتحيط بالقلعة من الجهة الشرقية والجنوبية أسوار، وفي داخلها وبالقرب من سورها الغربي بناء قد يكون له وظيفة دينية، ويمكن نسب بناء هذه القلعة إلى الملك أنطيوخس التاسع (١١٤-٩٥ق.م ).
بعد انسحاب البطالمة تابعت المدينة نشاطها بزخم خلال القرن الثاني ق.م، يدل على ذلك النقود المضروبة بأسماء الملوك السلوقيين التي شملت تقريباً كامل فترة حكم أنطيوخس التاسع حيث ازدادت النقود كثيراً، وعثر على أغلبها في قمة التل.
كما اكتشف داخل الأسوار بناء كبير مؤلف من جدارين متحدي المركز، يبلغ عرضهما ٢م، أبعاد البناء بين ٢٥و٢٧م، وقد استند إلى الوجه الداخلي للسور الشرقي، وفي الخلف إلى البرج الشمالي، يبدو وكأنه صالة مستديرة محاطة بأروقة ذات أعمدة دورية وأيونية. وهناك بناء آخر يعتقد أنه معبد بأعمدة، عُثر فيه على سواكف وتيجان دورية، بني بالقرب من البناء السابق. وهناك منازل فخمة ذات أرضيات من الطينة الكلسية البيضاء، وجدران مطلية بالملاط الملون، وقد احتوت المدينة أيضاً على شبكة للتزود بمياه الشرب التي غذّت الأحواض والنافورات.
وعثر على مسلة من الحجر الرملي تحمل نقشاً باللغة الإغريقية، ارتفاعها ١٠٧سم، وعرضها عند القاعدة ٥٢’٥ سم، و٤٩سم في القمة، وسماكتها١٩سم، وقد كتب ضمن عمودين، ويحتوي قائمة بأسماء بعض الجنود على العمود الأيسر، وعلى العمود الأيمن المكان الذي يدل على أصول المدن التي عرفت بتقديمها للجنود خلال العصر الهلنستي، ويعود تاريخ هذا النقش إلى النصف الثاني من القرن الثالث ق.م، ويكون بذلك أقدم نقش إغريقي على الحجر في سورية يشهد على الحرب التي دارت بين السلوقيين والبطالمة للسيطرة على منطقة شرق المتوسط.
بعد فترة الازدهار هذه عانت المدينة من فترة انحطاط، يدل على ذلك جدرانها التي بنيت بتقنية عادية بسيطة داخل المساكن الفخمة، الأمر الذي يدل على أن الأغنياء كانوا قد هجروا مساكنهم فاستقر بها أناس فقراء، حدث ذلك بسبب السيطرة السلوقية على الموقع في بداية القرن الثاني ق.م.
سادت أشكال من الفخار المطلي العائد إلى بداية الاستقرار الهلنستي في الموقع، من بينها الصحون والصحاف والطاسات ذات التزيينات البارزة، كما وجدت آذان الجرار المختومة المستوردة من رودس ومن جزيرة تاسوس، وتدل كثرة هذه الجرار- التي كانت تحمل الخمر والزيت من اليونان- على النشاط التجاري في هذه الفترة مع بلاد الإغريق. وعثر على مصباح هلنستي من الفخار، مكون من عدة صفوف من المثاعب، عثر على مثيل له في قبرص، واستخدم هذا النوع من المصابيح في المعابد، وهو من الفخار الوردي الناعم جداً، طلي من الخارج بالأسود والبني. واكتشفت أعداد من النقود من إصدار الملوك السلوقيين والبطالمة وأرواد الفينيقية، وأكثر هذه النقود الهلنستية تحمل صورة الملكة بيرينكيBerenike زوجة الملك السلوقي أنطيوخس الثاني (٢٦١-٢٤٦ق.م)، وأخت الملك البطلمي بطلميوس الثالث.
إن اكتشاف مدينة من العصر الهلنستي في مثل هذا الاتساع في رأس ابن هاني شيء له أهميته؛ لأن المواقع العائدة إلى ذلك العصر طمست معالمها عند إقامة المنشآت الضخمة خلال العصر الروماني، وقد تبين أن القسم الشرقي من رأس ابن هاني قد هجر في العصر الروماني المتأخر بسبب طغيان البحر، وهذا ما ساعد على بقاء بعض المعالم الهلنستية.
عُثر على مستوطنة فيها دلائل على تنظيم مدني، وهي ذات طابع تجاري، وفيها شارع مرصوف يصعد نحو الشمال باتجاه قمة التل، وأبنية ممتدة حتى الطرف الشرقي من الموقع الهلنستي، أي ما يقارب ٦٠٠م طولاً من الشرق نحو الغرب. وهناك مقبرة طولها ٢٠٠م من الشرق إلى الغرب يبلغ عرضها أكثر من ٥٠م، احتوت على مئات القبور المحفورة في الصخر، يحتوي معظمها على رفات ميت مستلقٍ على الظهر يتجه رأسه إلى الشرق، يرافقه أحياناً بعض الأثاث الجنائزي كالأواني والحلي الزجاجية والفخارية والحجرية، وتدل دراسة الفخار في هذه المقبرة على وجود فخار مستورد من إفريقيا ومن قبرص .
![]() |
المدفن الملكي |
على سطح الموقع -الذي تعرض للتشويه بالأعمال الزراعية والعوامل الطبيعية ونهب الحجارة واقتلاعها في أعمال التسوية الأخيرة- تم تمييز كتلتين سكنيتين واسعتين في الطبقة العائدة إلى العصر الروماني المتأخر والبيزنطي (القرن الرابع حتى السادس)، بينهما ممر شمالي جنوبي، فرشت أرضيته بطبقة من المونة الكلسية. وتتضمن كل كتلة قاعة مفروشة بالفسيفساء البسيطة ذات مكعبات كبيرة الحجم. وفي الكتلة الشرقية خزانان مستديران ممتلئان بالأواني الفخارية المتنوعة، وهما جزء من معصرة للزيتون، أما المصنوعات الزجاجية فهي أيضاً من القرن السادس الميلادي، ومنها الصحون الكبيرة والقوارير والكؤوس، وثمة مجموعة من النقود يعود أقدمها إلى عهد الحكم الروماني الرباعي في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع ، وأحدثها من عهد جوستنيان (٥٢٧- ٥٣٢م).
مراجع للاستزادة: - عدنان البني، التنقيب في رأس ابن هاني، الحوليات الأثرية العربية السورية، المجلد ٣٣ الجزء الثاني ١٩٨٣. -Élisabeth and Jacques Lagarce, Adnan Bounni, Nassib Saliby, “Les fouilles à Ras Ibn Hani en Syrie (campagnes de 1980; 1981 et 1982)”, Comptes rendus des séances de l’Académie des Inscriptions et Belles-Lettres, 127e année, N. 2, 1983, pp. 249- 290. -Élisabeth and Jacques Lagarce, Adnan Bounni, Nassib Saliby, “Les dixième et onzième campagnes de fouilles (1984 et 1986) à Ras Ibn Hani (Syrie)”, Comptes rendus des séances de l’Académie des Inscriptions et Belles-Lettres, 131e année, N. 2, 1987, pp. 274-288. |
- التصنيف : آثار كلاسيكية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :