logo

logo

logo

logo

logo

الأمراض الجلدية الطفيلية المنشأ

امراض جلديه طفيليه منشا

dermatoses of parasitic origin - dermatoses d'origine parasitaire



الأمراض الجلدية الطفيلية المنشأ

 

أنس قادري

 

أدواء الليشمانيات leishmaniasis  عض البق والبراغيث
الأمراض الجلدية الأخرى الناجمة عن الطفيليات العناكب  arachnida)  spider)
الجرب scabies الأدواء الناجمة عن الديدان والمشاهدة في الأمراض الجلدية
القمال pediculosis
 

 

أولاً- أدواء الليشمانيات leishmaniasis:

ينجم داء الليشمانيا عن خمج طفيلي سببه طفيلي وحيد الخلية من الأوالي ينتمي إلى عائلة المثقبيات، يعيش في الخلايا البالعة وخلايا الجهاز الشبكي البطاني في الفقاريات.

يوجد في العالم نحو 18 مليون إصابة، كما يسجل نحو مليون ونصف مليون إصابة سنوياً، إضافة إلى حدوث نحو 75 ألف حالة وفاة سنوياً من جراء الإصابة بالليشمانيا الحشوية.

العامل الناقل ومستودع طفيلي الليشمانيا:

العامل الناقل حشرة صغيرة تدعي ذبابة الرمل sand fly، تنتمي إلى جنس الفواصد وذلك في العالم القديم، أو تنتمي إلى نوع اللوتزوميا lutzomyia في العالم الجديد. وتقوم بنقل الطفيلي من الحيوانات البرية أو الإنسان.

تعيش الفواصد في المناطق الحارة والمعتدلة وفي الصحاري والغابات وتمتص دم الأثوياء التي تشكل مستودعات طفيلي الليشمانيا (الإنسان المصاب والجرابيع والكلاب والثعالب). وحين تتغذى الحشرة بدم الخازن تبتلع الطفيلي بشكله اللاسوطي amastigote الذي يتحول إلى الشكل المسوط في أمعاء الطفيلي ثم تهاجر الطفيليات إلى الغدد اللعابية لهذه الفواصد وعندما يلدغ الفاصد الحامل الإنسان السليم وخاصة في المناطق المكشوفة من الجسم فإن ما بين 100-200 طفيلي مسوط تخترق الجلد عادة لتتحول خلال 24 ساعة إلى طفيليات مسوطة قادرة على غزو أنسجة الثوي، وتحدث عملية مناعية متواسطة الخلايا في الملدوغ تؤدي إلى داء الليشمانيا.

الأشكال السريرية:

تقسم أدواء الليشمانيا سريرياً إلى أربعة أنواع: الليشمانيا الجلدية، والليشمانيا الجلدية المنتشرة، والليشمانيا المخاطية الجلدية، والليشمانيا الحشوية.

1- الليشمانيا الجلدية cutaneous leishmaniasis :

لها أسماء محلية عديدة: حبة حلب وحبة بغداد ودمل الشرق… ومن العوامل المسببة لهذا النوع من الليشمانيا: طفيلي الليشمانيا الكبيرة l.major، والليشمانيا المدارية l.tropica، والليشمانيا الأثيوبية l.aethiopica والليشمانيا الطفلية l.infantum.

الشكل (1) الليشمانيا الجلدية بالليشمانيا الكبيرة

أ- الليشمانيا الجلدية بطفيلي الليشمانية الكبيرة: وتسمى الشكل الرطب أو الريفي، وعامله الناقل نوع من الفواصد يسمى فاصدة باباتازي phlebotomus papatasi، أما مستودعات الطفيلي فهي الجرابيع والقوارض. تشاهد الإصابة في آسيا وإفريقيا وأوربا في المناطق المدارية وتحت المدارية والشرق الأوسط. بعد فترة حضانة تراوح بين 1 و4 أسابيع ووسطياً أقل من شهرين يظهر اندفاع حمامي حطاطي واحد أو أكثر ولاسيما على المناطق المكشوفة من الجسم كالوجه واليدين ونادراً ما يصيب الجذع، ويعف دوماً عن إصابة الراحتين والأخمصين والفروة، وقد يصاب صيوان الأذن وذروة الأنف والشفة السفلى والجفن العلوي، وبعد مرور عدة أسابيع تأخذ هذه الاندفاعات بالاتساع لتصل أقطارها إلى 4-6 سم، وتتشكل في مركز الآفات جلبة تغطي قرحة وإذا ما نزعت هذه الجلبة بدت على وجهها الباطن استطالات خيطية بطول 2-4 ملم غائرة بين الذرا الحليمية لذلك سميت هذه الجلبة الجلبة المنقطة أو المسمّرة. ويبدو تحت الجلبة تقرح سطحي ذو قعر محبب ومغطى بمادة قيحية مدماة تتكثف لتشكل جلبة جديدة، أما محيط الآفة فيكون وذمياً حمامياً أحمر فاتحاً، وقد توجد أحياناً حطاطات صغيرة تابعة حول الآفة الأولية. تتميز هذه الآفة بكونها غير مؤلمة، وتشفى عادة خلال 6 أشهر مخلفة مكانها ندبة ولكنها قد تبقى أحياناً فعالة أكثر من 24 شهراً.

ب- الليشمانيا الجلدية بطفيلي الليشمانيا المدارية: وهي المسببة للشكل الجاف المدائني، دور حضانة هذا النوع من الليشمانيا أكثر من شهرين (2-8 أشهر)، ومستودعها الإنسان على نحو رئيس، والجرذان على نحو أقل. وتشاهد الإصابة في جنوبي أوربا وجمهوريات الاتحاد السوڤييتي السابق والشرق الأوسط.

تبدأ الإصابة بظهور حطاطة حمامية صغيرة غير مؤلمة تتحول إلى عقيدة حمامية بنفسجية، يبلغ قطرها 1-2سم، وذلك خلال 6 أشهر وتغطيها جلبة مسمارية شديدة العلوق، تشفى عادة بعد نحو سنة مخلفة ندبة ضمورية، ولوحظ أن الإصابة بالشكل الجاف تميل لأن تكون وحيدة يرافقها التهاب شديد يتطلب شفاؤها زمناً كبيراً وهي معندة على المعالجة إضافة إلى احتمال حدوث النكس. الشكل النموذجي للشكل الجاف هو الشكل الدملي القشري لكنه يبدو بأشكالٍ غير نموذجية مثل الشكل الصدفي والفيلي والثؤلولي والمرتشح والحمامي والعليقي.

ج- الليشمانيا الجلدية بالليشمانيا الطفلية: يوجد هذا النوع في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ولاسيما في جنوبي أوربا (اليونان وإسبانيا وإيطاليا) وشمالي إفريقيا.

سريرياً: تشبه هذه الآفات الإصابات الناجمة عن الليشمانيا الكبيرة لكن فترة حضانتها أقل، ومستودع الإصابة هو الكلاب على الخصوص، وإصابة الأطفال بهذا الشكل قد تؤدي إلى إصابة حشوية.

د- الليشمانيا الجلدية بطفيلي الليشمانيا الإثيوبية: تنتشر الإصابة بها في كينيا، والسودان وإثيوبيا. وتتصف آفاتها بشدة الالتهاب ترافقها سواتل تتوضع جانب الآفة الأساسية التي تصيب الجلد وأغشية الشفتين المخاطية، وتشبه إلى حد معين الليشمانيا المنتشرة، ويستغرق شفاء الإصابة عدة سنوات.

الليشمانيا الموضعة الناكسة: هي إحدى مضاعفات الإصابة بالليشمانيا المدارية وتتظاهر باندفاعات جديدة مكان ندبة اندفاع قديم أو جديد أو حولها. تكون هذه الآفات بشكل حطاطات أو درنات صغيرة قاسية مصفرة أو بنية مكسوة بوسوف رمادية، وتبدي بالضغط الزجاجي علي سطحها علامة هلامة التفاح (الشكل الذأباني) وقد تتقرح اندفاعاتها، وتستمر هذه الآفات مدة سنوات طويلة، وهي معندة على المعالجة.

2- الليشمانيا الجلدية المنتشرة diffuse :

تعزى إلى طفيلي الليشمانيا الإثيوبية. يشاهد هذا النوع من الليشمانيا في السودان وإثيوبيا وكينيا وڤنزويلا.

تبدأ الإصابة بعقيدة واحدة أو لويحة على المناطق المكشوفة، ثم تظهر اندفاعات بعيدة، يزداد عددها ويكبر حجمها بالتدريج لتصيب جميع أنحاء الجسم تقريباً، أما الأغشية المخاطية والأعضاء الحشوية فلا تصاب، ويختلف سير هذه الإصابات من حالة إلى أخرى وعموماً يسير هذا النوع من الليشمانيا سيراً مزمناً نحو الأسوأ كما تكون معندة على المعالجات، ويرى الباحثون أن هذا الشكل قد يكون سببه عوزاً مناعياً في المضيف.

التشخيص التفريقي للليشمانيا الجلدية: يفرق بين الليشمانيا الجلدية وبين الدمامل والقوباء والذئبة الحمامية والسرطانة قاعدية الخلايا، وأما الأشكال المزمنة منها فيفرق بينها وبين الذئبة الدرنية والجذام الدرني، ويفرق بين الأشكال القرحية وبين قرحات السرطانة قاعدية الخلايا القارضة، واللمفومات الجلدية وأورام الخباثات الجلدية الأخرى.

3- الليشمانيا الجلدية المخاطية mucocutaneous  :

الشكل (2) الليشمانيا الجلدية المخاطية

توجد في أمريكا الجنوبية وعاملها المسبب الليشمانيا البرازيلية أو المكسيكية. أما الناقل فهو من نوع اللوتزميا وهو يختلف عن ناقل العالم القديم.

