logo

logo

logo

logo

logo

التهاب الحنجرة وآفاتها الخلقية

التهاب حنجره وافاتها خلقيه

laryngitis and congenital lesions - laryngite et les lésions congénitales de larynx

التهاب الحنجرة وآفاتها الخلقية

جبران جبور

الالتهابات الحادة
الالتهابات المزمنة
الأمراض الجهازية
   

الحنجرة larynx عضو معقد التركيب، يتألف من غضاريف وعضلات وأعصاب وهي مصدر الصوت (الشكل 1). وتقوم الحنجرة بعدة وظائف هي:

1- عضو التصويت.

2- جزء من مجرى الهواء، وهي تحمي الطريق التنفسي الواقع أسفل منها بأن تنغلق في أثناء البلع وتمنع دخول أي جسم غريب.

3- تساعد الحنجرة بإغلاقها المحكم في عملية الكبس عند التغوط أو الولادة، كما أنها بانفتاحها الفجائي بعد الإغلاق تجعل السعال مجدياً.

الشكل (1) صورة لحنجرة سليمة في وضع الشهيق

العرض الأول لالتهاب الحنجرة laryngitis هو بحة الصوت أو خشونته، وهي الشكوى الأولى التي تدفع المريض إلى الطبيب.

تقسم التهابات الحنجرة إلى حادة ومزمنة. تدوم الإصابة في الالتهابات الحادة بضعة أيام فقط وسببها غالباً ڤيروسات أو جراثيم وقد تحدثها فطور، وقد يكون السبب تعرضاً لأبخرة مخرشة. أما الالتهابات المزمنة: فتدوم فترة طويلة (أكثر من ثلاثة أسابيع)، وهي أكثر حالات الالتهاب حدوثاً، وسببها التدخين أو عوامل مناخية (المهن التي تمارس في الهواء الطلق) أو مهنة تستدعي استخداماً مكثفاً للحنجرة (مغنٍ، مدرس) وهناك التهابات مزمنة قد تكون مظهراً من مظاهر مرض جهازي.

وفيما يلي الأنواع المتعددة لالتهاب الحنجرة مع التركيز على بعض حالات الالتهاب في الأطفال لأنها كثيرة الحدوث وقد تكون خطرة تهدد حياتهم.

أولاً- الالتهابات الحادة:

1- التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات (خانوق خمجي laryngotracheobronchitis (infectious  croup:

 
الشكل (2) حنجرة مصابة بالتهاب مع خانوق 
 

يكون منشأ الالتهاب ڤيروسياً - ولاسيما في الأطفال - وقد يكون جرثومياً. يصيب الطفل من عمر سنة إلى ثلاث سنوات وغالباً في الشتاء. يمتد المرض من ثلاثة أيام إلى أسبوع، يصاب الطفل بضيق تنفس شديد وزرقة في الشفتين أحياناً، وسعال يشبه نباح الكلب يترافق وارتفاع درجة الحرارة.

العلاج: يجب نقل الطفل إلى المستشفى وإعطائه المضادات الحيوية ومركبات الكورتيزون، ويُنصح بتعريض الطفل لهواء رطب وقد يُستعمل الأكسجين. تُراقب أكسجة الدم لتقرير ضرورة  اللجوء إلى التنبيب أو فغر الرغامى (إذا حدث ضيق تنفس شديد) (الشكل 2).

2- التهاب لسان المزمار  :epiglottitis/ supraglottitis 

يشاهد في الصغار والكبار. العامل المسبب في الصغار هو المستدمية النزلية Haemophilus influenzae؛ أما في الكبار فقد يكون جرثومة أخرى. نقصت مشاهدته بعد انتشار لقاح المستدمية النزلية. يشكو المريض من ألم في البلعوم يتطور بسرعة إلى عدم القدرة على البلع وتغير الصوت hot potato وعسر تنفس قد يصل إلى انسداد الطريق الهوائي. يكون الطفل جالساً في الفراش يسيل لعابه ويميل برأسه إلى الأمام. تُظهر الصور الشعاعية الجانبية للعنق منظراً وصفيّاً لتورّم لسان المزمار (طبعة الإبهام).

المعالجة: هو حالة إسعافية. إذا شُك به في الأطفال فلا يجوز إجراء التنظير الليفي بل ينقل الطفل فوراً إلى غرفة العمليات لتأمين طريق هوائي بالتنبيب أو بضع الرغامى. ولكنه في الكبار أقل خطورة ولكن قد يحدث الانسداد فيهم أيضاً، لذا يجب أن تكون المعالجة في العناية المشددة في المستشفى مع الاستعداد لتأمين الطريق الهوائي في أي لحظة. تعطى الصادات في الوريد وقد تعطى الستيروئيدات أيضاً والسوائل والأكسجين المرطب.

3- الخناق  :diphtheria

 
الشكل (3) التهاب الحنجرة الغشائي 

أصبح هذا المرض نادراً بعد انتشار استعمال اللقاح الخاص به، غالباً ما يصيب الأطفال. الجرثوم المسبب هو العصية الوتدية الخناقية corynebacterium diphtheriae.  

يبدأ المرض بالتهاب بلعوم حاد مع غشاء وسخ نتن ملتصق على اللوزتين، وقد يمتد إلى الحنجرة محدثاً بحة وضيق نفس، وقد يكون شديداً يهدد حياة المريض. يرافقه ترفع حروري وحالة عامة سيئة (الشكل 3).

التشخيص: يكون بالفحص الجرثومي المباشر لمفرزات البلعوم ويؤكده الزرع.

المعالجة: بالمصل المضاد فور الشك بالمرض مع البنيسيلّين والمعالجات الداعمة.

من مضاعفات هذا المرض التهاب الأعصاب وشلل شراع الحنك والحبال الصوتية، وهذه تشفى تلقائياً بفترة أسابيع، وكذلك التهاب العضلة القلبية.   

4- أمراض خمجية أخرى:

قد يحدث فيها التهاب الحنجرة، منها: الجدري والنكاف والحصبة والحصبة الألمانية.

ومرض عوز المناعة المكتسب AIDS، كما قد يحدث التهاب حنجرة زهري ولادي. يكون العلاج في هذه الحالات بمعالجة المرض الخمجي المسبب.

ثانياً- الالتهابات المزمنة:

1- التهاب الحنجرة المزمن اللانوعي chronic non-specific laryngitis:

هو التهاب طويل الأمد يظهر في المدخنين، أو الذين يمارسون مهناً تستدعي استخداماً مكثفاً للحنجرة (مغنٍ، مدرس). تصيب هذه الالتهابات الحبلين الصوتيين وتسبب بحة في الصوت قد يصاحبها سعال وتخرش في البلعوم، بالفحص يشاهد ثخن الغشاء المخاطي. يعتقد أن التغيرات الحادثة في الالتهاب المزمن قد تتحول إلى ورم خبيث.

العلاج يكون بالراحة الصوتية (عدم إجهاد الصوت)، وإيقاف التدخين في المدخنين، وقد تستدعي الحالة إجراء تقشير الحبل الصوتي بعمل جراحي مجهري قد يستعمل فيه الليزر.

2- سل الحنجرة:

يحدث إثر سل الرئة، ولكن يلاحظ الآن إصابة الحنجرة من دون إصابة الرئة. وهي ظاهرة جديدة لوحظت عند مدخني الأركيلة، يصيب عادة القسم الخلفي من الحنجرة حيث يبدو متقرحاً. يتأكد التشخيص بالخزعة، ويعالج معالجة السل المدرسية.

3- الالتهابات الفطرية:

تصيب أمراض الفطور عادةً الأشخاص المصابين بأمراض طويلة الأمد مثل السكري أو الذين يعالجون بالكورتيزون أو بكابتات المناعة مدة طويلة، ويتم التشخيص بفحص لطاخة أو بأخذ خزعة. المعالجة بمضادات الفطور ولفترة طويلة.

4- التهاب الحنجرة الضموري  :atrophic laryngitis

يشاهد في المتقدمين في السن لضمور عضلات الحنجرة كمظهر من مظاهر الشيخوخة. يصبح الصوت ضعيفاً ولا علاج له.

الشكل (4) ورام حليمي يَفَعي

5- التهاب الحنجرة الناجم عن الجزر  :reflux

وهو كثير الشيوع. لما كانت الحنجرة تقع بين طريقي التنفس والهضم فقد تصاب بالتهاب حين حدوث قلس بلعومي حنجري. يتم التشخيص بتنظير الحنجرة بالمنظار الليفي فيُشاهد احتقان في القسم الخلفي من الحنجرة، قد يُستعمل مقياس الحموضة المزدوج المسبار أو كشف إنزيم الببسين في البلعوم، وربما كانت المعالجة التجريبية أسهل وسيلة للتشخيص إذ هي بسيطة ونتائجها سريعة. تتم المعالجة بالأدوية التي تعالج القلس المريئي وبالتعليمات المقدمة للمريض وتشمل إمالة السرير برفع الجهة الرأسية وتجنب الطعام والشراب -عدا الماء- مدة ثلاث ساعات قبل النوم [ر. القلس البلعومي الحنجري].

- الأورام الحليمية عند اليفعان  :juvenile laryngeal papillomatosis الأورام الحليمية من أكثر الأورام السليمة مصادفةً، سببها فيروسي، تصيب اليافعين غالباً وقد تصيب الكهول أيضاً. تبدو بتنشؤات حليمية الشكل على الحبل الصوتي وقد تمتد لتشمل الحبلين والمنطقتين فوق المزمار وتحته وقد تمتد إلى الرغامى، تعالج جراحياً وقد يُستعمل الليزر. ينكس المرض عادة مما قد يتطلب تكرار الجراحة عدّة مرات. استعملت أدوية مختلفة لم تثبت فائدتها (الشكل 4).

ثالثاً- الأمراض الجهازية systemic diseases التي تصيب الحنجرة:

1- الداء النشواني  :amyloidosis

تتوضع في الحنجرة أورام صغيرة (متغيرة الأشكال وتتلون باللون الزهري)، وهي تنقسم إلى قسمين: أولية تتوضع في الحنجرة واللسان، وثانوية ترافق أمراضاً جهازيةً أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. يتم التشخيص بالخزعة، وتعالج بالاستئصال وغالباً ما يضطر الطبيب إلى إزالة الأورام مرات عديدة بسبب نكسها.

