logo

logo

logo

logo

logo

الأجسام القريبة من الأرض

اجسام قريبه من ارض

Near-earth objects - Objets proches de la Terre

الأجسام القريبة من الأرض

محمد خالد شاهين 

أهمية الأجسام القريبة من الأرض

عدد الأجسام القريبة من الأرض وتصنيفها

الخصائص المميزة للأجسام القريبة من الأرض

رصد الأجسام القريبة من الأرض واستكشافهاالبحوث والدراسات المستقبلية

البحوث والدراسات المستقبلية

 

 

الجسم القريب من الأرض near-earth object (NEO) جسم من المجموعة الشمسية يتيح له مداره الاقتراب من الأرض. وتتميز الأجسام القريبة من الأرض ببعد حضيض شمسي perihelion distance أصغر من 1.3 وحدة فلكية astronomical unit (AU). والوحدة الفلكية هي المسافة المتوسطة بين الأرض والشمس.

تشتمل هذه الأجسام على بضعة آلاف من الكويكبات (الكواكب السيَّارة الصغيرة ) asteroids، وعلى مذنَّبات comets قريبة من الأرض، ونيازك meteorites، وعلى مركبات فضائية تدور جميعها في المجموعة الشمسية، ولها حجم قابل للملاحقة في الفضاء قبل صدمها للأرض.

يصطلح بعض الباحثين على إطلاق اسم الأجسام القريبة من الأرض على الكويكبات والمذنَّبات ذات المدارات التي تقترب من مسار الأرض حول الشمس على مسافة 45 مليون كم، وهذه الأجسام غير مستقرة أساساً؛ إذ تتميز بزمن بقاء residence time  متوسط لا يتجاوز عشرة ملايين سنة، وتتجدد باستمرار من حزام الكويكبات الرئيسي وخزانات المذنَّبات نتيجة للتجاذب مع كوكبي المشتري Jupiter وزحل Saturn بصورة رئيسية.

أهمية الأجسام القريبة من الأرض

تتمثل أهمية هذه الأجسام أولاً بإمكان تقديمها قرائن حول طبيعة المنظومة الشمسية في بدايتها؛ لكونها عيِّنات من كويكبات الحزام الرئيسي والمذنَّبات، وهي جزء من تعداد الكويكبات الباقية على قيد الحياة من أولى مراحل تشكيل المنظومة الشمسية.

من ناحية أخرى فإنها تمتلك إمكان التأثير في الحياة على الأرض بصورة مهمة وسلبية. فمن المتفق عليه حالياً أن ضرب جسم خارجي صغير (قطره نحو 10 كم) للأرض نجم عنه الانتقال من الحقبة الطباشيرية Cretaceous إلى الحقبة الثلاثية Tertiary، وتسبَّب في انقراض هائل للحياة النباتية والحيوانية على حد سواء.

ونظراً لرجحان صدم مثل هذه الأجسام للأرض في المستقبل فقد حظيت باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، وكانت محور كثير من الدراسات الأرضية بهدف اكتشاف هذه الأجسام وتوصيفها.

يضاف إلى ذلك اعتماد مستقبل استشكاف الفضاء واستغلاله بدرجة كبيرة على استخراج المواد (بصورة خاصة الماء والمعادن) من مصادر في الموقع in-situ. ونظراً لكون الأجسام القريبة من الأرض هي أقرب الجوار لنا في المنظومة الشمسية بعد القمر؛ فهي مؤهلة لتكون أكثر المصادر فعالية في تقديم دعم للحياة وفي بناء بنى في الفضاء.

وتتجلى أهمية هذه الأجسام أخيراً في كونها أسهل الأجسام بلوغاً في المنظومة الشمسية بوساطة المركبات الفضائية؛ أو توصيفاً؛ انطلاقاً من الأرض، فلهذه الأجسام تغيّر في السرعة DV منخفض (من 5 إلى 6 كم/ثا)، وهذا ما يجعلها أهدافاً رئيسيةً للمهمات الفضائية العلمية.

