logo

logo

logo

logo

logo

تنظيم الأسرة وموانع الحمل

تنظيم اسره وموانع حمل

family planning and contraceptives - planification familiale et contraceptifs



تنظيم الأسرة وموانع الحمل

 

الدكتور إبراهيم حقي

آليات موانع الحمل

وسائل منع الحمل

 

منع الحمل أمر معروف منذ العصور المغرقة في القدم ذكر في كتب الإغريق القدامى وفي أوراق بردي الفراعنة وفي الأحاديث المنقولة عن العرب، وله طرائق مختلفة وآليات بعضها قديمة ما زالت صالحة حتى الآن مع تبديلات بسيطة، ويستند بعضها إلى آليات جديدة لم تكن معروفة قديماً، عدا تطور استعمال هذه الطرائق على اختلاف أنواعها من استعمال فردي إلى الدعوة إلى استعمالها استعمالاً جماعياً واسعاً في بعض المجتمعات التي تشكو من تكاثر السكان تكاثراً يهدد بما يسمونه الانفجار السكاني وما سيجر إليه من عواقب وخيمة كما يرون. ولا يهم الخوض في هذا الموضوع لأنه موضوع اجتماعي اقتصادي أخلاقي بيئي سياسي ديني وهناك اجتهادات كثيرة بين مؤيد ومعارض ولكل حججه وبراهينه، وإنما تهم معرفة ما يمكن للطبيب الممارس أن ينصح به من يراجعه طالباً وسيلة لمنع الحمل رجلاً كان أم امرأة.

وقبل الدخول في ذكر مختلف الوسائل وطرائق استعمالها يجب أن يعلم أن كل وسيلة من الوسائل ينظر إليها من وجهات ثلاث: الجدوى والسلامة والتقبل.

 يقصد بالجدوى نسبة نجاح الطريقة المستعملة في منع الحمل.

ويبدو أنه ليس هناك حتى الآن طريقة نسبة النجاح فيها مئة بالمئة ولابد من الإخفاق حين استعمال أي طريقة من الطرائق مدة طويلة، وتقدر نسبة الإخفاق هذه بحسب طريقة بيرل Pearl بعدد الحمول الحادثة في 1200 شهر (مئة سنة) استعملت فيها الوسيلة المدروسة أي تحدد نسبة الإخفاق حسب المعادلة التالية:

 

   

 

لنفرض أن سيدة ما استعملت طريقة ما لمنع الحمل مدة 170 شهراً، واستعملتها سيدة أخرى 90 شهراً وثالثة 320 شهراً ورابعة 150 شهراً فمجموع الأشهر التي استعملت فيها الطريقة: 170+90+320+150=730 شهراً، ولنفرض أن عدد الحمول الحادثة كان ثلاثة حمول فتكون نسبة الإخفاق حسب بيرل 

  

        

             

وتختلف تأثيرات موانع الحمل المختلفة من حيث سلامتها وخلوها من الأذى سواء أكان الأذى مباشراً أم متأخراً، موضعياً أم عاماً كحدوث التخرشات الموضعية أو اضطرابات وظائف بعض الأعضاء أو الغدد أو الأورام أو الاضطرابات النفسانية أو شدة هذه الاضطرابات والإصابات إن كانت موجودة من قبل. ولابد من معرفة هذه التأثيرات الضارة لكل مانع وفحص طالبة استعمال المانع فحصاً دقيقاً لاختيار النوع المناسب لحالتها أو لنصحها بعدم استعمال أي مانع من الموانع.

أما تقبل النساء للموانع أو عدم تقبلها فتدخل فيه عوامل كثيرة غالباً ما تكون نفسانية أو اجتماعية أو دينية، وقد يكون لثمن المانع وسهولة استعماله علاقة بذلك أيضاً.

آليات موانع الحمل

تختلف آليات تأثير موانع الحمل وهي تستند إلى مبادئ مختلفة فمنها ما يمنع حدوث الإباضة كحبوب منع الحمل وما شابهها، ومنها ما يقتل النطف في المهبل كالتحاميل المهبلية وما شابهها، ومنها ما يمنع وصول النطف إلى البويضة كالحواجز المهبلية وما ماثلها، أو يمنع تعشيش البيضة الملقحة ونموها في الرحم كاللوالب وأمثالها، أو يمنع البيضة المعششة من استمرار نموها بإخراجها من الرحم بتجريفها، والطبيب الممارس غير الاختصاصي يستطيع وصف بعض هذه الوسائل من دون حرج لأنها لا تضر ولو أن جدواها أقل، في حين يجب ألا يتورط في وصف وسائل أخرى قد يكون لاستعمالها ضرر شديد.

وسائل منع الحمل

1 ـ الوسائل التي تمنع حدوث البيض: وكلها تستند إلى تأثير الهرمونات التي تستعمل بأشكال مختلفة أكثرها انتشاراً ما يستعمل بطريق الفم (حبوب منع الحمل) وبعضها يحقن في العضل أو يزرع تحت الجلد واستعمال النوعين الأخيرين قليل.

حبوب منع الحمل: تحوي هذه الحبوب كمية من الهرمونات المبيضية تختلف باختلاف أنواعها وطريقة استعمالها منها:

أ ـ المركبة من مزيج من الإستروجين والمواد البروجسترونية الفعل وهي أفضلها، تؤخذ 21 يوماً كل شهر تبدأ من خامس أيام الدورة الطمثية، وتحوي علبة الدواء عادة 28 حبة؛ الحبوب السبع الأخيرة فيها مواد عاطلة أو أحد مركبات الحديد، والغاية من هذا الاعتياد على استعمال الحبوب كل يوم. فحين ينتهي استعمال الحبوب الفعالة يأتي الطمث الذي تستعمل الحبوب العاطلة في أثنائه ثم تبدأ من جديد علبة جديدة في خامس أيام الطمث.

ب ـ ومنها المركبة من هرمون واحد فقط هو الإستروجين أو المواد البروجسترونية الفعل، تؤخذ متتالية؛ الإستروجينية في النصف الأول من الدورة الطمثية والبروجسترونية التأثير في النصف الثاني من الدورة.

ج ـ ومنها المركبة من مقادير بسيطة من المواد البروجسترونية الفعل، تؤخذ باستمرار من دون توقف، وهذا النوع أقل أنواع الحبوب جدوى.

وآلية تأثير الحبوب في منع الحمل حؤولها دون حدوث البيض إضافة إلى تأثيرات أخرى مساعدة كتسريع مرور البيضة من البوق إلى الرحم مما يقلل من قابلية الإلقاح، والإقلال من إفراز الجسم الأصفر مما لا يساعد على الإلقاح والتعشيش الطبيعي. لذا فإن حبوب منع الحمل المركبة من المواد البروجسترونية التأثير فحسب قد لا تمنع البيض ولكنها مع ذلك قد تمنع حدوث الحمل.

تختلف جدوى حبوب منع الحمل باختلاف أنواعها؛ إذ تبلغ نسبة الإخفاق في الحبوب  المركبة 0.7 ـ7 (مئة سنة/امرأة)، ونسبة الإخفاق في الحبوب المتتالية أقل؛ أما في الحبوب البروجسترونية التأثير فتبلغ النسبة 2 ـ13 (مئة سنة/امرأة).

أما من حيث السلامة فحبوب منع الحمل من أقل هذه الموانع سلامة لما قد يكون لها من تأثيرات جانبية أو ما تحدثه من أخطار.

ومع ذلك فإن درجة تقبل الحبوب كبيرة لأسباب كثيرة فهي الوسيلة الأكثر جدوى من كل الموانع؛ إذ تبلغ نسبة الإخفاق في اللوالب مثليها في الحبوب؛ ونسبة إخفاق الواقي الذكري ثلاثة أمثال؛ وإخفاق الحاجز المهبلي أربعة أمثال؛ ونسبة إخفاق الامتناع الدوري والحقن المهبلية خمسة أمثال، وهي من جهة ثانية مستقلة عن المناسبات التناسلية التي تبقى حرة وعفوية  في حين تتطلب معظم وسائل منع الحمل الأخرى بعض الاحتياطات في أثناء ذلك.

التأثيرات الجانبية: قد تحدث حين استعمال حبوب منع الحمل تأثيرات جانبية تحتملها المريضة أو تزول بعد استعمالها عدة أشهر. ولكن بعض هذه التأثيرات قد لا يزول أو قد يكون مزعجاً مما تضطر المريضة معه إلى ترك استعمالها، وأهم هذه التأثيرات بحسب كثرة حدوثها الغثيان وزيادة الوزن والخمول والصداع والنزف والدوار. وأهم من هذا كله تأثيرها في الطمث بزيادة كميته أو بنقصها، أو بانقطاع الطمث الذي قد يستمر حتى بعد إيقاف استعمال الحبوب.

الأخطار: لحبوب منع الحمل أحياناً أخطار كبيرة لتأثيرها في مختلف أجهزة الجسم؛ ففي جهاز الدوران قد تؤدي إلى حدوث احتشاء عضلة القلب أو الصمّة الرئوية أو النزف الدماغي أو ارتفاع الضغط الشرياني أو الخثرات السطحية في الطرفين السفليين، ويزيد خطر الموت في المصابات بآفة دورانية في مستعملات الحبوب فترة تزيد على خمس سنوات عشرة أمثال ما هو عند غيرهن، وتزيد هذه النسبة في المدخنات وفيمن تجاوزن الخامسة والثلاثين من العمر، وفي المصابات بالداء السكري يتفاقم الداء إذا استعملن الحبوب.

وفي جهاز التناسل تزيد حبوب منع الحمل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وتحول السرطان تحت السريري إلى سرطان سريري. ولكنها من جهة أخرى تقي من الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي. وتؤثر في إفراز الحليب في المرضعات عدا الحبوب المصنوعة من المواد البروجسترونية التأثير فلا تؤثر في إفراز الحليب لذلك تعطى للمرضعات.

وعدا هذا فإن لحبوب منع الحمل تأثيرات سيئة في الكبد وفي جهاز البول وفي الجلد ولكل هذه الأخطار ينصح بعدم استعمال حبوب منع الحمل إلا بعد استشارة الطبيب الذي عليه استجواب المريضة وفحصها فحصاً دقيقاً. وقد وضع بعضهم قائمة بالأمور التي يجب تحريها أو السؤال عن وجودها حالياً أو في السوابق وهي: اصفرار الجلد أو العينين، وثقل الأثداء، ونمو حليمات الأثداء وانتباج الساقين أو ألمهما الشديد، والألم الصدري الشديد والصداع والطمث الغزير والنزف بعد المناسبات التناسلية ودوالي الساقين وارتفاع الضغط الشرياني والسكر في البول والآحين في البول، فإن لم يكن في  سوابق المريضة أو حالياً شيء مما تقدم أمكن وصف حبوب منع الحمل، وإن كان في سوابقها عرض من هذه الأعراض وجب أن تفحص المريضة من قبل طبيب اختصاصي يسمح باستعمال الحبوب أو لا يسمح.

وحين استعمال الحبوب يجب أن تنتبه المريضة لكل عرض غير طبيعي تشعر به وتخبر الطبيب الذي يقرر بعد الفحص الدقيق  إمكان الاستمرار باستعمال الحبوب أو وجوب إيقافها. ومع كل هذه الأخطار والمشاكل التي قد تسببها حبوب منع الحمل  فإن درجة تقبلها جيدة للأسباب التي ذكرت سابقاً.

2 ـ الامتناع الدوري: مبدأ الطريقة الامتناع عن المناسبات التناسلية في الوقت الذي تكون فيه البيضة قابلة للتلقح. وهي لا تكون كذلك إلا في 24 ساعة من انقذافها في كل دورة، فإذا علم موعد البيض أمكن تحديد اليوم الذي يجب فيه  الامتناع. ولكن النطف  تكون قادرة على الإلقاح مدة ثلاثة أيام بعد انقذافها لذلك وجب إضافة هذه المدة إلى زمن الامتناع حين وجود نطف في الرحم أو في البوق قبل البيض بمدة بسيطة. إذن: فأيام الامتناع تحدد بمعرفة زمن البيض قبل كل شيء.

ويعرف هذا بإحدى الطرق التالية:

 ـ إما بحساب الاحتمال القائم على الإحصاء (طريقة أوجينو وكناوس).

 ـ وإما بتحري العلامات السريرية والفحوص المخبرية الخاصة بذلك.

أ ـ طريقة أوجينو: يقول أوجينو: إن البيض يحدث بين اليومين الثاني عشر والسادس عشر قبل الطمث القادم. فإذا أضفنا الأيام الثلاثة التي تبقى فيها النطف قابلة للتلقيح فإن الفترة الخصبة لدى المرأة تقع بين اليومين الثاني عشر والتاسع عشر قبل موعد  الطمث القادم. فإذا كانت الدورة الطمثية منتظمة ومدتها 28 يوماً وقعت فترة الخصوبة بين اليومين العاشر والسابع عشر من بدء كل دورة.

أما إذا كانت الدورة منتظمة ولكنها طويلة مدتها 32 يوماً مثلاً فالخصوبة تقع بين اليومين الرابع عشر والحادي والعشرين من بدء كل دورة،في حين أن الدورة إن كانت منتظمة ولكنها قصيرة مدتها 25 يوماً مثلاً فالخصوبة تقع بين اليومين السابع والرابع عشر من بدء كل دورة.

وتكمن مشكلة الحسابات في الدورات اللامنتظمة فهنا يجب معرفة مدة أقصر دورة ومدة أطول دورة في فترة زمنية لا تقل عن السنة أو السنتين ويحدد بعد ذلك بدء زمن الإخصاب بضم الفرق بين مدته في الدورة القصيرة ومدته في الدورة ذات الـ 28 يوماً، وتحدد نهاية زمن الإخصاب بضم الفرق بين نهايته في الدورة الطويلة ونهايته في الدورة ذات الـ 28 يوماً ويكون هذا الزمن طويلاً، وهو الزمن الذي يجب فيه الامتناع عن المناسبات في حين تصبح أيام الأمان قليلة ولاسيما بعد الطمث مباشرة.

ويحسب هذا الزمن وفق القاعدة التالية:

اليوم الأول للخصوبة  =  10 + مدة أقصر دورة   ـ 28

اليوم الأخير للخصوبة =  17 + مدة أطول دورة  ـ 28

وعلى هذا الأساس تقع فترة الخصوبة بين اليومين الثامن والعشرين  في الدورات التي تراوح بين 26 يوماً و 31 يوماً مثلاً.

 ـ يعتقد كناوس بأن البيض يحدث حتماً قبل الطمث بخمسة عشر يوماً؛ ولذا فإن فترة الخصوبة تكون في هذا اليوم وفي اليوم الذي يليه وثلاثة أيام قبله. وتجري الحسابات في الدورات غير النظامية كما في طريقة أوجينو.

 ـ لما كان تحديد زمن البيض صعباً وغير دقيق بإحدى هاتين الطريقتين ولا تتمكن المرأة نفسها في معظم الحالات من إجراء هذه الحسابات؛ فمن الضروري إعادة إجرائها مرة كل سنة على الأقل لما قد يطرأ على الدورات الطمثية من تبدلات، ونصح بالاعتماد على طرائق أخرى لتحديد زمن البيض منها:

   ب ـ العلامات السريرية والفحوص المخبرية:

 ـ الحرارة الأساسية: من المعلوم أن درجة الحرارة الأساسية تكون تحت 37 في الدور الإستروجيني من الدورة الطمثية، وترتفع إلى ما فوق 37 في الدور البروجستروني؛ أي بعد البيض ويحدث البيض في آخر أيام الحرارة المنخفضة. وبهذه الطريقة يستطاع تحديد اليوم الأخير للإخصاب وهو اليوم الثالث من استقرار الحرارة في حين لا يمكن تحديد اليوم الأول؛ لأن زمن نزول الحرارة لا يمكن التنبؤ به أو معرفته سابقاً إلا بالرجوع إلى حسابات أوجينو أو كناوس أو الامتناع التام عن المناسبات قبل اليوم المتوقع بفترة طويلة عدا الشروط التي يتطلبها رسم خط الحرارة ويجب التقيد بها بدقة.

 ـ عيار البريغنانديول في البول وهو ناتج استقلاب البروجسترون.

 ـ اختبار السرخس القائم على أخذ لطاخة من مفرزات عنق الرحم وفحصها تحت المجهر حيث  تبدو بلورات بشكل ورق السرخس. 

 ـ اللطاخات المهبلية التي تبدو فيها تبدلات شكل الخلايا المهبلية ونسبتها وتلونها وتجمعها في زمن البيض.

 ـ مزج عدة طرائق معاً من هذه الطرائق المختلفة.

وكل هذا كما يبدو واضحاً مربك ويتطلب تفرغ الزوجين لإجراء الحسابات وتدقيقها أو رسم المخططات الحرارية اليومية أو التردد إلى عيادات الأطباء والمخابر، وإذا أضفنا إلى هذا كله أن جدوى هذه الطريقة منخفضة لأن نسبة الإخفاق قد تصل إلى 47 (100 سنة/امرأة). ومع أنها طريقة سليمة تماماً فإن تقبلها قد انخفض بعد ظهور وسائل أخرى لمنع الحمل  أكثر منها جدوى وأقل إزعاجاً.

3 ـ العزل: ويسمى الجماع المبتور أو الانسحاب طريقة معروفة منذ القديم مبدؤها سحب القضيب من المهبل حين القذف ليحدث قذف السائل المنوي خارج المهبل.

جدواها ضعيفة لأن نسبة الإخفاق فيها 10 ـ20 (مئة سنة/امرأة) فقد لا يتم الانسحاب إلا بعد بدء القذف ولأن القذف خارج المهبل حتى في مستوى الفرج قد يكون ملقحاً.

هذه الطريقة سليمة ولكنها تحتاج إلى ضغط الأعصاب والسيطرة على المنعكسات في الوقت الذي يصعب فيه ذلك كثيراً.

ومع ذلك فهي طريقة مقبولة عند الكثيرين وقد لا تكون كذلك من قبل النساء ولاسيما إذا حدث الانسحاب قبل بلوغهن درجة النشوة.

4 ـ الواقي: مبدؤه منع انصباب السائل المنوي في المهبل وجمعه في جراب مصنوع من المطاط أو اللدائن يلبس القضيب في أثناء المناسبات. جدوى استعمال الواقي متوسطة  فنسبة الإخفاق فيه تراوح بين 5 و20 (100 سنة/امرأة) ينجم الإخفاق عن انصباب السائل المنوي في المهبل من محيط الواقي، أو من تمزقه في أثناء المناسبات. ولكنه سليم إجمالاً، كما أنه يفيد في الوقاية من الأمراض الزهرية.

وهو مقبول في كثير من الأوساط لرخص ثمنه، وسهولة استعماله.

5 ـ الحواجز المهبلية: مبدأ الطريقة منع النطف من دخول عنق الرحم بحجاب مصنوع من المطاط أو اللدائن يوضع في أعلى المهبل ينصب السائل المنوي تحته. وللحاجز مقاييس يجب اختيار المناسب منها بمعرفة الطبيب كما أن لوضعه طريقة يجب أن تتعلمها المرأة من الطبيب قبل أن تستعمله وحدها، ولما كان من الممكن تسرب شيء من النطف من حوالي الحاجز إلى ما فوقه؛ ينصح بطلي حوافه قبل استعماله بمادة قاتلة للنطف ليكون أكثر جدوى.

يوضع الحاجز في المهبل قبل المناسبات التناسلية وينزع بعدها بما لا يقل عن 8 ـ10 ساعات وهي المدة الكافية لقتل كل النطف بوساطة المادة القاتلة التي يُطلى بها.

جدوى هذه الطريقة متوسطة؛ إذ تبلغ نسبة الإخفاق بين 6 و 20 (100 سنة/امرأة) لعدم انتقاء القياس المناسب أو لنزعه قبل الفترة المحددة أو لتغير وضعه في المهبل. وهي طريقة سليمة عدا بعض حوادث التحسس التي قد تنجم عن المطاط أو عن المواد القاتلة للنطف، ومع ذلك فهي طريقة مقبولة ولو أن بعضهن يرفضنها لغلاء ثمن المواد القاتلة للنطف أو لصعوبة استعمالها.

