logo

logo

logo

logo

logo

الإبراهيمي (الحرم-)

ابراهيمي (حرم)

Al-Ibrâhîmî (Al-Haram-) - Al-Ibrâhîmî (Al-Haram-)



الإبراهيمي (الحرم -)

 

مسجد الجاولي

رباط قلاوون

البرج

 

يقع الحرم الإبراهيمي في الجنوب الشرقي من مدينة الخليل الواقعة جنوب مدينة القدس بنحو 30كم. وقد تعاقبت أمم ودول على هذا الأثر مما أثر في شكله وبنيانه وعمارته على السوا . وامتدت إليه أيد لبنائه ومعاول لهدمه غيرت ملامح المكان وأظهرت ما ألمَّ به من أحداث جسام.

وتجدر الإشارة إلى أن أهمية هذا الحرم لا تكمن في كونه أثراً تاريخياً ومعمارياً فحسب، بل لمكانته الدينية بالنسبة إلى الديانات السماوية الثلاث. إذ يحوي الجامع بين جنباته قبر نبي الله إبراهيم الخليل وزوجته سارة، وكذلك قبر إسحق ويعقوب وزوجتيهما رفقا وليقا، وهي مزارات لا تزال موضع تقديس وإجلال لأبنا جميع الديانات السماوية، ولاسيما الإسلام.

ويذكر الرحالة عبد الغني النابلسي في كتابه "الحضرة الأنيسية في الرحلة القدسية" أن سليمان لما فرغ من بيت المقدس أوحى الله تعالى له: "يا ابن داود، ابن على قبر خليلي حيزاً (سياجاً) حتى يكون لمن يأتي من بعدك لكي يُعرف". وقد جدَّ سليمانu وبنو إسرائيل في البحث عن موضع القبر حتى عثروا عليه وأقاموا الحصن، ثم جا الروم وقاموا بفتح باب وأقاموا بالمكان كنيسة هدمها الفرس سنة 614م.

 

المسقط الأفقي للجامع الإبراهيمي

وعندما خضعت مدينة الخليل للحكم الإسلامي تم الاهتمام بالمدينة عامة وبالحرم الإبراهيمي خاصة. وقام الأمويون ببنا السقف الحالي للحرم، وبنوا القباب الواقعة فوق مرقد إبراهيم ويعقوب وزوجتيهما. وفتح العباسيون في عهد المهدي باب السور الحالي من الجهة الشرقية، وبنوا القبة التي تعلو ضريح يوسفu.

وعند سقوط مدينة الخليل في يد الصليبيين في أواخر القرن الحادي عشر أطلقوا على الحرم اسم "قلعة القديس أبراهام". وفي سنة 568هـ/1172م بنيت كنيسة على موقع الحرم، وظلت كذلك إلى أن استطاع صلاح الدين الأيوبي تحرير المدينة وحوَّل كنيستها إلى جامع، وهو المعروف الآن بالجامع الإبراهيمي، ونقل المنبر الذي صنعه الفاطميون لمسجد عسقلان إليه. ثم أضاف الملك المعظم شرف الدين عيسى الأيوبي رواقاً إلى المسجد. وفي زمن المماليك أضاف الظاهر بيبرس تعميرات كثيرة إلى المسجد مما جعله من أعظم مساجد الإسلام. والمقامات الحالية للأنبيا وزوجاتهم هي من تجديدات المماليك.

الوصف: D:\d\موسوعة الأثار\المجلد الأول\الصور\302\2.jpg

الشكل الخارجي للحرم الإبراهيمي

يحيط بالمسجد سور خارجي هو المعروف بالحصن السليماني وهو مستطيل الشكل يبلغ طوله 59.28م، وعرضه نحو 33.97م (أي بمساحة قدرها نحو 2013.74م2). أما سمك الجدران الخارجية فيبلغ 2.68م وارتفاع السور يبلغ نحو 16م حيث زيد في ارتفاعه نحو ثلاثة أمتار في العصر المملوكي. وقد بني هذا السور بأحجار ضخمة يبلغ طول بعضها نحو سبعة أمتار، وارتفاعها نحو ثلاثة أمتار, وتم بنا السور على شكل مداميك بها صفوف على شكل أعمدة مربعة تبرز إلى الخارج قليلاً وأكتاف يتوجها ويزينها كورنيش، وبأعلى هذا السور شرفات على طراز العمران الإسلامي.

الوصف: D:\d\موسوعة الأثار\المجلد الأول\الصور\302\3.jpg

تفاصيل الجز العلوي من حنية المحراب

 

الوصف: D:\d\موسوعة الأثار\المجلد الأول\الصور\302\4.jpg

محراب ومنبر الحرم الإبراهيمي

تتألف عمارة هذا الجامع داخل هذه الجدران العالية من جز جنوبي يؤلف الحرم المخصص للصلاة، وجز شمالي يتوسطه صحن مكشوف يحيط به ثلاثة أروقة مغطاة بعقود متقاطعة.

والحرم عبارة عن مساحة مستطيلة طولها 28.45م وعمقها 21.80م، تتكون من ثلاثة أروقة متعامدة على جدار القبلة. يعد الرواق الأوسط أكبرها وأعلاها والذي ينتهي بالمحراب، وتقوم الأروقة على أربع دعامات ضخمة متوسطة تحمل الأسقف المغطاة بعقود متقاطعة تستند إلى عقود ضخمة ترتكز بأطرافها على الجدران الداخلية للحرم. وعلى الأسقف زخارف ملونة تعود إلى العهد العثماني.

ومحراب الجامع من الرخام، وتحمل طاقيته زخارف فسيفسائية. أما المنبر فهو خشبي يعود إلى الفترة الفاطمية، وقد أمر ببنائه أمير الجيوش بدر الدين الجمالي سنة 484هـ/1091م، وهو من أقدم المنابر الخشبية الإسلامية التي مازالت مستعملة، ويعد تحفة فنية غنية بالزخارف المميزة.

وبالقرب من الجدار الشمالي تقع فتحة المغارة التي تعلوها أربعة أعمدة تحمل قبة صغيرة، ويوجد في المغارة ضريح النبي إبراهيم وعائلته. وبالقرب من ذلك دكة رخامية مملوكية. وبين كل من الدعامتين الشرقيتين والغربيتين على جانبي الرواق الأوسط توجد حجرتان متقابلتان سقفهما جملوني، بداخل كل منهما مشهد رمزي لقبري إسحاقu وزوجته رفقا، وقد أخذتا شكلهما الحالي أيام السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون (709-741هـ/1310-1341م).

والجز الشمالي من الجامع يتوسطه صحن مكشوف مستطيل تحيط به ثلاثة أروقة مغطاة بعقود متقاطعة؛ الجنوبي منها والملاصق للحرم من الشمال يحتوي بداخله على حجرة مربعة تتصل مع الحرم بباب، وتسمى "غرفة الحضرة الإبراهيمية"، وهي تقع بين قبري النبي إبراهيمu وزوجته سارة واللذين يتألفان من الداخل من حجرة سداسية يتوسط كل منهما تركيبة قبر ونوافذ للدعا .

ولا يختلف قبرا يعقوب وزوجته ليقا الواقعان في الرواق الشمالي للصحن المكشوف من حيث الوصف عن قبري النبي إبراهيم وزوجته، كما يقع بينهما أيضاً غرفة مربعة تسمى "الحضرة اليعقوبية".

أما الرواق الغربي للصحن فيسمى "مصلى المالكية" حيث ينتهي طرفه الجنوبي بمحراب مغطى بالقاشاني ويفتح به للغرب بابان؛ الأول كان يتوصل منه إلى القلعة الصليبية التي كانت ملاصقة للجامع، وإلى المدرسة الإسلامية التي أقامها السلطان ناصر الدين حسن المملوكي (755-762هـ/1354-1361م). بينما يتوصل من الباب الثاني إلى المئذنة الشمالية الغربية للجامع التي تتشابه في وصفها مع المئذنة الجنوبية الشرقية، فكل منهما مربعة القاعدة تنتهي بشرفة محمولة على صفوف من المقرنصات المتصاعدة التي تحمل على قمة المئذنة وترتفع كل منهما 15م عن المستوى العلوي لجدران الجامع.

وللمسجد ثلاثة أبواب:

الباب الأول: في منتصف الواجهة الشرقية، وهو الباب الرئيسي للجامع، ويتوصل إليه عبر ممر ينتهي بسبع درجات صاعدة.

الباب الثاني: يقع في الشمال الغربي، ويتوصل إليه بوساطة 32 درجة بشكل مستقيم.

الباب الثالث: يقع أقصى الشمال الغربي للمسجد، ويبدو أن هذا الباب فتح خصوصاً في سور الحصن لكي يكون مخرجاً بحذا قبر يوسفu الذي يقع خارج المسجد في هذه الجهة. وقد قام بفتح هذا الباب أحد نظّار المسجد وهو شهاب الدين أحمد اليغموري في عهد الظاهر برقوق الذي حكم في الفترة بين 784- 801هـ/1382-1399م، ويقع هذا الباب بالقرب من الميضأة الغربية قبل بداية درج الباب الثاني، وأُنشئ لهذا الباب حديثاً سلّم متعرج وذلك للوصول من خلاله إلى المدرسة التي يقع بداخلها قبر يوسفu، وهي المنسوبة إلى السلطان المملوكي ناصر الدين حسن.

