logo

logo

logo

logo

logo

إكليل

اكليل

-



الإكليل

أنواع الأكاليل في الفترات  الكلاسيكية

تصوير الإكليل ورمزيته في الفن الكلاسيكي

 

 

الإكليل Couronne: تاج معمول من أزهار أو أوراق طبيعية أو صناعية تزين الرأس، ولكن دلالة الإكليل قديماً لا تتطابق مع دلالته في العصر الحديث وهو "التاج الملكي". لأنه بالنسبة للأقدمين فإن التاج الملكي يقابل الإكليل الحديث بالنسبة لنا. ثمة أنواع كثيرة من الأكاليل التي يتميز بعضها عن بعض من خلال المادة المصنوعة منها والزخارف التي تحملها. وقد استخدمت هذه الأكاليل بصفة أساسية مكافأة على عمل يحمل الفضيلة العامة، أو للزينة في الأعياد.

أنواع الأكاليل في الفترات  الكلاسيكية:

-1 إكليل النصر :corona triumphalis له ثلاثة أصناف:

أ- إكليل من أوراق الغار من دون ثمار: كان يوضع على رأس القادة العسكريين في أثنا انتصارهم في المعركة، ويعدّ هذا الإكليل إكليلَ النصر الشرفي الأكثر أهمية بين بقية الأكاليل، ويطلق عليه مجازاً laurea insginis. ومثال هذا الإكليل  تمثال نصفي للامبراطور أنطونينوس [ر] Antoninus.

ب- إكليل من الذهب: له أوراق غار صناعية مصنوعة من الذهب، ويوضع هذا الإكليل عادة على رأس قائد منتصر من قبل موظف مسمى لأجل هذه المهمة. ومثال هذا الإكليل قوس تيتوس [ر] Titus في روما؛ حيث تكلل إلهة النصر المجنحة رأس الامبراطور الذي يركب عربة النصر في أثنا غزوه للقدس.

ج - إكليل من الذهب: له قيمة كبيرة، وكان يرسل إلى الضباط الذين حققوا انتصارات في عدة أقاليم، ويسمى مجازاً الإكليل الإقليمي corona provincialis.

-2 إكليل الريحان :corona ovalis هذا الإكليل معمول من أوراق الريحان، يكلل به ضابط حصل على شرف تكريم الناس المرافقين له.

-3 إكليل الزيتون corona oleagina: إكليل من أوراق الزيتون، يعطى للجنود أو قادتهم الذين حققوا انتصاراً في مسابقة أو في استشارات بغض النظر عن مشاركتهم بالحدث.

-4 إكليل الأعشاب والأزهار البرية :corona obsidionalis يتكون من أعشاب وأزهار برية. يصنع هذا الإكليل في مكان حيث يكون الجيش الروماني محاصراً فيه، ويقدم هذا الجيش الإكليل للقائد الذي يأتي لإنقاذهم ويفك عنهم الحصار. وبغض النظر عن قيمته فقد نظر إلى هذا الإكليل رمزاً للشرف العسكري الأعظم الذي من الصعب الحصول عليه.

 

تمثال لأوغسطس يضع إكليلاً مدنياً (متحف النحت، مونيخ)

تمثال للامبراطور أنطونينوس يضع إكليل النصر من ورق الغار

-5 الإكليل المدني :corona civica يتكون هذا الإكليل من أوراق البلوط وثماره. وكان يكلل رأس الجنود الرومان الذين أنقذوا حياة زميل لهم وقتلوا أعدا ه في إحدى المعارك. في البداية كان الجندي الذي أُنقذت حياته هو الذي يقدم الإكليل لزميله الذي أنقذه، ولكن فيما بعد أصبح الامبراطور نفسه هو الذي يقدم هذا الإكليل.

 

الإلهة سيبلي مكللة بإكليل جداري (يعود تاريخه إلى60 ق.م، لاتسيو)

 

نحت نافر كشف في تدمر يمثل الإلهة عشتار معتمرة إكليلاً من الأوراق وبقربها الإلهة تايكي يزين رأسها إكليل جداري

-6 الإكليل الجداري :corona muralis هذا النوع من الأكاليل - كما يبين الاسم - يتعلق بالأسوار والحصار، وهو مزخرف بأبراج صغيرة لسور ويعطى مكافأة قيِّمة للجندي الأول الذي يتسلق سور مدينة محاصرة. ويمكن معرفة خصائص هذا الإكليل من خلال تمثيل للإلهة سيبلي Cybèle(إلهة الخصوبة والزراعة) وهي مكللة بإكليل جداري، مصورة على نحت نافر عثر عليه في مدفن قرب روما. وهو يرمز إلى رفعة الإلهة سيبلي وسموها.

- 7إكليل السياج الخشبي :corona castrensis vallaris إكليل من الذهب مزخرف بسياج خشبي، يقدّم "للجنود الأوائل" الذين استطاعوا فتح الطريق واختراق مخيم العدو.

-8 إكليل المراكب البحرية corona classica navalis aut rostrata: إكليل مصنوع من الذهب على شكل مهاميز (رأس المركب) السفن. يقدّم لقائد الأسطول الذي دمر سفينة لعدو، كما يقدّم للبحار الأول الذي نجح في الصعود إلى سفينة العدو. ومثاله إكليل مزخرف على رأس الامبراطور أغريبا المنقوش على ميدالية برونزية.

-9 الإكليل المشع :corona radiata إكليل مزخرف على شكل أشعة بارزة، وينسب هذا النوع من الأكاليل إلى الشخصيات المقدسة كالآلهة أو الأبطال الشجعان، وكان هذا النوع من الأكاليل يقدم عامة إلى للأباطرة أو الشخصيات التي تظهر  دلائل ألوهية أو انتما ً إليها. ومثال هذا الإكليل إكليل يزين رأس الامبراطور أوغسطس [ر]Augustus ؛ منقوش على حجر كريم اكتشف في هامبورغ.

- 10إكليل العيد :corona pactilis يستخدم هذا الإكليل لتزيين الرأس، يتألف من أزهار طبيعية وأوراق موصولة بأغصان متشابكة. مثاله إكليل يزين رأس امرأة تجسد فصل الربيع؛ مصورة على نحت بارز من المرمر.

-11 إكليل الزهر corona sutilis: كان يعمل من أزهار متشابكة من كل الأصناف، ولكن فيما بعد أصبح يعمل فقط من الورد الجوري المنسق مع أجمل الأوراق. مثاله إكليل يزين رأس امبراطورة رومانية منقوش على حجر.

-12 الإكليل الطويل :corona longa هو تطريز إكليلي من الأزهار يلف الرقبة والصدر، وقد استخدم عند اليونان والرومان لتزيين البيوت والأشخاص بالعيد، وهناك نقش على العاج في متحف فلورنسا يظهر الإكليل الطويل يزين لباس شخص يعتقد أنه الامبراطور ماركوس أنطونيوس [ر] Marcus Antonius.

تصوير الإكليل ورمزيته في الفن الكلاسيكي:

كان الإكليل من العناصر الزخرفية التي مثلت كثيراً في الفن الكلاسيكي، فقد قام الفنانون في العصر الهلنستي والروماني والبيزنطي بتصوير الإكليل على لوحات الفريسك والفسيفسا والمنحوتات النافرة والتماثيل والميداليات وأيضاً المسكوكات. وفي الفترات الهلنستية والرومانية يلحظ أن ربة النصر Nikê [ر] قد مثلت في العديد من المواضيع وهي تحمل بيدها إكليل النصر، وأحياناً هي من يقوم بتكليل أحد الأشخاص كما يظهر ذلك في صورة الامبراطور المنتصر تيتوس المذكورة سابقاً. وثمة صور كثيرة لعدد كبير من الأباطرة الرومان - منقوشة على المسكوكات - تظهر رؤوسهم وهي مزينة بأنواع مختلفة من الأكاليل وخاصة أكاليل الغار والأكاليل المدنية. ويُعتقد أن هذه الأكاليل تدل على الانتصارات التي حققها هؤلا الأباطرة في حروبهم المستمرة ضد الأعدا في الشرق والغرب، وهي بذلك تعد رمزاً من رموز السلطة والشرعية التي يتمتع بها الامبراطور، ومثال ذلك دينار فضي (44 ق.م) يمثل صورة وجهية للامبراطور يوليوس قيصر[ر] Iulius Caesar وهو مكلل بالغار؛ وفي الخلفية توجد صورة للإلهة ڤينوس [ر] Venus المنتصرة وهي تقود العربة. وتظهر في بعض المسكوكات الصادرة في المقاطعات الرومانية صورَ حكامها منفردة أو مرافقة لصورة الامبراطور، وفي هذه الصور يظهر رأس الحاكم مكللاً. ومثال ذلك ديناران فضِّيان صدرا في تدمر ووجدا في أنطاكيا[ر] (270/271 م) حيث تظهر في الدينار الأول صورة الملك وهب اللات [ر] مكللاً بالغار (رمز النصر)؛ وعلى الوجه الآخر تظهر صورة الامبراطور أورليان [ر] Aurelianus يعتمر الإكليل المشع (دليل الشرعية المستمدة من الآلهة)، وفي الدينار الثاني يظهر رأس وهب اللات معتمراً بإكليل مشع؛ وفي الوجه الآخر صورة امرأة تجسد الفضيلة الامبراطورية. إن اعتمار الإكليل المشع الذي يعتمره في العادة الامبراطور مع تجسيد الفضيلة الامبراطورية يدل على رغبة وهب اللات في الاستقلال وتحدي الامبراطور الروماني.

كما تزين بعض تماثيل الأباطرة الرومان أكاليل منوعة، ومثال ذلك تمثال الامبراطور كلوديوس [ر]  Claudius ت(41-54 م) المعتمر لإكليل مدني من البلوط، وهو معروض في متحف الفاتيكان.

وهناك نحت نافر وجد في تدمر [ر]، وهو يمثل صورة نافرة للإلهة عشتار [ر] معتمرة إكليلاً معمولاً من الأوراق وبقربها الإلهة Tyché التي يزين رأسها إكليل جداري، وهذه الإلهة ترمز إلى المدينة وتفوقها على بقية المدن، واعتمارها هذا النوع من الإكليل يعزز هذه الدلالة. كذلك ينبغي الإشارة إلى الإكليل الجداري الذي يزين رأس صورة نصفية لإلهة الارض ممثلة على لوحة فسيفسا في أحد بيوت أفاميا [ر] Apameia (القرن الميلادي السادس)، وكما ذكر آنفاً فإن إلهة الخصوبة والزراعة سبيلي كانت تحمل الإكليل نفسه.

وتزخر لوحات الفريسك والفسيفسا من الفترات الكلاسيكية بصور لأبطال الأسطورة اليونانية والرومانية وهم مكللون بالغار أو بأوراق من أصناف أخرى (في أغلب هذه الأمثلة يرمز الإكليل إلى النصر)، ومن ذلك مثال مصور على لوحة فسيفسا وجدت في حمص[ر] (القرن الثالث)؛ تمثل البطل هرقل [ر] Herakles أمام الإله زيوس [ر] Zeus في مجمع الألومبيا وهو مكلل بأوراق الأكانث؛ دلالة النصر الذي حققه في جميع مهماته الذي تكلل بانضمامه إلى مجمع الآلهة.

وفيما يخص الفن الجنائزي في الفترة الرومانية فقد عثر على تصوير لربة النصر Nikê على نحت نافر - في مدفنين في كل من الرها [ر] وتدمر من القرن الثالث الميلادي - وهي تحمل في يدها الممدودة إكليلاً من الأوراق، وهو يرمز هنا إلى الانتصار على الموت والفوز بالحياة الأخرى. كذلك عثر في بعض المدافن في تدمر (القرن الثالث الميلادي) على صور نصفية على نحت نافر لبعض الكهنة المكللين بالغار، والإكليل يرمز هنا أيضاً إلى النصر والفوز بالحياة الأخرى. والجدير بالذكر هنا أن بعض التوابيت الحجرية مزخرفة بنوع من الأكاليل الطويلة؛ وقد تكون وظيفتها تزيينية؛ أو تحمل دلالة متعلقة برمزية الإكليل، ومثال ذلك التابوت الحجري (الفترة الرومانية) المعروض في متحف حماة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأكاليل الطويلة تظهر في عدد من لوحات الفريسك المكتشفة في بومبي، ودورها هنا تزييني لأن معظم هذه اللوحات اكتشفت في بيوت المدينة.

وفيما يتعلق بالفن المسيحي المبكر فثمة عدة إشارات في الكتاب المقدس إلى الإكليل الذي يحمله الفائزون المنتخبون دلالةً على الفوز بالجنة. وفي معمودية الأرين في راڤينا Ravenna بإيطاليا (بداية القرن السادس الميلادي) هناك لوحة فسيفسا جدارية تمثل صورة تعميد السيد المسيح وهي محاطة بصورة تلاميذه الاثني عشر واقفين في الجنة، وكل واحد منهم يحمل إكليل غار رمزاً للفوز بالجنة. واستخدم الإكليل أيضاً في الفن الجنائزي المسيحي حيث يظهر ذلك في تابوت حجري اكتشف في راڤينا (القرن السادس الميلادي). يظهر هذا التابوت مجموعة من الأكاليل منقوشة على السطح الخارجي للتابوت، وكل منها يحوي صليباً. وهذا ما يتمثل أيضاً في لوحتي فسيفسا جنائزيتين (القرن السادس الميلادي) معروضتين في متحف باردو في تونس. إن دلالة الإكليل في هذين المثالين تتعلق ربما بالقيامة والفوز بالجنة.

وفي بعض لوحات الفسيفسا من الفترة البيزنطية والتي اكتشفت في سورية والأردن صورت أكاليل من ورق الغار تحوي كتابات يونانية نذرية، ومثال ذلك لوحة فسيفسا تلعار (376م). وفي هذه الأمثلة يصور الإكليل - ربما - عنصراً زخرفياً من دون أن يحمل أي دلالة رمزية. بيد أنه اكتشفت في أفاميالوحة فسيفسا - نسبت إلى سنة 363/364م - مزخرفة بإكليل من الغار يحوي كتابة يونانية تكريمية، وقد فسر هذا الإكليل رمزاً للإكليل الامبراطوري؛ ويعبر - ربما - مع الكتابة عن الحكمة الملكية والحداثة التي أدخلها الامبراطور يوليانوس [ر] Julianus المرتد إلى السلطة.

 

كميت عبد الله

 

 

مراجع للاستزادة:

- Anthony RICH, Dictionnaire des antiquités romaines et grecques, traduit par de. M. Chéruel (Singapour, 2004).

- Cornelia ISLER- KERÉNYI, L’art de Rome, traduit par Fabienne-Andréa Costa (Milan, 2009).

- Janine BALTY, Mosaïques antiques de Syrie، (Bruxelles, 1977).

- Komait ABDALLAH, Les mosaïques antiques du musée de Maarret An-Nouman، thèse non publiée (Paris, 2009).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1113
الكل : 40579782
اليوم : 109597