عدد الأجسام القريبة من الأرض وتصنيفها

وفقاً لبرنامج هذه الأجسام التابع لإدارة الفضاء والطيران الوطنية (ناسا) National Aeronautics and Space Administration (NASA) الأمريكية؛ اكتُشف 7075 جسماً قريباً من الأرض (حتى أيار/مايو 2010) منها 84 مذنباً قريباً من الأرض و6991 كويكباً قريباً من الأرض.

تُصنَّف الأجسام القريبة من الأرض من حيث العناصر المدارية في فئتين رئيستين: المذنَّبات القريبة من الأرض NECs؛ والكويكبات القريبة من الأرض NEAs. ويضاف إليهما النيازك القريبة من الأرض.

آ- المذنَّبات القريبة من الأرض: هي المذنَّبات ذات الدور القصير (أي دور مداري p أقل من 200 عام).

ب- الكويكبات القريبة من الأرض: تُقسم هذه الكويكبات وفقاً لبعد حضيضها (q) وأوجها (Q) aphelion  ونصف محورها الرئيسي (a) semi-major axis إلى مجموعات هي:

- أتيراس Atiras: يكون مدارها متضمناً على نحو كامل ضمن مدار الأرض (أي يكون a <1.0 AU  و  Q<0.983 AU).

- أتينز :Atens هي كويكبات تعبر مدار الأرض earth-crossing، وذات أنصاف محاور رئيسية أصغر من نصف المحور الرئيسي للأرض (1.0 AU> a  وQ > 0.983 AU).

- أبولوس :Apollos وهي كويكبات تعبر مدار الأرض؛ وذات أنصاف محاور رئيسية أكبر من نصف المحور الرئيسي للأرض (أي يكون a>1.0 AU  وq<1.017 AU).

- أمورز :Amors هي كويكبات تقترب من الأرض؛لكن مداراتها خارج مدار الأرض وداخل مدار المريخ (أي يكون a>1.0 AU  و1.017AU < q< 1.3 AU).

جـ- النيازك القريبة من الأرض: هي الأجسام ذات المدارات المجاورة لمدار الأرض ويقل قطرها عن 50 م.

الخصائص المميزة للأجسام القريبة من الأرض

آ- تصنيف الأجسام من حيث الخصائص الفيزيائية:

تصنّف الأجسام الفضائية في أنواع تبعاً لشكل طيفها ولونها وانعكاسيتها. وثمة تصنيفات عديدة، أولها تصنيف تشابمان Chapman وموريسون Morrison وزلنر Zellner في عام 1975؛ والذي اعتمد  ثلاثة أنواع: النوع  C للأجسام الكربونية القاتمة، والنوع S للأجسام الصخرية، والنوع U للأجسام التي لا تنتمي إلى أي من المجموعتين C و S.

ثم اقترح تولن Tholen في عام 1984 تصنيفاً يعتمد على الطيف العريض المجال (من  0.31µm إلى 1.06 µm) الذي قدمه مسح الكويكبات الثماني الألوان eight-color asteroid survey (ECAS) الذي أُجري في الثمانينيات من القرن العشرين؛ وكذلك على قياسات الانعكاسية. ويعتمد التصنيف 14 صفاً، منها ثلاثة أنواع واسعة تتضمن غالبية الكويكبات؛ هي النوع C للأجسام الكربونية القاتمة (وتتضمن أربعة صفوف جزئية B وF وG وC وتشتمل الأخيرة على 75 % من جميع الكويكبات)، والنوع S للأجسام الصخرية (السيليكاتية) ويشتمل على 15 % من جميع الكويكبات، والنوع X للأجسام المعدنية (وتتضمن ثلاثة صفوف M - وهي ثالثة الصفوف حجماً - و E وP)، إضافة إلى ستة صفوف صغيرة A وD وT وQ وR وV.

ويبين الشكل 1 الكويكب 253 Mathilde من النوع C الذي التقطت صورته المركبة الفضائية نير NEAR في حزيران/يونيو من عام 1997.

