إسريا (معبد-)

اسريا (معبد)

Isriya (Temple-) - Isriya (Temple-)

إسريا (معبد -)

معبد إسريا

تقع إسريا Esriye في منتصف الطريق الذي يصل حلب بتدمر على بعد 120كم شمال غربيّ تدمر في البادية السورية في نقطة تلاقي عدة طرق كانت تربط موقع إسريا بخالكيس (خلقيس) وبتدمر والرصافة قديماً، واستوطنت في عدة فترات خاصة خلال العصر الروماني، واسمها القديم سيريانا Seriana. وقد أجريت  فيها مسوحات أثرية إضافة إلى تنقيبات حول المعبد الذي يتميز به الموقع الذي لم يبقَ منه حالياً سوى الهيكل المركزي الذي كان يحتفظ بالتمثال، وما زال قائماً حتى اليوم.

معبد إسرايا: الواجهة الأمامية

معبد إسرايا من الخلف

وتركزت الدراسات على معبد إسريا وما حوله - خلال السنوات من 1991 إلى 1994- بإدارة معهد الآثار الألماني بدمشق وبإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية، كما دلت الدراسات التي جرت على المباني السكنية على وجود نوعين من البنا : أحدهما من الحجر الغشيم غير المسوَّى بأساساته، ارتفعت فوقها جدران مبنية من الطين افترض أنها خاصة بالمزارعين، في حين أن النوع الآخر من البنا الخاص غالباً بالتجار والحرفيين والمشيد من الآجر المكسو بعضه بالرخام.

ومن أهم اللقى الأثرية التي عثر عليها في الموقع تمثال برونزي للإله أبولون[ر] كشف عنه في سنة 1993 في شماليّ الهيكل، ضمن بنا صغير مربع الشكل  مبني من اللبن، ويعتقد أنه قد دفن لأسباب طقسية متعلقة بالممارسات الشعائرية المتبعة في معابد النبو ة، المتعلقة بالما حيث طمر إلى جانبه إنا فخاري له دور مهم في طقوس تلك المعابد النبو ة، وعثر على العديد من القطع الفخارية في أجزا الموقع التي تعود إلى الفترة الممتدة بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، إضافة إلى نوع من الأواني المختومة العائدة إلى القرن الأول الميلادي .

معبد إسريا:

ويعود المعبد - الذي يدعوه أهل المنطقة بقصر إسريا- إلى نهاية العهد السيفيري في منتصف القرن الثالث تقريباً، ويمكن الاستدلال من خلال بعض الأجزا الواقعة أسفل المنصة المبني فوقها التي أعيد استخدامها على أنه بني في موضع بنا يعود إلى فترات سابقة له، ثم أجريت عليه في العصر البيزنطي بعض التغييرات من هدم وبنا   في كتلة المعبد وحوله، وكذلك في العصر الإسلامي.

بني المعبد من الحجر الكلسي فوق مصطبة، وله برجان متميزان، في أحدهما درج من الداخل كان يؤدي إلى الأعلى، وكان للمعبد بهو معمَّد في جهة الشرق، تعلوه جبهة مثلثة الشكل، ويصعد إليه عبر درج؛ لكنه أزيل حتى الأساس في أواخر العصر الكلاسيكي، حيث كان يتم الولوج إلى داخل المعبد عبر باب رئيس مزدان بساكف متميز بنقوشه الزخرفية الجميلة التي تمثل أشكالاً مختلفة لأوراق الأكانثيا المستقيمة أو الملتفة حول ميداليات نقشت داخلها أشكال لأزهار هندسية الشكل، كما برزت من جدران الهيكل في الخارج عضائد نصفية تحمل صفة تزيينية، تنتهي في أعلاها بتيجان نصفية أيضاً كورنثية الطراز؛ (6 عضائد جانبية و4 في الخلف)، وكان قد تم تسقيف الهيكل بالآجر، حيث دلت بقاياها على وجود فتحات صغيرة استخدمت للإضا ة، كما وجدت فتحات نوافذ صغيرة في أعلى الجدارين الشمالي والغربي.

وتمت زخرفة الجبهة المثلثة (جمالون) في الواجهة الغربية للمعبد بالنقوش البارزة التي تمثل ربة القمر، ويفترض أنها تناسب آلهة الشمس في الواجهة الأمامية للمعبد، وفي جداره الغربي توجد فتحة بارتفاع أقل من المترين تبدو كمدخل إلا أنه من غير الممكن الولوج إليها سوى من الداخل، وإلى الأسفل منها حفر بئر في جانب جدار المصطبة، وفي الجهة المقابلة لهذه الفتحة في الجدار الشمالي محراب، وقد دل وجود أساس مقوى  في الجهة الغربية داخل المعبد على وجود حجرة الإله (أديتون) كانت قد تعرضت لتعديلات؛ لتصبح منشأة ذات جناحين، كما تم إنشا قبو أسفل الحجرة لم يبقَ منه سوى أجزا من الأقواس. 

وأحيطت المدينة في بداية العصر البيزنطي بسور بنيت أساساته من الحجر الكلسي، وبنيت أجزاؤه العلوية من اللبن، وشيد متاخماً  للمعبد من الجهتين الشمالية والجنوبية، لكن لم يعثر على ما يثبت استخدام المعبد كنيسة. كما شيدت في المدينة ثلاث كنائس صغيرة. وفي العصر الإسلامي شيدت مصطبة أمام المدخل، وتعرض خلاله لحريق انتهت معه مرحلة الاستخدام الأولى في العصر الإسلامي، وقد دلت بقايا أثرية لقطع فخارية وبقايا نسيجية وعظم في طبقة الحريق على أن المكان قد استخدم للسكن لمدة طويلة، ثم تحول في مرحلة لاحقة (كما يقول نقش كتابي) إلى خزان مياه في عهد الحاكم المملوكي تنكز الذي حكم بين 1312م/217هـ و1340م/147هـ، كما استخدمت المساحات الأمامية من المعبد كمقبرة إسلامية.

عفاف ليلا

التصنيف : آثار كلاسيكية

النوع : مباني

المجلد: المجلد الأول

رقم الصفحة ضمن المجلد : 398

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

اصدارات الموسوعة العربية

أسماء الباحثين

هل تعلم ؟؟

• - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات

• - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،

• - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.

• - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش

• هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب

• - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين

• - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك

شراء النسخة الورقية