logo

logo

logo

logo

logo

إزرع (كنيسة-)

ازرع (كنيسه)

Izra' (Church-) - Izra' (Eglise-)



إزرع (كنيسة -)

 

تتألف عمارة الكنيسة

 

تقوم هذه الكنيسة في مدينة إزرع بمحافظة درعا، وتعرف باسم كنيسة القديس مار جورجيوس Mar Georges للروم الأرثوذكس، وقد أنشئت في موقع معبد وثني قديم، وكان بناؤها وفقاً لتقويم بصرى في أواخر عام 515 وبداية عام 165 م، وقد عاصرت مجموعة من أشهر الكنائس في ذلك الوقت ككنيسة سرجيوس وباخوس في بصرى (512م)، وكنيسة سانت ڤيتال San Vitale في إيطاليا (547م) وكنيسة أيا صوفيا Hagia Sophia في إسطنبول (532- 537م).

كما تعدّ من أهم الكنائس التي تتمثل فيها عملية انتقال بنا الكنيسة من مخطط البازليك Basilique مستطيلة الشكل إلى مخطط الكنيسة المركزية مربعة الشكل التي تعلوها قبة كبيرة في وسطها. وبسبب أهميتها الكبيرة أدرجها فلتشر في كتابه "تاريخ الهندسة المعمارية" الصادر عام 1961م.

بنيت الكنيسة بشكل كامل من حجر البازلت الأسود السائد في منطقة حوران والمنحوت، وهي مرتبة جيداً. وهي مربعة الشكل، وتعلوها في وسطها قبة كبيرة، ويبرز في الجدار الشرقي شبه منحرف يكوّن حنية الهيكل، ويوجد داخل الكنيسة شكل مثمن، يتوزع أمام كل ضلع من أضلاعه الثماني عضادة ضخمة ذات شكل فريد، تتألف الواحدة منها من عدة أضلاع متداخلة ومنكسرة ومنحنية، وتحمل هذه العضادات فوقها كتل الأقواس التي بدورها تحمل كتلة القبة المركزية والسقف. ويوجد في كل زاوية من الزوايا الرئيسية الأربع من الداخل حنية على شكل غرفة نصف دائرية، يحد كلاً منها وفوق قطرها المنفتح على جسم البنا الداخلي قنطرة جميلة تعلوها نافذة مقوسة.

وتتألف عمارة الكنيسة من الأقسام التالية:

كنيسة إزرع من الخارج
 
 
كنيسة إزرع من الداخل ويظهر فيها الهيكل
 
كنيسة إزرع من الداخل

-1    الهيكل :Abside يقع في الجهة الشرقية من الكنيسة، ويتميز بمكوناته الفخمة، كما يتألف من عدة عناصر معمارية متصلة ببعضها، أهمها المذبح الذي هو عتبة حجرية محاطة بقناة منحوتة لتقديم الأضاحي.

 -2  القبة: تقوم العضائد والأقواس التي تأخذ شكل الدائرة وسط الكنيسة بحمل رقبة مثمنة الشكل، تتخللها النوافذ، وترتكز عليها كتلة القبة. كانت قبة هذه الكنيسة مبنية من الحجر البازلتي، لكنها انهارت، وأعيد بنا القبة باستخدام الخشب المغطى من الخارج بطبقة معدنية، يبلغ ارتفاعها عن أرضية الكنيسة أكثر من 15متراً.

 -3 السقف: يعدّ واحداً من أجمل السقوف المعروفة؛ نظراً لدقة البنا في رصف معظم العناصر المشكلة له، ويعتمد هذا الطراز على رصف كتل حجرية طويلة بحيث يرتكز طرف كل منها على حافة الأقواس، والطرف الآخر على الجدار الجانبي، ثم يصار إلى رصف سقف آخر بحجم أصغر من السقف الأول وباتجاه معاكس بهدف جعل البنا أكثر قوة ومتانة، ويشكل هذا السقف مع الأقواس أروقة تحيط بالمساحة المركزية التي تغطيها القبة.

-4   بوابات الكنيسة: يوجد ثلاث بوابات للكنيسة حيث تتطابق البوابتان الجنوبية والشمالية في الشكل والمضمون، أما الغربية فهي البوابة الرئيسية والأفخـم؛ لأنها تتألـف من باب كبير يعلـوه سـاكف حجري جميل يحمل كتابة يونانية مسيحية تقول: "إن ملتقى الأبالسة أصبح الآن منزلاً للرب السيد، إن نور الخلاص يملأ هذا المكان الذي كانت تغطيه من قبل الظلمات، فاحتفالات الكنيسة حلت محل الطقوس الوثنية، والمكان الذي كان مركزاً لخلاعة الآلهة تصدح منه اليوم تسابيح الرب. إن رجلاً محباً للمسيح الشريف جان بن ديوميدس هو الذي بنى من ماله الخاص هذه الكنيسة الجميلة، ووضع فيها ذخيرة الشهيد جورجيوس، بعد أن ظهر له القديس المذكور، ليس في المنام؛ بل في اليقظة عام 410م بحسب تقويم بصرى".