الشكل (1) الكويكب Mathilde 235  من النوع c 

ويُمنح لبعض الأجسام نوع مركب مثل CG عندما تكون خصائصها تركيباً من الخصائص النموذجية لتلك الأنواع.

ثم اقترح بص Bus وبنزل Benzel في عام 2002 تصنيفاً أحدث يعتمد على مسح تحليلي طيفي لكويكبات الحزام الرئيسي الصغيرة small main-belt asteroid spectroscopic survey (SMASS) شمل 1447 كويكباً. وقدم هذا المسح طيفاً بميز resolution أكبر بكثير من ميز مسح الكويكبات الثماني الألوان. وصُنِّفت الكويكبات في 24 نوعاً، وجاءت غالبية الكويكبات مجدداً في الفئات الثلاث الواسعة  C وS وX، في حين صُنِّفت بعض الأجسام غير المألوفة في عدة أنواع أقل أهميةً وأصغر عدداً. وتشتمل المجموعة  C للأجسام الكربونية على كل من: النوع B الذي يتقاطع إلى حد كبير مع النوعين B وF في تصنيف تولن؛ والنوع C وهو الأكثر معيارية بين الأجسام الكربونية التي لا تنتمي إلى النوع B؛ والأنواع Cg وCh وCgh والتي ترتبط بشكل ما بالنوع G في تصنيف تولن؛ والنوع Cb وتتضمن الأجسام الانتقالية بين النوعين C وB. أما المجموعة S للأجسام السيليكاتية (الصخرية) فتشتمل على الأنواع A وQ وR وK وهي مجموعة جديدة؛ والنوع L وهي مجموعة جديدة أيضاً؛ والنوع S وهو الأكثر معيارية بين المجموعة S؛ والأنواع Sa و Sq و Sr و Sk و Sl وتتضمن الأجسام الانتقالية بين النوع S والأنواع الأخرى في هذه المجموعة. في حين تشتمل المجموعة X للأجسام المعدنية على النوع X وهو الأكثر معيارية في هذه المجموعة، ويتضمن الأجسام التي صنَّفها تولن في الأنواع M وE وP، والأنواع Xe و Xc و Xk، وهي أنواع انتقالية بين النوع X والأنواع المشار إليها بالأحرف الدليلية. وأخيراً تتوفر الأنواع الأصغر عدداً وهي T وD وLd وO وV.

ويبين الشكل 2 الكويكب 433 Eros من النوع S كما التقطته المركبة الفضائية نير في عام 2000 قبل أن تحط عليه في عام2001 .

وقد وُجد عدد لابأس به من الكويكبات الصغيرة في الأنواع Q وR وV والتي كانت مصنَّفة وفق نهج تولن في فئة وحيدة. ويتميز تصنيف بص وبنزل بكونه يخصص نوعاً واحداً فقط لأي كويكب محدَّد.

 
الشكل (2) الكويكب Eros 433  من النوع s 
 

يتوفر عدد قليل جداً من الأجسام القريبة من الأرض ذات أطياف مختلفة كثيراً عن أي من صفوف المسح التحليلي الطيفي لكويكبات الحزام الرئيسي الصغيرة. ويعود السبب في ذلك إلى أن هذه الأجسام أصغر بكثير من تلك المكتشفة في الحزام الرئيسي، ونتيجة لذلك قد تكون لها سطوح ناشئة أقل تبدلاً أو أنها مكوَّنة من مزيج من المعادن الأقل تنوعاً.

ب- الحجوم والكثافات ودوران المحور

يمكن تقريب توزع حجم الأجسام القريبة من الأرض بالعلاقة:

N[>D(km)]=kD-b         (1)

حيث D قطر الجسم، و b تساوي 1.95 و k تساوي 1090، وتدل هذه العلاقة على توفر 1090 جسماً قريباً من الأرض؛ لها قطر أكبر من 1 كم. وبأخذ الارتيابات بالحسبان يكون هناك  1090 ± 180 جسماً قريباً من الأرض حجمها 1 كم أو يزيد. ويبيِّن الجدول (1) بعض حجوم الأجسام القريبة من الأرض المكتشفة.