الوبائيات: يسود هذا الشكل في الأرياف ومناطق الغابات في أمريكا اللاتينية ولاسيما في البرازيل والبيرو وڤنزويلا، حضانته وسطياً 2-3 أشهر.

الأعراض السريرية: يصيب هذا الشكل على نحو خاص الأنف والبلعوم والحنجرة، وغالباً ما تبدأ الإصابة بتشكل قرحة على الأنف في مكان اللدغ مغطاة بجلبة جافة لا تلبث أن تمتد وتصيب غضروف الأنف، كما تؤثر تأثيراً مخرباً وجادعاً بانهيار الجسر الأنفي مما يصبح معه شكل الأنف كشكل منقار الببغاء أو أنف الجمل (الشكل 2).

يرافق هذه الإصابة انسداد الأنف ونزوف متكررة، وتمتد إلى الشفتين حيث يصاب الغشاء الباطني للفم (شراع الحنك واللهاة واللوزتين واللسان)، ثم ما يلبث أن يصاب البلعوم والحنجرة مخلفاً آفات جادعة، وتصبح الإصابة مهددة للحياة ولاسيما حين يرافقها خمج ثانوي. وتراوح الفترة الزمنية بين بدء الإصابة وحدوث المضاعفات ما بين 3 و10 سنوات.

يعتمد التشخيص على الموجودات السريرية وذلك لصعوبة كشف الطفيلي في الآفات.

التشخيص التفريقي: بينها وبين الإفرنجي والسل والجذام والصلبوم الأنفي.

4- الليشمانيا الحشوية visceral  :

يسمى هذا النوع أيضاً الحمى السوداء kala azar، ومناطق الإصابة به الهند والصين والمنطقة الجنوبية من الاتحاد السوڤييتي السابق وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وحوض المتوسط.

العامل المسبب:

> الليشمانيا الدونوفانية L. donovani في إفريقيا والهند.

> الليشمانيا الطفلية في حوض البحر الأبيض المتوسط.

> الليشمانيا الشاجاستية L. chagasi في أمريكا الجنوبية.

المستودعات: الرجل المصاب هو الثوي المصاب بالمرض في إفريقيا والهند، أما في آسيا الوسطى فالثوي المصاب هو ابن آوى وهو في أمريكا الجنوبية الكلاب.

تراوح فترة الحضانة بين شهر وأربعة أشهر من حدوث اللدغ، وتحدث بعدها حمى متقطعة وضخامة كبدية وطحالية وشذوذ عناصر الدم (ندرة المحببات وفقر الدم وقلة الصفيحات) يرافقها نقص الوزن والرعاف وظهور الفرفرية. وتظهر بقع مصطبغة على الوجه مكان الجبهة والصدغ وحول الفم وفي الساقين ومنتصف البطن وقد تظهر أحياناً اندفاعات جلدية تشبه اندفاعات الليشمانيا الجلدية.

وتصاب الأعضاء الداخلية بالليشمانيا كالكبد، والطحال ونقي العظم والعقد اللمفية، وإذا أهمل المريض أو لم يعالج فقد ينتهي الأمر بالوفاة خلال سنتين من بدء الإصابة.

الليشمانيا الجلدية التالية لليشمانيا الحشوية: يحدث هذا الشكل الخاص من الداء خلال تلقي المعالجة أو بعد المعالجة مباشرة ويحدث أحياناً بعد سنتين من المعالجة. ويتظاهر سريرياً ببقع قاصرة الصباغ موضعة على الوجه والذراعين والجذع إضافة إلى اندفاعات حطاطية ثؤلولية الشكل تبدي نسيجياً تشكلاً درنياً، وقد يوجد طفيلي الليشمانيا في هذه الاندفاعات.

تشخيص الليشمانيا:

أ- تحري الليشمانيا المباشر: وهي طريقة سريعة وسهلة وزهيدة التكلفة، وتتم بأخذ عينة من محيط الآفة بوساطة إبرة ثم تلون بمحلول غيمزا Giemsa بعد فرشها على صفيحة زجاجية، ثم تفحص تحت المجهر لتحري الطفيلي وغالباً ما تكون النتائج إيجابية في الأشكال الحادة، ولكن سلبية هذا الاختبار لا تنفي الإصابة ولاسيما في الآفات المزمنة.

ب- الزرع: يجرى لتأكيد التشخيص على وسط NNN أو وسط شنايدر.

ج- الخزعة الجلدية: يلاحظ في الشكل الحاد ضمور بشروي وتقرح أو فرط تصنع ورشاحة التهابية أدمية مؤلفة من ناسجات ولمفاويات وعدلات وخلايا بلازمية، وقد يشاهد الطفيلي داخل هيولى البالعات الكبيرة. أما في الشكل المزمن فيشاهد ورم حبيبي (حبيبوم) درني مع خلايا لمفية وبلازمية محيطية وتقل مشاهدة الطفيلي عادة.

د- اختبار الليشمانين الجلدي (اختبار ليشمانين /مونتنجرو/ دونوفان)، ويجرى بحقن الجلد 1.5ملم من معلق يحتوي مستضدات الطفيلي المسوط المقتول، وتقرأ النتيجة خلال 48-72 ساعة وحدوث التهاب أو صلابة أكثر من 1سم يشير إلى إيجابية الاختبار.

هـ- اختبار التألق المناعي غير المباشر.

و- المقايسة المناعية ELISA.

ز- تفاعل سلسلة البوليميراز PCR.

ح- تثبيت المتممة أو التألق المناعي في حالة الليشمانيا الحشوية.

ط- بزل عصارة الطحال أو الكبد أو نقي العظم وزرعها في وسط NNN في حالات الليشمانيا الحشوية.

المعالجة:

تشفى الآفات الجلدية من دون معالجة وعلى نحو تلقائي مخلفة ندبات مشوهة وذلك بنحو سنة وسطياً. وتقوم المعالجة الموضعية على:

أ- حقن أملاح الانتيموان الخماسية كالجلوكانتيم والبنتوستام (1-2ملم) ضمن الآفة مع تكرار الحقن أسبوعياً مدة 6 أسابيع.

ب- حقن مضادات الملاريا كالميباكرين (1-2% في 10% في محلول ملحي ضمن الآفة).

جـ- المعالجة القرية كالازوت السائل أو الثلج الفحمي.

د- مراهم موضعية كالبارومومايسين paromomycin أو مرهم إيميكمود imiquimod.

هـ- الليزر Co2.

و- الاستئصال الجراحي.

أما المعالجة الجهازية فهي:

أ- أملاح الأنتموان وهي المعالجة المنتخبة ومنها:

> الجلوكانتيم ويعطى حقناً عضلياً (50-60 ملغ/كغ) مدة 20 يوماً.

> البنتوستام ويعطى حقناً عضلياً (20ملغ/كغ) مدة 20 يوماً، ومن مضادات استطباب أملاح الأنتموان الآفات القلبية والكلوية والكبدية.

ب- مضادات الملاريا: مثل الكلوروكين250ملغ مرتين يومياً مدة يومين وبعدها 250ملغ مرة واحدة مدة 2-3 أسابيع.

جـ- السيكلوغنيل باموات حقنة عضلية 350ملغ تعاد بعد شهر إلى ثلاثة أشهر.

د- مضادات الفطور: منها كيتوكونازول 200-400ملغ يومياً، وايتروكينازول 200ملغ يومياً لعدة أسابيع.

هـ- مضادات التدرن: ريفامبيسين 600ملغ، مونومايسين 100-500 ألف وحدة كل 12 ساعة مدة 10-14 يوماً.

و- الالوبيرونول 300ملغ باليوم مدة 20 يوماً.

أما الإصابة بالليشمانيا الحشوية فتعالج بحقن أملاح الأنتموان مدة 21-30 يوماً، وحين إخفاق المعالجة يعطى الامفوتريسن ب.

تعتمد الوقاية على النوم تحت الكلَّة (الناموسية) ورش المبيدات الحشرية في المناطق الموبوءة بالفاصدات، والأبحاث مازالت مستمرة لإيجاد علاجات ناجعة ولقاحات من أجل الوقاية.

ثانياً- الأمراض الجلدية الأخرى الناجمة عن الطفيليات:

يطلق تعبير epizoonosis على جميع الآفات الجلدية الناجمة عن الطفيليات التي قد تتطفل وتعيش على سطح الجلد (القمل والجرب)، أو التي لا تعيش على سطح الجلد (لسع الحشرات).

الانتشار: تنتشر هذه الأدواء في المناطق ذات المناخ المعتدل. ويزيد من انتشارها الظروف الصحية السيئة؛ والاكتظاظ السكاني وازدهار السياحة، كما أن لبعض العوامل المناعية والوبائية شأناً في ذلك.

1- الجرب scabies:

جلاد تسببه القارمة الجربية الإنسانية sarcoptes scabiei var hominis. يتصف بعدواه الشديدة، وبحكته الليلية.

الوبائيات: تحدث نحو 300 مليون إصابة سنوية بالجرب في جميع أصقاع الأرض وفي جميع الأعراق والأجناس.

وقد يأتي الجرب دورياً cyclic؛ إذ يزداد عدد الإصابات فترة زمنية معينة ثم تقل (ضمن فاصل زمني يراوح بين 25-30 سنة)، ويعزو بعضهم ذلك إلى العوامل المناعية.

الشكل (3) قارمة الجرب

أما العوامل المؤهبة للإصابة فعديدة منها الازدحام السكاني، وعدم اتباع شروط النظافة، والحرية الجنسية في بعض الدول، والحروب والكوارث الطبيعية، وازدهار السياحة. وأكثر الفئات العمرية تعرضاً للإصابة هم الأطفال والشباب ولكن جميع الأعمار معرضة لها.

تتم العدوى إما عن طريق التماس المباشر والصميم مع شخص مصاب - الأمر الذي استدعى عدّ الجرب من الأمراض الصغرى المنقولة بالجنس بحسب رأي منظمة الصحة العالمية - وإما عن طريق غير مباشر كاستعمال أغطية الفراش والملابس والحوائج الأخرى.

تنشط القارمة الجربية بدرجة حرارة 25 إلى 30 درجة وتتحرك عدة سنتيمترات خلال ساعة، لكنها تتخرب بدرجة حرارة 55ْ وتفقد القدرة على الحركة بدرجة حرارة 20ْ، والقارمة الجربية لا تستطيع العيش خارج جسم الإنسان أكثر من 2 إلى 3 أيام (الشكل 3).

المظاهر السريرية: بعد فترة حضانة تراوح بين 3 أسابيع في الإصابات الأولية ويوم إلى ثلاثة أيام في تكرار الإصابة - لأن المرضى تكونت لديهم مناعة منتجة للاستجابات الأرجية نجمت عن الإصابة الأولى- تبدأ الحكة التي تكون موضعة في البدء بين أصابع اليدين والقدمين أو الأليتين ثم لا تلبث أن تتعمم لجميع أنحاء الجسم وتتفاقم خصوصاً ليلاً بعد الدفء بالدثار الدافئ.

أما العلامات المشخصة: فهي رؤية الأنفاق burrows التي تبدو بشكل خطوط مستقيمة أو متعرجة أو بشكل حرف S يراوح طول كل منها بين 1 و10 ملم (الشكل 4). ويقع في طرف كل نفق حويصل دقيق يدعى الحويصل اللؤلؤي يمثل مكان دخول القارمة.

الشكل (4) انفاق الجرب بين الأفوات الشكل (5) جراب القضيب

أما المناطق الانتقائية للعثور على هذه الأنفاق المؤكدة لتشخيص المرض فهي مناطق التوضعات الانتقالية للجرب وهي أفوات ما بين أصابع اليدين وأفوات أباخس القدمين والراحتان والأخمصان خاصة عند الأطفال، والمرفقان ومقدمة الثنيات الإبطية والخاصرتان والأليتان والقضيب في الذكور (الشكل 5) والثديان في الإناث.

ومن المهم ملاحظة عدم إصابة الرأس والوجه والمنطقة العلوية ما بين فقرات الظهر باستثناء إصابة الوجه في الطفل الرضيع إذا ما كانت أمُه مصابة بالجرب، إضافة إلى هذه العلامات المشخصة قد تشاهد اندفاعات أخرى جلدية غير نوعية لكنها على أهمية كبيرة في التشخيص تتمثل في التسحجات الخطية (ناجمة بشكل ثانوي عن الحكة) والاندفاعات الحطاطية الحويصلية والبثرات والجلبات والتهاب الأجربة والأشكال العقيدية وذلك في الأمكنة التي توجد فيها الأنفاق.

الأشكال السريرية:

أ- الجرب النموذجي: وهو الذي وصف سابقاً.

الشكل (6) جرب الرضيع

ب- جرب الإنسان النظيف: يظهر في الأشخاص الذين يعتنون بأنفسهم ويكثرون الاستحمام. ويتميز سريرياً بوجود آفات جلدية قليلة لكن الحكة هي العرض الأبرز، وللوصول إلى تشخيص صحيح يجب استقصاء القصة المرضية مفصلة إضافةً إلى الفحص السريري الدقيق ورؤية الهامة الجربية تحت المجهر بعد أخذ لطاخة من الحويصل اللؤلؤي أو من النفق وفرشها على صفيحة زجاجية.

ج- جرب الرضيع: إضافة إلى العلامات التي ذكرت سابقاً تلاحظ بعض العلامات الوصفية الأخرى تتجلي بإصابة الراحتين والأخمصين باندفاعات حويصلية بثرية أو بوجود اندفاعات حطاطية عقيدية على المنطقة العليا من الصدر، إضافة إلى إصابة الوجه والفروة (الشكل 6).

د- الجرب النرويجي: (شكل نقص الأرجية)، وهو شكل خاص من الجرب يظهر في الأطفال ونادراً في الكبار الذين يعانون من أحد العوامل المؤهبة للإصابة به مثل الاضطراب المناعي أو العوز المناعي (الإيدز) وابيضاضات الدم والدنف السرطاني والمعالجة بكابتات المناعة والستيروئيدات، والاضطرابات الغدية.

يتصف الجرب النرويجي بعدواه الشديدة وبوجود أعداد كبيرة جداً من الطفيلي في جسم الإنسان (1-2 مليون قارمة جرب). يتظاهر سريرياً باندفاعات ولويحات حمامية وسفية ذات وسوف ثخينة وجلبات تغطي العديد من قارمات الجرب. تتوضع هذه الاندفاعات واللويحات على اليدين والمرفقين والركبتين والكاحلين إضافة إلى الوجه والفروة، كما يشاهد فرط تقرن راحي أخمصي مع تشققات جلدية وضخامة عقدية معممة. وقد تنتشر هذه الاندفاعات في الأشكال الشديدة لتشمل الجسم كله (احمرية).

هـ- الشكل الحطاطي المستديم عقب معالجة الجرب postscabietic persistent papules: (الشكل المفرط الأرجية) هو شكل نادر من الجرب يظهر في الأطفال، وعلى نحو أقل في البالغين وسببه فرط أرجية تجاه طفيليات الجرب. يتصف سريرياً بظهور حطاطات حمر بنفسجية مرتشحة ومغطاة بجلبات دموية تحدثها الحكة، تتوضع هذه الحطاطات على الجذع والأليتين والخاصرتين والأعضاء التناسلية والفخذين وقد يستغرق سيره عدة أشهر.

نسيجياً يشاهد تفاعل حبيبومي تجاه بقايا الطفيلي أو بيوضه حيث تشاهد رشاحة من الحَمِضات والناسجات بشكل اللمفوم الكاذب.

و- الشكل المستتر S.incognito: ينجم هذا الشكل عن المعالجة الخاطئة بالستيروئيدات الموضعية التي تغير من شكل الجرب وتؤدي إلى التباسه بأمراض جلدية أخرى.

ز- الجرب الحيواني: تسببه القارمة الجربية الحيوانية التي تعيش على الحيوانات البرية والأليفة وهو شديد السراية والحكة أيضاً، يتميز بفترة حضانة أقل من فترة حضانة الجرب الإنساني، أما طريقة عدوى الإنسان فعن طريق تماس هذه الحيوانات، حيث تؤدي إلى اندفاعات جلدية أكزيمائية، تتجلى بحويصلات وجلبات ووسوف واندفاعات شروية، وتتميز الإصابة بالجرب الحيواني في الإنسان بغياب الأنفاق وعدم تناظر الآفات وسيرها نحو الشفاء التلقائي وبوجود قصة تماس مع الحيوانات.

ح- جرب الحبوب أو سوس الحبوب: يتطفل سوس الحبوب grain mites، الذي هو نوع من أنواع الحلم على الحبوب (الحنطة والشعير والشوفان) وعلى بعض السلع الغذائية المخزونة في المستودعات (التمر والشاي والتبغ وغيرها).

ينتقل هذا النوع من الجرب إلى العاملين في الحقول أو حمالي الحبوب ولاسيما الحمالين الذين يعملون في مستودعات الحبوب، مؤدياً إلى إحداث اندفاعات أرجية شروية وحكة تشبه الاندفاعات التي تنجم عن الجرب الحيواني وتتوضع على الجذع والأطراف.

معالجة جرب الحبوب: تشفى هذه الإصابة بسهولة كبيرة بعد غسل الجسم بالماء والصابون بغية تخليص الجسم من الحلم، وبتطبيق بعض المحاليل المضادة للحكة مثل مستحضرات الكلامينا وإعطاء مضادات الهيستامين داخلاً.

المناعيات في الجرب: يوجد فرط حساسية عاجلة أو آجلة للمرض تجاه قارمة الجرب أو منتجاتها (لعاب وبيوض وبراز)، كما لوحظ ارتفاع Ig M وIgE و-Ig G ونقص I g A في المصل.

وفي دراسة قام بها Frentz veien Eriksen استعمل فيها التألق المناعي المباشر في 111 مريضاً مصاباً بالمرض لاحظ توضعاً حبيبياً لـ Ig G وc3 على الغشاء القاعدي، وفي دراسة أخرى قام بها Hoefling and Schrotter لاحظا توضعاً حبيبياً لـ c3 على الموصل البشروي الأدمي في 3 من أصل 4 مرضى مصابين بالجرب.

المضاعفات: قد يحدث تقوبؤ أو تأكزم الاندفاعات، أو حطاطات دائمة عقب الجرب، أو رهاب الحكة، أو التهاب الكبب والكلية بالعقديات ناجمة عن التقوبؤ الثانوي بالعقديات وهي نادرة جداً وتشاهد في التأتبيين خاصة.

المعالجة:

> يجب معالجة أفراد العائلة كافة في آن واحد؛ لأن المرض متى دخل بيتاً أصاب جميع القاطنين فيه.

> يستحم المصابون بالماء الساخن والصابون، وبعد التجفيف يدهن المريض بالدواء الموصوف الذي يجب تطبيقه من الذقن حتى أخمص القدم.

> تعاد عملية الدهن في اليوم الثاني لأن الدواء كي يقضي على هامة الجرب يجب أن يبقى ملامساً للجسم مدة لا تقل عن 48 ساعة.