ويلاصق سور المسجد الخارجي عدة مبانٍ أثرية ذات قيمة تاريخية ومعمارية كبيرة من أهمها:

مسجد الجاولي: الذي ينسب إلى الأمير علم الدين سنجر الجاولي (ت 745هـ/1345م) والذي كان ناظر الحرمين الشريفين (القدس والخليل) في عهد الناصر محمد بن قلاوون، وكان محباً للعلم وله مصنفات علمية، ومحباً للعمران حيث بنى هذا المسجد سنة720هـ/1320م بهدف زيادة مساحة الجامع الإبراهيمي، ونُقش على حائطه أن سنجر قد عمّر المسجد من ماله الخاص. ويعد المسجد من العجائب حيث اقتطعه من الجبل وجوّفه وبنى عليه سقفاً تتوسطه قبة، ورفعه على اثني عشر عموداً أقامها بوسطه، وكسا أرضه وحيطانه وسواريه وجدرانه بالرخام، وفتح في الجهة الغربية من حائطه شبابيك اصطنعها من الحديد والزجاج. يبلغ طول المسجد من ناحية القبلة 19.2م، بينما يبلغ عرضه شرقاً 16م، فهو مستطيل الشكل تبلغ مساحته نحو 307م2. وجدران المسجد الخارجية من الصخر المنحوت، بينهما وبين الممر الذي يفصلهما عن السور السليماني دعامات حجرية منحوتة أيضاً، وقد اقتطع جز من مؤخرة المسجد كمصلى للسيدات بجدار محدث أزيل في ستينات القرن الماضي، وقد رفعت أرض هذا المصلى عن باقي المسجد بثلاث درجات. فالمسجد اليوم عبارة عن ثلاثة أروقة مغطاة بعقود متقاطعة محمولة على دعامات حجرية ضخمة، ويتوسط المسجد قبة حجرية، ومحرابه الواقع في جداره الجنوبي منحوت أيضاً بالصخر ومكسو بالرخام الملون المميز، ويمكن عده من أجمل المحاريب في فلسطين.

مدرسة السلطان حسن (العنبر): وتعرف أيضاً بالقلعة، وتقع في الشمال الغربي من السور الخارجي. بناها السلطان ناصر الدين حسن وبداخلها قبر يوسفu، وتبلغ أبعادها نحو عشرين متراً طولاً وثمانية أمتار عرضاً، فهي مستطيلة الشكل، وسقفها مغطى بعقود متقاطعة وجدرانها- فيما عدا أجزا الحصن- مطلية، ولها شباكان على الساحة الخارجية، وشباك ثالث في الشمال الغربي حُوّل إلى باب عند إنشا السلم المستحدث. ويوجد في هذه المدرسة قاعة تعرف بالعنبر الكبير استولى عليها اليهود وجعلوها مدرسة دينية لهم منذ عام 1980م. وهناك عنبر آخر صغير يقع إلى الشمال الداخلي من الباب المستحدث، كما يوجد تحت المدرسة ممر معقود ضيق يوصل إلى مرقد يعقوبu.

رباط قلاوون: يقع بالقرب من الركن الجنوبي الغربي للجامع بقايا رباط قديم أنشئ في عام 679هـ/1281م يعرف برباط قلاوون، وقد استحدث فوق الرباط طابق إضافي.

البرج: يقع بالقرب من رباط قلاوون بقايا برج أثري له قيمة فنية وتاريخية، وعليه لوحة تذكارية باسم السلطان العثماني سليمان بن سليم، بيد أن البرج أزيل بالكامل ثم أعيد بنا جز منه بشكل غير مطابق لشكل البرج القديم وحجمه.

فاطمة السليطي

 

 

مراجع للاستزادة:

- مجير الدين الحنبلي، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل (دار الكتب العلمية، بيروت 1985م).

- عبد الغني النابلسي الحنفي، الحضرة الأنيسية في الرحلة القدسية، تحقيق: أكرم حسن العلبي (بيروت 1990م).

- عارف باشا العارف، تاريخ القدس (دار المعارف، القاهرة 2002م).

 

 


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 30
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1091
الكل : 40595151
اليوم : 124966