بعض أكبر الأجسام

D (km)

بعض أصغر الأجسام

D (m)

1036 Ganymed

38.5

2000 WL107

38

433 Eros

16.5

2003 QB30

17

3552 Don Quixote

15

2003 SQ222

10

1866 Sisyphus

8.9

2008 TC3

4

الجدول 1- حجوم بعض الأجسام القريبة من الأرض

 

 

ويبيِّن الجدول (2) أكثر التقديرات موثوقية للكثافات السائبة bulk densities بواحدة cm3/g للأنواع S و Q و C من الأجسام القريبة من الأرض. وقد وفّر اكتشاف الأجسام الاثنانية binary فرصة جيدة لتحديد كثافاتها السائبة. إلا أن هذه التقديرات ليست دقيقة كفايةً نظراً للارتياب على موسطات parameters المنظومة الاثنانية.

الجسم

الكثافة

النوع

433 Eros

2.67±0.03

S

6489 Golevka

2.7 (+0.4,-0.6)

Q

25143 Itokawa

1.95±0.14

S, Q

1999 KW4

1.97±0.24

S

1996 FG3

1.4±0.3

C

الجدول 2- كثافات بعض الأجسام القريبة من الأرض

 

وبمقارنة الكثافات السائبة لهذه الأجسام القريبة من الأرض بتلك لنظيراتها من النيازك يتوجب افتراض أن ما بين 30 % إلى 50 % من الجسم القريب من الأرض مسامي porosity. وهذا يقتضي أن بعض الأجسام القريبة من الأرض ليست أجساماً متآلفة monolithic، بل بنى تشبه «كومة ركامية» ليس لها قوة شدة مترابطة coherent ويحقق تجاذبها المتبادل تماسكاً ضعيفاً لها.

أما فيما يخص توزيع معدلات دوران الأجسام القريبة من الأرض فهي مختلفة تماماً عن توزيع معدلات دوران كويكبات الحزام الرئيسي main-belt asteroids  (MBAs) الصغيرة؛ إذ تظهر تجاوزات بارزة للدوَّارات rotators البطيئة والسريعة على حد سواء. ويمتد المجال الكلي لأدوار periods دوران الأجسام القريبة من الأرض من 1.3 دقيقة إلى 500 ساعة.

جـ- الخصائص البصرية والبنية السطحية

يثبت تحليل المعطيات المتوفرة امتلاك سطوح الأجسام القريبة من الأرض عموماً للخواص البصرية ذاتها التي تمتلكها سطوح كويكبات الحزام الرئيسي. كما يقارب المجال الكلي لانعكاسية الأجسام القريبة من الأرض (من 0.05 إلى 0.50) إلى حد كبير المجال الكلي لانعكاسية كويكبات الحزام الرئيسي، وهو ما يقتضي تماثل التركيبة المعدنية بصورة عامة بين عناصر المجموعتين. ويدل التشابه الدقيق في موسطات الشدة الضوئية photometric وشدة الاستقطاب polarimetric الأخرى - مثل معامل الطور وميل الاستقطاب وغيرها- على تماثل البنى السطحية على السلّم دون الميكروني submicron.

وقد قدمت المعطيات الاستقطابية والإشعاعية - إضافة إلى التصوير المباشر لإيروس Eros وإيتوكاوا Itokawa- أدلة على كون غالبية الأجسام القريبة من الأرض مغطاة بالثَّرى regolith (صخور حبيبية دقيقة وغبار). وتبدو حتى أصغر تلك الأجسام - على الرغم من ثقالتها المنخفضة - قادرة على الاحتفاظ بطبقة خارجية رقيقة من الثرى. وقد أظهرت الدراسات المعاصرة  (2007)على الإصدارات بالأشعة تحت الحمراء الحرارية للأجسام القريبة من الأرض؛ أن متوسط العطالة  الحرارية thermal inertia للأجسام القريبة من الأرض ذات قطر كيلومتر يبلغ 200 ± 40Jm-2s-0.5K-1، وهو تقريباً أربعة أضعاف عطالة القمر.

د- المنظومات الاثنانية والثلاثية

اكتُشف حتى بداية عام 2010  37 كويكباً اثنانياً قريباً من الأرض؛ أي إنه مكوَّن من جسمين يدوران حول بعضهما. ويُعدّ الكويكب 243 Ida أول كويكب اثناني يُكتشف وذلك في عام 1993 بوساطة المركبة الفضائية غاليليو Galileo. وقد أظهرت هذه الأجسام تشابهاً في موسطاتها. وتُقدَّر نسبة المنظومات الاثنانية بين الكويكبات القريبة من الأرض نحو 15-17 %، لكنها أعلى بنسبة ملحوظة في كويكبات أتن Aten-asteroids، وهي مجموعة جزئية من الكويكبات القريبة من الأرض.

 
الشكل (3) مقراب مشروع سبيسواتش 

اكتشف نولان Nolan وزملاؤه بوساطة الرادار أريسيبو Arecibo الموجود في بورتوريكو عام 2008 الكويكب القريب من الأرض 2001 SN263، وهو يُعدّ أول كويكب قريب من الأرض يُكتشف بأنه ثلاثي، أي إنه مكون من ثلاثة أجسام تدور حول بعضها. والجسم المركزي كروي ويبلغ قطره قرابة 2 كم، في حين يبلغ أكبر القمرين نصف الحجم تقريباً.

ويسمح اكتشاف المنظومات الاثنانية والثلاثية ودراستها بتحديد كثافة الأجسام القريبة من الأرض ونوع مكوِّناتها.

رصد الأجسام القريبة من الأرض واستكشافها

تعمل فرق بحثية عديدة على الكشف عن الأجسام القريبة من الأرض واستقراء حجمها اعتماداً على مسارها ونصوعها، وتحديد خصائصها من بُعد.

وتحتل إدارة الطيران والفضاء الوطنية الأمريكية (ناسا) موقع الريادة في هذا المجال؛ إذ تموِّل خمس فرق بحث رئيسية، تقوم بتشغيل عشرة مقاريب منفصلة في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها وهي:

- مشروع سبيسواتش Spacewatch التابع لمخبر القمر والكواكب في جامعة أريزونا Arizona؛ الذي يستخدم مقرابين قطر عدسة الأول (الأحدث) 1.8 م والثاني 0.9 م (الشكل 3)، متوضعين على قمة جبل كيت Kitt جنوب مدينة توسون Tucson.

- برنامج تعقّب الكويكبات القريبة من الأرض near earth asteroids tracking (NEAT) التابع لمخبر الدفع النفثي العائد إلى ناسا، ويستخدم مقرابين قطر عدسة كل منهما 1.2 م، الأول في موقع المراقبة الفضائي ماوي Maui الواقع على قمة جبل هالياكالا Haleakala في جزيرة ماوي بولاية هاواي؛ والثاني في مرصد بالومار Palomar الواقع في سان دييغو بولاية كاليفورنيا.

- مشروع لينكولن لأبحاث الكويكبات القريبة من الأرض Lincoln near earth asteroid research (LINEAR) التابع لمعهد ماساتشوستس التقاني MIT (وهو مشروع مموَّل من الناسا بالاشتراك مع القوى الجوية الأمريكية)، ويستخدم مقرابين كهرضوئيين في سوكورو Socorro بولاية نيومكسيكو لمراقبة الفضاء العميق.

- برنامج البحث عن الأجسام القريبة من الأرض لونيوس Lowell observatory near earth objects search (LONEOS) الذي يقوم به مرصد لويل (الشكل 4) والواقع في فلاغستاف Flagstaff في ولاية أريزونا.

 
الشكل (4) مرصد لويل
 

- مشروع كاتالينا لمسح السماء Catalina sky survey (CSS) التابع لمخبر القمر والكواكب في جامعة أريزونا، ويستخدم ثلاثة مقاريب أحدها على قمة جبل بيغلو Bigelow في سلسلة جبال كاتالينا شمال توسون بأريزونا، والثاني على قمة جبل ليمون Lemmon يشغله مرصد ستيوارد Steward العائد إلى جامعة أريزونا، والثالث في نصف الكرة الجنوبي من الأرض في مرصد سايدينغ سبرينغز Siding Springs في أستراليا.

كما تستخدم الولايات المتحدة رادارين كوكبيين لرصد الأجسام القريبة من الأرض، الأول هو رادار المنظومة الشمسية غولدستون Goldstone في صحراء موجاڤي Mojave في جنوب ولاية كاليفورنيا؛ والذي يستخدم هوائياً قطره 70م، ويتبع شبكة الفضاء العميق للناسا. أما الرادار الثاني فيقع في أريسيبو Arecibo في بورتوريكو، وتديره المؤسسة الوطنية للعلوم بالتعاون مع جامعة كورنيل Cornell الأمريكية.

وتقوم فرق رصد وبحث أمريكية وأوربية ويابانية وكورية وروسية بإدارة برامج رصد للأجسام القريبة من الأرض، مثل مركز الفضاء الجوي الألماني، ومعهد ماساتشوستس التقاني، وجامعة كوين Queen في بلفاست بالمملكة المتحدة، وجامعة هلسنكي، ومرصد تورينو الفلكي، والمعهد الكوري لعلوم الفلك والفضاء وغيرها.

وقد أُرسلت مهمتان فضائيتان روبوتيتان لاستكشاف أجسام قريبة من الأرض، هما المركبة الفضائية نير شوميكر NEAR Shoemaker التي أرسلتها وكالة ناسا الأمريكية إلى الكويكب 433 Eros في عام 2000، والمسبار هايابصا Hayabusa الذي أرسلته وكالة استكشاف الفضاء الجوي اليايانية (جاكسا) Japan Aerospace Exploration Agency (JAXA) إلى الكويكب  25143 Itokawa في عام 2005. وقد عُدت المهمتان ناجحتين للغاية وحفّزتا اهتماماً علمياً كبيراً بالأجسام القريبة من الأرض.

من ناحية أخرى أطلقت وكالة ناسا في كانون الأول 2009 المهمة وايز wide-field infrared survey explorer (WISE) لمسح السماء بطيف الأشعة تحت الحمراء، وتمكنت هذه المهمة من التقاط أكثر من 2.7 مليون صورة لأجسام في الفضاء يمتد طيفها من المجرات البعيدة إلى الكويكبات والمذنَّبات القريبة من الأرض. وقد أنهى جزء المهمة المتعلق بالأجسام القريبة من الأرض نيووايز Neowise المسح المطلوب للأجسام الصغيرة والكويكبات والمذنَّبات، في تشرين الأول من عام 2010، ثم مُدد عمل كاميرتي مسح من الكاميرات الأربع لأربعة أشهر إضافية بعد نفاذ المبرِّد المجمِّد اللازم لتبريد أجهزة القياس.

 
الشكل (5) المركبة الفضائية هايابصا عند هبوطها على الكويكب ltokawa 25143 

سمحت المهمة نيووايز باكتشاف أجسام لم تكن معروفة سابقاً، منها 20 مذنباً وأكثر من 33000 كويكب في الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري، و134 جسماً قريباً من الأرض. من جانب آخر، أكدت المهمة وجود أجسام في الحزام الرئيسي سبق كشفها، إذ رصدت المهمة قرابة 153 ألف جسم صخري من نحو نصف مليون جسم معروف، إضافة إلى رصد أجسام معروفة أبعد عن الأرض من الحزام الرئيسي وأقرب  إليها منه، بما في ذلك قرابة 2000 كويكب يدور حول المشتري ومئات الأجسام القريبة من الأرض وأكثر من مئة مذنَّب.

ويجري العمل على إشادة مقرابين جديدين، للمساعدة في تحديد مواقع الأجسام القريبة من الأرض غير المكتشفة، هما:

٭ مقراب المسح البانورامي ومنظومة الاستجابة السريعة بان- ستارز panoramic survey telescope and rapid response system (Pan-STARRS)، وقد وُضع نموذج منه بالخدمة في هاليكالا Haleakala في هاواي Hawai.

