logo

logo

logo

logo

logo

التهاب الأذن الخارجية

التهاب اذن خارجيه

otitis externa - otite externe

التهاب الأذن الخارجية

إحسان عليوي

التهاب الأذن الخارجية المزمن

التهاب الأذن الخارجية الخبيث

التشخيص التفريقي

 

 

التهاب الأذن الخارجية  otitis externa حالة خمجية infectious تصيب جلد قناة السمع الخارجية والصيوان، تدعى أيضاً أذن السباح swimmer’s ear، وهي شائعة يراها الأطباء العامون واختصاصيو أمراض الأذن بكثرة، تنتشر في كل أنحاء العالم، وتكثر في المناطق الحارة والرطبة، وفي فصل الصيف وفي أثناء السباحة، تحدث في الكبار أكثر من الأطفال، ويندر ألا يصاب بها شخص مرّة في حياته.

الأسباب: للأذن آلية دفاع ذاتية فعالة تتبدى في:

 

الشكل (1)

وسائل تشريحية: فعند فتحة القناة توجد الزنمة tragus التي تؤلف ترساً حامياً، وللقناة شكل سيني sigmoid تتجه من الأعلى والخلف إلى الأسفل والأمام، وتنتهي على نحو مائل عند غشاء الطبل، وفيها تَضيُّق عند الوصل الغضروفي العظمي يدعى البرزخ isthmus، هذه المكونات تشكل عائقاً يمنع دخول الأجسام الغريبة أو إدخالها (الشكل 1).

وفي القناة: توجد أشعار تتجه نحو الخارج في الثلث الوحشي والغدد الزهمية sebaceous gland والغدد العرقية المُفْتَرزة  apocrine التي تفرز الصملاخ cerumen الذي يوفر طبقة حافظة للبشرة الجلدية، ويشكل عازلاً آلياً (ميكانيكياً) وكيميائياً لتفاعله الحامضي الذي يقاوم العضويات الممرضة. تتجمع المفرزات الصملاخية في الثلث الوحشي من القناة؛ مما يضيف عائقاً آخر أمام الأجسام الغريبة. وهناك آلية يتحرك الجسم الغريب بوساطتها من القسم العميق للقناة نحو الخارج.

وتتداخل عوامل عديدة لتخريب هذه الآلية الدفاعية؛ مما يسمح بحدوث الخمج، منها:

1- الأسباب المباشرة: الرض بالعادات السيئة لتنظيف الأذن بالأصبع أو الأشياء الحادة (دبوس أو رأس قلم)؛ مما يحرمها من الصملاخ الحارس، ويسحج البشرة، ويسمح بدخول الجراثيم وحدوث الخمج. وزيادة الرطوبة بالسباحة المتكررة ومحاولة إدخال الماء والصابون إلى داخل الأذن حيث يُجرف الصملاخ خارجاً، ويُعدل تفاعله الحامضي؛ مما ينقص حماية الأذن، وتضيّق قناة الأذن بسبب العرن العظمي exostosis؛ إذ يؤدي إلى الركودة وتجمع الماء والمفرزات مما يوجِد وسطاً ملائماً لنمو الجراثيم. 

الشكل(2)

الشكل(3)

الشكل(4)

2- الأسباب المؤهبة: الحالات الجهازية التي تنقص مقاومة الجسم: فقر الدم وعوز الفيتامينات واضطرابات الغدد الصم. والأمراض الجلدية: كالتهاب الجلد المثي seborrheic dermatitis والأكزيمة (الشكل 2). والصداف psoriasis، والتهاب الجلد العصبي neurodermatitis الذي يشاهد أحياناً في قناة السمع، والتهاب الجلد التماسي contact dermatitis، وهو شائع في الصيوان وقناة السمع، تالٍ لاستعمال مثبتات الشعر والحلاقة والنظارات والأدوية الموضعية في الأذن (الشكل 3). أما العوامل الممرضة؛ فهي إما جرثومية في الغالب وإما فطرية. أكثر الجراثيم مشاهدةً الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa، والعنقوديات المذهبة Staphylococcus aureus، وفي حالات قليلة: المتقلبة الاعتيادية Proteus vulgaris والإشريكية القولونية E. coli. والفطور وأكثرها شيوعاً المبيضات البيض Candida albicans والرشاشيات aspergillus.

الأعراض:

الحكة: هي العرض الأول في المرحلة المبكرة وألم يشتد بتحريك الصيوان؛ وحتى بلمسه في الحالات الشديدة، قد يمتد إلى جانب الرأس، ويمنع النوم.

بالفحص يُشاهد احمرار ووذمة في الجلد، وقد تُشاهد عليه قشوٌر أو نزّ قيحي رائق في البدء، ثم يصبح أصفر مخضراً كريه الرائحة. قد يحدث نقص سمع خفيف (حس امتلاء في الأذن) بسبب الوذمة والمفرزات.

ضخامة العقد اللمفاوية: أمام الأذن وأسفلها في الحالات الشديدة ولا سيما في الأطفال.

الحمى: غير شائعة، ووجودها يعني إصابة النسج المحيطة والعظم.

قد يجد الفاحص صعوبة في رؤية غشاء الطبل بسبب الوذمة والمفرزات.

دمل القناة furuncle: هو التهاب جراب الشعرة في القسم الغضروفي من القناة، يبدو بألم يزداد بالمضغ وبتحريك الأذن وضغط الزنمة؛ واحمرار ونتحة صفراء على الدمل، قد تسد القناة بسبب الوذمة والانتباج (الشكل 4).

المعالجة: تعتمد المعالجة على: - فهم السبب المؤهب والسيطرة عليه. وهي تقوم على: تسكين الألم، وتنظيف القناة الأذنية بلطف شديد - ويفضل أن يكون تحت المجهر. - وجعل الوسط pH حامضياً - واستعمال القطرات الأذنية التي تحوي الصادات كّمركبات الفلوكسسين أو البوليمكسين مع النيومايسين والستيروئيدات، وقد تستعمل قطرات ذات تفاعل حامضي لمعالجة الالتهاب الفطري.                       

 يفضل عدم استعمال القطرات أكثر من أسبوع. قد  توصف الصادات بالطريق العام. إذا كانت الوذمة شديدة، وسدَّت القناة؛ توضع فيها فتيلة wick، برفق ويقطر عليها الدواء لضمان وصوله وتماسه المنطقة الملتهبة.

الوقاية:

1- تحاشي إدخال أجسام غريبة في القناة للتنظيف أو الحك.

2- تحاشي السباحة في المياه الملوثة.

3- يُوصى الأشخاص الذين لديهم استعداد لتكرر الالتهاب  بتجفيف الأذن بقطرات خاصة (محلول acetic acid-Burow)؛ أو بجهاز صغير يعمل بالبطارية، ويباع في مخازن الأدوات الرياضية .

4- استعمال السدادات الملائمة في الحمام والسباحة، والأبسط كرة قطنية مبللة بمادة زيتية.

التهاب الأذن الخارجية المزمن :chronic otitis externa

هو استمرار الحالة الالتهابية أكثر من ثلاثة أشهر؛ بسبب عدم المعالجة أو عدم الاستجابة للعلاج (بقاء الجراثيم أو الفطور) أو التخريش المستمر أو جفاف الجلد أو استعمال قطرات الـ neomycin مدة طويلة.

الأعراض: العرض الأساسي هو الحكة. وهنالك أعراض أقل مشاهدة: ألم خفيف وتقشر الجلد. وأعراض نادرة: ألم وسيلان ونقص السمع.

العلامات: بالفحص يشاهد جلد القناة جافاً، رقيقاً ومحمراً، متقشراً أحياناً، وفي الخمج الفطري المزمن يكون الجلد ثخيناً، وتشاهد قشور يظهر الجلد بعد إزالتها محمراً.

المعالجة: تعتمد على السبب.

يمنع التخريش، وتزال القشور، ويوضع مرهم مضاد للفطور مع الستيروئيدات، وتستعمل قطرات تحوي المضادات الحيوية أو قطرات زيتية مطرية.

 التهاب الأذن الخارجية الخبيث malignant otitis externa:

مضاعفة نادرة الحدوث؛ لكنها مهددة للحياة، لها أسماء عديدة: التهاب الأذن الخارجية الخبيث، والتهاب الأذن الخارجية النخري necrotizing وذات العظم والنقي في قاعدة الجمجمة (SBO).

هو خمج جرثومي عامله الممرض العصية الزائفة الزنجارية، وقد يكون الفطور. يبدأ في قناة الأذن الخارجية، ثم يمتد عبر النسج الرخوة المحيطة بالقناة فالعظم الصدغي حتى يصل قاعدة الجمجمة، يحدث غالباً في: السكريين المسنين (سكر غير مضبوط)، وهو أقل شيوعاً في ناقصي المناعة (ستيروئيدات أو معالجة الأورام معالجة كيميائية)، وكذلك في المصابين  بتصلب الأوعية.

ينتشر الالتهاب هنا عبر القنوات الهاڤيرسية haversian والمسافات الوعائية في الجمجمة على عكس انتشار الالتهاب في التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن الذي ينتشر عبر القسم المهوى من العظم الصدغي.

وعند انتشاره في قاعدة الجمجمة؛ يصاب العصب الوجهي (الثقبة الإبرية الخشائية stylomastoid foramen) - والعصب تحت اللساني، ثم مثلث التوائم والمبعد العيني (ذروة الصخرة)، وتصاب الأعصاب القحفية: 9-10-11 حين إصابة الثقبة الوداجية. وإنذار إصابة هذه الأعصاب سيئ. وفي الحالات المتقدمة جداً يحدث خثار الجيب السيني sigmoid sinus thrombosis  والتهاب سحايا، وقد ينتهي بالوفاة. سير المرض سريع جداً في الأطفال، ويتظاهر بتجرثم دم بالزائفة الزنجارية.

الأعراض: الألم: وهو العلامة الواسمة، شديد وعميق في الأذن، يزداد بحركة الرأس، ويمنع النوم، ولا يعنو للمسكنات،  ويستمر رغم زوال الوذمة من القناة. ثم سيلان من الأذن: أصفر أو أصفر مخضر  كريه الرائحة  مستمر. ونقص سمع وحس امتلاء الأذن وارتفاع درجة الحرارة، وإذا أصيبت قاعدة الجمجمة؛ تصاب الأعصاب القحفية (7-11)، وأكثر من ذلك شيوعاً إصابة العصب الوجهي وضعف عضلات الوجه وبحة وصعوبة تنفس وصعوبة بلع.

العلامات في المراحل الباكرة أقل صخباً مما في الالتهاب الحاد العادي: وذمة النسج الرخوة في الأذن وحولها، ونسيج حبيبي granulation tissue في قاع القناة؛ ولاسيما عند الوصل العظمي الغضروفي وضخامة العقد اللمفاوية حول الأذن، وقد تشاهد شظايا sequestra في القناة، أو قد تشاهد علامات عصبية بحسب العصب المصاب.

الاختبارات التشخيصية: ارتفاع سرعة التثفل ESR-CRP، التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغنطيسي (CT-MRI) مفيدان في التقييم البدئي حين إصابة قاعدة الجمجمة skull base لتحديد امتداد الخمج، والمراقبة بعد المعالجة؛ لكنهما ليسا نوعيين، والتفرس بالغاليوم gallium scan مفيد في تحديد شفاء العظم.

التشخيص التفريقي:

يشمل سرطان القناة، والأمراض الحبيبية المزمنة chronic granulomatous diseases وسرطان البلعوم الأنفي.

المعالجة: تهدف المعالجة إلى شفاء الخمج ومنع النكس، تعطى المضادات الحيوية بالطريق العام (الفم والوريد) فترة طويلة حتى زوال العلامات الشعاعية، قد تمتد أشهراً، وضبط السكر عامل مهم في العلاج، وكذلك مثبطات المناعة ما أمكن، والتنضير (الإنضار) الجراحي debridement ضروري لإزالة النسج الميتة وإجراء الزرع والتحسس.

وقد يستعمل الأكسجين تحت ضغط مرتفع hyperbaric oxygen؛ لكن النتائج غير مؤكدة.

يبقى النكس محتملاً مع كل أشكال العلاج المتنوعة، لذا يجب الانتباه الشديد وأخذ الحيطة حين الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية في مريض سكري أو مثبط المناعة.

 

 

 

 


التصنيف : أذن أنف حنجرة
النوع : أذن أنف حنجرة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 394
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40602953
اليوم : 132768