6 ـ المواد القاتلة للنطف: مبدأ الطريقة شل النطف وقتلها في المهبل قبل اجتيازها عنق الرحم، هذه الطريقة معروفة منذ العصور المغرقة في القدم ذكرت في أوراق البردي وما بعد ذلك في كتب الإغريق والعرب، وكانت تستعمل مواد نباتية أو حيوانية مثل الليمون والشب وتطورت لتصنع المواد المستعملة من مركبات كيميائية تقدم بأشكال مختلفة منها المراهم والمعاجين والجلاتينات التي توضع في المهبل بوساطة محاقن خاصة وتبدأ فعلها بعد دقيقتين أو ثلاث، ومنها البيوض والتحاميل التي تصنع من غشاء جلاتيني ذواب يحيط بالمواد القاتلة توضع في المهبل قبل المناسبات بخمس عشرة دقيقة، ومنها الرغوات المحفوظة مضغوطة بأنابيب خاصة، يجب وضعها في المهبل قبل ساعة من المناسبات، ومنها الصفائح المصنوعة من اللدائن الذوابة تحوي المواد القاتلة للنطف توضع في المهبل قبل نصف ساعة من المناسبة.

للمواد القاتلة للنطف أنواع مختلفة منها ما يخرب غلاف النطفة، ومنها المواد القاتلة للجراثيم، ومنها الحموض الشديدة كحمض اللبن وحمض الليمون.

جدوى هذه الطريقة مختلفة وتراوح نسبة الإخفاق بين 2 و 40 (100 سنة/امرأة) لذا يصعب الاعتماد عليها وحدها لمنع الحمل، وتستعمل عادة عاملاً إضافياً حين استعمال الحواجز المهبلية. وهي إجمالاً طريقة سليمة لذا كان تقبلها جيداً قبل انتشار حبوب منع الحمل وغيرها من الوسائل الحديثة.

7 ـ التعقيم: مبدأ الطريقة ربط الأسهرين في الرجل أو البوقين في المرأة مما يمنع بلوغ أحد عنصري الإلقاح العنصر الآخر، ومع أن هذه الوسيلة تعد من وسائل منع الحمل ولجأ إليها كثير من الرجال والنساء في بعض البلدان ولكنها في وسطنا غير مقبولة لأسباب كثيرة، ويحتفظ بإجرائها للحالات التي يهدد فيها الحمل حياة المرأة كإصابتها بآفة قلبية غير معاوضة أو قصور كلوي شديد أو يكون في سوابقها عدة عمليات قيصرية.

8 ـ الإجهاض: تعد كثيراً من المؤسسات الإجهاض المحرض وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة وتسميه الإجهاض المبرر أو المشروع، في حين تحرمه مؤسسات أخرى وتعده غير مشروع، وفي سورية تعد هذه الوسيلة جريمة يعاقب عليها القانون إلا إذا كان استمرار الحمل يعدّ خطراً على حياة الحامل.

9 ـ الأجهزة داخل الرحم (اللوالب): مبدأ الطريقة منع البيضة الملقحة من التعشيش في الرحم بتبديل الشروط المناسبة لتعشيشها. وهو مبدأ معروف منذ القديم ولكن أشكال الأجهزة وتركيبها اختلف حديثاً. واللوالب أنواع من حيث شكلها ومن حيث المواد المصنوعة منها فمن حيث الشكل: منها الحلقي والحلزوني وبشكل T وبشكل V وبشكل الدرع. ومن حيث المواد المصنوعة: منها البسيطة من شريط معدني أو اللدائن ومنها المضاف إليه بعض المعادن كالنحاس أو المضاف إليه هرمون البروجسترون، والغاية من هذه الإضافات زيادة فعل اللوالب بآليات كيميائية أو هرمونية، ولبعض أنواع اللوالب مقاييس مختلفة لتناسب أحجام الرحم المختلفة، ولمعظمها خيوط مدلاة في المهبل بعد وضع الجهاز داخل الرحم ليسهل إخراجه حين يراد ذلك بشد هذا الخيط؛ أما إذا لم تكن لها هذه الخيوط فتخرج بكلاليب خاصة.

 

الوصف: الوصف: الوصف: الوصف: D:\d\طبية\طبية المجلد الثاني\الصور\127\1.jpg

 

توضع اللوالب في الرحم بوساطة أجهزة خاصة وتراعى حين تطبيقها كل وسائل طهارة الأجهزة والأدوات المستعملة وتطهير عنق الرحم بمادة معقمة. ويفضل وضعها بعد انتهاء الطمث للتأكد من عدم وجود الحمل ويمكن الإبقاء عليها حسب أنواعها من 3 ـ5 سنوات إن لم يحدث ما يجبر على نزعها كنزف أو خمج أو ألم. وقد يحدث بعد وضع اللوالب مباشرة بعض المضاعفات كالإغماء أو النزف أو الخمج أو انثقاب الرحم، وقد يحدث الإنتان بعد فترة أو قد يهجر اللولب الرحم نحو العنق فيسقط خارج الأعضاء التناسلية أو نحو جوف الصفاق عبر جدار الرحم ويحدث هذا في فترة زمنية طويلة، لذلك وجب الانتباه حين وضع اللولب لتلافي كل ما قد يحدث، كما تجب مراقبة مستعملة اللولب للتأكد دائماً من سلامتها ومن عدم هجرة اللولب إلى البطن أو سقوطه خارج الأعضاء التناسلية.

جدوى اللوالب جيدة: ويعد في الدرجة الثالثة من هذه الوجهة بعد التعقيم وحبوب منع الحمل، وتقدر نسبة الإخفاق فيها بـ 4.5 (100 سنة/امرأة) ولكن إذا أضيفت الحالات التي تسقط فيها اللوالب من نفسها والحالات التي يضطر فيها إلى نزع اللوالب في السنة الأولى بعد وضعها فإن نسبة الإخفاق ترتفع بالطبع ارتفاعاً كبيراً.

أما من حيث السلامة فهناك عدا ما ذكرنا من مضاعفات حين وضع اللولب وبعد ذلك احتمال كبير لحدوث الحمل خارج الرحم في واضعات اللوالب، الأمر الذي يجب أن يُنتبه له حين يتأخر طمثهن. وتتقبل معظم النساء استعمال اللوالب ولاسيما اللواتي لا يستطعن استعمال الحبوب ولا يردن صرف أوقاتهن في إجراء الحسابات واتخاذ الاحتياطات.

 

 

علينا أن نتذكر

> وسائل منع الحمل معروفة منذ أقدم العصور، ولكنها تطورت حديثاً بإضافة طرائق جديدة وابتداع آليات حديثة.

> ينظر في كل وسيلة إلى ثلاثة أمور: الجدوى والسلامة والتقبل، وتختلف كل واحدة من هذه الأمور باختلاف الوسيلة المستعملة.

> آليات منع الحمل مختلفة: منها ما يمنع حدوث الإباضة، ومنها ما يقتل النطف في المهبل أو يمنع وصول النطف إلى البيضة لتلقيحها، ومنها ما يمنع تعشيش البيضة الملقحة ونموها في الرحم أو يمنع البيضة المعششة من استمرار وجودها في الرحم.

> ليس هناك حتى الآن وسيلة جدواها كاملة أو سلامتها كاملة، ولبعض الوسائل مضاعفات أو أخطار تتعلق بحالة المرأة التي تستعمل هذه الوسيلة وما لديها من أمراض أو اضطرابات سابقة. لذلك يجب دراسة كل حالة على حدة ووصف الوسيلة التي توافقها.

> يجب مراقبة مستعملة وسيلة منع الحمل وتنبيهها لوجوب مراجعة الطبيب حين ظهور عارض ما بعد استعمال وسيلة منع الحمل لمعالجتها بما يجب.

 

 


التصنيف : توليد
النوع : توليد
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 351
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40604950
اليوم : 134765