٭ مقراب المسح الإجمالي الكبير لست large synoptic survey telescope (LSST) الذي من المتوقع إنجازه ووضعه في الخدمة في تشيلي Chile بحلول عام 2015.  

البحوث والدراسات المستقبلية

تخطِّط الولايات المتحدة لإطلاق سلسلة من المهمات الفضائية المأهولة إلى أجسام قريبة من الأرض بحلول عام 2020 لتعزيز برنامجها الاستكشافي الفضائي من مختلف جوانبه العلمية والاقتصادية والعملياتية والدفاع الكوكبي. ويتمكن رواد الفضاء في استكشافهم لجسم قريب من الأرض من جلب عينات بالغة الأهمية العلمية من سطح كوكبي حديث مختلفة جذرياً عن عينات القمر أو المريخ من حيث المنشأ والعمر والتركيب. ويحلل العلماء موارد الجسم القريب من الأرض؛ والذي قد يؤدي دوراً حيوياً في النشاطات الاقتصادية البشرية المستقبلية في الفضاء، كما يختبرون تقنيات استخراج الماء والمعادن الثمينة واستخدامها. وتقدم المهمات المأهولة معطيات هندسية بنيوية ومدنية ضرورية لإبعاد الأجسام القريبة من الأرض الخطرة مستقبلاً؛ لتفادي اصطدام تلك الأجسام بالأرض والدمار الذي سينجم عن ذلك الصدم.

وقد موَّل مكتب المشاريع المتقدمة في إطار البرنامج المجري لإدارة ناسا الأمريكية في أواخر عام 2006 دراسة لتقصي إمكان إرسال نسخة معدَّلة من مركبة الاستكشاف الطاقمية crew exploration vehicle (CEV)= أوريون Orion إلى جسم قريب من الأرض. ويشتمل المخطط المثالي للمهمة على إرسال رائدي فضاء أو ثلاثة في رحلة تستغرق من 90 إلى 180 يوماً، منها سبعة أيام إلى 14 يوماً مكوثاً من أجل العمليات التقاربية مع الجسم القريب من الأرض الهدف. وستكون هذه المهمة أول بعثة بشرية إلى جرم كوكبي بيني interplanetary خارج منظومة الأرض- القمر.

وثمة مقترح آخر لمركبة فضائية للبحث عن الأجسام القريبة من الأرض واكتشافها (نست) NEO search and discovery spacecraft (NEST) ، قادرة على تعيين الأجسام القريبة من الأرض الملائمة للاستكشاف البشري وتحديد خصائصها.

كما تخطط كندا لإطلاق الساتل نيوزسات NEOSSAT لمراقبة الأجسام القريبة من الأرض، في حين تخطط ألمانيا لإطلاق مهمات فضائية أستروئيدفايندر AsteroidFinder قادرة على كشف أنواع معينة من الأجسام القريبة من الأرض، وعلى الأخص ضمن مدار الأرض.

وتحضر وكالة الفضاء الأوربية (إيزا) ESA لإرسال عدة مهمات فضائية لدراسة الأجسام القريبة من الأرض واختبار إمكانية حرف جسم مهدِّد، ومنها المهمة الفضائية دونكيشوت Don Quijote.

 

مراجع للاستزادة:

-K. E. Hibbard, et al., Near-Earth Survey Telescope, 9th Iaa Low-Cost Planetary Missions Conference, Laurel, Md, June 21-24, 2011.

- D. Lupishko, and Z. Pozhalova, Near-Earth Objects 400 Years After Galileo: Physical Properties and Internal Structure, Proceedings Iau, No. 269,  2010.

- P.a. Abell, et Al., Scientific Exploration of Near-Earth Objects Via The Orion Crew ExploratioN Vehicle, Meteoritics & Planetary SCieNce, 44, Nr. 12, 2009.

-Andrea Milani, et al., Near Earth ObjectS, Our Celestial Neighbors: Opportunity and Risk, Cambridge University Press, 2007.

 

التصنيف :
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 285
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58334758
اليوم : 46354

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »