logo

logo

logo

logo

logo

الاستقصاءات القلبية غير الباضعة

استقصاءات قلبيه غير باضعه

non-invasive cardiac investigations - investigations cardiaques non invasives



الاستقصاءات القلبية غير الباضعة

 

أحمد رشيد السعدي

الصدى القلبي

اختبار الجهد التخطيطي

الومضان القلبي

اختبارات الصدى الجهدي

التصوير بالرنين المغنطيسي

التصوير الطبقي المحوري متعدد الشرائح

 

 

 

هناك طرائق عديدة لإجراء استقصاءات للقلب، منها الاستقصاءات غير الباضعة noninvasive investigations التي ستبحث هنا، والتي لا يؤدي إجراؤها إلى أي خطورة على المريض إطلاقاً؛ وهي مغايرة للاستقصاءات الباضعة التي تنطوي على نسبة خطورة - ولو ضئيلة - على المريض.

أولاً- الصدى القلبي:

تتصف الأمواج الصوتية التي يزيد ترددها على 20 ألف هرتز بأنها أمواج لا تسمعها الأذن البشرية وتمتاز بقدرتها على الانتشار والارتداد عن الأجسام الصلبة بدرجات مختلفة وتسمى بالأمواج فوق الصوتية ultrasound. ويقوم المبدأ الأساسي لدراسة القلب بالصدى echocardiography على إرسال موجات فوق صوتية ذات تردد يراوح بين 1.5-9 ميغاهرتز من مجس جهاز الصدى القلبي فترتطم هذه الأمواج بالبنى القلبية وترتد عنها ليلتقطها الجهاز عبر المجس من جديد ويشكل لها خيالاً صوتياً يظهره على شاشة الجهاز. وهناك عدة أنواع للصدى القلبي:

1- الصدى القلبي الأحادي البعد الذي يدرس حركة مجموعة النقاط الواقعة على خط مستقيم واحد بتغير الزمن، وذلك على عدة مقاطع (الشكل1 و2).

2- الصدى ثنائي البعد الذي يعطي صورة ثنائية البعد متحركة في سوية مسطحة على نحو يتيح دراسة أجواف القلب وحركة جدره وصماماته، ويكشف عن الخثرات والكتل ضمن الأجواف القلبية والتنبتات الشغافية، وذلك على عدة مقاطع (الشكل2 و3 و4 و5).

3- الدوبلر Doppler echocardiography الذي يدرس سرعة جريان الدم ضمن الأجواف القلبية وعبر الصمامات والثقوب القلبية. ويقسم الدوبلر إلى أربعة أنواع رئيسية:

أ- الدوبلر النبضي (الشكل6).

ب- الدوبلر المستمر (الشكل6).

ج- الدوبلر الملون (الشكل7).

د- الدوبلر النسيجي.

4- الصدى عبر المريء الذي يدرس بعض البنى القلبية (مثل الحجاب الأذيني والصمامات القلبية الصنعية والأبهر الصاعد والنازل ولسينة الأذين الأيسر) على نحو أدق من الصدى عبر جدار الصدر الاعتيادي، ويستطب إجراؤه في حالات الشك في وجود التهاب الشغاف  وتسلخ الأبهر والصِّمات الدماغية غير المعللة (الشكل8) وإصابات الحجاب الأذيني وغيرها.

5- الصدى ثلاثي الأبعاد: وهو تطبيق حديث للصدى يدرس فيه القلب بشكل كتلي ثلاثي الأبعاد ويمكن إِجراء مقاطع مختلفة الاتجاهات في الكتلة المدروسة. وقد بدأ هذا التطبيق بالتطور حالياً على نحو كبير جداً وأصبح له دور مهم في التداخلات القلبية الباضعة مثل تبديل الصمامات وإغلاق الفتحات القلبية عبر الجلد (الشكل9).

ويجدر الانتباه على أن للصدى القلبي الدور الأول في تشخيص العديد من الأمراض القلبية، كما أنه يوجه ويحدد الكثير من طرق العلاج لمختلف هذه الأمراض. وأهم ما يدرس بالصدى مايلي:

1- الصمام التاجي: يدرس الصمام التاجي بالصدى لتقدير وجود تضيق (الشكل2) أو قصور في الصمام (الشكل7) وشدة كل من هاتين الإصابتين ووجود استطباب بالتداخل الجراحي أو عبر الجلد.

2- الصمام الأبهري: يدرس الصمام الأبهري بالصدى لتقدير وجود تضيق أو قصور في الصمام وشدة كل من هاتين الإصابتين ووجود استطباب بالتداخل الجراحي أو عبر الجلد.

3- الصمام ثلاثي الشرف: يقيم الصدى وجود تضيق في هذا الصمام أو قصور، ويمكن من خلال قياس سرعة القصور تقدير الضغط الانقباضي في الشريان الرئوي.

4- الصمام الرئوي: يمكن تقدير وجود التضيق الصمامي الرئوي أو تحت الصمامي أو غيابه وتقدير شدة التضيق ووجود حاجة إلى إجراء التوسيع بالبالون أو بالجراحة.

5- البُطَين الأيسر: تدرس أقطاره ووظيفته الانقباضية عن طريق حساب الجزء المقذوف (الشكل1) الذي تراوح قيمته السوية بين 50-80% وكذلك وجود أي ندبات أو اضطراب في حركة جدرانه المختلفة، كما يمكن تقييم وظيفته الانبساطية.

6- باقي الموجودات: يُدرس كل من الأجواف القلبية اليمنى والحجابين الأذيني والبطيني والجريان داخل الشريان الرئوي وقوس الأبهر وعلاقة البنى القلبية المختلفة فيما بينها لتقدير وجود الفتحات القلبية (الشكل4 و7) والتشوهات الولادية المختلفة، وأمراض العضلة القلبية كالاعتلالات المختلفة الأشكال والمشاكل التأمورية مثل انصباب التأمور (الشكل3)، وكذلك يدرس وجود التنبتات الشغافية (التي تشاهد في التهاب الشغاف) والكتل القلبية (الشكل 5) والخثرات (الشكل 8).

الشكل (1) المقاطع الثلاثة الشهيرة بالصدى أحادي البعد التي تجرى في سوية المقطع الطولاني جانب القص المجرى بالصدى ثنائي البعد (في الأعلى على اليمين). يدرس المقطع المرمز له بالرقم 1 (في الأعلى على اليسار) حركة النقاط الموجودة على المستقيم المار من مخرج البُطَين الأيمن RVOT وجذر الأبهر Ao والأذين الأيسر LA، في حين يمر المقطع 2 (في الأسفل على اليمين) بالبطين الأيسر في سوية وريقتي الصمام التاجي اللتين تتباعدان في الانبساط فتأخذ الوريقة الأمامية شكل الحرف اللاتيني M وتأخذ الوريقة الخلفية شكل الحرف اللاتيني W وتعود الوريقتان ألى الانغلاق في الانقباض البُطَيني مشكلتين خطاً واحداً على الصدى أحادي البعد. النقطة D بداية الانبساط حيث يبدأ الصمام التاجي بالانفتاح. النقطة E ذروة انفتاح الصمام التاجي بسبب الجريان المنفعل للدم من الأذين الأيسر إلى البُطَين الأيسر في بداية الانبساط البُطَيني. النقطة F الانغلاق الجزئي للوريقتين التاجيتين في أثناء الانبساط بسبب الطفو الناجم عن الامتلاء البُطَيني خلال الانبساط. النقطة A عودة انفتاح الصمام التاجي بسبب انقباض الأذين الأيسر. النقطة C بداية الانقباض البُطَيني حيث ينغلق الصمام وتنطبق وريقتاه. أما المقطع 3 (في الأسفل على اليسار) فيدرس النقاط الواقعة على المستقيم المار بالبطين الأيمن RV والأيسر LV تحت الصمام التاجي حيث يمر بالحجاب البُطَيني VS والجدار الخلفي للبطين الأيسر PW اللذين يتقاربان بالانقباض ويقاس في ذروة هذا التقارب قطر نهاية الانقباض ESd، ويتباعدان في الانبساط فيقاس في ذروة هذا التباعد قطر نهاية الانبساط EDd، ويمكن بقياس هذين القطرين وتطبيق معادلة Teicholz حساب الجزء المقذوف الذي يعبر عن الوظيفة الانقباضية للبطين الأيسر.

الشكل (2) تضيق صمام تاجي كما يبدو على اليمين بالصدى أحادي البعد بشكل فم السمكة حيث يزول شكل M الوصفي لحركة وريقة الصمام الأمامية في الانبساط وتندفع الوريقة الخلفية إلى الأمام، وعلى اليسار بالمقطع الطولاني للصدى ثنائي البعد حيث يلاحظ انفتاح الوريقة الأمامية للصمام (السهم) بشكل الركبة. LA = الأُذين الأيسر، LV = البُطَين الأيسر، RV= البُطَين الأيمن.

الشكل (3) انصباب تأمور غزير كما يبدو بالصدى ثنائي البعد حيث يلاحظ تأرجح القلب للخلف (الصورة على اليمين) والأمام (الصورة على اليسار). يلاحظ أن الجدران القلبية والأنسجة المحيطة بالقلب تأخذ اللون الأبيض، أما الأجواف القلبية وسائل الانصباب التأموري المحيط بالقلب فيأخذ اللون الأسود. RV= البُطَين الأيمن، LV= البُطَين الأيسر.

الشكل (4) صورتان بالصدى ثنائي البعد الأولى على اليمين لقلب طفل بالمقطع رباعي الأجواف لديه فتحة بين الأذينين تقيس 2.18 سم، والثانية على اليسار لحجاب أذيني سليم بالمقطع المأخوذ من الشرسوف.

الشكل (5) ورم مخاطي في الأذين الأيسر: على اليمين ينسدل الورم إلى البُطَين الأيسر عبر الصمام التاجي المفتوح في زمن الانبساط ويشير السهم إلى مكان اتصاله بالحجاب الأُذيني، وعلى اليسار يعود الورم إلى الأذين الأيسر. LV = البُطَين الأيسر، RV = البُطَين الأيمن، RA = الأُذين الأيمن.

الشكل (6) صورتان بالدوبلر: الأولى على اليمين للجريان عبر الصمام التاجي بالدوبلر النبضي، والثانية على اليسار للجريان عبر الصمام التاجي بالدوبلر المستمر.

الشكل (7) الدوبلر الملون لمريضين مختلفين حيث تبدي الصورة اليمنى حالة قصور صمام تاجي خفيف MR يظهر بشكل فسيفسائي داخل الأذين الأيسر، في حين تبدي الصورة اليسرى حالة فتحة بين البطينين عضلية في قمة القلب بشكل فسيفسائي في البُطَين الأيمن RV.

الشكل (8) خثرة في لسينة الأُذين الأيسر كما يبدو بالصدى عبر المريء عند مريض لديه صمة دماغية وتضيق في الصمام التاجي حيث لا يكشف الصدى المجرى عبر جدار الصدر وجود هذه الخثرة وتكشف بإجراء الصدى عبر المريء. TH = الخثرة، LA = الأُذين الأيسر، Ao = الأبهر،

RVOT = مخرج البُطَين الأيمن.

الشكل (9) القلب بالصدى ثلاثي الأبعاد حيث يكون القلب بشكل كتلة يمكن تقطيعها في سويات وزوايا مختلفة لرؤية الأجواف والصمامات والكتل القلبية المختلفة ودراستها من جميع الزوايا والاتجاهات المطلوبة.

ويفيد الصدى القلبي في تحديد الخيار العلاجي الأمثل للفتحات القلبية مثل الفتحة بين الأذينين والفتحة بين البطينين والقناة الشريانية وغيرها، ويبين إذا ما كانت هذه الفتحات بحاجة إلى الإغلاق الجراحي أو عبر الجلد أو أنها قابلة للمراقبة من دون إِجراء أي تداخل.

ويستعمل الصدى القلبي (الصدى عبر المريء على الأغلب) أيضاً في بعض الإجراءات العلاجية إجراءً موجهاً كما في حالات إغلاق  الفتحات القلبية وتصنيع الصمامات القلبية عبر الجلد، وكذلك في غرفة العمليات القلبية عند إجراء تصنيع الصمام التاجي وغيره، حتى إنه يستعمل أحياناً في غرف العمليات الجراحية الأُخرى لمراقبة وظيفة العضلة القلبية في أثناء بعض العمليات الجراحية غير القلبية عند المرضى مرتفعي الخطورة القلبية.

 

ثانياً- اختبار الجهد التخطيطي:

الشكل (10) تبدل تخطيط كهربائية القلب في الاتجاه القياسي الثاني في مراحل الجهد المختلفة، حيث يلاحظ توضح التبدل التخطيطي (انخفاض وصلة ST) بعد انتهاء الجهد بـ 3 - 5 دقائق.

يقوم تخطيط كهربائية القلب بالجهد على إثارة نقص التروية القلبية في أثناء الجهد بسبب تسرع العضلة القلبية وزيادة حاجتها إلى الأكسجين مما يساعد على ظهور التبدلات التخطيطية الخاصة بنقص التروية الغائبة في أثناء الراحة.

يجرى الاختبار بوصل المريض إلى جهاز تخطيط قلبي ذي قدرة عالية على إزالة التشويش الكهربائي العضلي في أثناء الجهد ومن ثم إجهاد المريض بالسير على بساط متحرك متزايد السرعة ودرجات الارتفاع، أو بالجلوس على دراجة ثابتة متزايدة المقاومة وذلك بغية إيصال المريض إلى 85% على الأقل من السرعة الهدفية القصوى الخاصة بعمره والتي تساوي 220 - العمر.

يعدّ الاختبار إيجابياً عند حدوث الألم الصدري مع ظهور التبدلات التخطيطية الخاصة بنقص التروية القلبية في مسريين قلبيين متوافقين على الأقل؛ أو عند هبوط الضغط الشرياني الشديد في أثناء زيادة الجهد في غياب تناول الأدوية الخافضة للضغط. ويقصد بعبارة «الإيجابية» وجود علامات نقص التروية في حين يقصد بعبارة »السلبية« غياب هذه العلامات.

أما أهم التبدلات التخطيطية فهي انخفاض وصلة ST (الشكل 10) وارتفاعها وانقلاب موجة T وانقلاب موجة U والتقوم الكاذب لموجة T المقلوبة على الراحة وحصول بعض اضطرابات النظم القلبي. ولكل من هذه العلامات دلالتها التشخيصية ودرجة حساسية ونوعية مشخصة لنقص التروية تختلف حسب ترافقها والألم الصدري ووقت ظهورها في أثناء الجهد ووجود أمراض قلبية أخرى أو تناول أدوية قلبية أو غير قلبية.

يفيد اختبار الجهد التخطيطي في تشخيص نقص التروية القلبية من جهة، كما يفيد في تقييم فائدة المعالجة الدوائية أو الجراحية أو التداخلية؛ إذ ينقلب الاختبار الإيجابي سلبياً في حال نجوع هذه المعالجات. ويجب الانتباه على أن لهذا الاختبار العديد من حالات الإيجابية الكاذبة؛ إذ يكون الاختبار إيجابياً ويتبين بتصوير الشرايين الإكليلية لاحقاً عدم وجود أي إِصابات إكليلية معللة لهذه الإيجابية. وتكثر هذه الحالة عند النساء وحين تناول بعض الأدوية وفي حال وجود بعض الأمراض القلبية كاعتلال العضلة القلبية التوسعي وغيره.

 

ثالثاً- الومضان القلبي:

يعد الومضان القلبي اختصاصاً قائماً بذاته يقوم مبدؤه العام على إعطاء عنصر مشع يدخل في تركيب إحدى المواد التي تلتقطها العضلة القلبية لتتوضع في نقاط معينة منها ومن ثم يجرى تصوير بآلة تصوير خاصة توضح مكان توضع المادة (البقع الحارة) أو غيابها (البقع الباردة).

يستعمل الثاليوم المشع 101  أو التكنشيوم سيستاميبي فيحقن أحد هذين العنصرين في الدم بعد إِجراء اختبار الجهد التخطيطي ويجرى التصوير بعده. فإذا كان هناك تضيق في الشرايين الإكليلية المروِّية لمنطقة قلبية محددة كان امتصاصها للمادة المشعة أقل من مجاوراتها (الشكل 11). وتزداد حساسية اختبار الجهد التخطيطي في الكشف عن نقص التروية القلبية ونوعيته عند إجراء الومضان على نحو مرافق.

كما يفيد إعطاء الثاليوم 101 في تحديد عيوشية المناطق الحية غير المتحركة بسبب وجود نقص تروية قلبية شديد وتفريقها عن المناطق الميتة (الندبات) في القلب في حالة وجود انسداد واحد أو أكثر من الشرايين الإكليلية إذ إنه يتوضع في المناطق الحية على العكس من الميتة؛ مما يشجع على إِجراء إعادة التروية للمناطق الحية سواء بالجراحة أم التداخل عبر الجلد.

(الشكل11) على اليمين صورة مقطعية بالومضان قبل الجهد (في الأسفل) وبعده (في الأعلى) عند مريض لديه ندبة احتشاء قديم جانبية سفلية مع ملاحظة وجود نقص تروية مثار بالجهد في الجدار الجانبي.على اليسار صورة لمريض آخر لديه ومضان سوي على الراحة مع نقص تروية مثار بالجهد في الجدار الأمامي والقمة.

 

رابعاً- اختبارات الصدى الجهدي:

 تدرس اختبارات الصدى القلبي الجهدي اضطراب حركة جدران العضلة القلبية في أثناء الجهد (الشكل 12 و13)، حيث يسبق اضطرابُ حركة المناطق القلبية ناقصة التروية في أثناء الجهد التبدلاتِ التخطيطية.

تقسم العضلة القلبية إلى سبع عشرة قطعة تروى كل قطعة منها بأحد الشرايين القلبية (الشكل14). ويُجهَد المريض عادة إما بالسير على البساط المتحرك وإما بالدراجة وإما بإعطاء الأدوية المسرعة للقلب كالدوبوتامين أو الموسعة للأوعية كالديبيريدامول.

إن لهذه الاختبارات عموماً الاستطبابات نفسها المذكورة في اختبار الجهد التخطيطي مع كونها أكثر حساسيةً ونوعيةً منه.

وتتميز الاختبارات الدوائية بفائدتها التشخيصية عند المرضى غير القادرين على إِجراء التمرين الفيزيائي بسبب وجود إِصابات في الأطراف السفلية أو شرايينها، وكذلك في تقييم إمكانية إِجراء الأعمال الجراحية غير القلبية (كجراحات الأوعية المحيطية) حين الشك في وجود إِصابات شريانية إكليلية مرافقة، وكذلك في دراسة عيوشية العضلة القلبية حين انسداد بعض الشرايين الإكليلية.

الشكل (12) اختبار جهد صدوي. يلاحظ تسطح منطقة الحجاب البُطَيني على المقطع الطولاني في قمة الجهد مقارنة بالراحة وكذلك على الجدار الأمامي في المقطع العرضاني كما تشير الأسهم.

الشكل (13) اختبار جهد صدوي. يلاحظ توسع القمة مع حركتها العجائبية على الجهد (حركة معكوسة حيث تنقبض إلى الخارج بدلاً من الداخل) وذلك في قمة الحجاب البُطَيني كما يبدو في المقطع رباعي الأجواف، وقمة الجدار الأمامي كما يبدو في المقطع ثنائي الأجواف في حين كانت الحركة سوية في أثناء الراحة.

 

الشكل (14) يقسم القلب إلى 17 قطعة قلبية كما يبدو على المقاطع القلبية المختلفة حيث تتروى هذه القطع من الشرايين القلبية الثلاثة الرئيسة كما يبدو في الشكل، وبتحديد مكان الاضطراب الحركي في أثناء الإجهاد القلبي يمكن توقع مكان الإصابات الإكليلية.

 

خامساً- التصوير بالرنين المغنطيسي:

يفيد المرنان في دراسة الأوعية الكبيرة مثل الأبهر وقوسه (الشكل 15) وفروعه المختلفة والشريان الرئوي والأوردة الكبيرة مثل الأجوفين والأوردة الرئوية، وفي دراسة التأمور والأجواف القلبية وتقييم وظيفتها وعلاقة بعضها ببعض كما في التشوهات القلبية المختلفة، وفي دراسة الشرايين الإكليلية (الشكل 16). غير أن هذا الإجراء ما يزال قليل الانتشار عموماً لارتفاع كلفته.

الشكل (15) صورة لمريض لديه تضيق في برزخ الأبهر بالرنين المغنطيسي كما يشير السهم في الصورتين اليسرى والوسطى. أما الصورة على اليمين فهي بالتقنية ثلاثية الأبعاد حيث تعطي توضيحاً رائعاً للبنى التشريحية بما فيها المفاغرات الجانبية المتوسعة الناجمة عن الشرايين الوربية التي تشير إليها الأسهم.

الشكل (16) الشرايين الإكليلية الرئيسة كما تبدو بالرنين المغنطيسي حيث يظهر في الصورة اليمنى الشريان الإكليلي الأيسر المنعكس LCx والشريان الإكليلي الأيمن RCA. يبدو في الصورة اليسرى الجذع الإكليلي الأيسر الرئيس LMS والشريان الإكليلي الأمامي النازل LAD.

 

سادساً- التصوير الطبقي المحوري متعدد الشرائح:

الشكل (17) تصوير طبقي محوري للقلب يبدو فيه التأمور متكلساً حيث يظهر باللون الأبيض عند مريض لديه التهاب تأمور عاصر

يؤدي التصوير الطبقي المحوري متعدد الشرائح جميع الوظائف التي يقوم بها المرنان (الشكل17) ويكاد أن يسبقه خصوصاً مع ظهور الأجيال الحديثة من هذا الجهاز التي تستطيع إِجراء مقاطع عديدة بسرعة فائقة تزيد على 64 مقطعاً في الثانية الواحدة. وتتطور هذه الأجهزة بسرعة كبيرة حيث تظهر الأجيال المتلاحقة التي تزداد فيها سرعة التصوير (128، 256، 512 لقطة في الثانية). ويبدو أنه سيكون هناك دورٌ كبيرٌ لهذه الأجهزة في تشخيص الآفات القلبية المختلفة بما فيها أمراض الشرايين الإكليلية في القريب العاجل (الشكلان 18 و19).

الشكل (18) الجذع الإكليلي الأيسر الرئيسي مع فروعه عند مريض لديه تضيق شديد جداً في منشأ الشريان الأمامي النازل (مكان السهم في الصور الثلاث)، كما يبدو ذلك بالتصوير الطبقي المحوري متعدد الشرائح (الصورة على اليمين)، وبتقنية التصوير ثلاثي الأبعاد (الصورة في الوسط)، وبالقثطرة الإكليلية (الصورة على اليسار).

الشكل (19) الشريان الإكليلي الأيمن عند مريض لديه تضيق شديد في الثلث الأول من القطعة الثانية من هذا الشريان (مكان السهم في الصور الثلاث)، كما يبدو ذلك بالتصوير الطبقي المحوري متعدد الشرائح عبر مقطع مائل يمر بكامل الشريان (الصورة على اليمين)، وبمقطع عرضي في سوية العصيدة المضيقة (الصورة في الوسط)، وبالقثطرة الإكليلية (الصورة على اليسار).

 

ويمكن تلخيص أهم النقاط التي وردت في هذا البحث بما يلي:

- للصدى القلبي الدور الأول في تشخيص العديد من الأمراض القلبية؛ كما أنه يوجه ويحدد الكثير من طرق العلاج لمختلف هذه الأمراض مثل الاستطبابات الجراحية وتحديد الأدوية المناسبة.

- أهم الأمراض القلبية التي يكشفها الصدى القلبي هي الأمراض الصمامية والتشوهات القلبية الخلقية بأنواعها (الآفات القلبية الولادية المزرقة وغير المزرقة) وأمراض العضلة القلبية (الاعتلالات) وأمرض التأمور والتهاب الشغاف وتسلخ الأبهر.

- يفيد الصدى القلبي في تحديد الخيار العلاجي الأمثل للفتحات القلبية لتعيين ما إذا كانت هذه الفتحات بحاجة إلى الإغلاق الجراحي أو عبر الجلد أو أنها قابلة للمراقبة من دون إِجراء أي تداخل.

- يستعمل الصدى القلبي في بعض الإجراءات العلاجية إجراءً موجهاً كما في حالات إغلاق الفتحات القلبية وتصنيع الصمامات القلبية عبر الجلد أو جراحياً.

- يستعمل الصدى القلبي عبر المريء في غرف العمليات الجراحية لمراقبة وظيفة العضلة القلبية في بعض العمليات الجراحية غير القلبية عند المرضى مرتفعي الخطورة القلبية.

- يستطب إِجراء اختبار الجهد التخطيطي مع الومضان أو من دونه، وكذلك اختبارات الصدى الجهدي لتشخيص نقص التروية القلبية.

- يوصف اختبار الجهد بالإيجابية عند ظهور علامات نقص تروية قلبية في أثناء الاختبار. ويمكن أن تكون هذه الإيجابية كاذبة أحياناً خصوصاً عند النساء، وفي حالة وجود أمراض قلبية أُخرى أو تناول بعض الأدوية القلبية أو غير القلبية.

- يفيد الومضان القلبي في تقييم العيوشية القلبية، وهي حالة النسيج القلبي الحي الذي لا يتحرك بسبب وجود نقص تروية قلبية شديد.

- تستطب اختبارات الصدى الجهدي الدوائية قبل إِجراء الجراحات الوعائية غير القلبية، وكذلك في حالات تقييم العيوشية.

- يفيد كل من الرنين المغنطيسي القلبي والتصوير الطبقي المحوري متعدد الشرائح في تشخيص معظم الأمراض القلبية بما فيها تضيق الشرايين الإكليلية. وينتظر أن يتطور هذان الإجراءان - سواء من الناحية التقنية أم من ناحية الخبرة في دراسة النتائج - ليأخذا دوراً تشخيصياً كبيراً في المستقبل القريب.

 

 

التصنيف : قلبية
النوع : قلبية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 48
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 40582943
اليوم : 112758