كما يوجد على طرفي هذا الساكف دائرتان تتضمنان نقش الصليب، وتتدلى قطوف العنب من كل واحـدة منهما، وتقع هذه العناصر الزخرفية ضمن إطار نحتي نافر.

وتحتوي الكنيسة إضافة إلى هذه الكتابة بعض الكتابات الأخرى، منها: كتابة يونانية مسيحية على مذبح صغير تقول: صنعه كاسيانوس، وكتابة أخرى على حجر في رواق خارجي يحيط بالقبة. كما أنه تم العثور على قطعة أثرية من البرونز في إحدى آبار كنيسة القديس جورجيوس عام 1903م كانت تستخدم لختم القرابين، ويشبه الطرف الأعلى منها قرن الكبش، وفي طرفها الأسفل يوجد نقش ذو شكل مستطيل فيه كتابة يونانية تقول: "إله واحد".

وفي الجهة الشمالية الداخلية للهيكل باب يفضي إلى غرفة مظلمة يقوم وسطها سلم حجري يؤدي إلى سطح البنا ، وتحت السلم بئر يفتح بابها ويغلق بحسب الحاجة، يعتقد أن هذا التصميم كان يستخدم في حالة الهجوم على الكنيسة.

احتلت الكنيسة في العصر البيزنطي كرسياً أسقفياً مهماً، ومن أشهر أسـاقفتها نونوس المكافئ، فاروس ثيودوروس. وهناك أسما عديدة أطلقت عليها من السكان المحليين في حوران مثل: كنيـسة القديس جورجيوس، والدير أو دير إزرع ودير مار جرجس وخضر إزرع. وللكنيسة أهمية دينية كبيرة لدى سكان حوران على مر العصور، فخضر إزرع هو راعي المدينة وكنيستها وحاميها من الكوارث الطبيعية والبشرية؛ فلا زلازل ولا أمطار ولا حروب تؤثر فيها بوجوده، وهو السبب الرئيسي في بقائها سليمة إلى هذا اليوم على الرغم من مرور أكثر من ألف وخمسمئة سنة على بنائها بحسب اعتقادهم. والخضر محبوب من قبل جميع سكان حوران من مسلمين ومسيحيين، فهم ينذرون له النذر، ويحجون إليه من كل أنحا المنطقة مصطحبين معهم القرابين؛ ليذبحوها على عتبة الكنيسة ويوزعوها على الفقرا ، كما يقدمون النقود والحلي والأشيا الثمينة على مذبح السلام، فهو عندهم ذو كرامة ومعجزات، كثير الرأفة حاضر الإغاثة والعون.

ما زالت هذه الكنيسة تحافظ على أصلها الأول، ولعل التغيير الوحيد الذي أصابها قد نجم عن الحروب التي خربت جز اً من قبتها في أعقاب حملة إبراهيم باشا، ثم رممت في عهد البطريرك غريغوريوس حداد الذي دشنها بنفسه ضمن احتفال كبير سنة 1911م، ومنذ ذلك التاريخ حتى الساعة لم تصب بأي تشويه كما يؤكد ذلك سكان المدينة.

وفي السنوات الأخيرة أجرت المديرية العامة للآثار والمتاحف بعض الأعمال في كنيسة إزرع كإنشا سور حجري وحديدي للكنيسة من جهة الجنوب وترميم مكان جرس الكنيسة، وفي عام 2005 شهدت الكنيسة عملية ترميم أشرفت عليها دائرة آثار درعا، شملت ترميم القبة المركزية وفك بعض أجزا من جدرانها المتصدعة وإعادة بنائها؛ مما أعاد إلى عمارة الكنيسة جماليتها.

 

سعيد الحجي

 

 

مراجع للاستزادة:

 - منير الذيب، سورية الجنوبية حوران (دمشق 2004).

 - بركات الراضي، تاريخ آثار وتراث حوران (دمشق 2002).

 - متري هاجي أثناسيو، سورية المسيحية في الألف الأول الميلادي (لبنان 1997).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
النوع : مباني
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 375
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1061
الكل : 40605583
اليوم : 135398