2- داء الفقاع  :pemphigus

يظهر بوجود فقاعات على الغشاء المخاطي، تتوضع تحت الغشاء المخاطي أو في طبقات الغشاء المخاطي نفسه، التشخيص بمعايرة الأجسام المضادة بالـتألق المناعي immunofluorescent؛ وأما العلاج فبالستيروئيدات والميثوتركسات.

3- التهاب الغضاريف الناكس  :relapsing polychondritis

هو في الغالب من منشأ مناعي، ويصيب الحنجرة والأنف والأذن لوجود غضاريف فيها. التشخيص يتم بأخذ خزعة، والعلاج بالستيروئيدات.

4- داء الساركوئيد  :sarcoidosis

وهو من الأمراض المناعية، ونادراً ما يصيب الحنجرة، ويتجلى بظهور أورام حبيبية تتندب. ويعتمد التشخيص على الخزعة، وأما العلاج فبالستيروئيدات.

5- الذئبة الحمامية  :systemic lupus erythematosus

مرض قد يصيب الحنجرة، وهو معروف من زمن بعيد، وقد يسبب أوراماً أو كتلاً أو التهاب لسان المزمار أو التهاب حنجرة مزمناً أو شللاً في الحبل الصوتي، والعلاج بالستيروئيدات.

6- الورام الحبيبي الويغنري Wegener’s granulomatosis:

يشبه المرض الـحبيبي المميت على الخط المتوسط midline lethal granuloma، وينجم عن تموت الأوعية الدموية الصغيرة نتيجة الالتهاب، التشخيص بأخذ الخزعات المتكررة وبالفحوص المصلية، والعلاج بالستيروئيدات وبالأدوية المناعية.

اضطرابات الحنجرة الخِلقية:

وأهمها:

1- تليّن الحنجرة  :laryngomalacia

وهو أكثر أسباب الصرير stridor شيوعاً في الولدان ويظهر من الأسابيع الأولى بعد الولادة.

يُشخّص بالتنظير بالمنظار الليفي فتشاهد رخاوة النسج فوق المزمار وانطواء لسان المزمار على نفسه، وانخماص لسان المزمار والطية الطرجهالية لسان المزمارية إلى الداخل نحو المزمار في أثناء الشهيق.

تدبيره بالمراقبة لأنه غالباً ما يتراجع تلقائياً في نهاية السنة الأولى من العمر. هنالك حالات شديدة نادرة تحدث فيها صعوبة شديدة في التنفس والتغذية تستدعي تدخلاً (تصنيع لسان المزمار بالليزر)، وقد يستدعي الأمر فغر الرغامى tracheostomy.

قد يترافق تليّن الحنجرة وآفات خلقيّة أخرى مما يستلزم إجراء تنظير الحنجرة والرغامى والقصبات تحت التخدير العام، وذلك في الحالات الشديدة التي لا تبدي التحسن التلقائي المتوقّع.

2- شلل الحبل الصوتي:

يصيب الحبل الأيسر أكثر مما يصيب الأيمن، غالباً ما يكون مجهول السبب، قد يرافقه تشوهات في الجملة العصبية أو القلب.

3- التضيّق تحت المزمار:

تختلف شدته، وتتطلب الحالات الشديدة منه إجراء تنبيب يصعب الخلاص منه إذ يعود ضيق التنفس بعد كل محاولة إلى إزالة التنبيب مما قد يتطلب فغر الرغامى ثم إجراء عمليات تصنيعية لمنطقة التضيّق. والحالات الأقل شدة تعرّض الطفل في المستقبل لتكرر الإصابة بالخانوق. يختلف العلاج بحسب شدة الحالة فقد يكون توسيعاً بالليزر أو قص الغضروف الحلقي في الأمام أو تصنيع المنطقة الضيقة.

4- وترة الحنجرة  :web

يبقى فيه غشاء بين الحبلين الصوتيين في قسمهما الأمامي إلى مسافة مختلفة. تبدو ببحة أو بصعوبة تنفسية بحسب ثخن الغشاء وامتداده؛ يعالج جراحيّاً.

5- الكيسة الحنجرية:

تشاهد في المنطقة فوق المزمار. تتظاهر بعسر تصويت أو بصعوبة في البلع. تشخّص بالتنظير وتعالج جراحيّاً بالاستئصال أو بالتوخيف marsupialization.

6- الشقوق الحنجرية:

تنجم عن عدم اكتمال الانفصال بين الحنجرة والمريء فيبقى بينهما اتصال تختلف شدته بين أن يكون في العضلات فقط بين الغضروفين الطرجهاليين أو أن يمتد ليشمل الغضروف الحلقي أو حتى أعلى الرغامى.

تعالج جراحيّاً بحسب شدة الحالة.

 

   

 


التصنيف : أذن أنف حنجرة
النوع : أذن أنف حنجرة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 507
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1106
الكل : 40570380
اليوم : 100195