> يجرى حمام أخير في اليوم الثالث تبدل بعده الملابس الداخلية والشراشف وأغطية السرائر واللحف. أما الأغطية والشراشف التي لا يمكن غسلها فيكفي نشرها في الهواء الطلق مدة 48 ساعة وهي كافية للقضاء على طفيلي الجرب.

أما الأدوية التي يعالج بها الجرب الإنساني فعديدة يذكر منها:

> بنزوات البنزيل بنسبة 25-30%.

> بيرمترين بنسبة 2% للأطفال و5% للكبار.

> مرهم هكساكلورسيكلوهكسان بتركيز 1% ولا يوصف هذا الدواء للحوامل والأطفال الصغار والأشخاص المصابين بتسحجات أو أذيات في الجسم لأن امتصاصه الجهازي يؤثر في الجهاز العصبي.

> المراهم الكبريتية بنسبة 10% للبالغين و5% للأطفال، وتستخدم هذه المراهم في الرضع والأطفال خاصة لأنها أكثر أماناً.

> رذاذ stromectol يرذ به المريض مرة واحدة.

> كروتاميتون.

كما يعطى ivermectin داخلياً إذا تطلب الأمر ذلك ولاسيما في الجرب المتأكزم ويمكن تكريره بعد أسبوعين.

2- القمال pediculosis:

القمل الإنساني p.humanus حشرات مسطحة عديمة الأجنحة، منه ما يتطفل على فروة الرأس أو على الجسد أو على العانة من جسم الإنسان، وهناك أنواع أخرى من القمل تتطفل على الثدييات والطيور.

لهذه الحشرات ثلاثة أزواج من الأرجل متوضعة في المنطقة الأمامية من جسدها خلف الرأس مباشرة، وتنتهي هذه الأرجل بلواقط حادة تساعدها على الالتصاق بشدة على أشعار الجسم أو على الثياب.

تضع الأنثى نحو 150-300 بيضة (صئبان nits)، تفقس البيوض خلال أسبوع واحد لتخرج منها يرقات تصل إلى مرحلة النضج الجنسي خلال 2 إلى 3 أسابيع فقط.

أنواع القمال الإنساني:

للقمل الإنساني ثلاثة أنواع اعتماداً على شكل الحشرة وعلى المنطقة التي تسكنها من الجسم وهي:

أ- قمال الرأس pediculosis capitis :

الشكل (7) صئبان على الفروة

يصيب قمال الرأس جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال ويساعد على انتشاره إهمال قواعد النظافة والتجمعات المغلقة كالمدارس والسجون.

يراوح طول هذه الحشرة بين 2 و4 ملم، لونها رمادي أبيض تتوضع على الفروة ولاسيما على المنطقة الصدغية والقفوية حيث تضع (7-10 بيضات يومياً) تلتصق بشدة على سقيبات الأشعار وبالقرب من الفروة تفقس بعد 8 أيام وتصل إلى النضج بعد 10 أيام تقريباً.

الموجودات السريرية: العرض الأساسي للإصابة هو الحكة التي تحدث نتيجة ولوج لعاب القملة في أثناء العض حين تتغذى كل 2 إلى3 ساعات. كما تظهر الاندفاعات الجلدية في الأمكنة الملدوغة التي تكون في بادئ الأمر نقاطاً فرفرية نزفية ثم تتحول إلى حطاطات شروية حاكة بشدة لا تلبث أن تكسى بجلبات دموية وعسلية الشكل. وحين شفاء الحطاطات تخلف مكانها بقعاً بنية دالة على مكانها، كما تصبح الأشعار في المنطقة المصابة جافة وخالية من اللمعان وقد يصبح شعر الفروة كله أشعث ترافقه جلبات غزيرة. (الشكل 7).

المضاعفات: قد يؤدي الحك والخدش المستمران إلى حدوث أخماج جرثومية ثانوية كالتقوبؤ وتشكل الدمامل والتهاب الأجربة الشعرية إضافة إلى حدوث اندفاعات أكزيمائية وتحزز على الناحية القذالية (أكزيمة القمل)، وقد تجس أحياناً ضخامات عقدية رقبية وقذالية ناجمة عن الخمج الثانوي. يجب الانتباه إلى أن أي قوباء ناكسة عدة مرات بعد المعالجة أو إصابة المنطقة القفوية بالتهاب جلد عصبي قد يكون سببه قمل الرأس قليل الأعراض.

التشخيص: يستدل على الإصابة حين مشاهدة الحشرات أحياناً، أو بوجود الصئبان العالقة على سقيبات الأشعار خلف الأذنين أو في المنطقة القفوية وتكون ملتصقة بشدة بالأشعار على النقيض من الوسوف السهلة الاقتلاع.

التشخيص التفريقي: يفرق بينها وبين نخالية الرأس البسيطة، وأكزيمة الرأس، وصداف الفروة، والسعفة الأمينتية.

المعالجة:

> كريمات البيرميترين 1% wix cream، وهو خط العلاج الأول ويكفي تطبيقه مرة واحدة فقط.

> البيرترين الطبيعي المتآزر synergized pyrethrin ويوجد على شكل كريمات أو شامبوهات، لها تأثير قاتل وشديد في القمل وأقل من ذلك على الصئبان.

> كريمات البرمتيرين 5% تستعمل في حال إخفاق المعالجة السابقة.

> ليندان (جاما بينزين هكسا كلوريد) وهو إما على شكل شامبو أو على شكل مستحلب:

× يطبق شامبو الليندان Kwell مدة 5 دقائق ويغسل بعدها بالماء وتكرر الطريقة نفسها بعد أسبوع. أما المستحلب فيطبق على الفروة 12 ساعة ثم يغسل بالماء وتكرر العملية بعد أسبوع، وهذان المستحضران الأخيران لا يستعملان للنساء الحوامل ولا للأطفال الذين هم دون 10 سنوات لسميتهما العصبية.

> الملاثيون 0.5% وهو مستحضر ذو تأثير قاتل سريع للقمل والصئبان يطبق على الفروة مدة 8-12 ساعة ثم يغسل بالماء ويستخدم حين إخفاق المعالجة بالبرمتيرين والبيرترين.

مركبات carbaryl وتستعمل بالطريقة السابقة نفسها.

> ويزال الصئبان أيضاً باستعمال الخل المفتر أو فرك الشعر برهيمات تحوي حمض النمل (الفورميك).

> وداخلياً يستعمل في الحالات الشديدة الإيفرمكتين ivermectin بمقدار 12ملغ جرعة واحدة تعاد بعد 10 أيام، كما تستعمل السلفوناميدات أيضاً في بعض الحالات.

ب- قمال الجسد:

الشكل (8)  قمل الجسد (جلد المشردين

تسببه حشرة قمل الجسد، تشبه هذه الحشرة قمل الرأس لكن حجمها أكبر قليلاً، وتعيش في طيات الثياب متطفلة على الإنسان. يصيب هذا المرض على نحو خاص المتسولين والمتشردين، المسنين والعجزة والكحوليين المدمنين ويكثر في ظروف الحروب والكوارث.

قد ينقل هذا النوع من القمال بعض الأمراض كالركتسيات وحمى الخنادق والحمى المبقعة mottled والحمى الراجعة.

تضع الأنثى بيوضها ثم تلصقها في ثياب المصاب وتفقس البيوض متحولة إلى حشرة في مكان توضعها لذا لا يشاهد هذا النوع من القمل على جسم المصاب.

الموجودات السريرية: تشاهد في المنطقة القذالية إضافة إلى المنطقة ما بين الكتفين اندفاعات جلدية تتضمن بقعاً حمراً وبقعاً فرفرية واندفاعات شروية منتبجة واندفاعات حويصلية حطاطية، وتسحجات خطية ناجمة عن الحكة الشديدة وبعض الندبات الصغيرة البيض محاطة بمناطق من فرط التصبغ مما يعطي الجلد شكلاً مميزاً يدعى جلد المشردين (الشكل  8).

التشخيص: يعتمد التشخيص على كشف القمل والصئبان داخل الثياب وألبسة المريض أو في الأغطية والشراشف.

التشخيص التفريقي: بينه وبين التهاب الجلد حلئي الشكل والتهاب الجلد التأتبي والأكزيمة والحكة الشيخية وداء هودجكين.

المعالجة: يرش مسحوق الملاثيون أو DTT على ثياب المريض، وإن تعذر وجود هذه المادة يكتفى بغلي ثياب المريض، أما الإصابة الجلدية فلا تستدعي عادةً المعالجة ويكتفى بحمامات ساخنة والعناية بالنظافة العامة، وتعالج التقيحات إن وجدت معالجة التقيحات على نحو عام.

ج- قمال العانة:

الشكل (9) قمل العانة
الشكل (10) قمل العانة حول فوهات الأجربة لشعرية

تسببه حشرة قمل العانة وهي حشرة صغيرة لها ثلاثة أزواج من المخالب الطويلة، حركتها بطيئة لكنها تستطيع الانتقال إلى أماكن أخرى غير العانة، كأسفل البطن والأرداف والصدر والإبط والذقن والحواجب وقد تصيب الفروة وحواف الأجفان في الأطفال.

تحدث العدوى مباشرة عن طريق الاتصالات الجنسية الأمر الذي وضع معه هذا المرض رابع الأمراض المنقولة بالجنس (بعد الإفرنجي والسيلان والمشعّرات «التريكوموناس») بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، أو عن طريق غير مباشر كاستعمال الملابس الداخلية والشراشف والمراحيض الأجنبية. أما الأطفال فتنتقل إليهم العدوى عن طريق الأهل المصابين (الشكل 9).

التظاهرات السريرية: تبدأ الأعراض بحكة شديدة في منطقة العانة ناجمة عن عض الطفيلي المتوضع في فوهات الأجربة الشعرية، كما تشاهد في منطقة العانة نقاط نزفية وحَبَرية إضافة إلى تسحجات ثانوية والتهاب أجربة شعرية وبقع أردوازية بقطر 3-15ملم تتشكل نتيجة انحلال الهيموغلوبين الإنساني المختلط بالإنزيمات اللعابية للحشرة، وقد تشاهد أيضاً بقع متسخة على سروال المريض (الشكل 10).

تستدعى الإصابة بقمل العانة تحري أمراض جنسية أخرى محتملة مرافقة للمرض (الزهري «السفلس» والسيلان والتهاب الإحليل والإيدز).

التشخيص: يعتمد التشخيص على رؤية الحشرة أو بيوضها، كما تعد رؤية البقع الأردوازية من الدلائل التشخيصية المهمة إضافة إلى البقع المتسخة المتوضعة على سروال المصاب. كما يجب الاشتباه بالإصابة حين وجود حكة شديدة في منطقة العانة أو المنطقة الإبطية.

المعالجة: يفضل معالجة كامل الجسم، وتفضل المحاليل المائية كمحلول الملاثيون المائي 0.5%.

> مستحلب اللندان الذي يطبق ليلة أو ليلتين يغسل بعدها بالماء والصابون.

> مراهم تحوي على الـ xylol (30 نقطة في 30 غم فازلين).

> كريمات البيريترين أو البرمترين 5% وتغسل بعدها بالماء والصابون.

أما معالجة حواف الأجفان في الأطفال فتكون بتطبيق المراهم الكثيفة (فازلين) على الأجفان مرتين يومياً مدة 10 أيام، أو يطبق مرهم الزئبق الأصفر أو الفيزوستجمين علماً أن الأخير قد يكون له تأثير في حدقة العين. كما تستخدم الملاقط لإزالة القمل والصئبان من الأهداب ويجب فحص المخالطين ومعالجتهم إذا تطلب الأمر ذلك.

3- عض البق والبراغيث:

أ- داء البق cimicosis:

الشكل (11) عض البق

 البق حشرة ذات أجنحة لا تعمل، يراوح طول الأنثى بين 4-5ملم شكلها بيضوي، لها رائحة كريهة تفرزها من غدة موضعة بين الزوج الثالث لأرجلها. تضع الأنثى بيضتين إلى ثلاث بيوض يومياً، وتتطور إلى مرحلة النضج بعد نحو شهر حيث يتضاعف حجم الحشرة بنحو 5 مرات. تخاف هذه الحشرات الضوء وتختبئ في زوايا البيوت وفي شقوق الجدران والأثاث واللوحات الجدارية. وتنشط ليلاً وتقوم بلدغ الإنسان خلال دقائق معدودة من دون أن يشعر بذلك، وهي تتمكن من العيش من دون طعام عدة أشهر.

الموجودات السريرية: تطلق البقة حين تلدغ الإنسان مواد موسعة للأوعية ومخرشة محدثة تفاعلاً شروياً أو فرفرياً، وقد تؤدي نادراً إلى إحداث اندفاعات حويصلية أو فقاعية تشاهد خاصة على الكاحلين والأليتين بشكل خطي، وقد تصيب أي منطقة مكشوفة من الجسم كالوجه والرقبة واليدين (الشكل 11).

لوحظ حدوث تحمل الملدوغ بهذه الحشرة لدغها بعد التكرر المستمر، وذلك بتلاشي التفاعلات الجلدية الشديدة التي كانت تحدث له في البدء ويألف وجود البق في فراشة ولا يشعر بلدغه في أثناء نومه لكنه يجد ثيابه وأغطية سريره حين استيقاظه ملوثة بالدم.

التشخيص التفريقي: يفرق بينه وبين الحمامى عديدة الأشكال وعضات الحشرات الأخرى ولسعاتها.

المعالجة: تقوم على استعمال الدهونات الملطفة للحكة كدهون الزنك، والمنتول الكحولي وتستعمل مضادات الهيستامين داخلياً في حالات الحكة الشديدة، كما يجب استعمال مبيدات الحشرات لتعقيم المنازل والقضاء على البق.

ب- عضّ البراغيث:

البراغيث fleas حشرات عديمة الأجنحة تمتاز بقدرتها على القفز بارتفاع قد يصل إلى 50سم ومسافة 60سم. ولها أكثر من 150 نوعاً منها، ما هو حيواني ومنها ما هو إنساني وهي تهاجم الإنسان والكلاب والقطط والطيور والجرذان.

وبعض أنواع البراغيث ينقل بعض الأمراض للإنسان كمرض الطاعون الذي ينقله برغوث الجرذ المداري وريكتسية موزيري المسببة للحمى المبقعة.

وأكثر أنواع البراغيث مصادفة برغوث الإنسان وبرغوث الرمل.

 
الشكل (12) البرغوث الإنساني   الشكل (13) لدغ البرغوث

(1)- برغوث الإنسان: هو حشرة طولها من 2-4مم، له أرجل طويلة تساعده على القفز، يعيش في الأماكن المظلمة ويختبئ في الشقوق الخشبية وتحت السجاد، وما زالت المسارح ودور السينما ووسائط النقل مأوى للبراغيث. تضع الأنثى نحو 300 بيضة تتطور نحو النضج الجنسي خلال 3-6 أسابيع. تستطيع هذه البراغيث العيش مختبئة في ظروف صعبة مدة سنة ونصف، كما تستطيع أن تعيش من دون طعام عدة أشهر (الشكل 12).

الموجودات السريرية: تشاهد اندفاعات شروية حاكة ذات نقاط نزفية وأحياناً حويصلات وفقاعات، خاصة على الخاصرتين والكاحلين والقدمين وغالباً ما تكون هذه الآفات غير متناظرة آخذةً شكل خطوط متعرجة، وقد تؤدي الحكة المستمرة إلى حدوث ندبات بيض بعد شفائها. وما يميز الطفح البرغوثي من غيره من الطفوح وجود النقطة المركزية النزفية في كل آفة (الشكل 13).

التشخيص التفريقي: يجب أن يفرق بينه وبين الشرى الحطاطي الطفيلي والشرى وعضات الحشرات الأخرى والحماق.

المعالجة: تطبق رهيمات الزنك ويمكن تطبيق السيتروئيدات القشرية على شكل محاليل ورهيمات أو رذاذ، وإعطاء مضادات الهيستامين داخلاً، وتعالج الأخماج الثانوية بالصادات، ومن الضروري استعمال المبيدات الحشرية للقضاء على البراغيث.

(2)- برغوث الرمل: يوجد برغوث الرمل الذي يدعى أيضاً التونجا النافذtunga penetrans  في أمريكا اللاتينية وجنوبي الولايات المتحدة وإفريقيا، شكله مشابه لشكل البرغوث الشائع ويسبب اندفاعات وذمية حاكة ومؤلمة أحياناً، وقد ترافقه أخماج ثانوية كالبثرات والخراجات الدملية والقرحات، وترى الإصابة في الكاحلين والأخمصين والقدمين والأباخس والمنطقة الشرجية التناسلية. وقد يصل حجم البرغوث إلى حجم حبة البازلاء بعد امتصاصه وجبة دموية كاملة.

المعالجة: إزالة البراغيث باستخدام الإبر والملاقط الناعمة وتطبيق ضمادات تحوي مادة الأثير ether أو التيربنتين.

4- العناكب  arachnida)  spider) :

تنتشر العناكب في جميع أنحاء العالم، يعيش كثير منها على الحشرات ومنها ما يهدد الإنسان وأهمها عنكبوت الأرملة السوداء والعنكبوت البني المنعزل.

أ- عنكبوت الأرملة السوداء black widow spider: توجد في الولايات المتحدة الأمريكية، يبلغ طولها 3-4سم ذات لون أسود فاحم وبطن منتفخ بلون أحمر برتقالي أو مصفر، بشكل الساعة الرملية وهي علامة مميزة لهذا النوع، لها ثلاثة أزواج من العيون على صدرأسه cephalothorax وأرجل طويلة. تقتل الإناث الذكور بعد الجماع ولهذا سميت عنكبوت الأرملة السوداء.

توجد هذه العناكب تحت مقاعد المراحيض ومخازن الحبوب والماشية بعيدة عن الضوء. (الشكل 14).

الموجودات السريرية: تحدث اللسعة غالباً على المناطق التناسلية والأرداف في أثناء الجلوس على المرحاض، ويكون الألم خفيفاً إلى متوسط الشدة لكنه لا يلبث أن يزداد تدريجياً. وخلال بضع ساعات تبدأ التشنجات العضلية في البطن والصدر والساقين والظهر مع مغص بطني شديد يرافقها غثيان وقياء وصداع. تخمد هذه الأعراض في غضون يومين لكن مثل هذه اللسعات قد تسبب موت الأولاد الصغار وكبار السن بسبب ما تحتويه من سم (اللاترودكتوس) سام للأعصاب، وقد ترى حمامى حصبوية الشكل سمية.

المعالجة: يجب تطبيق المعالجة على الفور بربط المنطقة الدانية بعصبة وشق مكان اللسعة ومصها لاستخراج السم. وتعطى مضادات السم والترياق النوعي من أجل تخفيف الأعراض.

> قد تقتضي الحاجة زرق المورفين لتسكين الألم.

> وإعطاء الهرمون المحرض لقشر الكظر (ACTH) والستيروئيدات.

> إعطاء غلوكونات الكلسيوم 10% وبمقدار 10 مليلتر في الوريد لتخفيف الأعراض.

الشكل (14) عنكبوت الأرملة السوداء
الشكل (15 ) الغنكبوت البني المنعزل

ب- العنكبوت البني المنعزل brown recluse spider: يوجد العنكبوت البني المنعزل في الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، يراوح طوله بين 1-1.5سم ويتموج لونه ما بين البني الفاتح والغامق وتميزه العصابة الداكنة الموجودة على صدراسه. ويعيش في المراحيض وداخل المنازل وفي الخزائن بين الثياب وعلى السطوح الصخرية وفي حظائر الماشية ومخازن الحبوب، ويحتوي سمه مواد ناخرة للجلد (الشكل 15).

الموجودات السريرية: تتفاوت شدة الاستجابة السريرية للسعة العنكبوت البني المنعزل من مريض إلى آخر وذلك بحسب جرعة السم المحقونة للملدوغ وعمره وحالته المناعية، فقد تكون الإصابة خفيفة يقتصر التفاعل الجلدي فيها على حدوث الحكة أو الشرى أو حدوث منطقة نخرية سريعة الزوال، وقد تكون الإصابة شديدة يتجلى فيها التفاعل الجلدي الشديد بظهور منطقة مزرقة مكان اللدغ إضافة إلى ظهور فقاعة محاطة بحمامي خلال 12-24 ساعة، وبعد ذلك يحدث نخر بنفسجي قد يؤدي إلى حدوث قرحة نخرية واسعة حتى عدة سنتيمترات، يتطلب شفاؤها عدة أشهر. أما الأعراض الجهازية فتتجلي بحمى من 39-40 درجة مع غثيان وقياء ودعث وفتور وآلام مفصلية وبيلة دموية في اليوم الأول وفقر دم انحلالي وقصور كلوي وقد يظهر على الجلد اندفاع حصبوي أو حَبَري. وقد يعقب اللسعة صدمة مميتة ولاسيما في الأطفال.

المعالجة: الصادات لمنع حدوث الأخماج الثانوية وذكرت فائدة الدابسون والسلفوناميدات إضافة إلى:

> الهيبارين لعلاج النخر داخل الأوعية.

> استئصال الآفة الفوري والخياطة بالمقصد الأول.

5- الحيوانات البحرية:

أ- القنفذ البحري: قد يؤدي التماس مع قنفذ البحر في أثناء السباحة إلى أذيات جلدية تتظاهر بجروح وثقوب من جراء الأشواك السود التي تخترق الجلد ويلاحظ حين تنظيف الجرح بقايا الأشواك التي تكون صغيرة عادة، ومن النادر حدوث تفاعل حبيبوم الجسم الأجنبي الناجم عن الأشواك. وهناك نوع نادر من فصيلة قنفذ البحر يسمي تريبنوستس tripneustes قد يؤدي تماسه لانسمام قاتل.

ب- الشعب المرجانية: يؤدي انغراز الجلد بالهيكل العظمي للمرجان - سواء كان حياً أم ميتاً- في أثناء السباحة إلى أذيات جلدية وجروح ودخول شظايا الحيوان المرجانية الجلد، إضافة إلى إحداث اختلاطات التهابية وخمجية قد تؤدي إلى تأخر شفاء الجروح واندمالها.

 
الشكل (16) التعاب الجلد بالتماس ناجم عن لدغ قنديل البحر   الشكل (17) طفح المستحمين في البحر

ج- التهاب الجلد برجل الحرب البرتغالية Portuguese man- of -war dermatitis يتألف قنديل رجل الحرب البرتغالية ويعرف أيضاً بقنديل البحر من عوامة زرقاء إلى حمراء تحمل الهواء مع غدة غازية، وبضعة أجسام عضوية معوية يبلغ قياسها من 1-20 ملم ولوامس سميكة حاملة أكياساً ممسودة تحوي الذيفان الذي ينتقل إلى المضيف بوساطة الشعرات الممتدة على طول اللامسة.

توجد هذه القناديل في المحيط الهادئ والأطلنطي وتوجد في البحر المتوسط ومنها الشاطئ السوري. يلسع القنديل الإنسان حين يلامسه ويفرز السم من لوامسه؛ مما يؤدي إلى آلام شديدة وتشاهد على الجلد التهابات خطية تشبه ضرب السياط خاصة على الجذع والأطراف أو على أماكن أخرى من الجلد. وجهازياً يرافق الإصابة غثيان وإعياء وضيق نفس ومغص معوي وهياج (الشكل 16).

المعالجة: تقوم على تدليك المنطقة بالخل أو بالغول على الفور ونزع اللوامس بالملقط وتعطى المسكنات ومضادات الهيستامين داخلاً، وقد يُلجأ إلى إعطاء الستيروئيدات داخلاً في الحالات الشديدة.

د- التهاب الجلد بالسمك الهلامي: يؤدي لسع الدبور البحري الأسترالي شيرونكس فليشيري chironex flekeri إلى آفات جلدية تشبه الآفات الناجمة عن رجل الحرب البرتغالية، كما أن هناك نوعاً آخر لدبور بحري يدعى كاريبديا مارسوبياليس carybdea marsupialis يوجد في الكاريبي أقل خطورة من سابقه.

هـ- طفح المستحمين في البحار والمحيطات: يتظاهر باندفاعات حمامية حطاطية أو شروية تبدو بعد ساعات من الاستحمام في المياه العميقة وخاصة في أماكن ضغط لباس الاستحمام على الجلد وتزول تلقائياً بعد أيام ومعالجتها عرضية (الشكل 17).

و- التهاب الجلد بالأعشاب البحرية: تسبب بعض الاشنيات البحرية من نوع  lyngbya majuscula اندفاعات جلدية وذلك في أثناء الاستحمام في مياه البحار والمحيطات. تعالج بغسل المنطقة المصابة مباشرة وإعطاء المسكنات وتطبيق الصادات الموضعية والجهازية كما تعطى مضادات الهيستامين.

6- مرض لايم Lyme disease:

مرض خمجي ينجم عن لدغة القراد الحامل للملتويات spirochetes (بوريليا بورغدرفيري)، ترافقه اضطرابات التهابية تصيب أجهزة متعددة في الإنسان (الجلد والمفاصل والقلب والجهاز العصبي)، تتم الإصابة خلال 24-48 ساعة وربما تستغرق أكثر من ذلك.

والعامل المسبب الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة الأمريكية هو القراد الدميني ixodes dammini والقراد الباسيفيكي. أما في أوربا فالعامل المسبب هو القراد الخروعي ixodes ricinus، كما لوحظ أن سير المرض يكون شديداً في الأشخاص ذوي الزمر النسجية HLA2، 3، 4.

سريرياً: يسير هذا المرض في ثلاث مراحل:

> مرحلة أولية: مرحلة الإلقاح، تبدو فيها حمامى مزمنة هاجرة واعتلال العقد اللمفي السليم.

> مرحلة ثانوية: يصاب فيها الجهاز العصبي المركزي والمحيطي والقلب والجهاز العضلي والهيكلي وإصابة مفصلية.

> المرحلة الثالثة والمتأخرة: تتجلى بحدوث التهاب جلد النهايات المضمر والمزمن.

ويوجد حالياً بعض الآراء التي تدعم دور بوريليابورغدرفيري في إحداث القشيعة والحزاز التصلبي الضموري.

أ- التظاهرات الأولية:

 
الشكل (18) حمامى مزمنة هاجرة   الشكل ( 19) داء العقد اللمضي الجلدي السليم على الاذن

(1)- الحمامى المزمنة الهاجرة: بعد فترة حضانة تراوح بين 3 و28 يوماً تبدأ بالظهور حطاطة صغيرة مكان اللدغ لا تلبث أن تنتشر محيطياً وتتراجع مركزياً مشكلة لويحة حمراء متوذمه يصل قطرها أحياناً حتى 30سم تقريباً، تتوضع في أي مكان من الجسم ولاسيما الأطراف السفلية، وقد تشاهد ضخامة عقد لمفاوية ناحيّة كما قد ترافقها بعض الأعراض اللانوعية كالحمى والصداع والغثيان والقياء وتورم العينين (الشكل 18).

تشخص الآفة سريرياً وبالاستناد إلى الفحوص المصلية الدالة على ارتفاع أضداد البوريليا من نوع IgG وعلى نحو أقل من نوع IgM، وتبدو في الخزعة رشاحة أدمية التهابية مؤلفة من اللمفاويات ومصورات حول الأوعية وقد تكشف الملتويات عن طريق التلوين بملون withrin-starg.

المعالجة: تقوم المعالجة على إعطاء البنسيلين G زرقاً وريدياً 20 مليون وحدة دولية يومياً مجزأة على أربع جرعات لمدة 14 يوماً على الأقل.

أموكسيسيلين 2غ باليوم أو دوكسيسيكلين 200ملغ باليوم لمدة 14-21 يوماً أو سيفروكسيم 1غ باليوم لمدة 14-21 يوماً.

(2)- داء العقد اللمفية الجلدي السليم: تنتقل ملتوية البوريليا بورغرفيري إلى الإنسان عن طريق اللدغ، ويحدث مكان اللدغ تفاعل لمفاوي تكاثري يتظاهر سريرياً بعقيدات حمر مزرقة طرية وعميقة يراوح حجمها بين عدة مليمترات إلى عدة سنتيمترات، ويشاهد ارتشاح رمادي مصفر من خلال المعاينة بالشفوف (الشكل 19).

من الممكن تراجع هذه الآفات بعد 2 إلى 3 أشهر من دون أن تترك ندبات، كما قد يحدث أحياناً العكس. يوضع التشخيص على المشاهدة السريرية والفحوص المصلية إضافة إلى المظهر النسيجي المؤلف من رشاحة لمفاوية وأرومات متجمعة في مجموعات.

ب- التظاهرات الثانوية:

(1)- عصبية:

> إصابة الجهاز العصبي المركزي والمحيطي.

> التهاب السحايا والتهاب الدماغ والتهاب النخاع.

> التهاب الأعصاب القحفية.

> إصابة الأعصاب الحسية والحركية.

(2)- قلبية:

> درجات مختلفة من الحصار البطيني الأذيني.

> التهاب العضلة القلبية والتهاب التأمور.

> ضخامة القلب.

(3)- الجهاز العضلي الهيكلي: آلام في العضلات والمفاصل والأوتار والتهاب المفاصل الوحيد أو القليل منها، كما تصاب المفاصل الكبيرة كمفصل الركبة.

(4)- العين: التهاب القزحية والتهاب الملتحمة ووذمة حول الحجاج.

ج- التظاهرات المتأخرة:

(1)- التهاب جلد النهايات المزمن المضمرacrodermatitis chronica atrophicans  :هو اختلاط نادر للخمج المسبب بالبوريليا بورغروفيري الناجم عن لدغ القراد (من نوع اللبود الخروعي). يوجد بكثرة في أوربا وتندر الإصابة بهذا الشكل في أمريكا.

الشكل (20 ) المرحلة الضمورية لالتهاب جلد النهايات المزمن المضمر
الشكل (21) نغف الجروح
الشكل (22) نغف دملي
الشكل (23) إزالة النغف إلى الخارج

سريرياً: تشاهد الإصابة على السطوح الأنبساطية للأطراف تبدأ بحدوث انتباج الجلد انتباجاً وذمياً ثم يصبح الجلد بلون أزرق. تبدأ الإصابة في الأماكن القاصية وتنتشر نحو الدانية، وتسمى هذه المرحلة المرحلة الالتهابية9854321    ذ

+7 وبعدها يضمر الجلد بسرعة فيصبح رقيقاً فاقداً الأشعار متغصناً كأوراق التبغ، كما تبدو الأوردة العميقة كحبال عريضة بسبب الضمور الشحمي الحاصل (الشكل 20).

(2)- المضاعفات العصبية: قد يحدث التهاب الجذور العصبية ومتلازمة بان وارث Bannwarth، والمذل والشلل وضعف العضلات وضمورها.

التشريح المرضي: في المرحلة الالتهابية الوذمية الأولى تشاهد وذمة في الأدمة ورشاحة شريطية الشكل تحت البشرة وحول الأوعية المتوسعة مؤلفة من لمفاويات وناسجات ومصورات إضافة إلى ضمور ألياف الكولاجين والألياف المرنة.

أما في المرحلة الضمورية فيشاهد ضمور بشروي يرافقه توذم ألياف الكولاجين وانتباجها مع ضمور الغدد الزهمية والأجربة الشعرية

المعالجة: كمعالجة الحمامى الهاجرة لداء البوريليات.

7- النغفmyiasis :

يعرف النغف بأنه احتشار أنسجة جسم الإنسان أو الحيوانات بيرقات ذوات الجناحين وبيوضها (الذباب) ، تتطور اليرقات على جلد الإنسان وتحتشر هناك ولكن الاحتشار قد يحدث في أماكن أخرى كالأنف والبلعوم والجيوب والحنجرة والعين والجهاز البولي.

يقسم النغف الجلدي نوعين هما: نغف الجروح ونغف الرمال.

أ- نغف الجروح: يضع بعض أصناف الذباب كالذباب المنزلي بيوضه على الجروح المكشوفة أو على التقرحات ثم تتطور البيوض إلى يرقات في الأنسجة المتقيحة التي قد تشاهد فيها أحياناً (شكل21).

ب- النغف الرملي: تقوم بعض أنواع الذباب بثقب الجلد ووضع بيوضها تحته ثم تهاجر اليرقات إلى طيات الجلد لتحفرها مسببة تفاعلاً التهابياً يتحول ليصبح بشكل دملي.

والحشرة التي تسبب النغف الجلدي كثيراً هي ذبابة الدودة اللولبية screw warm في أمريكا الجنوبية والوسطى تليها ذبابة السّروء السوداء black blow fly التي تتعرض للغنم والماعز وأحياناً للإنسان، والموجودة حول المنازل والمراحيض في أمريكا، وهناك أيضاً الديرماتوبيا الإنسانية التي تقوم بلصق بيوضها على جسم البعوضة أو ذبابة الاسطبل، وعندما يثقب الجلد بالعض تبرز اليرقة وتدخل الجلد من خلال ثقب العضة. أما في إفريقيا فإن ذبابة تمبو أو ذبابة كايور تضع بيوضها على الأرض، واليرقات الشابة النشيطة تخترق جلد مضيفها ولاسيما منطقة الساق أو الصفن أو القسم العلوي من الفخذ والأليتين مسببة تشكل حطاطات أو عقيدات أو أشكال دملية مؤلمة نازة مع مفرزات دموية وقيحية في أماكن الإصابة، وبعد نضج اليرقة تخرج إلى خارج سطح الجلد وتسقط على الأرض متحولة إلى حشرة كاملة.

وكثيراً ما يشكو المريض من عدم الراحة وإحساس بجسم متحرك داخل جلده (الشكل22).

المعالجة: تكون المعالجة بتطهير الجروح وإبعاد اليرقات وإزالتها. كما تطبق ضمادات مبللة بالايتر والتربنتين وتستعمل مراهم الباستراسين والوازلين التي لها تأثير قاتل لليرقات. أما في الحالات الصعبة فيجرى شق جراحي تسحب اليرقات من خلاله إلى الخارج (الشكل23).

8- الأدواء المسببة بالديدان:

يتطفل على الإنسان أكثر من 150 نوعاً من الديدان وما يساعد على الإصابة بها إهمال النظافة، والشروط الصحية المتدنية وبعض العادات الغذائية (كأكل اللحم النيء). وتكثر الإصابة بأدواء الديدان في الأقاليم المدارية وتحت المدارية، وتتمكن هذه الديدان أو يرقاتها من العيش في أي عضو من أعضاء الإنسان وفي الدم الجائل أحياناً.

تستطيع بعض الديدان اختراق الجلد والتسبب في تفاعلات جلدية موضعة أو معممة، وقد تظهر التفاعلات الجلدية العامة من وجود الديدان في الأمعاء أو أنسجة الجسم أحياناً.

وأهم الأدواء الناجمة عن الديدان والمشاهدة في الأمراض الجلدية هي:

أ- التهاب الجلد بالذوانبcercarial dermatitis :

وتدعى أيضاً حكّة السباح تسببها عدة أنواع من البلهارزيا الشعرية التي توجد في طيور الماء والقوارض التي تشكل الأثوياء الأولية، ذلك أن هذه الحيوانات تلقي مفرغاتها - التي تحوي البيوض - في الماء لتخرج منها طفيليات يتلقفها الحلزون الذي تحدث لها فيه تطورات أخرى، ثم تخرج من الحلزون وتصبح حرة في الماء حيث تغزو جلد من يسبح فيه، ويكاد لا يتجاوز طول هذه العضويات 1ملم، وهي توجد في مناطق البحيرات الكبيرة في أوربا والولايات المتحدة وبعضها يوجد في البحار.

الشكل (24)  التهاب الجلد بالمنشقات

الموجودات السريرية: يتم التعرض لهذه الذوانب حين السباحة، حيث تخترق جسم الإنسان الرطب المبلل وتختبئ فيه - ولكنها لا تستطيع اختراق الأوعية الدموية - مؤدية إلى اندفاعات حمامية حطاطية أو شروية حاكة خلال فترة تراوح بين عدة دقائق وساعة واحدة، وقد تستمر الإصابة عدة أيام ثم تتراجع تلقائياً (الشكل 24).

تتقى الإصابة بالاستحمام مباشرة بعد الانتهاء من السباحة وفرك الجلد جيداً بالمنشفة.

المعالجة: تكون بتطبيق دهون الزنك والرهيمات التي تحوي الستيروئيدات القشرية وإعطاء مضادات الهيستامين داخلاً.

ب- داء المنشقات الحشوي visceral schistosomiasis (داء البلهارزيا):

يعد من الأمراض المدارية المهمة بسبب المضاعفات الشديدة التي يحدثها، وعدد المصابين به وفق إحصائيات المنظمة العالمية نحو 25-50 مليون مصاب.

العامل المسبب: هو المنشقة الدموية والمنسونية والمقحمة والميكونغية واليابانية، يحدث الخمج من جراء انتشار عادة التغوط والتبول على ضفاف الأنهار والبرك في بعض البلدان مسبباً تلوث الماء ببيوض المنشقات التي تتحول فيما بعد إلى ذوانب وإذا مست جلد الإنسان اخترقته ووصلت إلى الدوران الدموي والطرق اللمفية ثم إلى أوردة المناطق الحشوية والمنطقة البولية التناسلية حيث تتطور إلى ديدان ناضجة جنسياً.

الموجودات السريرية: تتظاهر الإصابة الجلدية بحكة خفيفة والتهاب جلد حطاطي وشروي أحياناً في مناطق اختراق الذوانب ولاسيما القدمين وأجزاء أخرى من الجسم. ثم يبدأ الطور الأرجي للداء بعد 3 إلى10 أسابيع، ويبدو بالحمى وارتفاع الحمضات والشرى والوذمة والآلام المفصلية ثم تتراجع المرحلة الحادة لتبدأ المرحلة المزمنة التي تستمر سنوات عديدة.

وقد أورد الدكتور المفتي في مصر إصابة العجان والأرداف التي تتجلى بعقيدات قاسية تحوي بيوض البلهارسيا، كما قد تحدث نواسير تنضح بنجيج مصلي قيحي وفَيَل كاذب على القضيب والصفن وعلى الأشفار، وقد تشاهد لويحات حطاطية وسفية على الجذع وهي المنطقة المفضلة بعد الأعضاء التناسلية والعجان. وتمتد هذه الإصابة في النهاية لتصيب الأعضاء الداخلية كالجهاز البولي والمعوي والرئوي والدماغي.

أهم المضاعفات: ضخامة الكبد والطحال والحبن وانسداد الوريد البابي والتهاب المثانة.

العلاج: تفيد أملاح الانتيموان الثلاثي كحمض الطرطير المقيئ، كما يستعمل النيريدازول والبرازيكوانتيل praziquantel ذو الفاعلية الجيدة في معالجة داء المنشقات.

جـ- داء الكيسات المذنبة الجلدي:

تسببه الشريطية الوحيدة taenia solium (شريطية لحم الخنزير) وعلى نحو أندر الشريطية العزلاء taenia saginata الموجودة في لحم البقر. تحدث الإصابة حين تناول الإنسان الطعام الملوث بالبيوض التي تصل إلى الأمعاء حيث تنقف البيوض محررة الكرات الكلابية التي تدخل الدوران ومنه إلى النسج وتشكل أكياساً مختلفة في أجزاء مختلفة من الجسم في كلٍ من العضلات والدماغ وعضلة القلب والجلد، أما في النسيج الخلوي تحت الجلد فتبدو الآفات بعقيدات مدورة واضحة مرنة غير مؤلمة قد تستمر سنوات عديدة كما أنها قد تتكلس مع مرور الوقت وحين شق هذه الأكياس يكشف الطفيلي فيها.

وفي الأحوال العادية تتطور الكرات الكُلابية إلى كيسات مذنبة في الخنزير أو الماشية، فإذا ما تناول الإنسان لحوم هذه الحيوانات المصابة (لحم خنزير أو لحم بقر) تطورت الكيسات المذنبة في أمعائه الدقيقة إلى شريطيات بالغة.

د- داء المشوكات echinococcosis:

وتدعى الداء العداري. العامل المسبب في هذا الداء المشوكة الحبيبية وعلى نحو أندر المشوكة العديدة المساكن. ينتقل هذا الداء عن طريق الكلاب والقطط والثعالب وتحدث الإصابة في الإنسان عن طريق الفم وذلك بابتلاع البيوض من الأيادي الملوثة أو مع الطعام الملوث أو من حاويات ملوثة ببراز الكلب المصاب الذي يحتوي على البيوض.

الموجودات السريرية: يغلب إصابة الكبد في ثلثي الحالات تليها الرئة في 20% من الحالات وقد تصاب أعضاء جهازية أخرى. أما الإصابة الجلدية فتتجلى بوجود أورام كيسية طرية متموجة تحوي اليرقات وبعد موت اليرقة تتليف هذه الأورام أو تتكلس. وقد يرافق الإصابة حدوث شرى مزمن وارتفاع الحمضات.

ومع استمرار الإصابة فترات طويلة يحدث اليرقان وضخامة الكبد والطحال والحبن.

المعالجة: الميبندازول mebendazole هو الدواء النوعي ويتم استئصال الكيسات جراحياً استئصالاً تاماً.

هـ- داء الأقصور oxyuriasis :

يدعى أيضاً الحرقوص enterobius vermiculairs، وهو مرض شائع جداً في الإنسان ويصيب على نحو خاص الأطفال والنساء إذ يتوقع أن يوجد ما يزيد على 200 مليون إصابة. تحدث الإصابة عن طريق انتقال البيوض من الخضراوات الملوثة حين استعمال براز الإنسان في عملية التسميد والأيادي الملوثة لدى الأطفال المصابين التي تمتلئ ببيوض هذا الداء في أثناء الحك من المنطقة الشرجية إلى المنطقة الفموية وعن طريق الثياب والشراشف الملوثة.

تستعمر هذه الديدان الأمعاء الغليظة والأعور والمستقيم، كما تضع بيوضها حول الشرج والأعضاء التناسلية في الأنثى.

الموجودات السريرية: العرض الأساسي الأول للإصابة الحكة الشرجية الليلية وتشاهد على نحو خاص في الأطفال، وقد تسبب تسحج العجان والشرج ومنطقة العانة وقد تحدث الأكزيمة الشرجية أو تقيحات وأخماجاً ثانوية.

التشخيص: تكشف هذه الديدان بالفحص العياني للناحية الشرجية والبراز، ويمكن استعمال قطعة من شريط لاصق شفاف على المنطقة الشرجية غير المنظفة ولصقها بشريحة زجاجية ومشاهدة البيوض تحت المجهر.

المعالجة: يستعمل البيبيرازين، الميبندازول، التايبندازول وينبغي تقليم الأظفار وغسل الأيادي المتكرر إضافة إلى غسل الحوائج من شراشف وملابس داخلية.

و- داء الصفر ascariasis :

هو خمج دودي منتشر في جميع أنحاء العالم يسببه الصفر الخراطيني. تحدث عدوى الإنسان عن طريق الخضراوات والفواكه وغيرها من المواد الغذائية الملوثة بالبيوض التي تفقس في دقاق الإنسان. وتهاجر اليرقات الناتجة عبر جدار الأمعاء إلى جهاز الدوران ثم إلى الرئتين والكبد وتعود بعدها ثانية عن طريق البلعوم إلى الأمعاء الدقيقة متحولة إلى ديدان ناضجة يراوح طولها بين 15 و40 سم علماً بأن الإناث تضع نحو 200 ألف بيضة يومياً.

الموجودات السريرية: يثير هذا الداء تفاعلات مناعية بسبب قدرتها المؤرجة كالشرى المزمن وارتفاع الحامضات إضافة إلى الزحير والإسهالات.

المعالجة: تشبه معالجة داء الأقصور ويعد الميبندازول الدواء المنتخب.

ز- داء هجرة اليرقات الجلديlarva migrans cutaneous  :

ويسمى أيضاً داء الطفح الزاحف، يحدث على نحو خاص في المناطق المدارية وتحت المدارية وتسببه يرقات أنواع مختلفة من الديدان الممسودة (المدورة) التي تهاجر عبر الطبقات السطحية للجلد.

يصاب بهذا الداء الأشخاص الذين يسيرون حفاة على الشواطئ والأطفال الذين يلعبون في الرمال وعمال المجاري والحدائق.

العامل المسبب: طفيلي يدعى الملقوة البرازيلية ancylostoma braziliense وهو عامل رئيس، وتسببه أحياناً أنواع أخرى من الملقوات كالملقوة الكلبية أو الهرية والعفجية والفتاكة الأمريكية وبعض الأسطوانيات.

الموجودات السريرية: تحدث آلام لاسعة في مكان دخول اليرقة الموجودة في الرمل الرطب أو التراب الملوث إلى الجلد، ولاسيما في الأقدام والأرداف والمناطق التناسلية والأيدي، ويحدث التهاب جلدي حاك بشدة خلال ساعات قليلة ووذمة وحطاطات واندفاعات حويصلية حطاطية وخيوط رفيعة حمر ساعيّة الشكل على الجلد. تقطع هذه اليرقات مسافات كبيرة خلال دقائق أو ساعات وقد تحدث اختلاطات ثانوية كالتأكزم والتقوبؤ (الشكل 25).

 
الشكل (25) داء اليرقات الجلدي المهاجر   الشكل (26) داء الخيطيات (داء الفيل )

المعالجة: تموت معظم هذه اليرقات تلقائياً خلال 2 إلى 8 أسابيع ونادراً خلال سنتين. ويستعمل التيانبدازول بجرعة 50 ملغ/ كغ مدة 2- 5 أيام، ويطبق الايفرمكتين والألبيندازول موضعياً، كما يطبق الآزوت السائل، ويمكن تطبيق التيانبدازول بشكل مراهم تحت ضماد كثيف.

 

ح- داء الخيطيات filariasis :

يُسمى أيضاً داء الفيل المداري وداء الفيل العربي، يوجد هذا الداء في البلدان الاستوائية ويقدر عدد الإصابات بنحو 250 مليون إصابة حول العالم، يسببه طفيلي يدعى الفخرية البنكرفتية أو بروجيامالائي ينتقل عن طريق لدغ بعض أنواع من البعوض المخموج بالخيطيات فإذا ما لدغ إنساناً سليماً انتقلت الخيطيات إلى أوعيته وعقده اللمفاوية مسببة تضيق لمعة الأوعية اللمفاوية وحدوث ركود لمفاوي مزمن ينتهي بداء الفيل. وبعد 3-8 أشهر من حدوث الإصابة تنتقل الخيطيات إلى الدم المحيطي بعد أن يتم نضجها في الأوعية والعقد اللمفية.

الموجودات السريرية: تتوذم الأوعية وتلتهب في منطقة الإصابة ويلتهب الجلد والنسيج الخلوي تحت الجلد. يتصف التهاب الأوعية اللمفية بسيره المزمن محدثاً ضخامات في الساقين والأعضاء التناسلية ويصاب المريض بالحمى والنوافض وقد يصاب بالدوالي اللمفية والحبن والقيلة والتهاب الخصية والبربخ. وقد يكون الشرى المزمن المظهر الأول للإصابة بداء الخيطيات (الشكل 26).

التشخيص: يعتمد على لطاخة دموية مأخوذة ليلاً (لوجود الخيطيات البانكروفتية في الدورة الدموية المحيطية في منتصف الليل) من الإصبع أو الأذن توضع على صفيحة زجاجية ثم تغطى بساترة وتفحص تحت المجهر.

المعالجة: بثنائي دي إيتيل كاربامازين الذي يمكن إضافته إلى ملح الطعام في المناطق الموبوءة، وينصح باستخدام منفرات الحشرات والناموسيات من أجل الوقاية.

 

 

 


التصنيف : أمراض الجلد
النوع : أمراض الجلد
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 72
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1094
الكل : 40601797
اليوم : 131612